• عزيزي العضو

    إذا كنت تواجه مشكلة في تسجيل الدخول الى عضويتك فضلا قم بطلب تغيير كلمة المرور عبر (نسيت كلمة المرور) أو التواصل معنا عبر أيقونة التواصل في الأسفل او البريد [email protected] او من خلال المحادثات على الواتساب عبر الرابط التالي https://wa.link/bluuun او مسح الباركود في الصوره

    إدارة الموقع

روائع الشعر العراقي/اديب كمال الدين/كان يجلس في الغرفة المجاورة

بقايا جروح

المستشار
إنضم
12 مايو 2008
المشاركات
10,573
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
العمر
38
الإقامة
Saudi Arabia
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

(1)
كان يجلسُ في الغرفةِ المجاورة
شاب أنيق بثيابٍ سود
ينظرُ إلى السقف
بعينين فارغتين من أيّ شيء
ويضع على ركبتيه
كتاباً على هيئةِ حقيبة
أو حقيبة على هيئة كتاب
حين ناداني
دخلتُ مرتبكاً
كجثةٍ تسقطُ في البحر
قال بلغةٍ مبهمةٍ كلاماً عجيباً
وأشار إلى الكتابِ: الحقيبة
فنظرتُ، وجدتُ فيها إناءً مكسوراً
(كدتُ أغرق بسببه في النهر)
ووجدتُ حجراً
(ضربني به غجريّ فأصابَ قلبي)
ووجدتُ فيها شفتين تضحكان بآلافِ القُبَل
ووجدتُ كؤوساً من العشبِ والطينِ والجمر
وحذاءً من الخمر
وصوراً وتماثيل لأفخاذِِ نساء
ودموعاً بهيئةِ لؤلؤٍ وحروف
وقصائد بكتْ واشتكتْ وادّعتْ.
وأخيراً أخرجَ لي نقطةً حملتْ
ألوانَ الفجرِ والمغيب
حَمَلها بيده الصفراء المرتجفة
دون أن ينبسَ ببنتِ شفة.
(2)
مددتُ يدي لآخذ النقطة
أعني الإناءَ، الحجر
الشفتين، الجمر
الكؤوسَ أو الأفخاذ
الحروفَ أو الدموع.
لم تصل يدي إلى أيّ شيء
ولم يعطني الشابُ أيّ شيء
كان ينظر إليّ بعينين فارغتين من أيّ شيء
وأنا أذوبُ من الخوف
وأنا أنظرُ إلى النقطة
مدهوشاً بألوانِ الفجرِ والغروبِ فيها
كجثةٍ تُلقى في البحر[/FONT]
 
أعلى