قد يدمع القلم قبل أن تدمع الأعين...
الحروف قد تكون دامية...
و الكلمات قد تكون جارحة...
إلا أنها حقيقة كغيرها من الحقائق...
حقيقة اختبأت بين طيات السنين...
ومن كان يدري أن تلك الحقيقة ستظهر...
كم أعجب من هذه الفتاة...
كيف أن قلبها بالجراح قد ملئ و مع ذلك فمازال بالحب ينبض!!!
كيف أن خناجر الشوق في روحها قد غرزت
و ما زالت بأطراف الحياة تتمسك...
هذه الفتاة كانت من أرق الفتيات
كانت كالزهرة الجميلة, لطيفة, رقيقة...
إلا أن هذا الجمال لطالما اختبأ وراء ستار الحزن...
ذلك الستار الذي ربما زين حياة كل فتاة في عمرها...
كانت تغازل النوم ليأتيها... فكيف السبيل إليه و الحزن رفيقها!!!
و في ليلة من الليالي و بعد أن أرخى المساء ثوبه الأسود...
كانت هي في الأزقة و الشوارع تهيم... و بالطبع غارقة بالدموع...
قد تاهت عن طريق العودة فظلت تسير و تسير
حتى وصلت إلى إحدى المناطق النائية فرأت صخرة كبيرة...
قررت أن تحفر بضع كلمات لربما ينجلي القلب و يصفى العقل...
" خفق له القلب يوما
لكنه لم يأبه به أبدا
عذب مزق و جرح جرحا
لا يكف عن النزيف يوما
ما كان ذنبي إلا أنني
و هبته قلبيَّ روحيَّ و عمري
فلم يحسن سوى ذبحي
و بالطبع فهو لا يشفي
إلى اليوم و الدمع لا يفارقني
لا أدري أهو شوقي أم حزني
إليه أرسل كلماتي
لعل عبيرها يلامس جنبات قلبهِ
و تحنن قلبه على روحٍ
لم تهوى سوى أنفاسهِ...."
(زهره بين أشوٍآكْ الحزنْ )
..,