●¦ دَمعْــٍہ وفْــآ ¦●
عضو نشيط
بسم الله الرحمن الرحيم
أسعد الله أوقاتكم وأنار بهذا المٌنتدى بياض قلوبكم ..الإخوة والأخوات ممن يستوطنون هذآ المكان ..لكٌم جميعاً أردد على الوعدِ باقون وعدت أنّ أطرح كٌل ماهو متميز مٌختلف وجديد .!
أنتشرت القصص بالعالم الأنترنتني جميعهاً قد تحمل عنوانًا واحداً فكرةً واحده وأن اختلفت الأساليب ..والمغزى وآحد ..قصةِ هذه مختلفةً تماماً عن تلكِ وتلك بلآ شك ..ومختلفة عن القصة المتوقفة عن الطرح بالوقت الحالي..!
أحب أنّ يضرب قلمي بخفة بعض القلوب ليوقظهآ على واقعِ مازآل قائم ..!
البداية كانت بداية تلكَ الفكرة ناتجة من بحث انترنتي حول ما تحمله القصة بشكلٍ عآم وناتجة عما بدأت بطرحه وتداوله المسلسلات الخليجية هذه السنه والسنوات السابقة بخصوص هذا الموضوع لذلكَ كانت الفكرة التي صرخت بصوتٍ عالٍ أكتبيني ..!
أعزآئي للمعلومية :
سبقتني في طرح القصة مجلة شموخ الأبداع ..!لذآ لابٌد بأن كانت لكٌم وقفة مع القصة ..شكرا لـ يستاهل البرد من ضيع دفآه..
فقط بأنتظار هطول أحرفكٌم وردودكم ورجاءً أنا لا أكتب ليسلموا وشكراً أكتب للمزيد ..!
.
.
http://www.youtube.com/watch?v=F29wLAS41C4
"عندما يلدُ الابن أمَّه"
جلسَ وحيدًا، يجترُّ هواء الغرفة العمياء ذاتها..أرضيّة من الخشب الألمانيّ الفاتح، وسرير ضخم بلون الشوكلاتة السّويسريَّة النّقيَّة، وشيء من الأضواء الخافتة الّتي تتيحُ النَّظر والكآبة لا أكثر. وحده سعيد حفظ لمسة الموت المهذّب، وفرّق بين رائحة اللّيل ورائحة المفارش، وحده تزوّج كلّ التّفاصيل المملّة لغرفته ليلد كلَّ ليلة أمًّا ميتة دون أن يقتنع أو يشكّ حتّى بأنّه عقيم.
أحمر، أزرق، أخضر، والبقيّة على خدّيه النّاعمين، ينتقي الطّباشير بعناية كبيرة كالعادة، يرسم على الأرضيَّة عينًا تنظر إليه..إليه فقط، وفمًا يجهِّز قُبلة دافئة له، وكفًّا منفردًا يتَّسع لرأسه الأشقر، وببطء يلوِّن المرأة المُسَطَّحة كما لو كان يحرصُ على عدم إيلامها. ينتهي من كلِّ شيء، يرمقُ الباب.. لا فائدة، يستلقي مكوِّرًا نصفه السّفليّ كي لا يخرج عن نطاقها، يحجزُ له مكانًا عند إبطها الأيسر، تمامًا حيثُ تضع الأمّ في الرّسوم المتحرِّكة طفلها.. هكذا تعلَّم، تمامًا حيث وضعته أمّه رضيعًا، وشهقت للمرَّة الأخيرة.. هكذا حيثُ لم يعلم.
كلُّ شيء هناك برائحة المعلَّبات إلاّ شعره المحمّم قبل ثلاث ساعات تقريبًا. على الرّغم من أنّه لا يعرف ترتيب أيّام الأسبوع، إلاّ أنّه يؤمن بأنّ يوم الحمَّام فاسد كما يفسد الملح كعكة؛ فلطالما دفعته الخادمة تحت الماء " فنزلٌ من حميم "..وصرخة .. " وهم لا يسمعون ". كثيرًا ما جرَّب الهروب عاريًا من ضباب الحمّام الملعون" فكيفَ كان عقاب "، ذلك الألم الّذي يخرج منه كلّ اثنين وأربعاء " ثمّ إليه تُرجعون ".
" يبدو أنّ بابا قد أُصيبَ بمرض فقد الذّاكرة، هذا المرض الجديد الّذي نسبتهُ إليَّ معلّمتي بالأمس، ففي كلِّ مرَّة يذهبُ للسّوق أطلب منه أن يشتري ماما، وفي كلِّ مرَّة يأتي بكلِّ الحلوى والألعاب وينسى ماما. سأذهب معه في المرَّة القادمة كي لا ينسى أبدًا، فأنا أحتاجُ ماما أكثر من دمية الخروف الغبيّة الّتي لا تُساعد، لا تُطعِم، لا تتكلَّم، هيَ تسمعني لا أكثر، وتبقى مبتسمة حتّى وإن بكيتُ أمامها. أريد ماما كي تعلّمني كيف أكتب واجباتي المدرسيَّة دون أن أغشّ أو توبّخني المعلّمة، أريد أن تناديني أمام كلِّ أصدقائي كما تفعلُ أمّهاتهم أمامي، وتطهو طعامًا لذيذًا، ونجلسُ على الطّاولة جميعنا لأنّني لا أجرِّب الجلوس عليها إلاّ مع الخادمة؛ فبابا كثيرًا ما يكون خارج المنزل، وأحيانًا أنتظره حتَّى أتكوَّر بجانبكِ..ولا يأتِ.. ولكن مهلاً،، أرجوكِ..لا تحمّميني أبدًا أبدًا، لا أعرف كيف يستطيع بابا أن يتحمّم كلّ يومٍ! ربَّما لأنّ شعر صدره كثيف وطويل فلا يحرقه الماء.. غدًا سأكون معه في السّوق لآخذكِ، ولكن أرجوكِ....عانقيني أمام الجميع....أحبّكِ ماما"
ويغمضُ عينيه الضّاحكتين، وهو يعلمُ كلَّ العلم أنَّ الخادمة ستأتي صباح الغد وتمسح الأرضيَّة كالعادة.
شكراً لكٌم جميعاً للمشاهدة والمتابعة والقراءة..
كل الود
روائية حديثه
أسعد الله أوقاتكم وأنار بهذا المٌنتدى بياض قلوبكم ..الإخوة والأخوات ممن يستوطنون هذآ المكان ..لكٌم جميعاً أردد على الوعدِ باقون وعدت أنّ أطرح كٌل ماهو متميز مٌختلف وجديد .!
أنتشرت القصص بالعالم الأنترنتني جميعهاً قد تحمل عنوانًا واحداً فكرةً واحده وأن اختلفت الأساليب ..والمغزى وآحد ..قصةِ هذه مختلفةً تماماً عن تلكِ وتلك بلآ شك ..ومختلفة عن القصة المتوقفة عن الطرح بالوقت الحالي..!
أحب أنّ يضرب قلمي بخفة بعض القلوب ليوقظهآ على واقعِ مازآل قائم ..!
البداية كانت بداية تلكَ الفكرة ناتجة من بحث انترنتي حول ما تحمله القصة بشكلٍ عآم وناتجة عما بدأت بطرحه وتداوله المسلسلات الخليجية هذه السنه والسنوات السابقة بخصوص هذا الموضوع لذلكَ كانت الفكرة التي صرخت بصوتٍ عالٍ أكتبيني ..!
أعزآئي للمعلومية :
سبقتني في طرح القصة مجلة شموخ الأبداع ..!لذآ لابٌد بأن كانت لكٌم وقفة مع القصة ..شكرا لـ يستاهل البرد من ضيع دفآه..
فقط بأنتظار هطول أحرفكٌم وردودكم ورجاءً أنا لا أكتب ليسلموا وشكراً أكتب للمزيد ..!
.
.
http://www.youtube.com/watch?v=F29wLAS41C4
"عندما يلدُ الابن أمَّه"
جلسَ وحيدًا، يجترُّ هواء الغرفة العمياء ذاتها..أرضيّة من الخشب الألمانيّ الفاتح، وسرير ضخم بلون الشوكلاتة السّويسريَّة النّقيَّة، وشيء من الأضواء الخافتة الّتي تتيحُ النَّظر والكآبة لا أكثر. وحده سعيد حفظ لمسة الموت المهذّب، وفرّق بين رائحة اللّيل ورائحة المفارش، وحده تزوّج كلّ التّفاصيل المملّة لغرفته ليلد كلَّ ليلة أمًّا ميتة دون أن يقتنع أو يشكّ حتّى بأنّه عقيم.
أحمر، أزرق، أخضر، والبقيّة على خدّيه النّاعمين، ينتقي الطّباشير بعناية كبيرة كالعادة، يرسم على الأرضيَّة عينًا تنظر إليه..إليه فقط، وفمًا يجهِّز قُبلة دافئة له، وكفًّا منفردًا يتَّسع لرأسه الأشقر، وببطء يلوِّن المرأة المُسَطَّحة كما لو كان يحرصُ على عدم إيلامها. ينتهي من كلِّ شيء، يرمقُ الباب.. لا فائدة، يستلقي مكوِّرًا نصفه السّفليّ كي لا يخرج عن نطاقها، يحجزُ له مكانًا عند إبطها الأيسر، تمامًا حيثُ تضع الأمّ في الرّسوم المتحرِّكة طفلها.. هكذا تعلَّم، تمامًا حيث وضعته أمّه رضيعًا، وشهقت للمرَّة الأخيرة.. هكذا حيثُ لم يعلم.
كلُّ شيء هناك برائحة المعلَّبات إلاّ شعره المحمّم قبل ثلاث ساعات تقريبًا. على الرّغم من أنّه لا يعرف ترتيب أيّام الأسبوع، إلاّ أنّه يؤمن بأنّ يوم الحمَّام فاسد كما يفسد الملح كعكة؛ فلطالما دفعته الخادمة تحت الماء " فنزلٌ من حميم "..وصرخة .. " وهم لا يسمعون ". كثيرًا ما جرَّب الهروب عاريًا من ضباب الحمّام الملعون" فكيفَ كان عقاب "، ذلك الألم الّذي يخرج منه كلّ اثنين وأربعاء " ثمّ إليه تُرجعون ".
" يبدو أنّ بابا قد أُصيبَ بمرض فقد الذّاكرة، هذا المرض الجديد الّذي نسبتهُ إليَّ معلّمتي بالأمس، ففي كلِّ مرَّة يذهبُ للسّوق أطلب منه أن يشتري ماما، وفي كلِّ مرَّة يأتي بكلِّ الحلوى والألعاب وينسى ماما. سأذهب معه في المرَّة القادمة كي لا ينسى أبدًا، فأنا أحتاجُ ماما أكثر من دمية الخروف الغبيّة الّتي لا تُساعد، لا تُطعِم، لا تتكلَّم، هيَ تسمعني لا أكثر، وتبقى مبتسمة حتّى وإن بكيتُ أمامها. أريد ماما كي تعلّمني كيف أكتب واجباتي المدرسيَّة دون أن أغشّ أو توبّخني المعلّمة، أريد أن تناديني أمام كلِّ أصدقائي كما تفعلُ أمّهاتهم أمامي، وتطهو طعامًا لذيذًا، ونجلسُ على الطّاولة جميعنا لأنّني لا أجرِّب الجلوس عليها إلاّ مع الخادمة؛ فبابا كثيرًا ما يكون خارج المنزل، وأحيانًا أنتظره حتَّى أتكوَّر بجانبكِ..ولا يأتِ.. ولكن مهلاً،، أرجوكِ..لا تحمّميني أبدًا أبدًا، لا أعرف كيف يستطيع بابا أن يتحمّم كلّ يومٍ! ربَّما لأنّ شعر صدره كثيف وطويل فلا يحرقه الماء.. غدًا سأكون معه في السّوق لآخذكِ، ولكن أرجوكِ....عانقيني أمام الجميع....أحبّكِ ماما"
ويغمضُ عينيه الضّاحكتين، وهو يعلمُ كلَّ العلم أنَّ الخادمة ستأتي صباح الغد وتمسح الأرضيَّة كالعادة.
شكراً لكٌم جميعاً للمشاهدة والمتابعة والقراءة..
كل الود
روائية حديثه