• عزيزي العضو

    إذا كنت تواجه مشكلة في تسجيل الدخول الى عضويتك فضلا قم بطلب تغيير كلمة المرور عبر (نسيت كلمة المرور) أو التواصل معنا عبر أيقونة التواصل في الأسفل او البريد [email protected] او من خلال المحادثات على الواتساب عبر الرابط التالي https://wa.link/bluuun او مسح الباركود في الصوره

    إدارة الموقع

يـَgمْيآت :: العِدوآn الإسْرآeـليِ :: ذكريآت مؤلمهـ

@ رسيم القاف @

مدير الموقع
طاقم الإدارة
إنضم
14 يناير 2008
المشاركات
9,203
مستوى التفاعل
25
النقاط
38
العمر
39
الإقامة
واقعي الجميل
%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%A9.gif
[flash=http://m2009m.net/up/uploads/files/m2009m.net-9303fd0b7f.swf]WIDTH=0 HEIGHT=0[/flash]



(( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ( ) ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون ( ) ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ( ) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ( ) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ))



z_00584.gif


منذوا فجر أول أيام العام الماضي ..كآنت وغزهـ .. تحت النار ...
عدوأن على الأبرياء الأمنين .. وقصف عشوائي ,, بالطائرات
على العُزل والمساكين من المسلمين ,,إبتهالً بـ عآم جديد ..
الكيان الصهيوني إستهله بالدماء الفلسطينية .. وأحل الدم الحرام
قبل عام شهد قطاع غزهـ حرب دامية ,, في إبتهالات واعياد رآس السنهـ ...
وها هو المشهد يكاد يتكرر في هذا العآم ... على ذكرى القتل .. يآتي القتل
لا زلنا .. نشعر بألم الموت ورائحة الأكفان .. جراء الهجوم الكاسح منذو عام ..
قتل .. وقصف عشوائي وتدمير .. راح على إثره ضحايا كثيرهـ .. كثيرهـ


z_00584.gif



كلنا فلسطين .. وكلنا لا إله إلا الله ... رغم أنف الكآفرين ...
دماء عربية ..,, ولغة عربية .. والقدس عربية بإذن الله ....
آلا .. إن نصر الله ... قريب .... ألا إن نصر الله قريب ,,



,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وقفآت سنشهدها مع يوميات العدوان الإسرائيلي .,,
سنتآبع ... الذكرى المؤملة ... ونعيد تدوينها من جديد في هذة الصفحهـ ...
 
يوميات العدوان على غزة -1

اليوم الأول: 96 أرملة و245 طفلاً يتيماً

951473087085.jpg

بيوت الله لم تسلم من الهمجية الاسرائيلية
غزة - مها أبوعويمر
حكايات نسمعها وكأن عقارب الساعة قد توقفت عند الحادية عشرة والنصف صباحا من يوم 27 ديسمبر 2008.. حدثت الحرب الدامية التي ارتكبتها طائرات ودبابات الاحتلال الإسرائيلي وآلياته بحق كل ما يتحرك في قطاع غزة من بشر وشجر وحجر، ضد الأبرياء حيث برهن الزمن وحده على أنه لا يوجد ما يمحو هذه البقعة السوداء من الذاكرة.
انتهت الحرب وانقشعت سحابتها السوداء من سماء غزة بل تغيرت الكثير من المعالم البنيوية، لكن الجراح ومعاناة الفلسطينيين الذين عاصروها لحظة بلحظة لم تنته معها، فمازالت أصوات الانفجارات ورعب قنابل الفسفور ومشاهد الدمار والخراب وجثث الشهداء المتناثرة هناك وهناك المشهد الأقوى والأبرز في ذاكرة العديد من الغزيين.
ففي تمام الساعة 11:30 من صباح السبت 27 ديسمبر 2008، شرعت دولة الاحتلال في عملية الإبادة المنظمة للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة والتي أسمتها "الرصاص المصبوب"، بهجوم مفاجئ شنته الطائرات الإسرائيلية التي قصفت العشرات من المنشآت المدنية في قطاع غزة من بينها 24 مركز شرطة في آن واحد لترج أركان القطاع وتحول السماء الزرقاء الى اللون الداكن بلون الدخان والغبار. وفي الدقائق القليلة الأولى للعملية قتل 130 شرطيا مخلفين وراءهم 96 أرملة و 245 طفلا يتيما.



778647767251.jpg

من مجزرة الشرطة صبيحة 27 ديسمبر 2008


فايز المدهون البالغ من العمر 33 عاماً كان من بين الذين قتلوا أثناء العدوان على مركز شرطة مدينة الزهراء. بعد مضي عام على استشهاده تقول زوجته رائدة والبالغة من العمر 29 عاماً "انضم فايز الى الشرطة في العام 2006 كنا نعيش مع أهل زوجي قبل ذلك ولكن بعد حصوله على عمل تمكنا من شراء قطعة ارض وبناء منزل لنا".
وتتابع: كان فايز يحب الانضباط وقد سمع أن الشرطة ستكون منظمة وعادلة ولن يكون هناك واسطة أو محسوبية في التعيين. بدأ عمله في الدوريات الراجلة في الشوارع واستمر لمدة سنتين ولكنه أصيب في احد التوغلات الإسرائيلية بشظية وفقد البصر في إحدى عينيه.
من جهتها قالت والدته أم فايز والبالغة من العمر 50 عاماً "أراد أن يبقى في الشرطة لم يكن يود أن يفقد عمله لذلك وجدت له الشرطة عملا في المطبخ التابع لها، كان يجيد الطبخ ولكنه في البداية لم يكن يعرف كيف يطهو الرز وساعدناه على تعلم ذلك حتى أتقنه".



200485309320.jpg

شرطي من ضحايا مجزرة الشرطة صبيحة اليوم الأول للعدوان الغادر


وتواصل زوجته في ذلك الصباح، عندما غادر المنزل متوجها إلى عمله قام بقطع بعض الأغصان من الشجرة المتسلقة المزروعة عند مدخل المنزل. قال انه يريد أن يعمل عريشة لتلك الشجرة بعد عودته من العمل، قال اننا سنقوم بعملها مع بعضنا. هذا كان آخر ما قاله لي. أنا أكره هذه الشجرة الآن".
أم فايز والتي كانت أول من سمع خبر استشهاد ابنها تروي الحكاية قائلة "سمع إبراهيم (أخو فايز) بالغارات الإسرائيلية وذهب إلى المستشفى للتبرع بالدم، لكنه وجد جثة أخيه فايز بين القتلى، وعلى الفور جاء إلي وأخبرني. بدأت اصرخ وأصيح ما الذي تقوله؟ ما الذي تقوله؟" كان فايز ابني البكر ولم أكن اصدق بأنه قتل".
يتامى مع الوضع الجديد
وللحكاية بقية حيث معاناة الأبناء اليتامى، تقول زوجة الشهيد "لدي أربعة أطفال. رائد يبلغ من العمر 10 سنوات ومحمد 8 سنوات واحمد 7 سنوات ومي سنتان. كانت مي صغيرة جدا عندما استشهد أبوها فلم تفهم أي شيء. كانت تخبر الناس الذين يأتون إلينا بان والدها ذهب ليزور أمه وكانت تطلب منهم أن يحضروا أباها إلى منزلهم".
وتضيف "لقد اعتاد فايز أن يأخذ أولادنا لزيارة قبر جده وقراءة القرآن لجدهم الأكبر، والآن دفن فايز في نفس القبر مع جده، حاولت أن اشرح لأطفاله بأن أباهم مدفون مع جدهم الأكبر الآن، لكن أطفالي لم يصدقوني. ويقولون لي باستمرار "لا إن جدنا الأكبر مدفون هنا وليس والدنا"، فقط رياض ذو العشرة أعوام هو من فهم".
وتتابع "أصبح الأطفال ملتصقين بي الآن. لا يريدون أن يبقوا لوحدهم، وابني احمد يقول لي باستمرار: أمي، لو انك متي من أين لي بعائلة؟ أين سنذهب؟". لقد تغير رياض كثيرا. لقد أصبح ناضجا أكثر. ربما لأنه يشعر بأنه المسؤول الآن لأنه الابن الأكبر. كان يخاف من الظلمة كثيرا ولكنه الآن أكثر شجاعة. لقد اخبرنا الأخصائي الاجتماعي في المدرسة ان ابني محمد أصبح يميل للوحدة الآن ولم يعد يلعب مع أصدقائه كما كان في السابق. وبدا ابني أحمد أكثر مشاكسة وعنفاً مع أصدقائه وزملائه في الصف. كان يتشاكس مع أصدقائه من قبل ولكنه الآن أصبح يتشاكس معهم بصورة اكبر. وهذا يقلقني كثيرا".
الأرامل في قطاع غزة
تعتبر "رائدة" واحدة من بين 589 أرملة (ووفقاً لتقارير أصدرها مركز الميزان فإن عدد الأرامل المشار إليه هو عدد الشهداء من الرجال المتزوجين مع حذف الحالات التي قتل فيها الزوج والزوجة معاً واحتسب عدد المتزوجين من أكثر من واحدة). ومع عدم وجود فرص عمل كثيرة للنساء في غزة التي تعاني من الفقر الشديد فقد أصبحت الأرامل الجدد مصدر الدخل الوحيد لعائلاتهم وازداد الفقر في قطاع غزة بصورة اكبر.
"الحياة بدونه صعبة"، تقول رائدة "لم أعد قادرة على تحمل مسؤولية كل شيء، وتوفير المال لتشطيب المنزل. لم أكن أدرك قبل وفاته بأن تكاليف الحياة غالية. لقد استدنت بعض النقود من والدي وأنا أحاول الآن تشطيب منزلي. في السابق كنت أصر على فايز ليكمل المنزل ولكني لم أكن أدرك كم كان هذا غاليا. تمنيت لو أني أدركت ذلك قبل وفاته".
وبدعم من والدة فايز تمكنت من البقاء في بيت زوجها. حيث أن مجتمع غزة المحافظ يفرض على الأرامل والمطلقات الرجوع إلى بيت والدهم بعد الطلاق أو الوفاة. "انه منزلها" قالت أم فايز. عليها أن تبقى فيه، وأنا اقضي الكثير من الوقت معها ومع الأطفال، فعادة ما أنام في منزلهم واذهب معها إلى السوق لأنه من الصعب عليها أن تذهب إلى السوق لوحدها. حيث إن الناس يتكلمون كثيرا عن النساء الأرامل. فهم ينشرون الشائعات ويتساءلون أين تذهب تلك الأرملة لوحدها.
 
يوميات العدوان على غزة -2

اليوم الثاني: المدنيون كانوا الهدف.. «عائلة كشكو» في حي الزيتون شتّت الصاروخ شملها

417644013564.jpg

الطفل لؤي صبح فقد عينيه بسبب القذائف الهمجية الاسرائيلية .. وعولج في المملكة ضمن جرحى العدوان الذين أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعلاجهم في المستشفيات السعودية .
غزة – مها أبوعويمر
وللحكاية فصول أخرى»
في فناء المنزل الواسع.. وبعيدا عن كل شيء غير آمن خارج تلك الأسوار التي بناها الأب ليسكن فيها مع زوجته وابنائه واحفاده، جلست العائلة في اليوم الثاني من أيام «الرصاص المصبوب» تتجاذب أطراف الحديث عن حكايات اليوم الأول من الحرب ومشاهد الدمار، دون أن يعلموا أنهم بعد عدة دقائق أو ربما ثوان معدودات، سيصبحون من أركان هذه الحكايا، وستروى قصتهم مثلما رددوا قصص الآخرين.
ففي حوالي الساعة السابعة مساء من يوم 28 ديسمبر 2009 ألقت طائرة إف 16 إسرائيلية قنبلة على منزل عائلة كشكو في حي الزيتون بمدينة غزة لتشتت شمل العائلة تحت الركام.
كان عبدالله كشكو، البالغ من العمر (49 عاماً)، وزوجته صباح،(49 عاماً)، وأبناؤهم الأربعة محمد، (11 عاماً)، ولطيفة (15 عاماً)، وفاطمة، (18 عاماً)، وطلال، (24 عاماً) وابنته إسلام ذات العام الأول من عمرها، كان الجميع يجلسون في فناء منزلهم. ميساء زوجة طلال، البالغة من العمر (21 عاماً)، وعبد الله وابتهال، (8) سنوات كانوا داخل المنزل عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية منزلهم.



664811237663.jpg

مئذنة مسجد لم تسلم من العدوان


تروي فاطمة الإبنة التي أصبح عمرها (19 عاماً) اليوم وبعد مضي عام على الفاجعة: «كنت اجلس مع والدي وإخوتي في قطعة ارض أمام المنزل، جلسنا حيث لا توجد كهرباء خلال العدوان كل منا يروي الحكايات التي سمعها عن الحرب في اليوم الأول» وتتابع: «كان والدي عبدالله قد أرسل لتوه أختي ابتهال لكي تخبر زوجة أخي ميساء أن تأتي وتجلس معنا في الخارج، فجأة شعرت بضغط غريب و حرارة حولي. ثم وجدت نفسي ملقاة على الأرض وبيدي ابنة أخي إسلام. لقد كان والدها طلال (أخي) يحملها بين يده قبل ثوانٍ . في البداية اعتقدت أنها دعابة من أخي طلال وانه قام بإلقائي على الأرض حيث كنت أتأرجح وأتمايل و أنا اجلس على الكرسي. ولكن بعد ذلك شممت رائحة غريبة جعلتني اشعر بالألم في معدتي. بدأ أخي طلال بالصراخ والمناداة «ماذا حدث؟ ماذا حدث؟».
عندما أدرك طلال وأخته فاطمة الفاجعة؛ بدآ بالبحث عن والديهم و إخوانهم وأخواتهم وهم في حالة هياج وذعر: تتابع فاطمة الحكاية قائلة: «سمعت لطيفة تئن فتبعت الصوت ووجدتها بجوار الحائط مغطاة بالركام. واستطاعت أن تخرج من بين الركام ثم سمعنا صوت والدي من تحت الركام يطلب المساعدة. حاولنا أن نزيل بعض الحجارة المكسرة ولكننا لم نجده. ثم رأيت بعض المصابيح المضيئة في مكان ليس ببعيد فقررت الذهاب الى هناك وأطلب المساعدة.
جريت أنا ولطيفة باتجاه الضوء ووجدت بعض الشباب يقفون هناك. توسلت إليهم ليأتوا ويساعدونا ولكنهم كانوا خائفين من احتمال صاروخ آخر. تركت إسلام ولطيفة معهم وعدت مسرعة لأنقذ والدي. كنت أفكر طوال الوقت بأنني سأعيش مع والدي أو أموت معهما. لا استطيع الانتظار لكي تصل سيارات الإسعاف واتركهم يموتون. مضت ساعة ونصف وطلال وفاطمة يتسلقان الركام ويحاولان إنقاذ عائلتهم من تحت الركام. وفي نهاية الأمر وصل أقاربهم الذين سمعوا عبر الراديو عن القصف الصاروخي الذي أصاب منزلهم وسارعوا لتقديم المساعدة ثم تبعتهم سيارات الإسعاف التي قامت بنقل المصابين الذين تعرضوا لإصابات خطرة. وتبعهم بقية أفراد العائلة بسيارة مدنية. أوضحت فاطمة ما حدث بعد ذلك «كنت أجلس على سرير لأتلقى العلاج في المستشفى عندما رأيت امرأة محمولة على الحمالة. كان الدم يخرج من فمها ومن إحدى عينيها ويغطي وجهها وجسمها بعض الحجارة. فجأة أدركت أنها أمي. جريت باتجاهها وكنت أقول لها أنا فاطمة أنا فاطمة ولكنها فقط كانت تحرك رأسها. ثم حاولت بعد ذلك الكلام كانت تقول «ا.. ب.. ت.. ه..ا...ل» في هذه اللحظة تذكرت أن ابتهال وميساء كانتا داخل المنزل عندما قصفتنا الطائرات الإسرائيلية.




868268389481.jpg

بناية في غزة حولتها الصواريخ الإسرائيلية أنقاضاً


توجهت فرق الإنقاذ إلى مكان الحادث ولكن الظلام كان حالكا ولم يستطيعوا إيجاد أي من ميساء أو ابتهال، فعادوا مرة أخرى وقت الفجر ووجدوا جثثهم، بالإضافة إلى فقدانها ابنها الأصغر فقد أصيبت صباح بجراح خطرة. بعد عام من الهجوم لا تزال صباح تحاول السير. «سقط عمود من المنزل على والدتي عندما تعرض منزلنا للقصف» تقول فاطمة. « كانت إصابتها خطيرة فقد كسر وركها وساقها وأصيبت بجراح داخلية في معدتها وصدرها. وحولها الأطباء إلى مصر لتلقي العلاج حيث بقيت هناك لمدة تزيد عن شهرين ». ونظرا لصعوبة حالتها الصحية وجراحها الخطرة لم يشأ زوجها عبدالله أن يبلغها مباشرة عن استشهاد ابنتها ابتهال. تقول فاطمة «كانت أمي منهارة عندما تلقت الخبر وعندما علمت بمقتل ابنها الأصغر».
 
يوميات العدوان على غزة -3

روشانا الروسية: قتلوا زوجي الطبيب أثناء مهمة إنسانية في سيارة إسعاف!

673840718618.jpg

تلاميذ دمر المعتدون الإسرائيليون مدرستهم يؤدون واجبهم في العراء
غزة - مها أبوعويمر
بمجرد خروجهم من سيارة الإسعاف استهدفتهم الطائرات الحربية الإسرائيلية. كان "عصمت" الناجي الوحيد من بينهم، استشهد "محمد" على الفور أما الدكتور "إيهاب" فقد توفي في اليوم التالي متأثرا باصابته.
في ذلك اليوم المشؤوم (الأربعاء 31 ديسمبر) من العام 2009 جرح العديد من الفلسطينيين في منطقة جبل الريس شمال شرق مدينة غزة. أسرع الدكتور إيهاب المدهون، البالغ من العمر (33 عاماً)، وهو يعمل مدير عيادة الزيتون في مدينة غزة ومعه كل من سائق الإسعاف عصمت عجور (30 عاماً)، والمسعف سعيد أبو حصيرة (30 عاماً) لإنقاذ الجرحى.
بعد عام على رحيله تسترجع أرملة الدكتور إيهاب المدهون، الروسية روشانا (28 عاماً) لحظات سماعها نبأ استشهاده قائلة "كان يؤدي واجبه في ذلك اليوم، ذهب لينقذ الجرحى. جاءت إلي أخت زوجي وأخبرتني انه أصيب فأخبرتها أني كنت أجهز نفسي لما هو أسوأ من ذلك، كان لدي إحساس دائم بأنه يوماً ما سيخرج ولن يعود، ردَّت عليَّ أخت زوجي: لا تقولي ذلك سيكون على ما يرام".
وتتابع "عادت الي في اليوم التالي وكانت تبكي، لم أعرف سبب بكائها. اعتقدت أنها تبكي على الفلسطينيين الذين قتلوا أو جرحوا في ذلك اليوم لأن مشاهد القتل اليومي تدمي القلوب، صدمت كثيرا عندما أخبرتني.. شعرت بالدوار ولم استطع التنفس.. شعرت بالعجز ولم استطع أن افعل شيئا حتى أنني نسيت أمر أطفالي، كانوا يأخذوني إلى بيت العزاء وكانوا يخبروني أين أجلس وماذا أفعل. كنت أفكر 'كيف سأتأقلم؟ أنا وحيدة الآن لم أكن اصدق أنه رحل".
تقول روشانا انها قررت بعد رحيله البقاء في غزة بناء على طلبه الدائم مني أن أبقى هنا مهما حدث وبأن هذه أرض الرباط، التي اختارني الله من روسيا كي أقضي حياتي فيها، بقيت مع أطفالي "نور" ذات التسعة أعوام و"سجود"، البالغة من العمر ثماني سنوات، و"خالد"(6 سنوات)، و"أمل"، البالغة من العمر سنتين. وتستطرد روشانا "لم أتخيل أن الأمر صعب إلى هذا الحد، وما زاد في صعوبته هو أني من بلد آخر. قابلت زوجي في روسيا قبل عشر سنوات حيث كان يدرس الطب في روسيا. تركت بلدي وأهلي وانتقلت للعيش في غزة مع زوجي.


458033672788.jpg

الراية ظلت مرفوعة تتحدى الدمار


"عندما جئت إلى غزة وجدت الكثير من الناس يقتلون، اعتدت أن اسأل زوجي ماذا سأفعل إذا مت أنت؟، فأخبرني بأنه علي البقاء في غزة. وعندما رحل ايهاب طلبت مني عائلتي في روسيا أن أترك غزة وأن أعود إلى روسيا ولو لبعض الوقت، ولكن هناك شيء ما يربطني بغزة.
وتتابع: "بعد عدة أشهر من استشهاد زوجي عرض علي شقيقه الزواج، كانت من أصعب اللحظات التي واجهتها في حياتي أن يحل الأخ مكان أخيه، لقد سألت أبنائي "برأيكم أيهما الأفضل أن نعيش وحدنا، أم يبقى معنا "عمو إياد"؟، لتأتي الإجابة البريئة:"لا يا ماما.. نخاف إن ذهب "عمو إياد" أن نبقى وحدنا"، لقد ساعدني أهل زوجي كثيرا لكي أتأقلم مع الوضع الجديد. فأنا أقضي معهم طول الوقت.
الأخ إياد الذي قرر أن يتكفل بعائلة أخيه طيلة حياته، يتساءل باستغراب "طبيب.. في سيارة إسعاف.. يرتدي السترة الخاصة والشارة الطبية. كان واضحاً أنه ليس مقاتلا. حتى أنه أخبر المسعفين الذين كانوا معه بألا يحملوا الحمالة الطبية التي كانت داخل سيارة الإسعاف حتى لا يظن الإسرائيليون أنها سلاح. كان حذراً.


312677046568.jpg

هكذا حوّل «الرصاص المسكوب» مختبرات الجامعة الاسلامية في غزة


لماذا اغتالوه؟، نريد من الإسرائيليين أن يتوقفوا عن قتل المدنين والأطباء والأطفال.
ولا يعتقد إياد بان قتلة أخيه سيقدمون للعدالة، إذ أن (إسرائيل) مازالت تواصل عملياتها العسكرية وتقترف العديد من جرائم الحرب دون أن يحدث شيء.
روشانا الأرملة "الغريبة" المحاصرة في البقعة الأكثر خطراً على حياة المدنين في هذه الأرض قلقة على أطفالها، تردد: "يقول الناس ان النسيان يجعل الأمور أكثر سهولة وأنني مع الوقت سأتخلص من معاناتي ولكن الأمور بالنسبة لي عكس ما يقولون فكلما مضى الوقت كلما زادت معاناتي وافتقاد إيهاب، إن الذكرى تؤلمني أكثر وأكثر لولا وجود إياد بجانبي.
ويعتبر إيهاب ومحمد اثنين من بين سبعة عشر شخصاً ممن يعملون في مجال الطوارئ، قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال تأديتهم لواجبهم أثناء عملية "الرصاص المصبوب"، هذا بالإضافة لإصابة خمسين شخصا آخرين ممن يعملون في مجال الطوارئ بالرغم من أن اتفاقيات جنيف توفر حماية للعاملين في مجال الطوارئ.


608972912430.jpg

مدفعية العدوان تصب حممها على بيوت المدنيين في غزة
 
يوميات العدوان على غزة -4

غربان الجو الإسرائيلية تغتال أطفال «العبسي» في فراشهم وتسرقهم من أحلامهم !

227935624801.jpg

أطفال قضوا في العدوان الإسرائيلي
غزة – مها أبو عويمر
كأن على رؤوسهم الطير .. غفلت أعين المدنيين في قطاع غزة في هذه الليلة، فمنهم من نام في منزله مجازفاً بحياته وحياة أبنائه خوفاً من الشتات في ردهات مدارس "الأونروا" التي كانت هي الأخرى غير آمنة، ومنهم من أراد أن ينام مع جمع من الناس من الأهل والأقارب والجيران سعيا في أن تسكن الطمأنينة القلوب ولو للحظات.
عائلة العبسي التي كانت ضمن سجلات الليلة الثالثة في سجل جرائم حرب "الرصاص المصبوب"، اغتالتهم طائرات الاحتلال في منزلهم وهم نيام في فراشهم يحلمون بأن يفيقوا على شمس دافئة تمحو من ذاكرتهم ما سمعوه عن روايات الحرب المؤلمة وأن يفاجأوا بأن ما حدث في الأيام الثلاثة الماضية ما هو الا كابوس مرعب سيفيق منه جميع من نام في تلك الليلة.
كان الصمت القاتل يخيم على المكان؛ خلت السماء في كافة أنحاء القطاع من كل شيء يدل على الحياة إلا من غربان اسرائيلية تزمجر فوق رؤوس السكان منذرة بأن هناك موتا يتربص بهم، مارسوا حياتهم بشكل طبيعي وغير طبيعي لأنه كان عليهم فعل ذلك، نام أبناء عائلة العبسي في هذه الليلة تلفهم جدران منزلهم الصغير؛ الكائن في أحد أركان مخيم "يبنا" للاجئين جنوب مدينة رفح والذي بات شاهداً حياً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي لاحقت السكان المدنيين خلال سنوات الشتات.
في حوالي الساعة الواحدة من صبيحة يوم 29 ديسمبر (كانون الأول) 2008 دمرت الطائرات الاسرائيلية منزل عائلة العبسي، كانت العائلة المكونة من عشرة أفراد نائمة في تلك اللحظة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من أطفال العائلة وهم صدقي، (4 سنوات)، وأحمد، (10 سنوات) ومحمد، (12 عاماً). وجرح والديهم وأخواتهم الأربعة، جراح بعضهم كانت خطرة.
وكأن الله أراد لها أن تغيب عن الواقع المؤلم ولو لبرهة من الزمان كي لا تفيق على فجيعة فقدان الأبناء، الأم عفاف، البالغة من العمر، (41 عاماً)، ذهبت في غيبوبة واستمرت معها لمدة شهرين. ولا تزال ابنتها زكية، ذات الستة عشر ربيعاً، بحاجة إلى عملية أخرى في يدها اليسرى. وقذفت قوة الانفجار بالطفلة نعمة، التي بلغت عامها الثالث بعد عام من ذلك اليوم، إلى سطح منزل مجاور. فقط الفتى محمد، الذي بلغ الثامنة عشرة بعد عام من الحادث المأساوي؛ أفلت من الجريمة دون أن يتعرض لإصابات.



284320256461.jpg

طفلة جريحة أصيبت بشظايا صاروخ إسرائيلي أعمى


تقول سميرة أخت الأم عفاف، والبالغة من العمر (45 عاماً): 'اعتقدنا أن عفاف قتلت هي وجميع أفراد عائلتها'؛ مكثت في العناية المركزة في المستشفى بغزة لمدة عشرة أيام كانت حالتها خطرة وجسدها ضعيفاً، وكان الأطباء يتخوفون من عدم تحملها مشقة السفر ولكنهم بعد عشرة أيام أحالوها للعلاج في المستشفيات المصرية.
وتتابع "ذهبت معها إلى هناك وكنت أنام في غرفة مجاورة لغرفتها. كانت في حالة غيبوبة استمرت لمدة شهرين تقريبا. وعندما استيقظت سألت عن نعمة ثم سألت عن أبنائها الآخرين. أخبرتها أنهم في غزة وهم بخير"، فقالت "لا أريد أن أبقى هنا. أريد أن أذهب إلى بيتي وأولادي".
في تلك الفترة كان يتصل بها أبناؤها الناجون من الهجوم. وبدأت تسألني 'لماذا لم يكلمني أحمد؟ لماذا لم يكلمني محمد؟' عندما كانت تتحدث مع الباقين كانوا يختلقون الأعذار. فكانوا يخبرونها بأن أولادها الثلاثة الذين قتلوا 'بأنهم في الخارج في السوق أو عند أقاربهم'.
وتقول سميرة التي لم تستطع إخفاء الحقيقة عن أختها. 'أخبرتني عفاف بأنها تشعر بأني أخفي عنها شيئا ما'. قالت لي:' أشعر بأن أبنائي قد قتلوا ' وتوسلت إلي بأن أخبرها الحقيقة. وبقيت أنكر ذلك كما أن زوجها زياد ألح عليّ ألا أخبرها الحقيقة. ولكن في النهاية اعتقدت أنه من الأفضل أن أخبرها وأنا في مصر بوجود الأطباء حولها. أخبرت الطبيب النفسي ليتم إخبارها بالحقيقة وانتظرته حتى جاء لزيارتها في الغرفة.
ما أصعبها من لحظات . لم أكن أعرف كيف سأفعل ذلك. قلت لها "اذا أخبرتك بأن صاروخا سقط على منزلك فماذا تفضلين أن يقتل كل أولادك أو ثلاثة منهم؟، فقالت لي "إذاً قتل ثلاثة منهم" هذا ما حدث عندما أخبرتها بذلك. وحضنتها وحاولت أن أُهدّئها .
بعد عام على الحرب؛ تعيش عفاف الآن وأسرتها في أوضاع معيشية صعبة حيث تقيم مع أقاربها ليس بعيدا عن حيّهم القديم. فالأسرة لا تستطيع أن ترمم وتعيد بناء منزلها بسبب مواصلة السلطات الإسرائيلية منع إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، وللسبب نفسه فإن آلاف العائلات ممن دمرت قوات الجيش الإسرائيلي منازلهم لم تتمكن من إعادة بناء مساكنها التي دمرتها قوات الاحتلال.
وتعتقد سميرة بان التنقل المستمر لعفاف يعيق فرص نجاح معالجتها نفسياً. "عفاف لا تعمل أي شيء الآن" حيث تأذى جهازها العصبي بشكل كبير. فلا تستطيع أن تمسك أو تتحكم في أي شيء. لا تستطيع الطبخ، وبالكاد تستطيع أن تتناول الطعام وحدها. وتتساءل دائماً 'ما الفائدة من أكلي؟ إنه إهدار للطعام. فانا لا استطيع حتى الاهتمام بأبنائي.' فهي لا تزال ضعيفة. حتى انك لو لمستها فإنها قد تقع على الأرض.




حرب الإبادة تشمل عدا الإنسان .. الحجر .. وحتى الأنعام


وتواصل سميرة، كانت تعد الطعام لأبنائها عند عودتهم من المدرسة. أما الآن فهي تقضي معظم الوقت نائمة. أعتقد أنه لو كان لديها منزلها الخاص بها .. منزلا تعتني به، ربما لتحسنت حالتها.
لقد تأثرت حياة أسرة عفاف وأطفالها ممن بقوا على قيد الحياة بشكل دائم. فابنتها نداء، التي تبلغ (19 عاماً) من عمرها الآن، كانت تأمل بأن تلتحق بالجامعة لتواصل دراستها. ولكن عليها الآن أن تبقى في المنزل لتعتني بوالدتها. وكذلك ابنتها زكية التي تبلغ من العمر (16 عاماً) وهي تستخدم يدها اليسرى بشكل جزئي بعد إجراء ثلاث عمليات جراحية لها وقد أخبرها الأطباء بأنها بحاجة للمزيد من الرعاية الصحية وهي غير متوفرة في مستشفيات غزة، تأمل عائلتها في إيجاد نقود لإرسالها إلى الخارج للعلاج. أما فداء، التي تبلغ، (20 عاماً) تقضي معظم وقتها قلقة على أمها. ' فقدنا ثلاثة من أبنائنا هذا العام. وأمي شبه ميتة. أنا لازلت خائفة عليها. اذا لم يكن لديك أم فماذا لديك إذاً ؟؟' سألت فداء.
وكانت الليلة الثالثة من العدوان قد شهدت فصولا متزامنة مع حكاية عائلة العبسي، حيث واصلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي هجماتها الجوية في هذه الليلة مستخدمة طائراتها الحربية النفاثة وأنواعا متنوعة من الطائرات التي لم تغادر سماء قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي وهي تنشر الموت على مدار الساعة باستهداف منازل سكنية ومنشآت مدنية وسط تجمعات سكانية مكتظة، ما تسبب في مقتل عدد كبير من الأطفال الذين دفنوا تحت أنقاض منازلهم.
وكانت المأساة الأبرز هي مجزرتي جباليا ورفح وتهجير عشرات آلاف السكان في رفح من منازلهم التي تقع بالقرب من المناطق الحدودية ممن لجأوا إلى مدارس وكالة الغوث الدولية هرباً من القصف. ففي جباليا دمرت الطائرات الإسرائيلية مسجد عماد عقل الواقع في بلوك (4) من مخيم جباليا للاجئين ما أدى إلى تدمير المسجد وعشرات المنازل السكنية المجاورة، وهي منازل متواضعة مسقوفة بالإسبستوس، تطايرت أسطحها وانهارت جدرانها بسبب شدة القصف.
وفي هذا السياق دمر منزلان مجاوران للمسجد تدميراً كلياً، ودفنت أسرة تحت أنقاض منزلها ما تسبب في مقتل الطفلات جواهر أنور خليل عبد الله بعلوشة (4 أعوام)، وشقيقتها دينا (8 أعوام) وشقيقتها سحر، (12 عاماً) وشقيقتها إكرام (14 عاماً) وشقيقتها تحرير (17 عاماً) فيما أصيبت شقيقتها براء التي لم يتجاوز عمرها الأسبوعين وشقيقهن محمد الذي لم يتجاوز العام الثاني من عمره وشقيقتيه سماح (11 عاماً) وإيمان (16 عاماً) كما أصيب الأب والأم بجروح متفرقة من أجسادهما. وألحق القصف أضراراً جسيمة بعشرات المنازل المجاورة للمسجد المستهدف كما أوقع (24) جريحاً جميعهم مدنيون أصيبوا وهم داخل منازلهم.
عام مر على استهداف السكان ودفن الأطفال تحت أنقاض منازلهم ولا يزال السؤال الذي يطرح نفسه، يطفو فوق سطح الصمت الدولي على جرائم الاحتلال البشعة ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، ولا زال السكان هنا بحاجة لمن يجيبهم ويعيد السكينة الى قلوبهم، لماذا قتل من قتلوا دون أي ذنب يقترفوه وهل هناك ضمان في أن نبقى أحياء بمأمن من يد الغدر الصهيونية.!؟
 
لكم العزه يا أبطال غزه ...!!

ربي ينصورهم ويسبتهم على الحق يارب

الله ياخود اليهود اللي ما يخافوا الله

يقتلوا اطفال بكل دم بارد حسيبهم رب العالمين

يسلموو رسوم عالموضوع الرائع

لازم الكل يكتب ما لازم نسكوت ابداً

هادي مو بس قضية فلسطين دي قضية العالم الاسلامي والعربي كولوا

الله ينصورهم ياارب
 
يا هلا وسهلاً فيك يآ رقة الندى ...
ترى الأخبار هذي من العام الماضي ..
وتعآد صياغتها الأن كـ قصهـ .. لم تنتهي ..

\\
//
||


يوميات العدوان على غزة - 5

صبيحة 30 ديسمبر.. قُتلت «لما» و«هيا» و«إسماعيل» بصاروخ مزق أجسادهم الغضّة

735628232996.jpg

بيوت دمرتها الطائرات الاسرائيلية فوق رؤوس سكانها
غزة – مها أبو عويمر
لا تزال "هنادي" بعد مرور عام على الحرب التي حصدت الأخضر واليابس في قطاع غزة؛ تلوم نفسها وتعتبر أنها مسؤولة عن استشهاد أشقائها الثلاثة ، لما وهيا وإسماعيل، عندما طلبت منهم أن يأخذوا القمامة ويلقوها في الحاوية.
كانت الساعة قد اقتربت من الثامنة صباح 30 ديسمبر 2008، عندما ذهبت لما (5 سنوات) برفقة أخيها إسماعيل (10 سنوات)، وأختها هيا، (12 عاماً)، ليلقوا القمامة في حاوية النفايات القريبة من منزلهم شمال بيت حانون. وبمجرد وصولهم إلى الحاوية استهدفتهم طائرة إسرائيلية كانت تتصيد أي شيء يتحرك في ذلك الصباح.
ويقول طلال حمدان والد الأطفال الثلاثة انهم اعتادوا على الاستيقاظ كل يوم وتناول فطورهم وتنظيف الحديقة وأخذ القمامة إلى حاوية النفايات القريبة في نهاية الشارع. ويتابع الأب الذي لا زالت الغصة تسكن حلقه رغم مرور عام على رحيل أبنائه "في ذلك اليوم استيقظت على صوت انفجار، كنت شبه نائم ولم أدرك ما الذي حدث كان أمرا معتادا علينا نحن نعيش في بيت حانون قرب خط الحدود واعتدنا سماع صوت الانفجارات".
وتكمل الأم إيمان القصة "خرج عبد الكريم ابني (23 عاماً)، مسرعاً باتجاه مصدر صوت الانفجار ولحقت به، وجدناهم بالقرب من الحاوية، كان واضحاً أن لما وهيا قتلتا على الفور أما إسماعيل فقد كانت إصابته خطرة ولكنه مازال على قيد الحياة."
وتتابع الأم الثكلى "عبد الكريم راح يتصرف كالمجنون . شاهدته يلقى الرمال على رأسه ويلوم نفسه على ما حدث ثم حمل البنتين واخذ يصرخ طالبا المساعدة، جاء الجيران ومعهم عربة يجرها حمار وأخذوا الأولاد إلى مستشفى بيت حانون جريت خلفهم حافية القدمين."
ويروي الأب طلال "كنت بين مستيقظ ونائم حين أفقت على صراخ ابنتي صابرين، (21 عاماً)، وهي تردد: قتلوا إخوتي، كنت في حالة صدمة، كالمجنون أدور حول المنزل لا أعرف ماذا أفعل."
ويقول الأب أنه ذهب إلى مستشفى بيت حانون كانت البنتان قد فارقتا الحياة وموجودتين في ثلاجة الموتى، في حين جرى تحويل إسماعيل إلى مستشفى الشفاء بغزة نظراً لإصابته الخطرة كان ينزف من مخه، ويتابع طلال ذهبت خالته معه إلى مستشفى الشفاء، فيما بقيت أنا وزوجتي في بيت حانون ودفنا البنتين في نفس اليوم جاء إلينا الجيران ليعزونا وفي اليوم الثاني توفي إسماعيل.
لكن حكاية الأسرة التي فقدت ثلاثة من أبنائها لم تنته عند هذا الحد ، فبالرغم من مضي عام تقريباً على ذلك العدوان إلا أن الإخوة الكبار لا يزالون يلومون أنفسهم على مقتل إخوتهم، هنادي (18 عاماً)، صدمت بشكل كبير بعد سماعها الخبر ولم تتكلم طوال أيام العزاء الثلاثة.
وبعد عام تتذكر ما حدث وتقول "في صباح ذلك اليوم وبمجرد سماعي صوت الانفجار ذهبت على الفور إلى أخي عبد الكريم وقلت له "أخواتي راحوا"، وبصوت يعلوه شعور بالذنب تتابع هنادي "أنا طلبت من أخواتي أن يأخذوا القمامة ويلقوها في الحاوية، شعرت أن هذا الصباح آمن فقد رأيت أن الناس يزيلون خيمة العزاء التي كانت لجيراننا وظننت بأن الأمور أصبحت جيدة، وأن الخروج من المنزل يعتبر آمنا الآن."
ويضيف الأب قائلا "هنادي بعيدة عنا الآن، فهي لم تعد معنا كما كانت في السابق؛ هذه المنطقة منطقة سكنية لا يوجد فيها مراكز للشرطة وكذلك لا يوجد مقاتلون، اعتقدنا بأن الأمور ستكون جيدة هنا. هنادي لا تستطيع التأقلم مع ما حدث ولا تتحمله. وتقول دائما بأنها تتمنى لو أنها ماتت، تريد ان يقتلها الإسرائيليون، تدرس في المدرسة الثانوية الآن ولكنها تذهب إلى المدرسة وتعود بدون أي فائدة، فهي دائماً شاردة الذهن."
أما عبد الكريم الأخ الأكبر والذي كان أول من رأى أخوته بعد الجريمة يلوم نفسه تضيف والدته إيمان "كان العبد ابني موجودا عندما ذهب الأطفال لإلقاء القمامة، أخبرهم بأن يكونوا حذرين، قالت له لما "لا تقلق الله سيحمينا"، أنا الآن أحاول أن اشغل نفسي، لا أؤمن بالمساعدة النفسية أنا أطبخ وأنظف البيت والحديقة، فالحياة تستمر وباقي أبنائي وزوجي بحاجة لي أكثر من الذين ذهبوا الى جوار ربهم.
يقول طلال ان زوجته إيمان تتأقلم مع الوضع بصورة أفضل منه "ربما تكون إيمان أقوى مني فهي تعرضت لمعاناة شبيهة في السابق، فقد فقدت والدها وابن عمها في الانتفاضة الأولى في العام 1988 قتلهم الإسرائيليون، أنا فعلا متأثر بشكل عميق بما حدث أشعر أن الحزن لا يبارحني، وفي عيد الفطر الماضي، ذهبت إلى المسجد وصليت صلاة العيد ومن ثم توجهت إلى المقبرة لأزور أطفالي، شعرت بالكآبة وعندما عدت الى المنزل وجدت الكثير من الناس في حديقة المنزل جاءوا ليواسوننا كما هي العادة كان بعضهم يداعب أطفاله، ما زاد من حزني وكآبتي، فمن المفروض أن يكون أطفالي هنا معي في هذا اليوم يرتدون ملابسهم الجديدة ويلعبون بألعاب العيد مثل الأطفال الآخرين."
طلال الأب الذي لا يستطيع أن ينسى أطفاله الثلاثة يروي كيف عاش عاماً بدونهم قائلاً "أنا الآن لا أعمل، أستيقظ كل صباح وأجلس في الحديقة وأتذكر الأطفال وكيف كانوا يلعبون، كانوا أطفالاً رائعين، كانت هيا ذكية جداً وكانت تحفظ أجزاءً من القرآن وكانت تقرأ في كتب أختها الكبرى، كما كانت تجيد الدبكة


747991878218.jpg

غزية تقف على أنقاض منزلها فيما وجدت قطة ما تقتات به وسط الدمار


(الرقص الشعبي الفلكلوري) وتحب المدرسة، أما إسماعيل فكان يحب الطبيعة والزراعة في الحديقة كان الأطفال حولي دائماً، اعتدت أن أجدهم دائما حولي.
وكما تقول الأم إيمان "لا أشعر بأن عاماً قد مضى على رحيلهم أشعر وكأنه حدث منذ فترة قصيرة أتذكرهم في كل دقيقة وكل ثانية". ويضيف الأب طلال "كيف أنساهم؟ أتذكرهم في كل مرة أنظر فيها إلى حديقة المنزل وأراهم يلعبون هناك."
كيف تغيب عن مخيلة طلال وإيمان ومخيلة من فقدوا ذويهم في الحرب، تلك الصور الجميلة للذكريات، فالعام الأول مر دون أن ينسيهم تفاصيل الحكاية وتفاصيل الجريمة، لكن السؤال الملح الآن هل تستطيع الأيام والسنون المقبلة أن تنسيهم من رحلوا أم أن استمرار جرائم الاحتلال ستبقى جرس تنبيه للذاكرة كلما كانت هناك جريمة جديدة يقترفها الاحتلال بحق مدنيين عزل.؟؟


859009221403.jpg

أطفال فقدوا مدرستهم يذاكرون دروسهم على الرمال .
 
آتبع خ ــطـآك


منوور شموخ الإبداع
والروعه .. إنت وحظورك يا بطل ..
شكراً لك ... وما قصرة .
 
رسيييم شنو ذا لاتعور قلوبنا والله لقطات تموووت :tears:



يارب ارحمهم واعفو عنهم ورد كيد اعدائهم بنحورهم...
 
لا حول ولا قوة الا بالله
اللهم انصر جميع المجاهدين
اللهم رد كيد الفجار في نحورهم
الللهم رد كيودهم في نحورهم
اللهم سلط عليهم جند من جنودكـ
يا ارحم الراحمين
يا قوي يامتين
يا حي ياقيوم
اللهم ارحم المستشهدين منهم اللهم ارحم المستشهدين منهم.
ووفق الحاييين منهم
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
مشكور أخي كل الشكر مني لكـ
رســـ القاف ـــيــــم
ويعطيكـ ألف عافيه
 
يارب وربي شي يقطع القلب وتدمع العين
ان شاء الله مسكنهم للجنه يارب..
ربنا يمهل ولايهمل لهم هولأء الصهاينه
رسيم..
يسلمك ربي على الاخبار المؤلم هذه غزه منذ
ولادتنا ونراهم يتألمو فلماذا لانتشارك بألمهم وندعي لهم...!
يارب انك الناصر فاانصرهم وحررهم من ايدي السفاحين..!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لافرق ان كانت الاحداث من العام الماضي او من هذا العام او احداث ستكون حتى مع انني متقنة تماما لما تعنيه هذه الصفحة وانها مجرد ذكريات واحداث قد مضت وولت ولكن ما اقصده بالنسبة لنا قد نشهق نبكي مع اول ضربة ولكننا بعد مدة نعتاد حتى اننا لا نتابع الاخبار خوفا على انفسنا ونترك الضمائر نائمة ..!


لا نهاية لهذا الحُزن ~لانهاية يارسيم كما ان لانهاية ليوميات كهذه اتعلم ستنتهي يومياتك ربما ويوميات الجميع يوميات فلسطين لن تنتهي..~
ههه أمللنا الجرائد والقنوات الفضائية ؟ مشاهد القتل ؟ الصمت العربي القاتل ؟ لعبة اسرائيل وأمريكا وما خفيّ ما بين تلك وهذه من الدول فيما الدم يُدفع للأرض وصدور الأموات أرقام مجهولة لا أسماء معلومة .!


أصدم نفسي كل يوم لينبض قلبي جيداً ( شددوا على جيداً) فالحياة لا تدب في القلوب الميتة إلا بعد الصدمات الكهربائية (بعض القلوب تحتاج أكثر من صدمة واحدة ، وبعضها لا حياة من بعد الصدمة - الله يرحمنا ) ! يجب النظر إلى تلك المشاهد لنغفو جيداً (جيداً باصطلاح أنا مسلم أنا عربي) ونصحو جيداً (جيداً من اصطلاح أنا مسلم أنا عربي لي سقفٌ لم يهدم بعد).وسأصدم نفسي اكثر من خلال هذه اليوميات .!

نعم يجب أن أصدم نفسي كل يوم لينبض قلبي جيداً على :
يا رب أن يعيش كل عدو ألفَ موتاً في موته !
يا رب أنصرنا جميعاً فغزة وفلسطين قضيتنا جميعاً !


قدمنا أعذاراً كثيرة لاسرائيل عند بروز أي مقاومة، وكأن المقاومة ليست من حقنا والقصف من حقهم، تماماً عندما تسكن أفعى خبيثة منزلاً وتحاصر سكانه في غرفة فيما هيّ تتجول في البيت بلا حسيب ولا رقيب، وعندما يفكر أحد سكان هذا المنزل الفعليون بدخول غرفة أخرى، عضت لهم الأفعى لهم سيقانهم وجاء الجيران لتبرير تصرف الأفعى (ما كان يجب أن تؤذوا الأفعى حتى تعيشوا بسلام) علماً بأن الأفعى أصلاً لم تتأذ بقدر أذية السكان بسمها، وجميعنا نعلم أن هذه الأفعى لم يكن لها وطن قبل خمسين عاماً أو أكثر.

ماذا سيقول الشارع العربي بعد سواء بالشبكة العنكبوتية أو خارجها ؟
أحياناً نصمت لأن الصمت أبلغ.
هذا شعب مصر وشعوب أخرى تتظاهر وتطالب بنصرتهم لكن القرار ليس بأيديهم وأيدينا بل بأيدي آخرين يريدون السلام بنية استسلام خبيثة.
ماذا سنقول بعد .. تعبنا ونحن نقول .. والله العظيم تعبنا !

بينما تكتب انت هذه اليوميات غيرك ماذا يكتب وماذا يقدم :
اقلامنا كانت ومازالت مشغولة بوصف الحبيب ورسم دمعات العشق.!هه عٌذرا نحنٌ نمتلك الوقت الكافي في الشبكة العنكبوتية في الجرائد عبر الشاشات في كل مكان لنشر اخر روايات العشق والغرام ومناقشة هذه القضايا ايضا ولكن فلسطن العراق عذرا "بعناكم ونسيناكم".!.

أتعجب
في الوقت التي يقتل فيها طفل لا يتعدى سنه الأشهر .. تتزاحم الأجسـاد على بوابة لا تكفي لـ (نصف رجل نحيل ) من أجل ..( أحبه و عايزه أتقوزه بس باباه مش راضي )


لكٌم دعائنا في العلن والسر يا غزة ويا فلسطين
والنصر قادم بإذن الله لا بإذنهم !..

"اللهم إن لنا إخواناً في الدين قد ذاقوا من الذل أبشعه ..
ووصل بهم الحال من الضعف و الانكـار مبلغة ..
اللهم أنصرنا على أعدائك أعداء الديـن .. و ارفع اسم الإسـلام في أرض فلسطيـن .. اللهم آمين .. "

عند النظر الى هؤلاء وعند النظر الي حالي انا بوطن انا اعيش انا اتنفس استطيع الدراسة استطيع ممارسة حياتي بصورة جداً طبيعية امتلك الكثير من حولي الكثير لماذا احزن لماذا افقد الامل وهم مازالو يبحثون عنه وسط الحٌطام للصبر هٌم لي عنوان والله ..!

واصل بالتأكيد (سأكون هٌنا دائماً ) تٌعجبني وبشدة عند طرحك لمثل هذه المواضيع

كل الود
روائية حديثه


 
أعلى