• عزيزي العضو

    إذا كنت تواجه مشكلة في تسجيل الدخول الى عضويتك فضلا قم بطلب تغيير كلمة المرور عبر (نسيت كلمة المرور) أو التواصل معنا عبر أيقونة التواصل في الأسفل او البريد [email protected] او من خلال المحادثات على الواتساب عبر الرابط التالي https://wa.link/bluuun او مسح الباركود في الصوره

    إدارة الموقع

قلوب تتصافى وأحقاد تتلاشى في رمضان

الاعضاء الذين تم تكريمهم لهذا الشهر
العضو الاكثر نشراً للمواضيع
  • ﻻ يوجد
العضو الاكثر ردوداً
  • ﻻ يوجد
الموضوع الاكثر زيارة
  • ﻻ يوجد
الموضوع الاكثر تفاعلا
  • ﻻ يوجد

جـــودي

مشرفة قسم
ربى الرياحي

عمان - في شهر رمضان المبارك، تتحلل القلوب من أحقادها وتصبح أقدر
على تجاوز الأخطاء والهفوات والقطيعة بالعلاقات تلك القلوب تجد في شه رالبركة
والتسامح والسلام طريقا لمد جسور التواصل ونسيان كل ما مضى سواء كان
ذلك بين الإخوة أو الأصدقاء والأقارب أو حتى الجيران.

ويملك العديد من الأشخاص الدافع نحو التغيير في رمضان، وتصفية القلوب
التي كانت مليئة بالسواد لتسود أجواء التعاطف والتسامح والحب وإنهاء الخلافات
التي تؤثر سلبا على مساحة الخير داخل الإنسان وتجعله أقل تعاطفا ورحمة.

ولم تكن إسلام (31 عاما) تتوقع أن علاقتها بأقرب صديقاتها ستتأثر بخلاف
عابر وأن مشاعر الصداقة التي جمعت بينهما لأكثر من خمسة عشر عاما
ستختفي في لحظة انقلبت كل الموازين وتحولت الصداقة إلى عداوة والحب
إلى كراهية والسعادة إلى حزن، هذا تماما ما شعرت به إسلام حينما رضيت
أن تستمع لكلام الناس وتتأثر بما يقولونه على لسان صديقتها.
وتقول "أحيانا نسيء الحكم على من نحب وننسى أن هناك من يجعلنا نستسلم
للضغائن وتلك الرواسب السلبية التي تعكر صفو القلب لافتة إلى أن القطيعة
قد تزداد كلما كان الإنسان أقسى ويرفض المسامحة.

خوفها وتعنتها من أن تعترف بخطئها كان يمنعها من مبادرة الصفح لكن حرص
صديقتها على أن تظل علاقتهما مستمرة وأقوى من قبل وقناعتها بأن التسامح
هو خير علاج لمشكلتهما هو ما دفعها لأن تتخذ من شهر رمضان فرصة لتصفية النفوس
وإنهاء الخلافات مصرة على فتح صفحة جديدة معها تتواءم وروحانيات
الشهر العظيم وما يحمله من خير ومحبة ورحمة.
وتبين أن رمضان كان السبب في تغييرها إذ ساعدها على أن تستعيد طيبتها
وتكون أكثر تسامحا مع المحيطين بها وتحكما بانفعالاتها تعرف كيف تتعامل
مع المواقف وتسيطر على كلامها وتحترم مشاعر الآخر وتبتعد عن أذيته أيا كان
مؤكدة على أن التسامح كفيل بأن يذيب الجليد بين العلاقات ويمنحها فرصة
أخرى للاستمرار.

ياسر عبد الكريم واحد حكمت عليه الظروف أن يعيش وحيدا فقط لمجرد
أنه تمسك بحقه إذ أن خلافات كبيرة وقعت بينه وبين أخيه الوحيد بسبب الميراث
جعلته يفقد السند والحماية لسنوات طويلة أسباب كثيرة دفعته لأن يقاطع أخاه
ويتجاهل حقيقة الإخوة التي تجمعهما اسم واحد ورابطة دم واحدة وعمر كامل من الذكريات.

يقول إن شعوره بأنه خسر أخاه الوحيد كان يؤلمه جدا، لكنه في نفس الوقت
لم يمنعه من أن يستقصي أخباره ويطمئن عليه حتى لو من بعيد، لافتا الى أن رغبته
في التسامح والصلح مع أخيه لم تتبدد يوما بل على العكس كانت تزداد عاما بعد عام ولهذا السبب
تحديدا ظل هو مستعدا لتقديم التنازلات ومبادرا للتحلل من قطيعة دامت لست سنوات
ويبين أن قدوم رمضان هذا العام كان له وقع مختلف عليه فهو من جهة مكنه
من التغلب على مشاعر الحقد لديه ومن جهة أخرى فتح أمامه بابا للتفاهم والتحاور
مع أخيه وإعادة ترميم هذه العلاقة التي تصدعت لأسباب كثيرة لافتا إلى أنه صفح
عن أخيه ووصل لحلول ترضيه وأخيه مع التأكيد على نسيان كل ما مضى والبدء
من جديد، و"إعادة المياه إلى مجاريها".
الأربعينية رانيا مصطفى تجد هي أيضا أن رمضان يقرب بين المتخاصمين ويقضي
على الضغائن والكراهية، ويجعلنا أكثر تراحما وتهذيبا ويمكننا من العفو
عمن ظلمنا وتسبب في إيذائنا.
تقول قبل شهر من دخول شهر رمضان تقريبا تخاصمت هي وجارتها وقررت
ألا تكلمها نهائيا وتتناسى وجودها قرارها هذا جعلها تتخلى عن الكثير من التفاصيل
التي جمعتها بها مدة سنتين تبادلتا فيهما الحب والصدق وحتى أبسط الأشياء.

الفرح والحزن كان واحدا وأكثر ما كان يميز علاقتهما الجلسات التي كانت تفيض
دفئا وسعادة لذلك كان القرار في رمضان لهذا العام أن يضعا الخلافات جانبا
ويكون التسامح والحفاظ على العشرة هو الأساس لذلك قررتا كليهما الاعتراف بالخطأ
وطي صفحة الماضي واستغلال الشهر الكريم ودوره في التأليف بين القلوب
الأخصائي النفسي الدكتور موسى مطارنة يبين أن رمضان شهر الرحمة الذي تتلاشى
فيه الأحقاد وتزول الخلافات وتتصافى القلوب، متحللة من تلك الرواسب التي تعكر
صفو الحياة وتشيع الفرقة والتنازع والجفاء بين الناس لأسباب قد تكون أحيانا سطحية وعابرة
ويضيف أن كثيرين يجدون في رمضان سبيلا للتصالح مع كل شيء حولهم
وتجاوز الأخطاء لتصبح من الماضي مشيرا إلى أن قراءة الخلافات بعين متسامحة محبة
تساعد كثيرا على استرجاع علاقات كانت قد انتهت، سواء بين الإخوة مع بعضهم البعض
أو الأصدقاء أو ربما الجيران أيضا.
ويذهب مطارنة إلى أن التسامح دواء القلوب يجعلها أكثر نقاء وحبا وترتقي النفس
عن كل ما يلوثها هو الحل للكثير من المشكلات لذا فمن الضروري التحلي به
لتستقيم الحياة، ويكون الإنسان قادرا على نشر الحب والخير في كل مكان لافتا
إلى أن هنالك علاقات تستحق أن تستمر وتعود أقوى من قبل، وذلك لا يتحقق
إلا إذا عرفنا كيف نتعامل مع عظمة هذا الشهر ودوره في توطيد أواصر المحبة.
 
عودة
أعلى