.
أحتاج إلى عمر من الطمأنينة لأداري دمع خوفي
وليس ثمّة مايزيدني رعباً سوى هذا الغياب
الذي يمَارَسُ ضدي من كلّ جميلٍ في الوجود..
مشاعر الحب والشوق وحكايات الصّدق والوفاء
كلّها تمارس القسوة تجاهي
ولأنقش حكاية بحثي المضني في أسباب القسوة
أحتاج إلى مساحات من النّقاء وإن كنت أدرك تماماً
أن كل الحروف تتّخذ من الهروب سبيلا للإمعان في قهر النّبض
ولكن يبقى الأمل في أن تصل رسالة الألم بأقل الحروف وأبلغها
قد يجتاحنا النّدم حين نختار إعلان الحقيقة سبيلاً لمواجهة
القسوة وحينها يصعب علينا لملمة الجراح التي يخلّفها تهورنا
تجاه من نحب !
ونحن إذ نقرر منح المساحة الأكبر من وجداننا
لأولئك الذين نقرأ في أعينهم صدق الود وهم بلاشك يستحقون
سكن الروح فإننا لابدّ أن نقرر في ذات الوقت ألا تندرج علاقتنا
بهم تحت قائمة العلاقات المهترئة لمجرد مرور غيمة خلاف عابرة
لاترتقي أن تكون سبباً يستحقّ الالتفات .
مارأيك ياصديق العمر بلوحة جميلة رسمتها ريشة بارعة
بتفاصيل خيالية تسافر بمن يتمعن فيها لأبعد مدى غير أنها
ولمجرد هطول قطرات المطر ساحت ألوانها وضاعت ملامحها
الجميلة وتبدّلت تفاصيلها تُرى لأي مدى سنتألّم لأجلها