• عزيزي العضو

    إذا كنت تواجه مشكلة في تسجيل الدخول الى عضويتك فضلا قم بطلب تغيير كلمة المرور عبر (نسيت كلمة المرور) أو التواصل معنا عبر أيقونة التواصل في الأسفل او البريد [email protected] او من خلال المحادثات على الواتساب عبر الرابط التالي https://wa.link/bluuun او مسح الباركود في الصوره

    إدارة الموقع

ما النفس الأمَّارة بالسوء:

الاعضاء الذين تم تكريمهم لهذا الشهر
العضو الاكثر نشراً للمواضيع
العضو الاكثر ردوداً
الموضوع الاكثر زيارة
الموضوع الاكثر تفاعلا

جـــودي

مشرفة قسم
تخلق النفس الإنسانية سويةً على الفطرة، ملهمة
من الله سبحانه وتعالى ثم تطرأ عليها وساوس الشيطان
فتتحول من السواء الذي خلقت عليه وتأمر صاحبها بالسوء
وقد أطلق العلماء على النفس التي تتغلب عليها هذه الحالة
اسم النفس الأمَّارة بالسوء وأخذوا هذا المسمَّى من كلام الله تعالى
في كتابه الكريم، وذكروا لها تعريفات تدور كلها حول معاني
واحدة
ومن هذه التعريفات.
1- هي التي تميل إلى الطبيعة البدنية وتأمر باللذات والشهوات
الحسية وتجذب القلب إلى الجهة السفلية فهي مأوى الشرور
ومنبع الأخلاق الذميمة[8].
2- هي التي تأمر صاحبها بما تهواه من الشهوات المحرَّمة
واتِّباع الباطل إذن فهي نفس لا تأمر صاحبها بخير والأمر
من النفس نوعان:

النوع الأول:الأمر بالخير إذا بقيت على أصل الفطرة.
والثاني: الأمر بالسوء إذا انحرفت عن سواء الفطرة ومما يشمله
ذلك في القرآن قوله تعالى عن أول قتل وقع في الأرض

﴿ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 30]

وقال تعالى: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي
غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [يوسف: 53]
قال الإمام الشوكاني في فتح القدير
إن هذا الجنس من الأنفس البشرية شأنه الأمر بالسوء لميله
إلى الشهوات وتأثيرها بالطبع وصعوبة قهرها وكفِّها عن ذلك
إلا ما رحم ربِي أي: إلا من رحم من النفوس فعصمها عن أن تكون
أمَّارة بالسوء أو إلا وقت رحمة ربِي وعصمته لها"
إذن فهذه النفس هي التي تسير بصاحبها إلى طرق اتِّباع الهوى
والشهوات وفعل المنكرات ولا ينجو من الوقوع في حبائلها والاستجابة لرغباتها
إلا من ثاب إلى عقله واستمع إلى ضميره وهي أيضًا النفس
التي تجب مجاهدتها
(وسوف نُخصِّص لهذا مبحثًا إن شاء الله)
وقد أطلق عليها بعض العلماء أيضًا اسم النفس الشهوانية.
قال تعالى على لسان يعقوب لما أخبره بنوه أن الذئب أكل يوسف:

﴿ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ
أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 83]

فهذه الآيات نسبت الأفعال السيئة للنفس فهي الأمَّارة والمسولة
والمطوعة وفي مواضع أخرى من كتاب الله نجد نفس الأفعال
منسوبة للشيطان[11] مثل قوله تعالى عن موسى لما دفع المصري
فكان في تلك الدفعة أجله:
﴿ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ
يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ
فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ﴾ [القصص: 15]

فالشيطان قرين النفس الأمَّارة بالسوء فهو الذي يوسوس للنفس
وهي التي تستجيب وتنفذ ولذلك كان من دعاء الرسول صل الله عليه وسلم:
(
(أعوذ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ الشيطان وشركه)

فعندما تتحالف النفس مع الشيطان وتقف في صفه تصبح
كالمصدر للشر وأما أصلها فأمَّارة مأمورة إن ائتمرت بأمر الله أمرت
بالحق والخير وإن ائتمرت بأمر الشيطان أمرت بالباطل والسوء.
جوجو العجمي ,هبوب الجنوب ,كايد الجرح و 5 آخرون معجبون بهذا
 
عودة
أعلى