مزاجك اليوم
اليوم وأثناء تجولي في إحدى القرطاسيات واثناء عبثي بالكتب ونبشها , وجدت كتابا تحت كومات الكتب قد إكتسا بالتراب .لفت هذا الكتاب إنتباهي , لأني إعتقدت انه قد إنقرض .
لأن آخر مره وقع في يدي كان عندما كنت في المرحلة الدراسية المتوسطة . وعند قراءة مقدمة الكتاب إرتأيت أن أفعل ما قال عليه الكاتب " إن قضية الدجل و الدجالين
جديرة بتسليط الأضواء عليها بين حين وحين لتبصر الحيارى و الضالين و المخدوعين , ولتثبت المؤمنين وتدعيم اليقين على مر الأيام و السنين , الى يوم الدين"
بحثت عن الكتاب على الشبكة ولكن جميع الروابط التي وجدتها لم تعد تعمل , لذلك سوف أقوم بكتابة ما اقرئه في الكتاب في هذا الموضوع , وسوف يكون أقسم الى عنواين
حتى يسهل قرائتها و لا يصبح الموضوع طويلا ومملا . واتمنى لكم ان تقضوا معي رحلة مفيده مليئه بالمعرفة .
مقدمة :
" اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم!
وأعوذ بك من عذاب القبر!
و أعوذ بك من فتنة المسيح الدجال!
و أعوذ بك من فتنة المحيا و الممات!"
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء
كما يعلمهم السورة من القرآن !
ويقول مسلم بن الحجاج : بلغني أن طاوسا وهو راوي هذا الحديث عن ابن عباس
قال لإبنة : أدعوت بها في صلاتك ؟
قال : لا
قال : أعد صلاتك.
لقد فهم طاوس وجوبها من إهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بتعليمها للصحابة كما يعلمهم السورة من القرآن .
وما هذا الإهتمام العظيم من النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء عملا و أمرا وتعليقا إلا لما حواه من التعوذ من عظائم الامور و الأهوال .
ولهذا جزم ابن حزم الظاهري بفرضية قراءة هذا التعوذ بعد الفراغ من التشهد كما في كتاب " المحلى " 3/271 أخذ من ظاهر حديث
ابي هريرة - رضي الله عنه - اللذي رواه مسلم في صحيحه : " إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع ..." الى آخر الحديث .
وبعد أن روى الإمام ابن ماجه في سننه حديث امامه الباهلي وفيه أوصاف الدجال و احواله و أعماله ونزول عيسى عليه السلام قال عقبة :
" سمعت أبا الحسن الطنافسي يقول : سمعت عبدالرحمن المحاربي يقول : ينبغي أن يُدفع هذا الحديث الى المؤدب ليعلمه الصبيان في الكُتاب.
وإذا كان الناس جميعا في مشارق الأرض و مغاربها قد عانوا من مدعي النبوة بـل و الألوهية فإن ذلك لم يمنعنا من تقديم أخبار " المسيح الدجال "
ففيها تذكير للناسي , وتنبيه للغافل , و معونة للعاقل على اليقظة و الحذر.!
وإذا كان المسلمون قد تعرضوا لفتن كثيرة تمثلت في مدعي النبوة أو الالوهية على مر العصور فإن المسيح الدجال هذه المره سوف تتاح له إمكانيات ماديه
لم تتح لأحد من قبله .. وسوف تكون له جنة ونار , وسوف يحيي و يوميت بإذن الله!
ومن العجب أن وراءه سبعين ألف يهودي مدججين بالسلاح!
لكن تلك الخديعة الكبرى لن يطول أمدها , فسوف ينكشف أمرهم للعالم كله , حتى لتنطق الاحجار : يا عبدالله .. يا مسلم , هذا يهودي خلفي فاقتله. وليس هذا فحسب
بل ينزل " مسيح الهدى " عليه السلام ليحسم الموقف الإيماني فيدرك مسيح " الضلالة " ويقتله , وينهزم اليهود .. وتزول أقنعتهم وينكشف أمرهم ودجلهم .. نعم ,
سوف يقتل السيد المسيح عليه السلام ذلك " الدجال " ويحكم , ويكسر الصليب , ويقتل الخنزير .. ويعيد السلام ويدعوا الى الإسلام .
لقد أخذ الله العهد و الميثاق على أنبيائه - صلوات الله عليهم - وهاهوه سيدنا عيسى يعلن بإسمه واسم من سبقه من الانبياء على الدنيا . أن الله ارتضى لعباده الإسلام
دينا و أنه لا إله إلا الله , وأن محمدا رسول الله خاتم الأنبياء .. وتتجلى الحقيقة لكل من له عينان و تردد المخلوقات : فبأي آلاء ربكما تكذبان؟!
إن قضية الدجل و الدجالين جديرة بتسليط الأضواء عليها بين حين وحين لتبصر الحيارى و الضالين و المخدوعين , ولتثبت المؤمنين وتدعيم اليقين على مر الأيام و السنين , الى يوم الدين.
وهأنذا أقدم للقارئ الكريم , ما يثبت إيمانة , ويقوي يقينة , ويحميه ... اللهم فاشهد .
عبداللطيف أحمد عاشور .... القاهره , رمضان 1408 هـ / ابريل 1988م
يـــــــــــــتــــــــــــبع مع أولى موضوعات الكتاب ( سبب تسمية الدجال )