<H2>بعد أن تبرعت بمليون دولار لضحايا هاييتي..</H2>أيهما أحق بجائزة نوبل للسلام.. انجلينا جولي أم أوباما؟
بعد أن تبرعت بمليون دولار لضحايا هاييتي..
عماد العباد
ما تشاهده عزيزي القارئ من صور مصاحبة لهذا المقال ليس جزءاً من فيلم أو بروشورات إعلانية عن الفقر في العالم.. هذه صور حقيقية التقطت لرحلات قامت بها أنجلينا جولي نجمة هوليوود المعروفة بلمساتها الإنسانية في عدد من المناطق المنكوبة.
أنجلينا جولي التي سبق اختيارها كأكثر فنانات هوليوود جاذبية, لم تعمها أضواء الشهرة عما يحدث في أنحاء العالم من عذابات ومحن ومعاناة. لم تكن كغيرها من جميلات ومشاهير هوليوود الذين إما انطووا على ذواتهم وعكفوا على أعمالهم وعاشوا حياتهم كأي ثري آخر على وجه الأرض, وقسم آخر غارق في اللذة التي أسبغتها عليه الشهرة إلى حد الثمالة حتى ضاقت عليه الدنيا فأصبح يبحث عن عالم آخر في نشقة هيروين أو دهاليز المهدئات وحبوب الهلوسة كما هو الحال مع بريتني سبيرز وإيمي واينهاوس.
أنجلينا جولي اختارت أن تقتسم كسرة الحزن مع فقراء العالم وأن تشاطرهم معاناتهم, طارت هنا وهناك إلى حيث أكثر الأماكن التي شوهتها مطرقة الفقر والمرض, في الوقت الذي كان بإمكانها ببساطة أن تطاوع بوصلة الأنانية المغروسة في كل إنسان لتقضي أوقاتا ممتعة على شواطئ الريفيرا الفرنسية أو التزلج في جبال سان انتون في النمسا تستعرض مفاتنها أمام عدسات البابارازي دون أن يلومها أحد!. بدلاً من ذلك اختارت السفر في رحلة البحث عن الفقر والجوع والمرض. إلى حيث المسحوقين الذين هم بأمس الحاجة إلى الضروريات الملحة من أكل وماء نظيف وأدوية. زارت دارفور في السودان, سيراليون, كمبوديا, تنزانيا ومخيم للاجئين الأفغان في باكستان, توزع ثروتها هنا وهناك في محاولة لإرضاء ضميرها المتمزق من معاناة البشر وكأنها هي من سبب لهم المعاناة حتى بلغ ما قدمته في عام 2006 أكثر من 8 ملايين دولار كتبرعات للفقراء حول العالم بحسب سجلات الضرائب الأميركية.
جولي لم تكتف بإرسال المعونات السخية لمحو معاناة المقهورين أو توكيل فريق يقوم بتوزيع الغذاء والدواء في إفريقيا والدول الموبوءة, بل أرادت أن تذهب بنفسها إلى هناك إلى تلك الأماكن التي يغمرها المرض والفقر والجهل لتعيش هموم الناس اليومية وتشاطرهم حزنهم وتبكي معهم.
موقع هولي سكوب المعني بأخبار النجوم بث تقريراً مصوراً عن رحلتها إلى مخيم للاجئين الأفغان في باكستان في التقرير ظهرت جولي تلاعب الأطفال وتستمع إلى المرضى والمعاقين إلا أن الموقف الأكثر إنسانية هو عندما كانت تجلس بجوار مسن أفغاني قهرته الدنيا والعجز إلى الحد الذي لم يعد يستطيع أن يكمل حديثه فاختار البكاء والصمت. انجلينا احتضنت يد المسن ومسحت عليها وشاطرته نوبة بكائه.
تقول جولي عن زيارتها لمخيم اللاجئين في باكستان: "عندما سألتهم ما الذي تحتاجونه؟ كانوا يبتسمون ويردون بكل بساطة "كل شيء". تضيف أنجلينا: لقد عانوا كثيراً لكن يظل الشعب الأفغاني مضيافاً ومتفتحاً ويتمتعون بعزة النفس".
مأساة هاييتي الأخيرة جعلت أنجلينا أيضاً تتحرك قبل الجميع لتقدم تبرعاً سخياً بلغ مليون دولار متقدمة بذلك على المبلغ الذي قدمته شركة وولمارت التي تعد أكبر سلسلة للبيع بالتجزئة في العالم ومتساوية مع بنك أمريكا الذي قدم أيضاً مليون دولار!.
وأخيراً.. هذا السخاء الباذخ في البذل لمسح معاناة الفقراء والمحرومين حول العالم وهذا الكم من المشاعر الإنسانية التي تتمتع بها جميلة هوليوود عبر مشاركة البسطاء عيشتهم ومشاطرتهم مشاعر الحزن دون المبالاة بالمخاطر المحيطة بتلك المناطق من أوبئة وانعدام الأمان يطرح تساؤلاً حول المعايير التي تنتهجها الجوائز الدولية في اختيار الفائزين بها, حيث فوجئ العالم قبل بضعة أشهر باختيار أوباما للفوز بجائزة نوبل للسلام قبل أن يبدأ حتى في تنفيذ أي من وعوده تجاه العالم!.
بعد أن تبرعت بمليون دولار لضحايا هاييتي..
عماد العباد
ما تشاهده عزيزي القارئ من صور مصاحبة لهذا المقال ليس جزءاً من فيلم أو بروشورات إعلانية عن الفقر في العالم.. هذه صور حقيقية التقطت لرحلات قامت بها أنجلينا جولي نجمة هوليوود المعروفة بلمساتها الإنسانية في عدد من المناطق المنكوبة.
أنجلينا جولي التي سبق اختيارها كأكثر فنانات هوليوود جاذبية, لم تعمها أضواء الشهرة عما يحدث في أنحاء العالم من عذابات ومحن ومعاناة. لم تكن كغيرها من جميلات ومشاهير هوليوود الذين إما انطووا على ذواتهم وعكفوا على أعمالهم وعاشوا حياتهم كأي ثري آخر على وجه الأرض, وقسم آخر غارق في اللذة التي أسبغتها عليه الشهرة إلى حد الثمالة حتى ضاقت عليه الدنيا فأصبح يبحث عن عالم آخر في نشقة هيروين أو دهاليز المهدئات وحبوب الهلوسة كما هو الحال مع بريتني سبيرز وإيمي واينهاوس.
أنجلينا جولي اختارت أن تقتسم كسرة الحزن مع فقراء العالم وأن تشاطرهم معاناتهم, طارت هنا وهناك إلى حيث أكثر الأماكن التي شوهتها مطرقة الفقر والمرض, في الوقت الذي كان بإمكانها ببساطة أن تطاوع بوصلة الأنانية المغروسة في كل إنسان لتقضي أوقاتا ممتعة على شواطئ الريفيرا الفرنسية أو التزلج في جبال سان انتون في النمسا تستعرض مفاتنها أمام عدسات البابارازي دون أن يلومها أحد!. بدلاً من ذلك اختارت السفر في رحلة البحث عن الفقر والجوع والمرض. إلى حيث المسحوقين الذين هم بأمس الحاجة إلى الضروريات الملحة من أكل وماء نظيف وأدوية. زارت دارفور في السودان, سيراليون, كمبوديا, تنزانيا ومخيم للاجئين الأفغان في باكستان, توزع ثروتها هنا وهناك في محاولة لإرضاء ضميرها المتمزق من معاناة البشر وكأنها هي من سبب لهم المعاناة حتى بلغ ما قدمته في عام 2006 أكثر من 8 ملايين دولار كتبرعات للفقراء حول العالم بحسب سجلات الضرائب الأميركية.
جولي لم تكتف بإرسال المعونات السخية لمحو معاناة المقهورين أو توكيل فريق يقوم بتوزيع الغذاء والدواء في إفريقيا والدول الموبوءة, بل أرادت أن تذهب بنفسها إلى هناك إلى تلك الأماكن التي يغمرها المرض والفقر والجهل لتعيش هموم الناس اليومية وتشاطرهم حزنهم وتبكي معهم.
موقع هولي سكوب المعني بأخبار النجوم بث تقريراً مصوراً عن رحلتها إلى مخيم للاجئين الأفغان في باكستان في التقرير ظهرت جولي تلاعب الأطفال وتستمع إلى المرضى والمعاقين إلا أن الموقف الأكثر إنسانية هو عندما كانت تجلس بجوار مسن أفغاني قهرته الدنيا والعجز إلى الحد الذي لم يعد يستطيع أن يكمل حديثه فاختار البكاء والصمت. انجلينا احتضنت يد المسن ومسحت عليها وشاطرته نوبة بكائه.
تقول جولي عن زيارتها لمخيم اللاجئين في باكستان: "عندما سألتهم ما الذي تحتاجونه؟ كانوا يبتسمون ويردون بكل بساطة "كل شيء". تضيف أنجلينا: لقد عانوا كثيراً لكن يظل الشعب الأفغاني مضيافاً ومتفتحاً ويتمتعون بعزة النفس".
مأساة هاييتي الأخيرة جعلت أنجلينا أيضاً تتحرك قبل الجميع لتقدم تبرعاً سخياً بلغ مليون دولار متقدمة بذلك على المبلغ الذي قدمته شركة وولمارت التي تعد أكبر سلسلة للبيع بالتجزئة في العالم ومتساوية مع بنك أمريكا الذي قدم أيضاً مليون دولار!.
وأخيراً.. هذا السخاء الباذخ في البذل لمسح معاناة الفقراء والمحرومين حول العالم وهذا الكم من المشاعر الإنسانية التي تتمتع بها جميلة هوليوود عبر مشاركة البسطاء عيشتهم ومشاطرتهم مشاعر الحزن دون المبالاة بالمخاطر المحيطة بتلك المناطق من أوبئة وانعدام الأمان يطرح تساؤلاً حول المعايير التي تنتهجها الجوائز الدولية في اختيار الفائزين بها, حيث فوجئ العالم قبل بضعة أشهر باختيار أوباما للفوز بجائزة نوبل للسلام قبل أن يبدأ حتى في تنفيذ أي من وعوده تجاه العالم!.