جـــودي
مشرفة قسم
يَكثر الحديثُ عن فضل العلم وأهله وفي هذه السطور سوف أتناول
آيتين كريمتين من كتاب ربِّنا تبارك وتعالى تدلانا على ما ينبغي
أن يتحلى به العلماء وطلاَّب العلم مِن خُلق التواضع لله عز وجل
فأقول وبالله التوفيق:الآية الأولى:
قوله تعالى: وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ [يوسف: 76]
عن ابن عباس رضي الله عنهما: وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ قال:
يكون هذا أعلم مِن هذا وهذا أعلم من هذا والله فوقَ كلِّ عالم
وعن الحسن البصري رحمه الله في قوله: وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
قال: ليس عالمٌ إلا فوقه عالم، حتى ينتهي العلم إلى الله
وعن بشير الهجيمي قال: سمعت الحسَن قرأ هذه الآية يومًا
وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ثم وقف فقال: إنه والله ما أمسى
على ظَهر الأرض عالمٌ إلا فوقَه مَن هو أعلمُ منه حتى يعود العلم
إلى الذي عَلَّمه"وقال ابن الجوزي رحمه الله قوله: وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ
عَلِيمٌ أي: فوق كل ذي علمٍ رفَعه الله بالعلم مَن هو أعلم منه
حتى ينتهي العلم إِلى الله تعالى والكمال في العلم معدومٌ مِن غيره"
وقال السعدي رحمه الله: فكلُّ عالم فوقه مَن هو أعلم منه
حتى يَنتهي العلم إلى عالم الغيب والشهادة" وأذكر هذا المثالَ
على عدم الإصرار على الخطأ والرجوع إلى الحقِّ عند ظهوره وبيانه
وما هذا إلا لمعرفةِ أنَّ فوق كلِّ ذي علم عليمًا.