• عزيزي العضو

    إذا كنت تواجه مشكلة في تسجيل الدخول الى عضويتك فضلا قم بطلب تغيير كلمة المرور عبر (نسيت كلمة المرور) أو التواصل معنا عبر أيقونة التواصل في الأسفل او البريد [email protected] او من خلال المحادثات على الواتساب عبر الرابط التالي https://wa.link/bluuun او مسح الباركود في الصوره

    إدارة الموقع

من مداخل الشيطان: طول الأمل

جـــودي

مشرفة قسم
إنضم
17 يناير 2008
المشاركات
4,195
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
العمر
38
الإقامة
بين يدي ربي
طول الأمل: فإن العبد إذا طال أمله سوَّف في عمله،
وعمَّر دنياه وخرَّب أخراه.
قال أبو هريرة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: «لَا يَزَالُ قَلْبُ الكَبِيرِ شَابًّا فِي اثْنَتَيْن فِي حُبِّ الدُّنْيَا وَطُولِ الأَمَلِ»[1]
قال البخاري: قال علي بن أبي طالب: «ارتحلت الدنيا مدبرة
وارتحلت الآخرة مقبلة ولكل واحدة منها بنون
فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا
فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل»
هكذا رواه معلقًا[2]
وقد قيل: إنَّا لَنفْرَحُ بالأيَّامِ نَقْطَعُهَا وَكُلُّ يَومٍٍ مَضَى يُدْنِي
مِنَ الأجَلِ فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ قَبلَ المَوتِ مُجتهِدًا
فَإنمَا الرِّبحُ والخُسْرانُ فِي العَمَلِ
وقيل أيضًا: مَضَى أَمْسُكَ المَاضِي شَهِيدًا مُعَدَّلًا
وَأَعْقَبَهُ يَوْمٌ عَلَيْكَ جَدِيدُ فَإِنْ كُنتَ بِالأَمْس اقْتَرَفْتَ
إِسَاءَةً فَثَنِّ بِإحْسَانٍ وَأنتَ حَمِيدُ فَيَومُكَ إِنْ أَعْقَبتَه
عَادَ نَفْعُه عَلَيكَ وَمَاضِي الْأَمْس لَيْسَ يَعُودُ
وَلَا تُرْجِ[3] فِعْلَ الخَيْرِ يَوْمًا إِلَى غَدٍ
لَعَلَّ غَدًا يَأْتِي وَأَنْتَ فَقِيدُ
وقال الحسن البصري: نهارك ضيفك فأحسِن إليه
فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك وإن أسأت إليه
ارتحل بذمك وكذلك ليلتك.
وقال الجاحظ: وجد مكتوبًا في حجر: يا بن آدم
لو أريت يسير ما بقي من أجلك لزهدت في طويل
ما ترجو من أملك ولرغبت في الزيادة من عملك
ولقصرت من حرصك وحيلك وإنما يلقاك غدًا ندمك
لو قد زلت بك قدمك أسلمك أهلك وحشمك
وتبرأ منك القريب وانصرف عنك الحبيب[4]
وقال بعضهم: أَلَا إِنَمَّا الدُّنيَا مَقِيلٌ لِرَاكِب
قَضَى وَطَرًا مِنْ مَنْزِل ثُمَّ هَجَّرا
فَرَاحَ وَلَا يَدْرِي عَلَى ما قُدُومُهُ
أَلَا كُلُّ مَا قَدَّمْتَ تَلْقَى مُوَفَّرا
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال:
أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال:
«كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ»
وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح
وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك
ومن حياتك لموتك[5].
ففي هذا الحديث بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن المسلم في الدنيا غريب عن وطنه الأصلي ألا وهو الجنة
التي أخرج أبوه آدم منها فلا بد أن يجتهد ليعود إليه.
وفي هذا المعنى يقول ابن القيم رحمه الله وبركاته:
فَحَي عَلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ فَإِنَّها مَنَازِلُكَ الْأولَى وَفِيهَا المُخَيَّمُ
وَلَكِنَّنَا سَبْيُ العَدُوِّ فَهَلْ تَرَى نَعُودُ إِلَى أَوْطَانِنَا وَنَسْلَمُ
وَقَدْ زَعَمُوا أَنَّ الغَرِيبَ إِذَا نَأَى
وَشَطَتْ بهِ أَوْطَانُه فَهُو مُغْرَمُ
وَأَي اغْتِرَابٍ فَوْقَ غُرْبَتِنَا الَّتِي
لَهَا أَضْحَتِ الأعْدَاءُ فِينَا تحكَّمُ[6]
وكان عطاء السلمي يقول في دعائه: اللهم ارحم في الدنيا
غربتي وارحم في القبر وحشتي وارحم موقفي غدًا بين يديك
وقال بعضهم: سَبِيلُكَ فِي الدُّنيَا سَبِيلُ مُسَافِرٍ
وَلَا بُدَّ مِنْ زَادٍ لِكُلِّ مُسَافِرٍ وَلَا بُدَّ لِلْإِنْسَانِ مِنْ حَمْلِ عُدَّةٍ
وَلَا سِيَّمَا إِنْ خَافَ صَوْلَةَ قَاهِرٍ
وروى الحاكم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لرجل وهو يعظه «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ:
شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِك وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِك وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِك
وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِك وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ» قال الحافظ:
وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» بسند صحيح
من مرسل عمرو بن ميمون[7]
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين للصحابة
قصر أجل الإنسان مع طول أمله مستعينًا في ذلك بالرسم الهندسي
ففي «صحيح البخاري»[8] عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال:
خط النبي صلى الله عليه وسلم خطًّا مربعًا وخط خطًّا في الوسط
خارجًا منه وخط خططًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط
من جانبه الذي في الوسط وقال: «هَذَا الإِنْسَان وَهَذَا أَجَلُهُ
مُحِيطٌ بِهِ أَوْ: قَدْ أَحَاطَ بِهِ وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِج أَمَلُه
وَهَذِهِ الخُطَطُ الصِّغَارُ: الأَعْرَاض فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا
وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا»
قال الحافظ: وهذه صفته[9]:
فإياك أخي المسلم وطول الأمل فإنه يورث سوء العمل
بل ويفتح للشيطان بابًا آخر ألا وهو: الحرص:
والحرص مفسدة للدين أي مفسدة فعن كعب بن مالك
رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ
عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ»[10] رواه الترمذي
وقال: حسن صحيح وصححه ابن حبان.
وعن كعب بن عياض رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَة
وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ»[11]
وقد قيل: حتَّى مَتَى أنَا فِي حلٍّ وَتَرحَالٍ وَطُول سَعْي وَإِدْبَارٍ
وَإِقْبَالٍ وَنَازحُ الدَّارِ لَا أبقيكَ مُغْتَرِبًا عَنِ الأَحِبَّةِ لَا يَدْرُونَ
مَا حَالِي بِمَشْرِقِ الأَرْضِ طَوْرًا ثُمَّ مَغْربُهَا
لَا يَخْطُر المَوْتُ مِنْ حَرْصِي عَلَى بَالِي
وَلَو قَنَعْتُ أَتَانِي الرِّزْقُ فِي دَعَةٍ
إنَّ القُنُوعَ الغِنَى لَا كَثْرة المَالِ
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَض وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ»[12]
قال القرطبي[13] معنى الحديث أن الغنى النافع أو العظيم
أو الممدوح هو غنى النفس وبيانه أنه إذا استغنت نفسه كفت
عن المطامع فعزت وعظمت وحصل لها من الحظوة والنزاهة
والشرف والمدح أكثر من الغنى الذي يناله من يكون فقير النفس
لحرصه فإنه يورطه في رذائل الأمور، وخسائس الأفعال
لدناءة همته وبخله ويكثر من يذمه من الناس ويصغر قدره
عندهم فيكون أحقر من كل حقير وأذل من كل ذليل والحاصل
أن المتصف بغنى النفس يكون قانعًا بما رزَقه الله لا يحرص
على الازدياد لغير حاجة ولا يلح في الطلب ولا يلحف في السؤال
بل يرضى بما قسم الله له فكأنه واحد أبدًا والمتصف بفقر النفس
على الضد منه لكونه لا يقنع بما أعطي، بل هو أبدًا في طلب الازدياد
من أي وجه أمكنه ثم إذا فاته المطلوب حزن وأسف فكأنه
فقير من المال لأنه لم يستغن بما أعطي، فكأنه ليس بغني
ثم غنى النفس إنما ينشأ عن الرضا بقضاء الله تعالى
والتسليم لأمره علمًا بأن الذي عند الله خير وأبقى
فهو معرض عن الحرص والطلب وما أحسن قول القائل
غِنَى النَّفْسِ مَا يَكْفِيكَ مِنْ سَدِّ حَاجَةٍ فَإِنْ زَادَ شَيْئًا
عَادَ ذَاكَ الغِنَى فَقْرًا اهـ[14]
وقد قيل: أَرَاكَ يَزِيدُكَ الإثْرَاءُ حِرْصًا عَلَى الدُّنيَا كَأَنَّكَ
لَا تَمُوتُ فَهَلْ لَكَ غَايةٌ إِنْ صِرتَ يَوْمًا
إِلَيْهَا قُلْتَ: حَسْبِي قَدْ رَضيتُ
فإياك أخي المسلم والحرص فإنه يذهب الدين والشرف معًا
ويفتح للشيطان بابًا آخر ألا وهو: البخل

 

مزاجك اليوم

يعطيك العافيه على الموضوع المميز

تقبلي مروري المتواضع

دمتم بكل الوود
almaistru
هــ hawiــاوي
 
أعلى