• عزيزي العضو

    إذا كنت تواجه مشكلة في تسجيل الدخول الى عضويتك فضلا قم بطلب تغيير كلمة المرور عبر (نسيت كلمة المرور) أو التواصل معنا عبر أيقونة التواصل في الأسفل او البريد [email protected] او من خلال المحادثات على الواتساب عبر الرابط التالي https://wa.link/bluuun او مسح الباركود في الصوره

    إدارة الموقع

رواية أحببتك أكثر مما ينبغي >

الاعضاء الذين تم تكريمهم لهذا الشهر
العضو الاكثر نشراً للمواضيع
العضو الاكثر ردوداً
^
^
أشعر وكأنك تخنقني بيدك القوية ياعزيز ! تخنقني وأنت تبكي حُبا .. ! ..
ل أدري لماذا تتركني عالقة بين السماءِ والرض ! ..
لكني أدرك أنك تسكنُ أطرافي .. وبأنك ( عزيزُ ) كما كُنت ..
أحببتك أكثر مما ينبغي , وأحببتني أقل مما أستحق .. ! ..
--------------------------------------------------
أتذكرها .. ! ...
تلك الساقطة .. ! ..
كُنا نثرثر كعادتنا في المقهى , مقهانا الذي نُحِب ..
كانت تجلس تلك الساقطة بالقرب منا وهي ترمقك بنظرات ذات معانِ رخيصة !
نظرت لها بخبث والتفت لي .. قلت لك : ساقطة ! ..
غمزت لي وأنت تضحك , أغيضيها ! ..
كُنت أعرف أنك ستنتهز الفرصة .. لتتمكن من ماتستطيع التمكن منه ! ..
مررت سبابتي ببطء على ( أزرة ) قميصك المفتوح وأنا أنظر إليها مُتحدية ..
فغادرت .. ! ..
قلت لي أكملي , قلت لك قم بس قم ! ..
---------------------------------------------------
أذكر .. في أحدى ليالينا الغاضبة ..
كنت أنتحب على الريكة وأنا احتضن هاتفي المتنقل راجية اياه أن تنطق وتراضيني ! ..
بعثت لي كاتبا : أنتِ حقيرة ! ..
رددت على رسالتك : لستَ برجُل .. ! ..
قلت : لو كُنتِ في حضني الن .. لعرفتِ كيف تكون الرجولة ! ..
ابتسمتُ على الرغم مني , ورضيتْ ! ..
---------------------------------------------------
كم أحببت روبرت تلك الليلة .. !
الكهل الكندي الذي تقطن منزله .. كنا مجتمعين حول التلفاز ..
وقد كانت فكتوريا حفيدته الصغيرة تجلس في حضنك .. وهي تتحسس شعرات ذقنك النامية
باصابعها الصغيرة ..
كنتُ ارقبها وأنا أدعو ال في نفسي أن تقع وتكسر رأسها الفارغة ! ..
قال لي روبرت ,
هيه ! .. ما رأيكِ أن تجلسي بحضني ؟
التفت اليه بسرعة متعجبا .. ماذا ! .. من يجلس بحضنك ؟!
أجابك الكهل بخبث .. جومانة ! ..فارق العمر بيني وبينها ضعف فارق العمر بينك وبين
فيكي ياعزيز !
حملت فيكي وأجلستها في حضنه وأنتا تقول .. خذ طفلتك ودعك من طفلتي يابوب ! ..
! i can be your hero baby , ربت على فخذك براحةِ يدك : تعالي هنا
------------------------------------------------------
كم أشعر بالملل وأنت تراجع دروسك .. ! ..
كانا روبرت وزوجته باتي يُقامران مع أصدقائمها في زاوية الغرفة .. وكنت أنت مُنهمكا
بمراجعة دروسك ..
أما أنا فقد كاد الملل يقتلني ..
ناديتك عزيز ! ..
أجبتني هاه ! ..
..عزيز ! ..
هاه ..
عزيز ؟ ...
.. هاااااااااااه !
مللت ! ..
قلت لي دون أن ترفع رأسك من أوراقك , أقرأي ..
ل مزاج لي للقراءة ..
فكري !
بماذا !
بي !
عبدالعززززززززززيز !


^

هاه ؟

ممكن ألعب معهم ؟

رفعت لي رأسك وعيناك تشعان غضبا !

همست لك بخوف , أنت تقامر !

أنا سيئ ! ..

قلت لك بعناد , وأنا سيئة !

حقا ! .. هذه مشكلة .. لني ل أحب الفتيات السيئات .. ! ..

ضربتك بالوسادة وصمت ! ..

--------------------------------------------------------

أتذكر حينما ترجلتُ من سيارتي وأنت تجلس أمام حديقة المنزل .. ووقعت عيناي على

( البيرة ) في يدك ..

جلست بقربك غاضبة .. قلت لي : وين السلم ؟ ..

إلى متى .. تشرب وتقامر وتتصرف بطيش ؟ ..

حتى نتزوج يوما وتنجبي طفلي !

لن أتزوج رجُلً طائشا ياعزيز ..

أراهنك بأنك ستفعلين ! ..

صرخت بوجهك : أتحدااااااااااااااااااااك .. ومشيت ! ...

--------------------------------------------------------

كنت أقرأ في الحديقة العامة الصغيرة .. وكنت مستلقيا على ظهرك بجواري ممسكا بخصلة

من شعري ...

كُنت تُغني ,

.. ! .. you are beautiful

..it's true

,I saw your face in a crowded place

,And I don't know what to do

..because I'll never be with you

.. you are beautiful .. you are beautiful

.. ! .. it is truth


^


نظرت إليك .. إذن فأنت تعرف بأني سأكون مع رجل آخر .. ! ..

تجاهلتني ..

.. you are beautiful .. you are beautiful

.. ! .. it is truth

.. ! you must be an angel

ربت بيدي على شعرك .. ودعيت ال في سري أن أنتهي منك قريبا .. ! ..

سأنهي دراستي قريبا وسأعود أخيرا للوطن ..

الوطن الذي لو لم أغادر منه لما حدث كل هذا ! ..

أتكون أنت عقابي على مغادرة وطن أحبني ! ..

قد تكون ياعزيز ..!! .. قد تكون ...

أما أنت , فطريق عودتك طويل .. طويلُ للغاية ...

تشاجرنا يومها , قلت لك بأنك ستُحرم من البعثة ! ..

فسير دراستك سيء وأمورك ليست على مايُرام .. ! ..

قلت لي : جمانة ,, اسمعي ! .. بصراحة أنا لن أعود ! .. أفكر بالستقرار هُنا ..

صرخت فيك : ماذا عني .. وأنا .. ؟؟ ..

هززت كتفيك ببساطة , فلتبقي ياجمانة ! .. فلتبقي معي إن أردتِ !! ..

مالذي يحدث لك ياعزيز .. ! ..

أحبكِ , وأريدك لكنكِ ل تتفهمين ! ...

-------------------------------------

تأخرت تلك الليلة كثيرا ياعزيز , فأيقظتني باتي فجرا مُنبهة ..

جمانة صديقكِ لم يعد بعد ! ..

ليس صديقي ياباتي , ليس صديقي ! ..

تسكن معهم منذ أربع سنوات ياعزيز , ولم يفهموا بعد معنى مابيننا .. ! ..

لننا معا .. ولسنا معا .. !! ..

هاتفك مغلق .. كعادتك في لياليك الصاخبة ..

قدت سيارتي لمنزلك .. كنت أبكي في طريقي ياعزيز !

لماذا تفعل بي هذا ! ..

نهايه الجزء الاول




 
^
جلست معهم انتظرك وكلي مَهانة ..! ..
قال لي الكهل : ل تقلقي جمانة ! .. عزيز يُحبك .. ! ..صدقيني جمانة , كُنت ك عزيز في
شبابي .. فلتسألي باتي ! ..
كنت أصرخ في أعماقي , اصمت يابوب اصمت ! ..
جئت مُترنحا , تجر قدميك ك ثُقلي سَجين ! ..
صاح فيك بوب مُعاتبا , عزيز .. تأخرت كثيرا .. قلقنا عليك ! ..
لم ترد , جلست على الرض أمامي واضعا رأسك على ركبتي ! ..
جمانة ! .. أريد أن أنام .. ! ..
أين كُنت ؟ ..
أنا مُنهك .. أريد أن أنام .. ! ..
عبدالعزيز ! ..
صحت فيني وأنت تبكي .. أُحبكِ .. أرجوكِ.. ! ..
أخذتك أنا وبوب إلى فراشك .. نمت وأنت تمسك بيدي .. ! ..
كانت عيناك تدمعان .. ! ..
جلستُ بجوارك حتى بزغ النور ..
كنتُ أبحث في ملمحك عن شخص أكرهه ! ..
لكني لم أجد سوى رجلً أحبه .. وأكره حُبي له .. ! ..
أتذكر
لقائنا الول ..
23 سبتمبر في عيدنا الوطني .. ! ..
دخلت المقهى الذي أصبح فيما بعد مُلتقانا الدائم ..
كُنت تقرأ وحيدا في أحد الركان ! ,
جلستُ على الطاولة المقابلة لك .. واضعة ( شماغ ) حول رقبتي ك شال ..
شدك ( فيما يبدو ) الشماغ , فأطلت النظر إلي ..
أشرت بيدك إلى عنقك وسألتني بالنجليزية وبصوت عالِ , أتفتقدين وطنا يقمعُكِ ؟
أجبتك بالعربية , أيفتقدك وطنا تخجلُ منه .. ! ..
ابتسمتْ : أنتِ سريعة بديهة ! ..
وأنت , غاضب ! ..
كيف عرفتِ أني سعودي ؟ .. سألتكِ بالنجليزية .. !
أشرت إلى الكتاب العربي الذي كنت تقرأه .. بدون أن أن أنطق ..
قلت بسخرية : اسمي عبدالعزيز , كاسم الموحد ! ..
وأنا جمانة ..
كاسم جنية ؟
تجاهلتك وتشاغلت بتفتيش حقيبتي ..
سألتني : لماذا تضعين شماغ , هل أنتِ مسترجلة ؟
رفعت لك رأسي مُندهشة : نعم !!
? Lesbian .. ؟ هل أنتِ مسترجلة
سألتك : وهل أبدو لك ك مسترجلة ؟
ل , لكنك قد تكونين ولهذا أسأل .. !! ..
كنت مُستفزا لي في لقاءنا الول ياعزيز , كيف ورطت نفسي مع رجل يَستفزني منذ اللحظات
الولى ! ..
دائما ماكنت مؤمنة بأن ل خير في رجُلِ يكره وطنه ! .. فلماذا آمنت بخيرك .. ؟! ..
--------------------------------------------------------
--------------
في الصيف الماضي ..
حينما قررت السفر إلى الرياض وقضاء الصيف مع عائلتي ..
حجزت لي مشكورا , لكنك أبيت أن تطير معي لترى أهلك .. ! ..
رجوتك كثيرا لكنك رفضت , غضبت منك ياعزيز ....
لذا لم أودعك وركبت الطائرة وأنا أقاوم دموعي ..
لتفاجئني بالمقعد المجاور لمقعدي .. وعلى وجهك ابتسامة خبيثة .. !! ..
أشرت إلى ساعة يدك : تأخرتِ وآخرتينا , كنا بإنتظارك ؟..
لكزتك بمرفقي وأنا أهمس , مالذي تفعله هُنا ؟
لكزتني , ل تكون طيارة الوالد ! ..
ضحكت على الرغم مني ياعزيز ..
قبلت كفي بحب واحتضنتها بين كفيك القويتين .. خشيت أن ل تعودي ! .. هكذا أضمن أن
تعودي معي ..
سحبت يدي منبهه .. ولد .. أنت على خطوط الوطن ! .. فل تنسى ..
قلت وأنت تربط حزامك , حسنا .. جُمان , عندما نتزوج .. أين سنقضي شهر العسل .. ؟
 
^
أممم .. موريشيوس .. ! ..
غمزت : أجميلت هن فتيات موريشيوس .. ؟
مُثيرات ياحبيبي .. ! ..
حسنا , سنقضي شهر عسلنا في موريشيوس ..
ثرثرنا لساعات طوال .. حتى تعبت ونمت على كتفك .. ! ..
كنت نصف نائمة , عندما طلبت من المضيف أن يأتي ب ( لحاف ) لزوجتك ! ..
مست كلمتك شغاف قلبي ياعزيز .. ! ..
ل أدري كم بقيت نائمة .. حتى أيقظتني !
.. حبيبتي .. أستيقظي ... خطر .. خطر .. !! ..
ماذا ؟! ..
على مشارف الوصول ..
? So
بنت ! .. أنتِ على خطوط الوطن ... أتنزلين لرض المطار سافرة ؟
وضعت ( طرحتي ) على رأسي وأكملت نومي على كتفك ..
همست بأذني : جمانة , سنعود قريبا .. كوني مطيعة حتى نعود ! ..
وحينما وصلنا لرض المطار وتفرقنا ..
كانت عيناك معلقتان بي على الرغم من أن حشدُ من أصدقائك مُحيط بك .. !! .. لم تغادر
صالة المطار حتى غادرتها أنا مع عائلتي ! ..
يومها شعرت بالكثير من الدفء ياعزيز ! .. وغرقت في غيبوبة عِشق .. لم أستيقظ منها قط
.. !
ل أدري ماهي أسباب عدائكما الدائم أنت وهيفاء صديقتي الكويتية التي أسكن معها ..
كنا نتناول غداءنا في أحد المطاعم اليطالية , حينما اتصلت داعية اياي على الغداء ..
أخبرتها معتذرة بأنني أتغدى معك .. قالت لي : جوجو .. هذا الرجل ل يستحقك ..! ..
ابعدت الهاتف عن أذني وقلت لك عزيز , هيفاء تقول بأنك ل تستحقني .. !! ..
قلت وأنت تقلب طبق الفوتشيني , قولي لها موتي !! .. أسأليها لماذا ل تموت بالمناسبة ؟؟ ..
كنت أضحك بجذل , وهي تشتمك على الطرف الخر ..
سألتك بعد أن أغلقت , حرام لماذا تكرهها .. ! ..
قلت بعصبية .. لنها غبية .. تغار عليك مني .. غبية .. شاذة .. !! ..
أغلقت فمك بيدي .. عييييييييييب .. !! ..
جمانة , أنتبهي .. هيفاء ستدمر مابيننا .. أقسم بربي أن فعلت لبكيها دما .. !! ..
لن تفعل ! .. ل يستطيع أحد غيرك أن يفعل ..
لكنك ظللت تردد طوال اليوم , غبية .. شاذة .. !! ..
الحب أعمى ياعزيز .. رأت هيفاء فيك مالم أره ! ..
--------------------------------------------------------
-------------
أتذكر تلك العجوز الهندية غريبة الطوار ..
إلهي كم أرعبتنا .. !! ..
كنا نتحدث على قارعة الطريق بعد يوم طويل في الجامعة ..
مرت بقربنا إمرأة في السبعينات من عمرها .. اقتربت منا ما أن سمعتنا نتحدث بالعربية ..
أعربُ أنتم ؟ ..
أجبتها أنت وقد أخذتك العروبة على غير العادة .. نعم عرب ..
من أي العرب ؟
السعودية .. ! ..
نظرت إلي نظرة عميقة أخافتني .. لن أنساها ماحييت ..
مدت أصابع متهالكة .. مسحت بها على شعري ..
كم أنتِ مُتعبة ! ..
نظرت إليك بخوف مُستنجدة .. سألتها أنت بدهشة .. من هي المُتعبة ؟ .. ..
مسكت بيدك .. صديقتك المُتعبة .. تتعبها كثيرا ياولدي .. ! ..
نظرت إلي بارتباك .. شاكيتني حتى للي بالشارع ؟ ..
لم تفهم العجوز .. وقالت لك : صدقني أنت أيضا مُتعب .. لكنك تكابر ! ..
سألتها : مما أنا مُتعب ؟ ..
هي مُتعبة منك .. منك فقط .. وأنت مُتعب من كُل شيء ..
نظرت إلي قائلة : فلتعتني به ! ..
تركتنا ومشت ! ..
كنا نتابعها تبتعد بخوفِ صامت ...
لول مرة أشعر بأنك خائف أكثر مني ..
قلت لك : عبدالعزيز .. من هذه ؟
 
^
أجبتني بفزع : إما جنية وإما جنية .. !! .. بيبي .. حطي رجلك ! ..
مسكت يدي وركضنا حوالي الميلين بل توقف .. !! ..
ونمنا يومها ونحن نتحدث على الهاتف من شدةِ الفزع.. !! ..
---------------------------------------------
ولدتُ أنا في السادس من يونيو في منتصف الثمانينات .. وولدت أنت في الثامن من أبريل في
منتصف السبعينات .. كُلنا مُنتصِفان ..
مؤمنة أنا بأن جميع مواليد أبريل كاذبون .. ! .. ولقد كُنت تكذب علي كثيرا ياعزيز ..
كاذبُ أنت كأبريل , مُزهرُ أنت كربيعه .. ! ..
أيجتمع خريفُ الكذب وربيع الفصل معا .. ! ..
صدقني فيك اجتمعا .. لطالما كُنت ربيعي ياعزيز.. وكذبة عمري التي صدقتها طويلً ,
وأحببت العيش فيها ! ..
لطالما كان الكذب بنظري شديد السواد , لكنك كُنت تزهي كذبك بألوانِ لم أعرفها مع سواك ..
.. !
كُنت تتباهى دائما بأني ( فراشتُك ) لكنك كُنت كالعنكبوت ياعزيز , نسجت وخلل سنواتنا معا
خيوط متينة من حولي ..
لم تتمكن الفراشة من انتشال نفسها من بين خيوطك المُتشابكة ! ..
أأخبرتك مُسبقا بأن أكاذيبك ساذجة .. ؟! .. أتدرك كم هي مُضحكة أعذارك ..؟
أترى فيني إمرأة غبية .. تنطلي عليها أكاذيب رجُل ينبضُ قلبه في صدرها .. ويحتضر قلبها
بين أضلعه التي ضاقت على فؤادِ يخفق له وحده ! ! ..
لستُ بغبية ياعزيز .. أنا ضعيفة .. ضعيفةُ للغاية ! .. ضعيفة لدرجة أن أرتضي تصديق
كذبك .. ! ..
حينما كُنت تقضي ساعات الليل بطولها على الهاتف مع ( أخوتك ) في الرياض .. كنتُ
أحاول تصديقك في كل ليلة ..
كُنت أدرك بأنك كاذب .. لكني حاولت من أجلك أن أتفهم ! ..
أتدري ياعزيز ..
في كل مرة كُنت تردد على مسامعي ( كوني متفهمة , أنتِ ل تتفهمين ) ,, أدرك بأن أنثى
جديدة دخلت بيننا ! ..
وإن كُنت تعود لي في كل مرة نادما ..
كوني متفهمة في قاموسك تعني أنك تخون وبأني لبد من أن أكون غبية أو أن أتجاهل !! ..
في إحدى شجارتنا صرخت في وجهي : جمانة أسمعي .. أنا رجُل لعوب .. أشرب وأعربد
وأعاشر النساء .. لكني أعود إليك في كل مرة .. !! ..
جمانة هذا أنا .. ! .. عرفتكِ في الثلثين من عمري .. فات وقت التغيير ياجمانة .. ل
أستطيع أن أتغير .. أٌحبكِ أنتِ .. أرغب بكِ أنتِ .. لكني ل أتغير
ولم تتغير .. ! ..
أتُصدق بأن أقسى خياناتك لي كانت حينما أخطأت باسمي !! .. ناديتني مرة باسم إمرأة آخرى
..
قد ل تكون اللحظة البشع لكنها كانت موجعة للغاية ياعزيز .. !! ..
ماأصعب أن تنادي إمرأة بإسم آخرى على الرغم من أنها تكاد أن تُنادي كل رجال الدنيا
باسمك ..
أتدري مالكثر إيلما ..؟ .. إنكارك لهذا .. !! .. ماأسهل إنكارك يارجل .. تُنكر كل شيء
ببساطة .. وكأن شيئا لم يَكُن .. !! ..
دائما أنت ( لم تفعل ) ودائما أنا ( أفتعل ) المشاكل ..
صرخت بوجهك لحظتها : أتُحاول أن تُشككني بعقلي .. ؟ ..
أجبتني : وهل أنتِ عاقلة حتى أشكك بعقلك .. ؟؟ .. أنتِ مجنونة .. مجنونة خااام ..
قلت لك مرة , أنت تُنهكني .. أشعر وكأنني في مَخاضِ طويل .. !! ..
أجبتني واثقا : يأبى رحمكِ أن يلفظني ياجُمان .. فل تحاولي ..
أتقتلني يوما ياعزيز ؟! .. أأموت متعسرة في ولدتي بك .. أم أموت مُتسممة برجل
يسكنني .. يرفض وجوده جسدي ول قدرة له على لفظهِ ؟ ..
كم أود انتزاعك ياعزيز من أحشائي ! ..
كنا نلعب الشطرنج في بيتك حينما سألتني : جمانة .. أتدرين مالفرق بين حُبي لك وحُبكِ
لي .. ؟
أيوه !
أنا أحب كل مافيك .. أحبكِ كثيرا عندما تضحكين .. أحبك حينما ترفعين أحد حاجبيكِ شكا ..
؟ وتعقدينهما غضبا .. أتعرفين أنهما يصبحان كرقم 88
حقا ؟ .. معلومة سخيفة .. ! ..
 
^
^
أما أنتِ .. فتحبيني وتكرهين كل مافيني .. ! .. تُشعريني دائما بأنكِ متورطة بي
ياجمانة .. !! ..
أنا متورطة بك بالفعل .. ! ..
ابتسمت : أسمعي .. دعكِ من هذا الن .. إن فزتِ في اللعبة سألتزم بكل ما تقولين شهر
كامل ..
سألتك : وإن فزت أنت .. ؟ ..
.. Kiss لمعت عيناك : سأحظى ب
هذا اللي ناقص .. ! ..
قلت بالنجليزية موجها حديثك لروبرت الجالس أمام التلفاز
بوب , أتصدق بأنني مُغرم بها منذ 4 سنوات ولم أقبلها قط .. ؟
.. i'm proud of you : قال لي بوب
ضحكنا معا .. قلت له : هي تدعي بأني أشككها بعقلها .. وأنا أؤكد لك بأنها تشككني
برجولتي .. ! ..
قال بوب : دعكِ منه ياصغيرة .. صديقكِ هذا مُحتال .. فاحذري ..
قلت لي يوما ..ل تصدقي شاعرا أبدا .. كل الشعراء كاذبون , بيئة الشعراء قذرةُ للغاية ..
المُضحك في المر .. أنك شاعر وكاتب .. !! ..
لكنك ل تُناقش معي هذا .. تتجنب دوما مناقشة مقالتك معي .. أو أن تقرأ لي قصيدة ..
ل أقرأ لك إل من خلل العلم ..وتعلل هذا بأنه أمرُ يُحرجك .. ! ..
نشرت قبل أشهر مقالة عن أخلقيات المغتربين وعن ضرورة تحصين المُبتعث دينيا وأخلقيا
قبل السفر ! ..
أضحكتني يارجُل ! ..
-------------------------------------------------
كنا مُتخاصمين عندما اتصلت بي باتي : ..
جمانة , ماأكثر مشاكل صديقك .. ! .. نحن بالمستشفى ..
مالذي فعله هذه المرة ؟
تبرع بغسل أرضية المطبخ بالصابون ووقع وأنكسرت رجله .. !
ارتفع صوتك بجانبها : قولي لها أني سأموت وهي السبب ! ..
قلت لباتي : باتي .. أبلغيه سلمي .. لن أتمكن من الحضور ..
^
أجابتني بضجر : إلهي ماأسخفكم .. ! .. إلى اللقاء ..
اتصلت بي : هيه .. ل يربط ساقي بفخذي سوى بنطالي , ألن تأتي .. ؟
ل .. لن أأتي ..
تعالي و أشمتي , ل يفوتك المنظر .. ! ..
كل .. ! ..
.. ! Common
ل ..
سأموت .. ! ..
أمثالك ل يموتون ..
حسنا , تعالي لتوقعي على جبيرتي .. لبد أن تُدشني حفل التوقيع ! ..
ل ..
تعالي قبل أن أُعصب ! ..
وجئتك .. !! .. بعد أن قاموا بتجبير رجلك .. كُنت مُتألما ..
يابنت اللذينَ ! .. كله منك .. دعيتِ علي ؟
أرأيت .. ؟ .. أول الغيث قطرة ..
قولي أول الغيث كَسرة .. ! ..
كُن رجلً معي ولن يُكسر فيك شيء .. !! ..
كيف أكون رجُلً وأنتِ تحرميني من مُمارسة رجولتي .. ! ..
قلة أدب ! ..
المعذرة .. آثار المهديء ..
مسكت يدي بيدك ووضعتها على جبينك .. قولي أنا آسفة .. ! ..
أنت من يخطيء وأنا من يعتذر . .؟
أنا مكسور .. ! ..
وأنا مكسورة الخَاطر .. ! ..
أأنادي الطبيب ( ليجبر ) خاطرك بجبيرة وردية ؟ .. لديهم كل اللوان .. ! ..
أأُسميها خِفة ظل ؟
تقريبا .. قولي أنا آسفة ..
أنا آسفة .. ! ..
قبلت كفي .. سامحتك .. !! .. أتدرين بأني لم أصرخ .. ؟
حقا .. ؟
 
^
ولم أبكي .. ! ..
بطل .. ! ..
طارت رجلي ولم أتأوه حتى .. ! ..
مسحت على شعرك .. فخورة أنا بك .. ! .. فابتسمت بفرح ..
قلت لك : أتدري ياعزيز .. أحيانا أرى في عينيك طفولة بريئة .. ل تتناسب مع طبيعتك .. !
أنا ( أنقط ) براءة حبيبتي , لكنك تظلميني ! .. كُل شيء عزيز .. كُل شيء عزيز .. !! ..
ضحكت وضحكت أنت ...
جُمان , ضحكتكِ جميلة .. خففي من ال 88 .. ودعيني أعيش حياتي .. كلها ثمان , تسع ,
عشر سنوات .. وسأنضج ! ..
ومن سينتظرك ..؟ ..
أنتِ .. وش وراك ؟ ..
ضربتك مع كتِفك ..
مارأيكِ أن تكسري كتفي أيضا .. ؟ ..
ليتني أفعل ياعزيز .. بودي لو أفعل ... !! ..
--------------------------------------------------------
-------
خلل الصيف الذي قضيناه في السعودية , تشاجرت مع أخي الكبر .. كنت أنت وقتها في
القصيم ...
اتصلت بك باكية .. أجبتني بين حشد من الناس , كانت أصواتهم عالية جدا .. لم تكُن تسمعني
جيدا ..
أنا أبكي , وأنت تصرخ .. ماذا ؟ .. هيه .. ل أسمعك .. ! .. ثواني ..
كُنت أسمع صوت خطواتك وأنت تمشي .. قلت لي ما أن ركبت سيارتك ..
واحشني القمر .. ! ..
لم أتمكن من الجابة عليك .. كنت أبكي .. !! ..
قلت لي ممازحا : ليه يارمانة الحلوة زعلنة ؟
ازداد نحيبي على الرغم مني ..
ال ! .. ال ! .. ليه مشغلة الونان ؟ .. من زعلك .. ؟ ..
.. أنت .. أنت منشغل عني بأصدقائك .. ! ..
^
ياحياااة الشقاء .. مسكينُ أنا .. كل شيء أنا , كل شيء أنا .. ! ..
أنت ل تحبني ياعزيز .. لو كنت تحبني لما أنشغلت عني ..
قلت لي : جمااانة .. أنا في القصيم .. المكان الوحيد في العالم الذي يجب أن ل تخشي علي
وأنا فيه .. !! .. جمانة ليوجد هنا سوى النخيل .. لن أخونك مع نخلة ! ..
لكنك ل تشتاق لي .. ! ..
أشتاق ياصغيرتي أشتاق .. لكني ل أستطيع التحدث معك هُنا وأنتِ تدركين ذلك .. ! ..
أنت تهملني ..
آسف , أخبريني .. من الذي أغضبك .. ؟ ..
خالد .. ! ..
ماذا فعل النسيب ؟
يقول أني سطحية .. ! ..
المُجرم .. !! ..
أتسخرُ مني ؟
ل يابيبي , سأهشم رأسه حينما أعود إلى الرياض .. ل أحب الذين يغضبون حبيبتي ..
كيف تضربه وأنت ل تعرفه ؟
ل بأس ياقمري , سأتعرف عليه ! ..
أمممم .. حسنا ..
بعض الكذب لذيذُ أحيانا .. أُدرك بأنك لن تَفعل .. وتُدرك أني أدرك بأنك لن تفعل .. وعلى
الرغمِ من هذا .. مُستمتعة أنا بحمايتك المزعومة لي
وسعيدُ أنت بلجوئي إليك .. ! ..
يقول نزار , طفلين كُنا في محبتنا وجنوننا وضلل دعوانا .. ! ..
طفلين كُنا ياعزيز .. حتى في ضللنا .. !! ..
في أحدِ المطاعِم .. وعلى الغداء ..
.. كنتُ أحدثك عن مُحاضرةِ اليوم بحماسة وكنت تُهز رأسك بتركيز , فجأة سرحت بنظرك
عني .. ! .. وانخفضت جالسا في مقعدك ..
أمسكت بيدي دون أن تنظر إلي : جُمان .. ل تلتفتي خلفك .. ! .. أتدرين من يَجلس
وراءك .. ؟
منْ .. ؟
خمني .. ! ..
 
^
أتخبرني أم التفت .. ؟ ..
دكتور سلطان , زوج الدكتورة مُنى الثوار ..
? so what
أجبتني بابتسامة خبيثة : أنظري لمن يجلس معه .. ! ..
التفت ببطء .. لجدهِ جالسا في أحد الركان مع شقراء , مُمسكا يدها بحميمةِ واضحة !! ..
وجعععععععععععععععععععععع ! ..
ضحكت بصوتِ خافت .. بسم ال عليك ! ..
أمسكت هاتفي بانفعال .. وال لوريه ! ..
سحبته من يدي وهمست : أنطقي بل هبال ! .. وش دخلك أنتِ فيهم ؟
ياسلااام , الرجل يخون زوجته .. ! ..
ل شأن لكِ بهذا .. إن سمعت ( فقط سمعت ) أن أحدا ما عرف بما حصل .. سأعرف إن أنتِ
من نَشر الخبر !
ومما تخاف أنت .. ؟؟
شغل الحريم وخراب البيوت ماأحبه ! ..
من يخاف على بيته , ل يُقحم إمرأة آخرى في حياته ياعزيز .. !! ..
أووووش .. ل أريده أن ينتبه لنا ! ..
أمُحرج أنت من أن ينتبه لنا .. ؟ ..
هززت برأسك نافيا : ل .. كل السعوديون هُنا يعرفون أننا مُغرمان ببعضنا فماأسرع أن
تنتشر وتُلحظ هذه المور ..
يابختي ! .. إذن ؟ ..
ل أريد إحراجه ياعبقرية ! ..
طبعا , زميل كار .. !! ..
أوووووووووووووووووووش .. !! ..
على فكرة , أنتم الرجال تساعدون بعضكم البعض في خياناتكم .. ونحن النسوة .. نساعد
بعضنا في كشف تلك الخيانات ! ..
مالذي ترمين إليه ؟ ..
أقصد .. لو حدث ورأتك إحدى صديقاتي مع فتاةِ ما .. أؤكد لك بأني سأعرف ! ..
أولً , متى تتخلصين من هذهِ الخصلة .. ؟
.. أي خصلةِ تقصد .. ؟ ..
^
أن تُحاسبيني على أخطاء غيري , في كُل مرةِ يُخطيء بها أحد أصدقائي توقعين العقوبة علي
وكأني الفاعل .. ! ..
هذا غير صحيح ..
تجاهلتني : ثانيا , أؤكد لكِ بأن صديقاتكِ لسن بحاجة لرؤيتي بصحبةِ فتاة ما ليفسدوا مابيننا ..
.. !
والمقصود .. ؟
صديقاتُكِ يسعين شاكرات لمحاولة تفريقنا بدون سببِ يُذكر .. ! ..
لنك ل تستحقني .. ! ..
عقدت حاجبيك : لماذا تستمرين معي إن كُنتِ تعتقدين بأني ل أستحقك .. ! ..
أجبتك بخوف .. أممم ... لني أحبك .. ! ..
أسمعي , هذا أنا ولن أتغير .. إن كُنتِ تواجهين مشكلة في هذا .. أتركيني وأكملي الطريق مع
غيري .. ! ..
ماأبسط أن تُنهي كل شيء ياعزيز .. ؟
أجبتني بغضب : نعم , أسهل شيء عندي في الحياة , وش عندك ؟
قلت لك بقهر : حسنا عبدالعزيز , أعدك أن تندم .. ! .. حملت حقيبتي وهممت بالمغادرة ..
ناديتني بصوت خافت : جماااانة ..
التفت عليك .. فأشرت بيدك .. أترين الحائط .. ؟ .. ذلك الحائط ! ... خلف سلطان
مُباشرة .. ! ..
التفت إلى سلطان .. الذي كان مُنشغلً بالحديث مع فتاته ! ..
أها .. ؟ ..
طقي رأسك فيه .. ! ..
------------------------------------------
.. I'm so tired of being here
.. Suppressed by all my childish fears
, and if you have to leave
! .. I wish that you would just leave
beacuse your presence still lingers here
.. and it won't leave me alone
 
^
ليتك ترحل ياعزيز .. ! ..
أصدقك القول بأني أود أن تَرحل .. ! ..
.. كم أرجو موتك ياعزيز .. ! .. أتظنه كرها مني .. ؟ .. أم ترى في أمنيتي حقدا
وقَسوة ؟ ..
صارحتك مرة بهذا ..
قلتُ لك : أتمنى أن تموت .. ! ..
رفعت حاجبيك بدهشة : أعوذ بال ! ..
أرتاح وترتاح .. ! ..أبكي عليك خيرا من أن أبكي منك ..
ما الذي فعلته .. ؟! ..
أتدري ياحبيبي , منطقيا حينما تتعرض إمرأة للخيانة تكره حبيبها وقد تكره كل الرجال
أيضا .. ! ..
وماذا عنكِ ياذكية .. ! ..
أنا كرهت النساء بسببك .. أصبحت أشعر بأن كل إمرأةِ تطمع بك .. أصبحتُ أخشى
النساء .. أرى في كُل إمرأة لِصة قد تَسرقك مني .. ! ..
والحل برأيك أن أموت .. ؟! ..
بكل تأكيد .. ! ..
ماذا عن الحور العين .. ؟ .. أل يوجد في الجنةِ حور عين .. ؟ ..
وهل تظن بأنك ستدخل الجنة .. ؟ ..
ضحكت ملء شدقيك : أستغفر ال , أنتِ مجنونة .. !! ..
يُعجبني طموحك ياعزيز ! ..
ويعجبني جنونك ياجمانة .. ! ..
جنوني فقط .. ؟ ..
( بل دلع ) واسمعي , لو طرأ أمرُ ما في حياتنا ولم نتزوج , أتتزوجيني في الجنة .. ؟
أممم .. سأتزوجك ( إن ) دخلت الجنة .. ! ..
أنا جاد .. ! ..
ل أظن بأني سأفعل ..
لماذا .. ؟ ..
هُناك .. سيكون بإمكاني انتزاعك من قلبي ياعزيز .. ! ..
وهل تنتزعيني من قلبك يا جُمان .. ؟
^
ل أدري ..
شبكت أصابعك أمام وجهك .. أتدرين ياجُمان .. ؟ .. ل أظن بأني سأتمكن من أن أتزوج
إمرأة غيرك ..
رجلُ مثلك , شعاره في الحياة ( إمرأة واحدة ل تكفي ) ل قدرة له على الرتباط بإمرأة واحدة
لفترةِ طويلة .. ! ..
ابتسمت : إلهي كم أنتِ حمقاء .. ! ..
حمقاء ومجنونة وماذا بعد .. ؟ ..
.. ! .. أُم 88
سخيف ! ..
جُمان .. أنا أحبك أكثر مما تتخيلين .. لن تُصدقي هذا .. أُدرك ذلك .. ولن أدخل معكِ في
جدال .. ! ..
طبعا .. ! ..
أريدك أن تفهمي أمرا واحدا فقط ... أنا أُحبك بطريقتي , قدْ ل تَروق لكِ .. لكنها
طريقتي ! ..
.. ! No Comment : قلت لك
أحسن ! ..
رفعت يدك ومَررتُ ب سبابتكَ على وجهي .. كُنت تمررها على ملمحي وكأنك ترسم عليها
.. ! ..
أُريدكِ كثيرا , أكثر من أيِ شيء .. أعرفُ أنك ل تفهمين معنى بعض تصرفاتي .. أنا نفسي
ل أفهم .. لكني مُتأكد بأن المور ستجري على مايُرام بيننا .. ! ..
رفعت سبابتي ورسمت بها على ملمحك كما كُنت تفعل .. ! ..
أتعدني .. ؟ ..
أعدك .. أعدكِ أن تكوني لي ..
أرأيت ياعزيز .. ؟ .. قُلت أعدكِ أن تكوني لي .. لم تَقل أعدكِ أن أكون لك ..! ..
ومالفرق .. ؟ ..
الفرق كبير .. هذا حديث الوعي ! ..
حبيبتي , أل تُلحظين أنك تفتعلين المشاكل .. ؟ ..
ل .. ل أُلحظ .. ! ..
حسنا .. لحظي في المرات القادمة إذا سمحتِ ... على أيِ حال .. أعدكِ أن أكون لك .. هُنا
وفي الجنة .. ! ..
 
^
غمزت لي : أنتزوج يوما في الجنة .. ؟ ..
ابتسمت لك : قد نفعل .. ! ..
.... جُمان أنظري حولك .. ! ..
نظرت لمن حولي .. كانوا زبائن المقهى ينظرون إلينا بفرح ! .. فضحكنا خجلً .. ! ..
في زيارتي الولى للعائلة التي تسكن معها , خلل بداياتنا معا ..
قال لي روبرت بعد أن تعارفنا : أنتم شعب جميل للغاية .. ! .. أحببنا شعبكم عندما تعرفنا
على عزيز .. وسنحبهُ أكثر من أجلك .. ! ..
استطردت باتي : كما أن موسيقاكم جميلة .. ! .. يملُها الحنين .. ! ..
سألتها : لمن استمعتِ .. ؟ ..
أشارت بيدها إليك : استمعنا لعزيز .. ! .. إنه رائع .. ! ..
لم تكن قد أخبرتني بعد أنك تُجيد العزف على ( العود ) ولم أتخيل يوما أن أجد ( عودا ) في
هذه البلد ! ..
تسربت حُمرة خَجِلة إلى وجهك .. أنا مُبتديء .. ! .. أعزف كهواية .. لستُ
بِمُحترف .. ! ..
قلت : أريد أن أسمع منك .. ! ..
حاولت أن تتهرب خجلً لكن باتي و روبرت كانا لك بالمرصاد .. ! ..
أحضرت عودك من غرفتك واحتضتنه : ماذا ستسمعين .. ؟ ..
أي شيء ! ..
أممم .. حسنا سأُسمعكِ شيئا ل أظن بأنكِ قد سَبق وسمعتيه عودا .. سأسمعك ( ليلة القبض
على فاطمة ) .. ! ..
لم أكن أعرف مقطوعة ( عمر خيرت ) هذه .. ولم أسمع بها قبلً .. فسألتك بدهشة : من هي
فاطمة .. ؟؟ ..
أجبتني بعفوية : خادمتنا التي هربت .. ! ..
طوال حياتي ياعزيز ..
لم أبكي بحرقة إل بسببك .. ولم أضحك من أعماقي إل معك .. !! ..
أليست معادلة صعبة .. ؟ ..
قلت لي مرة : جُمان .. أتدركين كم أنتِ ثقيلة ظل .. ؟
أجبتك بغضب : نععععععععععععععععم ؟؟
^
ببراءة : دمكِ ثقيل .. ! ..
سألتك : ولماذا تحبني إن كُنت ترى أني ثقيلة ظل .. ؟
أممم .. ل أدري .. أحب تفاصيلك الخرى .. ! ..
والحق يُقال .. أني ثقيلة ظل ! ..
نادرا مايُضحكني غيرك ...
في كُلِ مرة أغضب منك فيها .. كُنت تحاول ارضائي بطرفتك ( السخيفة ) التي تضحكني
كثيرا .. ! ..
حينما أكون غاضبة .. تسألني : جُمان .. فيه عجوزة متلصقة رجليها , ليه ؟
قولي ليه .. ؟ .. أسألي ليه .. ؟ .. ترى ماراح أقفل إذا ماسألتي ليه .. ؟
أسألك بملل : ليه ؟
فيها السكر ! ..
في كل مرة ياعزيز , أضحك على سخافة الطرفة وتضحك أنت على ضحكي عليها ..
ونرضى ! ..
ماجد .. مُبتعث إماراتي ..
يُحضِر الدكتوارة في علم الجتماع .. رجلُ في بدايةِ عَقدهِ الرابع ..
متزوج وأب لطفلين .. رقيق ولطيفُ للغاية ..
ابتسامته جميلة .. علقته حميمة مع الجميع .. ويتحدث بدفء أخاذ ..
كُنت أجلسُ وهيفاء في أحد المقاهي القريبة من الجامعة .. حينما ألتقيناه لولِ مرة .. دلفَ إلى
المقهى و ألقى السلم علينا .. فرددنا عليه التحية .. ! ..
جلس بعيدا .. بعد أن نثرَ عشرات الوراق أمامه .. كان مُنهمكا بالكتابة ..
قالت لي هيفاء : جوجو , كيف عرف أننا خليجيات .. ؟
من ملمحنا .. ألم تعرفي أنه خليجي قبل أن يُلقي السلم .. ؟
بلى .. ! ..
وكيف عرفتِ .. ؟
من ملمحه .. ! ..
أرأيتِ .. ! ..
قضينا حوالي الساعة قبل أن نهُم بالمغادرة ..
عندما طلبنا من النادلة فاتورة الحساب .. أخبرتنا أن ( السيد العربي ) قد قام بدفع حسابنا ! ..
 
^
^
قالت لي هيفاء : شنو شنو شنو .. ؟؟ .. جوجو شيبي هذا .. ؟ .. شكو يدفع لنا .. ؟
وأنا أيش دراني .. ؟ .. أيش نسوي الحين .. ؟
شنو شنسوي الحين .. ؟ .. قومي خل نغسل شراعه .. ! ..
أتفقنا أنْ ندفع للرجلِ نقوده بدون فضائح ! .. وتوجهنا إلى حيثُ يجلس ..
رفع رأسه مُبتسما .. قالت له هيفاء : أنت بأي صفة تدفع حسابنا ..؟
أجاب بهدوء : بصفتنا أخوة .. ألسنا أخوة .. ؟
ترى هالحركات شبعنا منها .. تبتدي أخوان وتنتهي نيران .. ! .. خذ فلوسك وعن قلة الحياء
.. !
قرصتُها : هيفاااااء خلص .. ! .. معليش أخوي .. بس ل تسوي هالحركة ثاني زين ؟
أجاب ببساطة وابتسامةِ كبيرة : زين .. ! ..
مضى أكثر من شهر بعد هذه الحادثة .. كُنت أذاكر في نفس المقهى لوحدي .. حينما دخل
( ماجد ) بصحبةِ طفليه ..
ابتسم وحياني .. فبادلته البتسامة والتحية .. ! ..
جلس على الطاولة المقابلة مع الصغيرين .. كان طفله الصغر شديد الثرثرة .. كثير
السئلة .. لم أتمكن من التركير بسبب صوتهِ العالي ..
ارتفع صوت والده : أحمد .. أخفض صوتك , عمة تُذاكر ..
رفعت له رأسي بإمتنان : ل بأس .. أشتاق لصوتِ طفولةِ عربية .. ! .
أنتِ طفلة .. ! .. تبدين ك طفلة .. ! ..
لستُ كذلك .. ! ..
بالنسبةِ لعمري .. أنتِ طفلة .. لو كُنت قد تزوجت في سنِ صغيرة لكان من الممكن أن تكون
لدي الن ابنة بعمرك .. ! ..
عرف ماجد كيف يُضفي بعض الطمأنينة لحوارنا .. فرجلُ مثله يٌدرك أن فتاة مثلي تشتاق
لحنانِ أبوي في غربةُ ل تُطاق وتحت وطأة حُبِ ل يَرحم ! ..
تحدثنا عن الدراسة والوطن وغربتنا القاسية .. و عن أطفاله الشقياء .. أخواني
( الجُدد ) .. ! ..
سألني إن كُنت أزور المقهى كثيرا .. فأجبته نافية بأني أقضي مُعظم وقتي في مقهى آخر ..
سميتهُ له ..
تبادلنا المنيات بالتوفيق .. وغادرت المقهى بعد أن قبلني طفليه الشقيين .. ! ..
^
في المساء .. حدثتك عنهم ياعزيز .. كان قد سبق لي وأن أخبرتك عن لقاءنا الول معه ..
أخبرتك عن تفاصيل التفاصيل ..
غضبت كثيرا .. قلت لي : أنتِ تعلمين بأنه ( قليل أدب ) فلماذا تتحدثين معه .. ؟ ..
أجبتك : أب في الربعينات من عمرهِ ياعزيز .. كوالدي ..
أسمعي , ل والد لك سوى من تحملين أسمه .. ول أخوة لك سوى أشقائك ..
وأنت .. ؟
أنا حبيبك .. لستُ بوالدك ول بشقيقك .. لستُ بديوث ياجُمانة .. هذه آخر مرة أسمح لك بمثلِ
هذا ..
كم هو غريبُ أمر رجولتك هذه .. ماأكثر ما تُجرح وماأسهل أن تَجرح ياعزيز .. ! ..
مضتْ أسابيع على لقائي بماجد وابنيه .. زار تفكيري كثيرا خلل هذه الفترة ..
ل أدري لماذا أفتقدته لكني أدري كم أحببت رؤيته ذلك اليوم .. ! ..
خلل فترة امتحاناتنا اصطحبتني لمقهانا المُعتاد لنذاكر هُناك كالعادة ...
جاءت لنا النادلة والتي أصحبتْ صديقة لنا بحُكمِ تواجدنا الدائم بالمقهى ..
قالت : مرحبا .. كيف حالكم هذا اليوم .. ؟ .. جمانة , جاء رجُل اليوم وترك لكِ هذه
الورقة .. !
سحبت الورقة من يدي قبل أن أقرأها .. اتسعت عيناك بشدة ونظرت لي نظرة أرعبتني ..
أحسست وكأن صاعقة ضربت جسدي .. ! ..
سألتك بخوف : ماذا .. ؟ .. مالمر .. ؟ ..
رميت الورقة بوجهي بغضب ومشيت .. ! ..
فتحتها بفزع .. كان مخطوطا عليها وبخطِ أنيق ..
جمانة .. مررتُ ولم أجدك .. أفكر فيك .. ماجد العاتكي .. !! ..
تركتني وراءك كالملسوعة .. ركضت خلفك بعد أن تمالكت نفسي لكنك أختفيت بين الناس
بسرعة شبحِ غاضب .. ! ..
هرعت إلى منزلك .. كاد زجاج الباب أن ينكسر بيدي وأنا أقرعه بجنون .. فتحت لي باتي
الباب بفزع ..
جُمانة .. مالمر ياعزيزتي .. أنتِ شاحبة .. ! ..
 
^
سألتها عنك لكنك لم تَكُن في البيت .. جلست مع باتي وروبرت .. أخبرتهما بما حدث وأنا
ألهث , كُنت أرتجف انفعالً .. ! ..
صاح روبرت : جُمانة , دعكِ منه .. إنه معتوه .. أتركيه قليلً حتى يهدأ ..
انهملت دموعي على الرغم مني : لكني لم أفعل شيئا يابوب .. ! ..
ربتت باتي على كتفي : جُمانة .. نُدرك كم تُحبين عزيز كما يُدرك هو ذلك .. لكنه مُدلل
ويؤذيكِ كثيرا .. إن كان يُحبك لبد أن يثق بك ..
وضع روبرت يده على ركبتي قائلً بصوته الرخيم : جُمانة .. أنتِ صديقتنا أيضا ..
ونُحبكِ .. لن نسمح لعزيز أن يجرحكِ أكثر من هذا ..
سألتهم : ماذا أفعل .. ؟
روبرت : جُمانة أذهبي للمنزل وذاكري دروسك .. سنتصل بك حينما يصل عزيز لتطمئني ..
غادرت منزلهم مكسورة الخاطر .. مُمسِكة بورقةِ ماجد بحزنِ ذليل وكأنه صك
طلقي .. ! ..
كُنت أمشط الطرقات .. بحثا عن منزلي .. شعرتُ وكأني في أُحجية .. متاهات بداخل
متاهات بداخلِ متاهات ..
حينما وصلت إلى منزلي , دخلت فراشي بكاملِ ملبسي .. أنكمشت بداخل الفراش وكأني
قطة صغيرة تهطل فوقها الثلوج في ليلة بردِ قارسة ! ..
حاولت التصال بك .. كان هاتفك مُغلقا ..
كُنت أضغط على زر التصال .. وأنا استجديه أن تَرد ... ودوائر دموعي الممتزجة بالكحل
تكبر وتتوسع على وسادتي كالفحم السائل ..
شعرت وكأن حمم من الجمر تستعر بداخلِ معدتي .. أأموت وجعا بسببك ياعزيز أم تفقدني
عقلي .. ؟ .. لطالما شعرت بأني سأموت يوما بسببك .. !! ..
أرتفع صوت نغمتك الخاصة .. كان وقعها مُختَلِفا هذه المرة وكأني أسمع موسيقى آخرى ..
ل أعرفها .. ! ..
أجبتك بخوف ..
حبيبي .. ! ..
قلت لي بلسانِ ثقيل وبكلماتِ مبعثرة ..
أسمعي .. أ س م ع ي .. !! .. أتسمعين هذا الصوت ... ؟ ..
كنت تهز علبة الدواء .. صوت اصطدام الكبسولت ببعضها كان عاليا ..
عزيز دعنا نتحدث ..
^
أسمعي .. أسمعتي .. ؟؟ .. هذا صوت مهدئات .. أخذت كبسولتين منها حتى الن .. أتعرفين
ماذا سأفعل بما تبقى منها ؟
عزيز .. أرجوك .. ل تظلمني .. ل تسيء الظن بي ..
صحت فيني بغضب : سألتكِ سؤال .. أجيبي عليه .. أتعرفين ماذا سأفعل بما تبقى من
العلبة ؟
ل أعرف .. ! ..
أنفجرت باكيا وأنت تصرخ : سأتناولها .. سأتناولها كلها وأموت وأرتاح .. ! ..
عبدالعزيز , أين أنت الن .. ؟
ل شأن لك .. أنتِ خائنة .. تدعين الطهارة .. تلعبتِ بي ..
عبدالعزيز , أنا لم أفعل شيئا .. صدقني ..
.. أسمعي .. أعدكِ أن قلتِ لي الن أنك كُنتِ على علقة بهذا الرجل أن أنسى كل شيء .. !
..
لكني لستُ على علقة به ..
صرخت : اسمعي ول تقاطعيني .. إن أعترفتِ بهذا .. أعدكِ أن أنسى كُل شيء .. وإن
أستمريتِ في إنكارك أقسم بربي على أن تندمي ..
عزيز .. لبد من أن تسمعني لتفهم ..
ل أريد أن أسمع شيئا عدا ماطلبت منك أن تُخبريني به .. أنطقي .. !
أنهمرت دموع القهر كالجمر على خدي: عزيز ال يخليك .. !
تكلمي ! .. قولي أنك على علقة به .. إن نطقتِ بأمرِ آخر أقسم بال أن أغلق هاتفي وأن
أُنهي مابيننا الن ..
عبدالعزيز .. أسمعني .. !
قاطعتني صائحا : أنطقي .. !
قلت لك بل وعي : كُنت على علقةِ به .. ! ..
أرتفع صوت بكاءك ! .. ياحقيررررررررة ! ..
عبدالعزيز أرجوك ..
صرخت فيني وأنت تشهق : أنتِ رخيصة .. ! .. ظننتك ملكا لكنك شيطان في جسد
إمرأة .. ! ..
أنت من أجبرني على قول هذا .. ! ..
سأدمرك .. أنتِ ل تُدركين ماذا أستطيع أن أفعل بك .. ! ..
أنا لم أفعل شيئا .. ل أعرف عنه شيء منذ أن حدثتك آخر مرة عنه ..
 
^
كاااااذبة .. ل أريد أن أسمع صوتكِ ول أن أراك مرة آخرى .. اسمعي .. أنا أحذرك من أن
تحاولي التصال بي ..
عبدالعزيز ..
أن أردتِ أن أدمر حياتك .. فقط حاولي أن تتصلي .. ! ..
أغلقت الهاتف في وجهي .. ضممت وسادتي وأنا أنتحب .. هرعت إلى هيفاء من غرفتها ..
ضمتني : جُمانة شصاير .. ؟ .. شمسوي عزوز هالنزغة .. ؟ ..
صحت وأنا على صدرها : مايبيني ياهيفاء ..ماعاد يبيني .. ! ..
قالت : الساعة المباركة .. ليته من زمان .. أنتِ مدمغة ؟؟ .. شتبين فيه .. ؟؟ ..
أحبه ياهيفاء .. وال مقدر .. وال أحبه ..
مسحت على شعري .. قولي لي شاللي صار .. ؟ ..
أخبرتها بما حدث , هزتني مع كتفي عندما أخبرتها بأنك طلبت مني أن أعترف بعلقتي بماجد
..
إن شاء ال قلتي له أعرفه .. ؟؟ ..
كنت أبي أهديه .. هو وعدني يسمع لي .. ! ..
عاد كلش ياوعود النبياء ! .. يعني ماتعرفينه .. ؟ ... أنتي مدمغة أصلً .. شلون تقولين له
كنت أعرفه .. تدرين هالمريض يبيها من ال .. !
كنت أرتجف في فراشي كطيرِ جريح وأنا أنتحب بصوتِ عال .. شعرت وكأن حمى الموت
تَدبُ في جسدي .. ! ..
بكيتُ حتى نمت من التعب .. رأيتك في حلمي .. تصرخ وتُهدد .. كُنت حانقا في الحلم
ياعزيز .. ! ..
أستيقظت بفزع على صوت هاتفي شعرتُ وكأنه انتشلني من قبضةِ الموت , كان صديقك زياد
المُتصل ..
أجبته بإعياء : أهلً ..
صباح الخير جُمانة .. ألم تستيقظي بعد .. ؟
ل ..
جُمانة .. ل تقلقي .. قضى عبدالعزيز ليلته عندي .. ! ..
بكيت : ل يربطني بالرجل شيء يازياد ..
قال بسرعة .. أعرف هذا ياجُمانة .. لكن لبد من أن تبتعدي عن عبدالعزيز هذه الفترة ..
أخشى أن يؤذيك ..
لن يؤذيني يازياد .. ل قدرة له على إيذائي ..
^
جُمانة .. أرجوك .. عبدالعزيز كالمسعور .. أخشى عليك .. أتركيه حتى يهدأ ...
وعدت زياد ياعزيز أن ل أتصل بك حتى تهدأ ...
شعرتُ وكأني أعيش كابوسا ياعزيز ..
أينتهي كل مابيننا بغمضةِ عين ؟ ...
أأغفرُ لك لسنواتِ عدة خياناتك العامِدة .. وتتركني ظُلما في لحظة شك جائرة .. ؟ ..
بأيِ شرعِ كُنت تؤمن ياعزيز .. ؟ ..
مضت ثلثةُ أيامِ لم أسمع صوتك فيها .. في كُلِ مرة يغلبني الشوق وأمسك بهاتفي تشده هيفاء
من يدي .. وتُلقي علي بمحاضرة طويلة فأجفل .. ! ..
لولِ مرة .. يسكن هاتفي بهذا الشكل ياعزيز .. كان كجسدِ ميت .. ل ينطق .. ول
يتحرك .. ول حتى يتنفس .. ! ..
تعبتُ من تحديث صفحة بريدي اللكتروني .. كُنت أدعو ال أن تُرسل لي أي شيء .. أي
شيء ياعزيز .. أشتقتُ حتى لشتائمك .. كانت لتُرضيني .. ! ..
ارتفع صوت استقبال رسالة هاتفية.. شعرتُ وكأن الحياة قد دبت في الرجاء .. فتحتها وقلبي
يكاد أن يقفز من بين أضلعي ..
كانت والدتي المُرسلة ياعزيز .. ! .. بعثت لي : جُمانة .. ل تنسي الصلة حبيبتي ..
أحبك .. ! ..
ولول مرة ياعزيز ترسل لي والدتي تذكير بالصلة .. فهي تعرف بأني أصلي وبأني ل
أنساها ..
أتشعر الم بابنتها لهذا الحد ياعزيز .. ؟ .. أتراها تشعر بأني عليلة وبأن الرجل الذي ألمحت
لها عدة مرات بوجوده يقتلني .. ؟
كم أشتقتها ياعزيز .. ؟ ..
إلهي كم أحبها وكم أحب والدتك .. ! ..
حنونة هي والدتك .. تُحبك كثيرا وتخشى عليك .. ! ..
تعاملك دائما على أنك ابنها الوحيد .. على الرغم من أن ترتبيك الثالث بين أخوتك .. مثلي
تماما .. ! .. ألم أقل لك مُسبقا بأن كلنا مُنتصِفان ؟!
اتصلت بك مرة .. فأجبتها من خلل المكبر الصوتي الخارجي لستمع .. ! ..
.. سألتك ماذا تفعل .. ! ..
أجبتها مازحا : جالس مع حبيبتي الكندية! ..
 
^
^
صاحت فيك غضبا : .. متى ستنضج .. ؟ .. كُل الرجال في عمرك متزوجون وأنت ل تزال
تعبث هُنا وهُناك .. ! ..
كُنت تضحك وهي توبخك كطفلِ صغير .. ! .. في كُل مرةِ تتحدث فيها مع والدتك ياعزيز
أرى أمامي رجُل آخر ..
تلمع عيناه فرحا حينما يعلو صوت نغمة والدته , يبتسم بحبورِ حينما تبثُ لهُ أشواقها ..
ينكمش خوفا حينما تُؤنبه .. ! ..
وتنتفخ اوداجه حينما تخبره كم تفخر به .. ! ..
ل أنسى اليوم الذي بكيت فيه شوقا لها .. ! ..
كُنت عصبيا طوال السبوع , يغضبك كُل شيء .. تشاجرت مع كُل من حولك .. ! ..
سألتك مائة مرة عن مايُقلقك .. وكُنت تكابر .. !! ..
في نهاية السبوع .. اتصلت بي فجرا على غير العادة .. فالعادة جرت على أن ل أجدك في
اجازة نهاية السبوع .. ! ..
سألتك مالمر .. ؟
أنا مهموم .. مهمومُ للغاية .. أنتِ ل تفهمين ول تتفهمين .. ! .. تقسين علي كثيرا .. وأمي
أيضا .. تقسى علي .. ل أتحمل قسوتكما ..
أنفجرت باكيا .. لماذا تفعلون بي هذا .. ؟ .. أُحبكما .. أنتِ حبيبتي وهي حياتي .. لماذا
تقسيان علي ؟ ..
مالمر ياعزيز .. ؟
كُنت تشهق بقوة .. لم تتصل بي منذ أسبوعين .. ! .. اتصلت بها اليوم .. كُنت متأكدا من
أنها مريضة ..
مما تعاني .. ؟ ..
ل تعاني من شيء .. ليست مريضة .. كانت مشغولة .. ! .. انشغلت بالتجهيز لزواج
خالتي ! .. وأنا .. ؟ .. أنا غير مُهم .. ! ..
ل تُبالغ ياعزيز .. كل مافي المر إنك كُنت قلِقا عليها .. وهذا ماأغضبك .. ! ..
أفتقدها ياجُمانة .. هي حياتي .. ل أستطيع العيش بدونها .. آه .. ل أدري لماذا تفعل بي
هذا ؟
كُنت مُختلِفا تلك الليلة ياعزيز .. مُختلفا للغاية ... ! ..
كم رقيقُ هو من يبكي شوقا لوالدته .. ! ..
قلت لك بعد أن هدأت : أرغب بطفلِ منك .. يُحبني كما تحبها .. ! ..
أجبت : وهل تُبكيه شوقا كما تفعل أمي بي .. ؟ ..
^
ل , لن أفعل .. ! ..
وهل تُبكين والده شوقا لك .. ؟ ..
قلت لك ضاحكة : قد أفعل .. ! ..
ولم أتصور أن يأتي يوما أُبكيك فيه وجعا ياعزيز .. !! .. فدائما أنت من يفعل بي
هذا .. ! ..
لعبنا مرة .. لعبة الجُرأة والصراحة ..
وأكتشفت من خللها عدةِ أسرار .. ! ....
سيجارتك الولى في الخامسة عشر .. أسم أول حبيبة لك .. أحداث سفرتك الولى بدون
عائلتك ..
عن مجلت ( البلي بوي ) التي كُنت تحرص على اقتنائها وعن أول ليلة ثملت فيها ..
أكتشفت أن مراهقتك شديدة الجموح .. أكثر مما كُنت أتصور .. ! ..
بينما كانت أشد أحلم مراهقتي جموحا هو الزواج برجل يشبه ( جون سيلفر ) قرصان جزيرة
الكنز الوسيم ! ..
قلت لي حينها : أرأيتِ , سيتحقق أهم أحلمك .. ! .. ستتزوجين بقرصان شديد الوسامة .. !
..
أجبتك : أنت قرصان , لكنك لست وسيما إلى هذا الحد .. لستُ وسيما لدرجةِ أن تكون جون
سيلفري .. ! ..
سألتني : جُمان , ماأكثر ما يُجذبكِ فيني .. جسديا .. ! ..
أرفض السئلة المُفخخة ياعزيز .. ! ..
ضحكت بقوة : ياغبية .. ! .. أقصد بشكلي ..
أممم .. تجذبني فيك خمسة أشياء .. ! .. أنت طويل .. ومن حسن حظك أني أحب أن يكون
رجُلي طويل .. ! .. أُحب عيناك لن أرى فيهما أحاديث كثيرة ..
أتظنين بأن بإمكانكِ قراءة مافيهما .. ؟ ..
أنا ل أظن .. أنا مُتأكدة من هذا .. وايضا أحب شكلك عندما ل تحلق لفترة طويلة .. ! ..
تبدو أكثر وسامة ورجولة .. ! ..
سألتني بنشوة : وماذا أيضا .. ؟
أحب صوتك .. صوتك ( قوي ) .. كمُقدمي نشرات الخبار .. ! ..
قلت ساخرا ومُضخما لصوتك : العربية تبحثُ دائما عن الحقيقة .. !! ..
ياربي ع السخافة .. ! ..
 
والخامس .. ؟ ..
الخامس ياحبيبي .. عروق يديك البارزة .. ! .. إلهي كم هي جذابة .. ! ..
وضعت يدك تحت ذقنك وأنت تنظر إلي بدهشة : جُمانة .. أتدركين أنكِ غريبة .. ؟ ..
لماذا .. ؟ ..
لول مرة .. أسمع عن فتاة تحب في حبيبها عروق يديه .. ! .. مالجاذبية في هذا .. ؟ ..
مسكت يدك وأنا أتحسس عروقك بأصابعي .. ل أدري ! .. أحبها ..
قلت لي مُبتسما : أتحبين عروقي لنكِ تجرين فيها .. ؟ ..
أجبتك : رُبما .. ! ..
لمعت عيناك خُبثا : جمانة .. أأخبرك عن مايُجذبني فيك .. ؟ ..
تركتُ يدك وقلت لك : ل .. ! ..
سألتني : لماذا .. ؟ ..
قرأت الجابة في عينيك .. ! .. ألم أخبرك بأني أقرأ مافيهما .. ؟ ..
وماذا قرأتِ .. ؟! ..
مال يليق .. ! ..
فأنفجرت ضحكا .. ! ..
وأنت تُسميني ..Queen والداي يُسمياني ( تَرف ) .. صديقاتي وزملئي يطلقون علي ال
ماري أنتوانيت ! ..
لكن كُل هذه اللقاب ل تُشكل شيئا من طبيعتي .. على الطلق .. ! ..
سألتك مرة : لماذا تُطلق علي ماري أنتوانيت .. ؟
أجبتني , لنك مثلها .. ماري أنتوانيت ملكة .. كان شعبها يُعاني الفقر بينما كانت تعيش في
بذخ
تظاهر الشعب يوما أمام قصرها وانقلبوا على عرشها ... كان الشعب في مجاعة .. ! ..
سألت ماري أنتوانيت وزيرها .. عن سبب تمردهم فأجابها أن الشعب ل يجد خُبزا يأكله ..
قالت له بسذاجةِ ولماذا ل يأكلون الكعك .. ؟
أنتِ مثلها .. ! .. مثلها تماما . ! ..
غضبت منك كثيرا ياعزيز .. فمقارنتي بإمرأة مثلها مُقارنة غير لئقة ... ! ..
أتعرف ! .. حينما كُنت صغيرة .. كُنت ل أأكل في الوقت المُخصص للستراحة .. أظل
أقاوم جوعي بضراوة حتى أعود إلى المنزل ..
كُنت ل أطيق فكرة أن أستمتع بإفطاري بينما يُعانين بعض زميلتي من الجوع .. ! ..
^
لم يُكن تشبيهي بها منطقيا أبدا ... أبدا ياعزيز .. ! ..
قلت لك : لستُ بِمُترفة .. ! .. بل أنت المُترف .. هُناك خرافة قديمة عن أصحاب العروق
البارزة .. يُقال بأنهم مُترفين .. ! ..
قلت لي : من أين جئتِ بهذه الخرافة .. ؟ ..
ل أدري .. إما أني قرأت عنها وإما أني ألفتها ..
بل هو خيالك الواسع ياصغيرة .. ! ..
دائما ماكُنت تقول أني واسعة الخيال .. حينما أكتشف أحد خياناتك يصبح خيالي واسعا ..
حينما أشعر بخطبِ ما .. يصبح خيالي واسعا .. ! ..
دائما ماتتحجج بخيالي الواسع ياعزيز .. ! .. ذريعتك التي مللتها .. ! .. مللتها كثيرا ..
كُنا نجلس على قارعة الطريق بملل .. ! .. حينما قلت : جُمانة , أشعر أن طعمك
كالكراميل .. ! ..
من منا واسع الخيال ياعزيز .. ؟ ..
أنتِ ! .. حقيقة أشعر بأن طعمكِ كالكراميل .. !
سألتك : ولماذا الكراميل بالذات .. ؟
أممم .. أنتِ حلوة كالكراميل .. لكن حلوتكِ لذعة .. الكثير منكِ يُتعب الجسد .. ! ..
حقا .. ! ..
قولي لي .. ماطعمي برأيكِ .. ك ماذا ... ؟ ..
أشعر أن طعمكَ كالسجائر .. ! ..
حقا ! .. لكنكِ ل تُحبينها .. ! ..
ل أحبها .. ! .. لكن رائحتها مميزة .. نُدمنها .. وبالنهاية نموت بسببها .. ! ..
كم أنتِ ( دراماتيكية ) ياجُمان.. ! ..
أسندتُ رأسي على كتفك .. أود أن أحتفظ بك لطولِ فترةِ مُمكنة .. هل تترك التدخين من
أجلي .. ؟
وضعت رأسك على رأسي .. مما تخشين .. ؟ ..
أخشى على قلبك الصغير .. ! ..
أجبتني : ل تخشي على قلب تُحييه .. ! .. أنتِ مُتغللة في شرايينه .. ! .. فل تقلقي ..
الغريب في علقتنا هذه ياعزيز .. أنها تَتأرجحُ مابين أقصى اليمين .. وأقصى اليسار .. ! ..
لهيبُ النار و صقيعُ الثلج .. ! ..
 
^
أسميتُ فتاي ( المؤجل ) باسمِ صالح .. كاسمِ والدك .. ! .. بينما اسميت أنت ( البنوت كما
تُسميها ) باسمِ ( حل ) .. ! ..
مر عامان على ذلك النهار ياعزيز .. ولم يأتي صالح .. ولم تأتي حل .. ! ..
ول أظن بأنهما سيأتيان .. ! ..
دائما ماكُنت تقول لي .. بأن القدر يبعثُ بإشاراتِ لنا .. إشارات مُبهمة .. مُبطنة ومخفية .. !
لذا علينا ( برأيك ) أن نكون يقظين طوال الوقت .. وأن ل تتجاوزنا الشارات التي تمر
بسرعة كالنيازك ! لنها لن تعاود المرور بنا إن تجاوزتنا بدون أن ننتبه لها ..
تشاجرنا مرة .. كان ذلك الشجار عنيفا للغاية .. ! .. وكان السبب ل مُبالتُك وعدم إهتمامك
بي .. ! ..
قلت لك .. أل أستحق أن تلتزم معي .. ؟! .. أل تستطيع أن تلتزم بي .. ؟ ..
صرخت فيني : جُمانة ! .. أنا لم ألتزم بأهلي حتى ألتزم بك .. ! .. بإختصار .. أنا ل ألتزم
بأحد ولن ألتزم بأحد .. حتى لو كنتِ أنتِ المعنية .. !
قلت لك .. يعني ؟ ..
أجبتني : أنا وأنتِ لن نتفق أبدا .. نُحب بعضنا البعض لكننا غير متفاهمان ! ..
صحت فيك : يعني أشوف أحد غيرك .. ؟ ..
أشحت بوجهك .. وقلت بصوتِ عال : ال يسعدك ويبعدك .. ! ..
ركضت لسيارتي وأنطلقت بها .. كُنت أنظر إليك بمرآة السيارة والغضب يكاد أن يقودني
للخلف لدهسك .. ! ..
كُنت أبكي في السيارة وأنا ألعن في سري اليوم الذي تركتُ فيه أهلي ووطني وجئتُ فيه لهذا
البلد .. ! ..
كانوا رُكاب السيارات ينظرون إلي بدهشة .. وكأنه لم يَسبق لهم رؤية فتاةِ تبكي .. ! ..
أوقفت سيارتي لهدأ .. حذفت رقم هاتفك ورسائلك من ذاكرةِ هَاتفي المحمول .. كُنت أجفف
دموعي حينما وقعتْ عيناي على لوحةِ إعلنات مُرتَفِعة ومُضاءة ! ..
كان مكتوبا عليها ..
You may go along with the right road, and he may take the left one, but after all, the
.. ! ..two roads could meet at the same point
شعرتُ وكأنها رسالة القدر إلي ياعزيز .. كأنها الشارة ..! .. إشارات القدر التي حدثتني
عنها والتي تؤمن بها .. ! ..
^
غمرتني السكينة .. شعرتُ وكأن أعصابي تمددت .. وبأن مساماتي الصغيرة تفتحت وعاودت
التنفس .. ! ..
أنعطفت عن الطريق وعدتُ إليك .. وجدتك جالسا على سُلمِ البيت وبيدك قنينة ( البيرة ) .. !
..
ترجلت من سيارتي وجلست بجوارك .. بدون أن تنظر إلي أو أن تنطق بكلمة .. ! ..
سألتك بدون أن ألتفت عليك : كيف نتفاهم .. ؟ ..
أحتويني .. ! ..
وكيف أحتويك .. ؟! ..
أجيب لك كاتلوج تنقلين منه الطريقة .. ؟! ..
ل , بس قول لي كيف .. ؟! ..
جُمانة .. طولي بالك علي .. أرجوك .. ! .. بس طولي بالك .. ! ..
قلت : إن شاء ال .. ! ..
مددت يدك ومسحت بها الكحل المُنساب على خدي .. شفتي وجهك بالمرآية قبل تنزلين من
السيارة .. ؟
ضحكت .. ل .. ! ..
.. ! halloween بدري يابيبي على ال
ضحكت وتشبثت بذارعك .. ! ..
سألتني .. لماذا عُدتِ .. ؟ ..
أممم .. واجهتني إشارة .. ! ..
أي إشارة .. ؟! ..
إحدى إشارات القدر .. ! ..
ابتسمت .. وماذا تقول رسالة القدر هذه المرة .. ؟! ..
تقول بأننا سنلتقي .. ! ..
حبيبتي .. كوني صبورة لنلتقي .. ! ..
سألتك : أنلتقي يوما ياعزيز .. ؟! ..
أجبتني : قدْ نلتقي .. ! ..
كُنت أظن بأن الزرافة أُنثى وبأن ذكر الزرافة ( زراف ) .. ل أذكر سبب طرحِنا لذلك
الموضوع الشيق ! ..
 
^
^
لكني أذكر بأنك ضحكت حتى وددت لو تنشق الرض وتبتلعني .. ! ..
سألتني حينها .. وما اسم ذكر النعامة ؟ .. نعام .. ؟ .. جُمان .. كيف أبتعثتكِ
الوزارة .. ؟! ...
ظللت تُردد هذه الحكاية لسابيعِ .. حمدتُ ال كثيرا عندما نسيتها .. ! ..
كُنت تجلس مع مجموعة من الزملء والزميلت في مطعمِ الجامعة .. مررت للقي عليكم
التحية ..
ضحكت حينما رأيتني .. جُمان .. أخبريهم ما اسم ( زوج ) الزرافة .. ! ..
قلت لك : زرافة .. لماذا .. ؟
صحت فيهم : كذااااابة .. أقسم بال قالت لي زوج الزرافة زراف .. ! ..
ظللت تحلف بأغلظ اليمان ... ! .. قلت لهم : ألم أخبركم أنها مُبتعثة عن طريق
الواسطة .. ؟؟
يحقُ لك أن تَشك بذكائي فإمرأة تُغرم برجُلِ مثلك إمرأة يُشك بالكثير من قُدراتها .. ! ..
سألتك مرة أن كُنت تظن بأني جميلة .. ! ..
قُلت لي .. مادُمتِ حبيبتي .. فلبد من أنك إمرأة جميلة .. جميلةُ جدا .. ! ..
قُلت لك : أتقصد بأني حبيبتك فقط لكوني جميلة .. ؟! ..
قلت بخبث : ل .. أقصد لو لم تكوني حبيبتي لما كُنتِ جميلة .. ! ..
كم أنت مغرور ياعزيز .. ! ..
أُدرك في قرارة نفسي بأنك ل تجدني جذابة ك غيري ممن حولنا .. ! .. في بعضِ الحيان
يهز هذا الحساس ثقتي بنفسي .. ! ..
لكني في أحيان كثيرة ... أُدرك بأني جميلة .. جميلة للغاية .. ! ..
قد ل أكون من النوع المُفضل لديك ... ل أملك المواصفات الخارجية الجذابة لرجال
الخليج .. ! ..
لستُ ببيضاء .. ول بشقراء .. ول ملونة العينين .. ! ..كما تُحب ..
صارحتني مرة .. بأني متواضعة ( الشكل ) لكني روحي جذابة .. تخترق القلوب .. ! ..
أتذكر .. في أحد أنشطة الجامعة .. كُنا نجلس كمجموعة كبيرة .. حينما دخل المُتحدث
الول .. ! .. كان كنديا ..
أشار بيدهِ ناحيتي .. قائلً .. عفوا ماأسمك .. ! ..
وضعتُ يدي على صدري وسألته بدهشة : أنا .. ؟ .. أتقصدني .. ؟
هز رأسه : نعم .. أنتِ .. ماأسمك .. ؟
قلت له : جُمانة ..
^
سألني : من أين أنتِ ياجُمانة .. ؟ ..
قلت له .. أنا عربية .. من المملكة العربية السعودية .. ! ..
رفع حاجبيه بدهشة : حقا .. غريب ؟ .. ! .. تبدين كنجمات السينما .. ! ..
نظرتُ إليك بنشوة .. كُنت تنظر إليه بضيق .. ! ..
قلت له : شكرا جزيلً .. ! ..
قال لي : أسمعي .. هُناك امتحان لختيار الممثلين ... أتودين أن تجربي .. ؟
أجبته .. ل .. شكرا ل أحب التمثيل ..
أخرج من جيبه بطاقته الخاصة .. فكري .. أنها فرصتك .. ! ..
قلت لك بعدما خرجنا .. شفت الناس الذوق .. ! ..
أجبتني : يستهبل .. ! ..
أشعر وكأنك تحاول أن تُدمر ثقتي بنفسي ياعزيز .. يراودني هذا الشعور كثيرا ..
أظنُ بأنك استطعت أن تفعل بي هذا .. ! ..
-------------------------------------------------------
في غيابك لليوم الثالث , بعد شجارنا بسببِ ماجد ..
اتصلتُ بوالدتي بعد أن بعثتْ إلي برسالةِ تذكيرية .. للصلة .. ! ..
.. كُنت بحاجةِ لها .. كم تمنيتُ لو كانت معي .. بجواري .. تخبئني بحضنها .. وتنتشلني من
علقة أُدركُ تماما بأنها غير سوية ! ..
علقة تُحطمني .. تحرق حُطامي .. وتدوسُ على رفاتي .. ! ..
أمي مُختلفة .. ! .. مُختلفة جدا .. ! ..
تحبني كثيرا .. تُعطيني دوما ول تأخذ مني أبدا .. ! ..
علقتي بوالدتي تختلف عن الصورة النمطية المُعتادة لعلقةِ فتاة بأمها ..
والدتي رقيقة .. معطاءة .. تُحبنا كثيرا ... تحبُ والدي وتضحي من أجله .. ! ..
تزوج والديّ بعد قصة حُب رقيقة .. وإن كُنت ل أشهد على الكثير من الحُبِ بينهما .. ! ..
علقتهما مبنية على الكثيرِ من التَضحيات والتنازلت .. والحترام المُتبادل .. لكني لم أشعر
يوما بشغفِهما لبعضهما .. ! ..
.. تخبرني والدتي سرا بأن والدي أعظم رجُلِ بالدنيا .. ويخبرنا والدي أحيانا بأن أمي فريدة
ول تشابهها إمرأة سواي .. ! ..
 
عودة
أعلى