حكاية احساس
عضو جديد
إنهم لايرّون لأن لهم عيوناً
ــــــــــــــــــــــ
الناس لايرون , وإن الرؤية لاتساوي العيون
إن العيون ليست رؤيه , بل إنها قد تكون جهازا للحماية من الرؤية
فموهبة الرؤية , رؤية النفس والناس والأشياء موهبة نادره وصعبه جداً ,
فموهبة الرؤيه ليست إلا تعذيب وعقاب ,
إنها أندر مواهب الإنسان واكثر قسوة , فعذاب الرؤية عذاب خاص خاص جداً ...
إنه عذاب بلا حدود ولا مكان ولا زمان ولا خلاص ولا تهمه ولا قانون ولاطاغيه ..
إنه ليس يصيب الذات ... إنه هو نفس الذات نفس وجودها ونموذجها !
إنك لو حدقتّ في أيّ شيءَ لتفجرَ في عينيك .... لتفجر في كل الإنسان الذيِ في داخلك
مختبئاً عن عينيك متباعداً عنهما لئلا يرى بهما أو يريا به أو يراهمُا ,
أنت لاتريد من عينك فقط أن تعجزا عن الرؤْية بل وأن تحميا مِنها ,
وأنهما أبداً لكما تريد مِنهما ! لقد ركبتّ لك عينان لكي لاترى ,
لأن الرؤية موت أو جنوُن ...
إن العيون هي أقدم وأشمل جهاز
أحتمتّ به العيون لئلا ترى , وحمت به حاملها لئلا يرى ...!
ماأقسى ان نرى الأشياء قبل ان تقتل فينا عيوننا قدرتنا
على الرؤية والرفض والإشمئزاز
لو رأيت مافي عين إنسان من دموع متجمده متحجره ومن دموع صامته وهامسة
صارخه أبداً صارخه . وهل توجد عيون ليست فيها دموع متجمده او صامته او هامسه صارخه ؟
هل توجد عيون ليس لها تاريخ من الدموع ؟
هل توجد عيون ليست فيها دموع منطلقه او منتظره ؟
وهل توجد عيون ليست فيها كل معاني الدموع وكل لغاتها وتفاسيرها وكل أخلاقها ؟
فالرؤية للعذاب حمل للعذاب من طريق العيون ..
إن العيون هي أقوى أجهزه التوصيل للعذاب إلى الذات , إنها اقسى واشمل اجهزة التوصيل ,
إننا بأعيننا أكبر واوسع منا بذواتنا , إن عذابنا بعيوننا أشمل واكبر من عذابنا بأجسامنا ,
إن الذين يتعذبون بواسطه عيونهم هم اشد الناس عذاباً !
فإذا كنت ترى فإن كل شيء سوف يتحول إلى عذاب يغزوك من عينيك ,
إنك حينئذ لن تقبل ولن تغفر ولن تفهم ولن تسالم , وإن الأشياءَ حينئذّ
لن تتعذب من أجلك إنها لن تكون فاضله ولن تتحول إلى ماتستطيع ان تقبل أو تغفر
او تفهم او تصالح , إن الأشياء حينئذ لن تقتلها الرحمه لك .
فالرؤية تصادم محتوم إنها لاتكون إلا تصادما , فالرؤية لأي شيء لابُد أن تتحول إلى تصادم ,
الشيء الذي نراه لابد ان يصبح نقيضا لنا ونقيضاً لما نريد ,
وهزيمه لنا وهزيمه لما نريد ........
إن الشيء الذي نراه لابد ان يصبح خروجا علينا ,
خروجا على كل آمالنا وعلى كل مقايسنا التي نتمناها
والتي نؤمن بها والتي نحاول بلوغها او نقاتل لبلوغها
وأحيانا تكون موهبة العيون تحول أقبح الأشياء واكثرها ظلما إلى اجمل الأشياء
وأكثرها عدلا وبتكرار وإدمان النظر إليها
إن إدمان النظر إلى الأشياء يغفر لها قبحها وسخفها وظلمها ويحولها إلى طيبه وعادله!
ولهذا نقول ان حاسة الإبصار هي أكثر حواس الإنسان شمولا
وحساسيه وإزدحاماً بالأشياء وتصادماً بها وتناقضاً معها
ورفضاً لها وعجزاً عن التلاؤم بها وعن فهمها ..
فحاسة البصر حاسه كونيه , وممارستها ممارسه لكل الكون .
والكون موجود في عيوننا و عيوننا موجوده في الكون ..
فعيوننا لاتستطيع ان تعيش خارج الكون , والكون لايستطيع ان يعيش خارج عيوننا ..
هي كل الشمول و الديمومه والأحاطه والعنف , وهي كل العمق وكل البعد
إنها كل التصادم والمناقضه والتحدي , إنها كل الآفاق وكل الحواس الآخرى
وإن الهرب منها لمستحيِل حتى ولو على أي مستوى من مستويات الهروب !
,,,,,
للمفكر / عبدالله القصيمي
ــــــــــــــــــــــ
الناس لايرون , وإن الرؤية لاتساوي العيون
إن العيون ليست رؤيه , بل إنها قد تكون جهازا للحماية من الرؤية
فموهبة الرؤية , رؤية النفس والناس والأشياء موهبة نادره وصعبه جداً ,
فموهبة الرؤيه ليست إلا تعذيب وعقاب ,
إنها أندر مواهب الإنسان واكثر قسوة , فعذاب الرؤية عذاب خاص خاص جداً ...
إنه عذاب بلا حدود ولا مكان ولا زمان ولا خلاص ولا تهمه ولا قانون ولاطاغيه ..
إنه ليس يصيب الذات ... إنه هو نفس الذات نفس وجودها ونموذجها !
إنك لو حدقتّ في أيّ شيءَ لتفجرَ في عينيك .... لتفجر في كل الإنسان الذيِ في داخلك
مختبئاً عن عينيك متباعداً عنهما لئلا يرى بهما أو يريا به أو يراهمُا ,
أنت لاتريد من عينك فقط أن تعجزا عن الرؤْية بل وأن تحميا مِنها ,
وأنهما أبداً لكما تريد مِنهما ! لقد ركبتّ لك عينان لكي لاترى ,
لأن الرؤية موت أو جنوُن ...
إن العيون هي أقدم وأشمل جهاز
أحتمتّ به العيون لئلا ترى , وحمت به حاملها لئلا يرى ...!
ماأقسى ان نرى الأشياء قبل ان تقتل فينا عيوننا قدرتنا
على الرؤية والرفض والإشمئزاز
لو رأيت مافي عين إنسان من دموع متجمده متحجره ومن دموع صامته وهامسة
صارخه أبداً صارخه . وهل توجد عيون ليست فيها دموع متجمده او صامته او هامسه صارخه ؟
هل توجد عيون ليس لها تاريخ من الدموع ؟
هل توجد عيون ليست فيها دموع منطلقه او منتظره ؟
وهل توجد عيون ليست فيها كل معاني الدموع وكل لغاتها وتفاسيرها وكل أخلاقها ؟
فالرؤية للعذاب حمل للعذاب من طريق العيون ..
إن العيون هي أقوى أجهزه التوصيل للعذاب إلى الذات , إنها اقسى واشمل اجهزة التوصيل ,
إننا بأعيننا أكبر واوسع منا بذواتنا , إن عذابنا بعيوننا أشمل واكبر من عذابنا بأجسامنا ,
إن الذين يتعذبون بواسطه عيونهم هم اشد الناس عذاباً !
فإذا كنت ترى فإن كل شيء سوف يتحول إلى عذاب يغزوك من عينيك ,
إنك حينئذ لن تقبل ولن تغفر ولن تفهم ولن تسالم , وإن الأشياءَ حينئذّ
لن تتعذب من أجلك إنها لن تكون فاضله ولن تتحول إلى ماتستطيع ان تقبل أو تغفر
او تفهم او تصالح , إن الأشياء حينئذ لن تقتلها الرحمه لك .
فالرؤية تصادم محتوم إنها لاتكون إلا تصادما , فالرؤية لأي شيء لابُد أن تتحول إلى تصادم ,
الشيء الذي نراه لابد ان يصبح نقيضا لنا ونقيضاً لما نريد ,
وهزيمه لنا وهزيمه لما نريد ........
إن الشيء الذي نراه لابد ان يصبح خروجا علينا ,
خروجا على كل آمالنا وعلى كل مقايسنا التي نتمناها
والتي نؤمن بها والتي نحاول بلوغها او نقاتل لبلوغها
وأحيانا تكون موهبة العيون تحول أقبح الأشياء واكثرها ظلما إلى اجمل الأشياء
وأكثرها عدلا وبتكرار وإدمان النظر إليها
إن إدمان النظر إلى الأشياء يغفر لها قبحها وسخفها وظلمها ويحولها إلى طيبه وعادله!
ولهذا نقول ان حاسة الإبصار هي أكثر حواس الإنسان شمولا
وحساسيه وإزدحاماً بالأشياء وتصادماً بها وتناقضاً معها
ورفضاً لها وعجزاً عن التلاؤم بها وعن فهمها ..
فحاسة البصر حاسه كونيه , وممارستها ممارسه لكل الكون .
والكون موجود في عيوننا و عيوننا موجوده في الكون ..
فعيوننا لاتستطيع ان تعيش خارج الكون , والكون لايستطيع ان يعيش خارج عيوننا ..
هي كل الشمول و الديمومه والأحاطه والعنف , وهي كل العمق وكل البعد
إنها كل التصادم والمناقضه والتحدي , إنها كل الآفاق وكل الحواس الآخرى
وإن الهرب منها لمستحيِل حتى ولو على أي مستوى من مستويات الهروب !
,,,,,
للمفكر / عبدالله القصيمي