ليورنتي وتوريس يثيران الجدل في اسبانيا
بعد النقاش الطويل حول هوية الحارس الأحق بالدفاع عن عرين المنتخب الإسباني، احتدم الجدل مؤخراً حول ضرورة إشراك فيرناندو ليورنتي كأساسي في هجوم "لا روخا" بعد الأداء الرائع الذي قدمه في مباراة البرتغال في الدور الثاني.
واتفق المراقبون على أن دخول لورنينتي بديلاً لفيرناندو توريس خلال ربع الساعة الأول من الشوط الثاني في مباراة البرتغال كان له مفعول السحر على أبطال أوروبا، إذ ساهم في إحراز هدف اللقاء الوحيد الذي أهلهم إلى ربع النهائي.
ففي الساعات الـ 24 الماضية، كان السؤال الأكثر إلحاحاً في الشارع الكروي الإسباني هو "هل يجب أن يلعب يوورنتي مكان توريس أساسياً في مباراة باراغواي بربع النهائي يوم السبت؟".
ديل بوسكي لا يمانع التغيير
ويبدو أن المدير الفني للمنتخب الإسباني فيسينتي ديل بوسكي لا يجد مانعاً في فتح باب النقاش والاعتراف بجدية قلق البعض من مستوى توريس خلال البطولة، والذي تسبب في خروجه خالي الوفاض على الصعيد الشخصي خلال أربع مباريات لإسبانيا في جنوب أفريقيا.
وقال ديل بوسكي في تصريحات الأربعاء "من الصعب إغلاق باب الجدل في بطولة كبيرة مثل هذه، فمن الطبيعي أن نستقبل كل هذه الآراء حول المنتخب، بل من الجيد أن يتم إفصاح والكشف عنها أمام الجميع".
حضر توريس.. وغابت لمسته
وبدت خيبة الأمل واضحة على بعض عشاق المنتخب الإسباني حول مردود توريس خلال الدور الأول، ليثار الجدل عن مدى أحقية مهاجم ليفربول في حجز مقعد في التشكيلة الأساسية، سيما أن اللاعب يبدو متأثراً بالعملية الجراحية التي أجراها في ركبته الربيع الماضي.
وبدا توريس تائهاً خلال مباريات المجموعة الثامنة فخرج دون تسجيل هدفٍ واحد، وهو ما يتعارض مع أرقام اللاعب المبهرة رفقة منتخب بلاده على مدار السنوات السبع الماضية التي عرفت مشاركته في 77 مباراة دولية أحرز خلالها 24 هدفاً، كان أهمها هدف الفوز الذي أهدى بلاده لقب كأس الأمم الأوروبية 2008 على حساب المنتخب الألماني في المباراة النهائية.
إلا أن ديل بوسكي مازال يؤمن في قدرات ابن مدريد لبالغ من العمر 26 عاماً، "فتوريس لاعب سيكون له دوماً دور بالغ الأهمية مع المنتخب الإسباني، سيكون مهاجمنا أيضاً في المباراة المقبلة. إنه يمر بفترة لم يحالفه التوفيق فيها لا أكثر".
وتابع "إنه مهاجمنا الأساسي، فقد لعب المباريات الأربع الماضية في المونديال ولعب عدداً لا بأس به من الدقائق. منحنى الأداء في تصاعد مستمر، وثقتي بقدراته لا حدود لها".
ييورنتي يصعق البرتغال
على الجانب الآخر، كان ييورنتي ينتظر الفرصة المناسبة للمشاركة كبديل ومهاجمٍ ثالث للمنتخب، إلا أن آماله تعرضت لضربة قوية بعد خسارة إسبانيا أمام سويسرا في المباراة الأولى، ما فرض الاعتماد بشكل كامل على خدمات توريس ودايفيد فيا في المباراتين المتبقيتين من الدور الأول.
إلا أن الستار الحديدي الذي فرضه المنتخب البرتغالي أمام مرماه خلال مباراة الدور الثاني الثلاثاء الماضي فرضت على ديل بوسكي إقحام ييورنتي في نصف الساعة الأخير من اللقاء، على أمل تغيير النتيجة، ما أسهم فيه مهاجم اتليتك بلباو بنجاح حين كاد يسجل فور نزوله مباشرة، كما عرفت الدقائق التالية إهدار فرصتين إضافيتين لليورنتي وسط إعجاب الجميع بتحركاته وحماسه خلال اللقاء.
وقال ديل بوسكي عن المهاجم البالغ من العمر 25 عاماً، "وجدنا في ليورنتي ما كنا نبحث عنه على مدار ساعة كاملة في لقاء البرتغال، كنت أعلم أن بمقدوره مساعدة المنتخب كثيراً بمجهوده الوافر".
وبالطبع كان المدير الفني الإسباني يعلم أن إجادة ليورنتي لألعاب الهواء وقدراته البدنية المميزة ستحدث بعض الفارق في أداء "لا روخا" أمام البرتغال، إلى جانب قدرته الكبيرة في الاحتفاظ بالكرة وتغيير إيقاع اللعب على الصعيد الهجومي، كما أنه يمتلك رصيداً رقمياً جيداً بالقميص الوطني محرزاً هدفين في أربع مباريات دولية حتى الآن.