روائع الشعر العراقي/سعدي يونس/تجربة ناقصة

[بقايا جروح]

[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أنا منتظِــرٌ ما يمحوه الليلُ ؛
اختفت الزّرقةُ منذ الآن
ولستُ أرى إلاّ طيراً مَـسْــكنُــهُ ســقفي القرميــدُ ،
سـتُمسي كلُ سقوفِ القرميدِ رماداً
وستلبسُ حتى ساحةُ سياراتِ الحيِّ حِــداداً
تلبسُ حتى الأشجارُ ســواداً مُـلْـتبساً[/FONT]…
[FONT=&quot]مَــنْ ستُـغَــنِّــي ؟
هل أُرهِفُ ســمعي للرعدِ بأرضٍ أخرى؟
هل ألجأُ للهاتفِ[/FONT]:
[FONT=&quot]غَــنِّــي لي يا ساقيةَ المقهى البحريّ[/FONT]!
[FONT=&quot]وغَـنِّــي لي يا صاحبةَ المطعمِ[/FONT]…
[FONT=&quot]غَــنِّـي لي يا دُمْـيةَ محرابٍ زمنَ العبّـاسيينَ ؛
البصرةُ ما صلّتْ لأذانٍ يرفـعُـه بشّــار
البصرةُ لم يُرعِــشْها مقتلُ بشّــار
لكنَّ الأَمَـةَ السوداءَ – فريدةَ أُمَّـتِـها – سارت تبكي بشّــار[/FONT]…

[FONT=&quot]اختفت الزُّرقةُ ؛
ها هوذا الليلُ الـماحي كلَّ الأفوافِ
الـمُـغْـلِـقُ كلَّ الأفواهِ
الهابطُ ، كالرمل البركانيّ على الأمواهِ[/FONT]…
[FONT=&quot]الليلُ الـمُـعْـلَنُ ، هذا الليلُ
المُـعلَـنُ ، والملعونُ
القاتلُ
والمجنونُ ؛
الليلُ الســيِّــدُ هذا الليل
الليلُ الأبيضُ هذا الليل[/FONT]…
[FONT=&quot]الليلُ الـنّصلُ
الصِّــلُّ
الصافرُ[/FONT]…
[FONT=&quot]ليلُ قطاراتِ القتلى المشحونينَ إلى قـمـرِ الكثبانِ

اختفت الزرقةُ ؛
والليلُ يغور
أعمقَ حتى من تهجئة الدَّيجـــــو[/FONT]