مزاجك اليوم
بمناسبة اليوم الوطني ..
الوطن.. ما أرخصَ الحبَّ إذا كان كلامًا
[mark=#10c725]د. إبراهيم بن عبد الله الدويش[/mark]
[mark=#06a30c]الحب الحقيقي للوطن من الإيمان، ومن الدين، بل هو واجب على المسلمين، لكنه الحب الوطني الصادق حين يكون الحب قدوةً ومسؤوليّة، وحين يكون الحب عملاً وجديةً، وليس مجرد مناسبة شكلية، إن الأرض التي نشأنا عليها منذ نعومة أظفارنا نأكل ونشرب من خيراتها، أمرنا الله أن نعمرها ونزرعها ونحرسها، ولأهلها الذين نشترك معاً (معهم) نعيش على ظهرها حقوقٌ وواجباتٌ، وكل العقلاء والنبلاء يُجمِعون على أنه من الخطأ بل من الرعونة وقلة الوعي أن نختزل الحب للوطن فقط بشعارات وتهنئات، وألوان وحفلات، ثم لا نخرج منها إلا بصخب وصياح، وزحام ومعاكسات، وإيذاء للناس في الطرقات، ما أرخص الحب إن كان هكذا، فهو حب قاتل وضار! أفلا يمكن أن نُعلم الناشئة من الأبناء كيف يكون الحب النافع؟! فإن المواطنة الصادقة حب وتلاحم وتكاتف بين الراعي والرعية، والمواطنة الصادقة إقامة للإيمان والعدل والإحسان واحترام الإنسان، والمواطنة الصادقة مشاركةٌ في خدمة المجتمع وتفاعلٌ وبناءٌ وإنجازٌ، والمواطنة الصادقة محافظة على مكتسبات وثروات الوطن، والمواطنة الصادقة دفاع عن الوطن والمواطن وحقوقه، ووقوفٌ كَيَدٍ واحدةٍ في وجه المخربين والمفسدين، فأين حب الوطن إذاً من موظف مداهن يرتشي ويعطل معاملات الناس؟ وأين حب الوطن من مدرس أو مهندس أو طبيب لا يراعي الأمانة؟ أين حب الوطن ممن يرمون المخلفات بكل مكان حتى اتسخت المنافع والحدائق والطرقات؟ أين حب الوطن ممن يسرفون بالكهرباء والماء رغم الشح فيهما كمشكلة تهدد العالم أجمع؟ أين حب الوطن من تجار يغالون بالأسعار ويضاعفون أثمان السلع أضعافاً كثيرة جشعاً وتكثراً دون مراعاة لحقوق المواطنين، أو حتى لحال فقير وأرملة ومسكين، أين حب الوطن من هوامير البورصة وذئاب سوق الأسهم الذين أكلوا أموال العامة بالحيل والتدليس؟! أين حب الوطن ممن يعتدون على أرض الوطن ويسرقونها من أفواه شباب الوطن ومن مستقبلهم [/mark]..[mark=#ffffff]فآه لآلاف الشباب الذين يحلمون بقطعة أرض صغيرة من وطنهم يعمرونها ويشاركون أهلهم بناء ورفعة الوطن[/mark]..لكنهم استيقظوا من الحلم الجميل على شَرهٍ وطمع وجشع وتسابق محموم على نهب الأراضي والتعدي عليها، وهي ملك مشاع والضرر يقع على الجميع، فسرقة الأرض من الكبائر وأعظم الغلول عند الله، وأثقلها يوم القيامة؛ وجاء الوعيد الشديد في حق من اقتطع شبرًا، فكيف بآلاف الأمتار؟ فقال: ((مَنْ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنْ الْأَرْضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ)) متفق عليه، وقال: ((مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنْ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ)) رواه البخاري وأحمد .وقال: ((أَعْظَمُ الْغُلُول عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذِرَاعُ أَرْضٍ يَسْرِقُهُ رَجُلٌ فَيُطَوَّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ)) رَوَاه ابن أبي شيبة بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وكذا أحمد والطبراني مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَالِك الْأَشْعَرِيِّ. رحماك ربنا، من يستطيع أن يتحمل هذا الشبر من أرض؟! فكيف بملايين الأشبار والأمتار؟! أين حب الوطن ممن أعان الغاصب وشهد له زورًا وبهتانًا، أو أعانه بتزوير صكوك أو مستندات، أو مرر معاملته وتساهل معه، أو سعى له، أو لقَّنه حجّة ليأكل بالباطل مالاً عاماً أو خاصاً؟ فقد باءَ بغضب من الله وعَليه وزرُها، كم من شهادات زور ومحسوبيات ورشاوي ضيعت حقوقاً عامة وخاصة، كم من معالم انتُهِكت، كم من معاملة عُطلت، بسبب نفوس مريضة جشعة نهمة لا يهمها مصلحة الوطن ولا أبناء الوطن، حقاً ما أرخصَ الحبَّ إذا كان كلامًا، وما أحوج البعض منا لأبجديات المواطنة الصادقة، ولعلنا نتساءل: كيف نريد أن ننمي الحس الوطني في نفوس الناشئة وهم يشاهدون ويقرأون ويسمعون هذه الصور والمواقف..، إننا نؤكد ما يكرره وينادي به ولاة أمرنا وفقهم الله في كل مناسبة: أن الحب الحقيقي للوطن قدوةٌ ومسؤوليّةٌ، و تفاعلٌ وجديةٌ، وليس مجردَ مناسبةٍ شكليةٍ، فلنكن عوناً لهم لبناء وطن شرفه الله بالحرمين الشريفين، وبمنبع رسالة التوحيد، ليكون وطناً إسلامياً حضارياً نظيفاً يسوده العدل والحرية وإنصاف المظلوم، فنصوص وقواعد الشريعة جاءت بالعدل والتيسير على الناس، ورفع الضرر عنهم، وتنهى عن النهب والظلم والفساد، ومن البشائر أن أحدثت الدولة حساباً عاماً في البنوك لرد المظالم العامة، وبفضل الله وتوفيقه كانت النتائج باهرة فوصلت الأرصدة فيه لمئات الملايين؛ فالنفوس مهما ضعفت ففيها خير كثير، وليس العيب في الخطأ، فكل بني آدم خطاء، لكن العيب في الإصرار والاستمرار على الخطأ.
almaistru
هــ hawiــاوي
الوطن.. ما أرخصَ الحبَّ إذا كان كلامًا
[mark=#10c725]د. إبراهيم بن عبد الله الدويش[/mark]
[mark=#06a30c]الحب الحقيقي للوطن من الإيمان، ومن الدين، بل هو واجب على المسلمين، لكنه الحب الوطني الصادق حين يكون الحب قدوةً ومسؤوليّة، وحين يكون الحب عملاً وجديةً، وليس مجرد مناسبة شكلية، إن الأرض التي نشأنا عليها منذ نعومة أظفارنا نأكل ونشرب من خيراتها، أمرنا الله أن نعمرها ونزرعها ونحرسها، ولأهلها الذين نشترك معاً (معهم) نعيش على ظهرها حقوقٌ وواجباتٌ، وكل العقلاء والنبلاء يُجمِعون على أنه من الخطأ بل من الرعونة وقلة الوعي أن نختزل الحب للوطن فقط بشعارات وتهنئات، وألوان وحفلات، ثم لا نخرج منها إلا بصخب وصياح، وزحام ومعاكسات، وإيذاء للناس في الطرقات، ما أرخص الحب إن كان هكذا، فهو حب قاتل وضار! أفلا يمكن أن نُعلم الناشئة من الأبناء كيف يكون الحب النافع؟! فإن المواطنة الصادقة حب وتلاحم وتكاتف بين الراعي والرعية، والمواطنة الصادقة إقامة للإيمان والعدل والإحسان واحترام الإنسان، والمواطنة الصادقة مشاركةٌ في خدمة المجتمع وتفاعلٌ وبناءٌ وإنجازٌ، والمواطنة الصادقة محافظة على مكتسبات وثروات الوطن، والمواطنة الصادقة دفاع عن الوطن والمواطن وحقوقه، ووقوفٌ كَيَدٍ واحدةٍ في وجه المخربين والمفسدين، فأين حب الوطن إذاً من موظف مداهن يرتشي ويعطل معاملات الناس؟ وأين حب الوطن من مدرس أو مهندس أو طبيب لا يراعي الأمانة؟ أين حب الوطن ممن يرمون المخلفات بكل مكان حتى اتسخت المنافع والحدائق والطرقات؟ أين حب الوطن ممن يسرفون بالكهرباء والماء رغم الشح فيهما كمشكلة تهدد العالم أجمع؟ أين حب الوطن من تجار يغالون بالأسعار ويضاعفون أثمان السلع أضعافاً كثيرة جشعاً وتكثراً دون مراعاة لحقوق المواطنين، أو حتى لحال فقير وأرملة ومسكين، أين حب الوطن من هوامير البورصة وذئاب سوق الأسهم الذين أكلوا أموال العامة بالحيل والتدليس؟! أين حب الوطن ممن يعتدون على أرض الوطن ويسرقونها من أفواه شباب الوطن ومن مستقبلهم [/mark]..[mark=#ffffff]فآه لآلاف الشباب الذين يحلمون بقطعة أرض صغيرة من وطنهم يعمرونها ويشاركون أهلهم بناء ورفعة الوطن[/mark]..لكنهم استيقظوا من الحلم الجميل على شَرهٍ وطمع وجشع وتسابق محموم على نهب الأراضي والتعدي عليها، وهي ملك مشاع والضرر يقع على الجميع، فسرقة الأرض من الكبائر وأعظم الغلول عند الله، وأثقلها يوم القيامة؛ وجاء الوعيد الشديد في حق من اقتطع شبرًا، فكيف بآلاف الأمتار؟ فقال: ((مَنْ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنْ الْأَرْضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ)) متفق عليه، وقال: ((مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنْ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ)) رواه البخاري وأحمد .وقال: ((أَعْظَمُ الْغُلُول عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذِرَاعُ أَرْضٍ يَسْرِقُهُ رَجُلٌ فَيُطَوَّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ)) رَوَاه ابن أبي شيبة بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وكذا أحمد والطبراني مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَالِك الْأَشْعَرِيِّ. رحماك ربنا، من يستطيع أن يتحمل هذا الشبر من أرض؟! فكيف بملايين الأشبار والأمتار؟! أين حب الوطن ممن أعان الغاصب وشهد له زورًا وبهتانًا، أو أعانه بتزوير صكوك أو مستندات، أو مرر معاملته وتساهل معه، أو سعى له، أو لقَّنه حجّة ليأكل بالباطل مالاً عاماً أو خاصاً؟ فقد باءَ بغضب من الله وعَليه وزرُها، كم من شهادات زور ومحسوبيات ورشاوي ضيعت حقوقاً عامة وخاصة، كم من معالم انتُهِكت، كم من معاملة عُطلت، بسبب نفوس مريضة جشعة نهمة لا يهمها مصلحة الوطن ولا أبناء الوطن، حقاً ما أرخصَ الحبَّ إذا كان كلامًا، وما أحوج البعض منا لأبجديات المواطنة الصادقة، ولعلنا نتساءل: كيف نريد أن ننمي الحس الوطني في نفوس الناشئة وهم يشاهدون ويقرأون ويسمعون هذه الصور والمواقف..، إننا نؤكد ما يكرره وينادي به ولاة أمرنا وفقهم الله في كل مناسبة: أن الحب الحقيقي للوطن قدوةٌ ومسؤوليّةٌ، و تفاعلٌ وجديةٌ، وليس مجردَ مناسبةٍ شكليةٍ، فلنكن عوناً لهم لبناء وطن شرفه الله بالحرمين الشريفين، وبمنبع رسالة التوحيد، ليكون وطناً إسلامياً حضارياً نظيفاً يسوده العدل والحرية وإنصاف المظلوم، فنصوص وقواعد الشريعة جاءت بالعدل والتيسير على الناس، ورفع الضرر عنهم، وتنهى عن النهب والظلم والفساد، ومن البشائر أن أحدثت الدولة حساباً عاماً في البنوك لرد المظالم العامة، وبفضل الله وتوفيقه كانت النتائج باهرة فوصلت الأرصدة فيه لمئات الملايين؛ فالنفوس مهما ضعفت ففيها خير كثير، وليس العيب في الخطأ، فكل بني آدم خطاء، لكن العيب في الإصرار والاستمرار على الخطأ.
almaistru
هــ hawiــاوي