لا الدنيا لنا وما كنا للدنيا

[وَفْايَ اكْبرَ خَطْايَ|~]

مَن ذاقَ طعم الفِراق عرفَ قدْر وجعه !
فالفِراق مؤلم جدًا خصوصًا لو باغتَ قلبك فجأة
أو داهمَ روحك بلا مُقدمات هناك أشخاصٌ لا يعودون بخير أبدًا
كما كانوا بعد وداعِ مَن يُحبون تتفتَّت أكبادهم شوقًا
وتتقطَّع أوصالهم حنينًا لا تنسى آذانهم الكلمات ولا عيونهم
النظرات ولا تهنأ عقولهم براحة تبقى الذكريات فيهم عالقة
إلى الأبد عن الفِئة مِن مُرهفي الحِس الذين يعتَّزونَ بأشيائهم
البسيطة التي عاشوا معها فترة مِن الزمن حتى وإن كانت
جمادات لا تشعر أو تحس فما بالك بأرواحٍ سكنت أرواحهم
قلوبٍ طيبة نقية عانقت قلوبهم وأيادٍ وهبت لهم الحُب بلا أدنى
أجرٍ أو مُقابل الفراق موجعٌ للصادقين صادمٌ للمخلصين
تبقى ندباته تنهش بالروح رويدًا رويدا
حتى وإن لم يرَ أحدٌ ذلك إذ كيف لوجعٍ أن يتبنَّى ملاحظتَهُ أحد
أو يترصَّد لملاحقتِهِ أحد وهو دفينٌ بقلبِ صاحبه لا يعرِفُ للشرح
سبيلا ..؟
اللهُم لا تفجعنا في أحبابنا ولا تُفرِّق بالوداعِ شملنا ولا تكتُب
علينا فراقًا مريرٌ مذاقُه يجعلنا أمواتًا ونحنُ على قيدِ الحياة ​