• عزيزي العضو

    إذا كنت تواجه مشكلة في تسجيل الدخول الى عضويتك فضلا قم بطلب تغيير كلمة المرور عبر (نسيت كلمة المرور) أو التواصل معنا عبر أيقونة التواصل في الأسفل او البريد [email protected] او من خلال المحادثات على الواتساب عبر الرابط التالي https://wa.link/bluuun او مسح الباركود في الصوره

    إدارة الموقع

قصص من التراث العراقي/الف ليلة وليلة/السندباد البحار والسندباد الحمال/ج2

الاعضاء الذين تم تكريمهم لهذا الشهر

هَـدُوءْ ~

مراقبة عام
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

[FONT=&quot]الليلة الخامسة والعشرون[/FONT]
[FONT=&quot]في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاءً يا أختاه، اروي لنا إحدى قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن أكثر إثارة من القصة السابقة.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!»
•••
بلغني — أيها الملك السعيد — أن الحمَّال عاد إلى المنزل في اليوم التالي. ومرة أخرى، فُتحت البوابات، ووجد أناسًا يأكلون ويرقصون داخل المنزل الجميل. استقبله سندباد البحار بالترحاب، وطلب منه الجلوس، ومنحه الطعام والشراب. وتابع البحار رواية مغامراته، والأهوال العديدة التي واجهته.
•••
بعد البقاء في بلدتي فترة قصيرة، أردت السفر مرة أخرى؛ فاشتريت بضائع للتجارة، وخرجت في رحلة بحرية مع مجموعة من التجار. وسافرنا من جزيرة لأخرى، نتاجر في بضائعنا. وفي أحد الأيام حملتنا ريح عاصفة إلى إحدى الجزر الممتلئة بالجبال. وكان يعيش على هذه الجزيرة حيوانات كثيرة الشعر تشبه القرود. أمسكت هذه الحيوانات بمراسي سفينتنا، ومزقتها بأسنانها، وسحبتنا إلى الشاطئ، وفرت هاربة بكل طعامنا.
تجولنا بعد ذلك في أنحاء الجزيرة لاعنين حظنا السيئ. وفي النهاية وصلنا إلى قلعة ضخمة ذات فناء كبير. كنا متعبين من السير، وسرعان ما غلبنا النوم هناك.
استيقظنا بعد ذلك على دمدمة مرعبة، اهتزت الأرض من تحتنا، ونزل مخلوق رهيب من القلعة. كانت هيئته هيئة رجل، لكن أطول بكثير، وعيناه كالجمرتين المتوهجتين، وأنيابه كالخنزير البري، ومخالبه مرعبة كالأسد.
ارتعدنا جميعًا من الخوف. وحاول الكثير من الرجال الجري، لكنني لم أتمكن من الهرب. فرفعني المخلوق، ونظر إلي ليرى هل أصلح للأكل أم لا. وعندما وجدني نحيلًا للغاية، ألقى بي جانبًا، وأمسك برجل آخر، ثم ألقاه جانبًا أيضًا. فعل ذلك معنا جميعًا حتى التقط في النهاية القبطان. فوضعه تحت ذراعه، وعاد إلى داخل القلعة.
قضينا اليوم نبحث عن مكان للاختباء من هذا الوحش، لكننا لم نتمكن من الهرب. وفي صباح اليوم التالي، عاد الوحش وأخذ رجلًا آخر. وأدركنا أنه سيأخذنا جميعًا عما قريب. وكان علينا فعل كل ما نستطيع للهرب.
وفي اليوم التالي، صنعنا قاربًا بسيطًا، وملأناه بأي طعام تمكننا من العثور عليه. وعند العودة إلى داخل جدران القلعة، أشعلنا نارًا، وسخننا قضيبين حديديين حتى صارا أبيضين من شدة الحرارة. وعند عودة الوحش في تلك الليلة، فاجأناه وأعميناه باستخدام القضيبين.
كانت هناك ضجة مفزعة هزت الأرض من تحتنا. فكان الوحش يتخبط في الأرجاء بحثًا عنا. لكنه لم يرنا، وتمكننا من الهرب بدفع القارب وإنزاله بأمان في الماء. حاول الوحش تتبعنا بخوض المياه وإلقاء صخور ضخمة في المحيط.
أبحرنا إلى جزيرة التقينا فيها بسفن أخرى لرجال يتاجرون في بضائع. شعر أحد القباطنة بالأسى لحالي، وعرض علي بضائع تاجر مفقود يدعى سندباد. وعجبت لهذه الأخبار، وكشفت للرجال عن هويتي، وأخبرتهم أن هذه سفينتي.
وأبحرت متنقلًا من جزيرة إلى أخرى، أبيع ما تبقى من البضائع. وشاهدت العديد من الأمور المذهلة في الطريق، بما في ذلك سمكة على شكل بقرة، وطائر يفقس من صدفة. وفي النهاية، عدت إلى موطني، وأقمت وليمة ضخمة لأنسى مشاقي. وقطعت عهدًا على نفسي ألا أذهب في رحلة بحرية ثانيةً أبدًا.
•••
اندهش سندباد الحمَّال من هذه القصة، وشكر مضيفه، وتأهب للرحيل. ودعاه سندباد البحار للعودة في اليوم التالي، والانضمام إليه على العشاء مرة أخرى.
•••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مدهشة يا أختاه!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارَن بما سأرويه لكما غدًا إذا تركني الملك على قيد الحياة.» [/FONT]
[FONT=&quot]الليلة السادسة والعشرون[/FONT]
[FONT=&quot]في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاءً يا أختاه، اروي لنا إحدى قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن بقية قصة سندباد.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!»
•••
بلغني — أيها الملك السعيد — أن الحمَّال عاد إلى المنزل في اليوم التالي. ومرة أخرى فُتحت البوابات، ووجد عددًا من الناس يأكلون ويرقصون داخل المنزل الجميل. استقبله سندباد البحار بالترحاب، وطلب منه الجلوس، ومنحه الطعام والشراب، ثم تابع البحار رواية مغامراته والأهوال العديدة التي واجهها.
•••
نعمت بالاستقرار في بلدي والسعادة تغمرني، وعشت هناك سنوات عدة. لكن في أحد الأيام، سمعت بعض التجار يناقشون خططهم للقيام برحلة بحرية. وقررت أن أبحر معهم. وظللنا في البحر بضعة أيام فقط ثم ألقت بنا جميعًا عاصفة قوية من فوق المركب، وقذفتنا الأمواج إلى جزيرة صغيرة.
وعندما نظرنا إلى أعلى، رأينا عددًا من الرجال يتجهون ناحيتنا. فحملونا إلى منزل كبير، وأخذونا إلى مَلكهم. ووضعت وليمة أمامنا، وبدأنا في الأكل. لكن بدا الطعام غريبًا، ولاحظت أن الملك لم يأكل منه. لذلك تظاهرت فقط أنني آكل، بالرغم من أن رفاقي كانوا يأكلون بشراهة. وبعد فترة قصيرة، بدءوا يتصرفون بغرابة ويتفوهون بكلام لا معنى له. ونمت هذه الليلة وأنا لا أزال جائعًا.
كان الملك ينصب كل يوم الموائد المليئة بالأطعمة الغريبة، وأتظاهر كل يوم أنني آكل. وأخذت في النحول أكثر فأكثر، في حين أخذ أصدقائي في الامتلاء والتصرف بحماقة متزايدة. وعندما رأيت ذلك، بدأت أفكر في أن الملك كان يسمننا ليأكلنا. وفزعت حتى إنني هجرت أصدقائي، وهربت واختبأت في الغابة عدة أيام جائعًا ومتعبًا. فتناولت الحشائش حتى أظل على قيد الحياة، وأخيرًا وصلت إلى شاطئ الجزيرة البعيد، وهناك رأيت سفينة ولوحت لها.
اقتربت السفينة، وسبحت إليها فارًّا من هذه الجزيرة المرعبة. وعدت إلى وطني حاملًا من ثروتي ما تمكنت من الاحتفاظ به. وكلما أفكر في ذلك المكان، أكاد أفقد الوعي من شدة الفزع.
•••
اندهش سندباد الحمَّال من هذه القصة، وشكر مضيفه، وتأهب للرحيل. ودعاه سندباد البحار للعودة في اليوم التالي ومشاركته العشاء مرة أخرى.
•••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مدهشة يا أختاه!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارَن بما سأرويه لكما غدًا إذا تركني الملك على قيد الحياة.» [/FONT]
بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي
 
عودة
أعلى