*~*~*~*~*
على لسان [.. الأندلس ..]
التي تقلدت لباس الحزن والضياع..
تحكي قصة إغتصابها وموتها ...
في يوم ما مضى..وتحت زخات المطر..
والليل قارب أن ينشطر...
صبحا دنا لينفطر..
داء بجسمي قد سطر..من أعالي مروجي المكللة بالعطر...
دق ناقوس الخطر..
فاشهدي يا سماء لما سأرويه..واستمع يا قمر...
يمنة ً ويسرة ً..هنا وهناك..
العيون الزرقاء تراقبني..
تنتظر ساعة الصفر..
أحسستهم حولي..كأنهم جراد منتشر..
وقلوبهم مملوءة بالكره والوحر...
حتى قضوا عليّ كما ينقض على الفريسة النسر...
وغدوا أبنائي تحت أقدامهم جثث دفر..
وما بقي منهم أصبحوا تحت إمرتهم غرر..
كل ذلك لأنهم آمنوا برب القضاء والقدر..
أليس هذا يبكي القلب والحجر..
فهل من مدكر؟؟؟
*~*~*~*~*
أطل العدو متخفيا يجوس خلال الديار..
وكل يوم يقطع طرفا من البلاد..إلى أن
اختلط الحابل بالنابل..في حمي وطيس المعركة القاتل..
واهتزت الأرض من قصف القنابل..
فكأنما أصابتها رجفة ٌ من الزلازل..
وتصرخ في أبنائها وهي تثعب بالدماء..
هل من منازل؟؟
أين أبطالي البواسل؟؟
أين عقبة.. ومعاوية..وطارق الفاتح الباسل..
*~*~*~*~*
تجزع الأندلس وتسخط في غضب
لم حلّ بي هذا أنا لم أفعل شيئا، ???
فأذكرها بما يفعله أبنائها من الترف والمجون
ورميهم العروبة عرض الحائط..
أما تعلمين يا أندلس أن النفوس تغيرت..
والقلوب تبدلت.. وتحجرت..
أولم تعلمي أن أبنائك تمهصوا في الشهوات..
وزادوا في المعاصي والملذات..والتهوا عن العبادات..
وتركوا الجهاد والشهادة ونيل الجنات..
حتى لئن الخمور تدار عليهم بالطرقات..
ولم يأخذوا من الأقوام السابقة العظة والعبرات..
فهذا جزاء من يعص ِ الإله..أن تحل عليه آلاف اللعنات..
*~*~*~*~*
الاحتضار الأول ..طليطلة عام أربعمائةٍ وثمان ٍ وسبعين للهجرة..
طليطلة...
ذات المروج المريعة..
والحصون المنيعة..
للفنون والآثار الإسلامية البديعة..
إحدى جنان الأندلس الفسيحة..
اغتصبها الصليبيون اغتصابا تخر له الجبابرة العظيمة..
ولم يبقى منها سوى أطلال تحلق فوقها الطيور الحزينة..
*~*~*~*~*
الاحتضار الثاني.. قرطبة..
كانت طليطلة أول الضحايا...
وتبعتها أختها قرطبة إحدى السبايا...
قد دمرت فيها القصور وباتت شظايا...
وأصبحت هشيما في الأرض تذروه الرياح بقايا...
وبيارق لا إله إلا الله تصرخ دنستني يد البغايا...
أما من مجيب يمد يد البدار للقلوب الرانيا...
*~*~*~*~*~
تبكي المساجد وتذرف دموعها من المنابر قد حولت إلى كنائس
وجعل فيها الصور والصلبان بعد ذكر الله وتلاوة القرآن فهل من مجيب؟؟؟
تصرخ المآذن والمحاريب من أبنائها..
ماذا حل بكم لهجرانيا؟؟..
وتذرف سيلا من الدموع الدامية..
أما من مجيب يرفع ذكر الله في كل ناحية..
لقد أخرس صوت الحق يا معاوية..
ووضع الصليب في كل زاوية..
ووطأت أرضك أرجلٌ طاغية..
لا تجزعي يا أندلس ما من آذان ٍ صاغية..
*~*~*~*~*
وهاهي دور العلم تبكي بكاءً أسودا ،
وقد سالت أحبار كتبها عزاءً على الأندلس وعلى نفسها..
ودور العلم تبكي ..
وتقول لم يبقى من ذكري..
سوى الرثاء على أوراق البردي..
وهذا لا يجدي..
لقد سرق مني مشعل العلم و الإيمان واختل عقلي..
وعلى هذا فليبكِ الباكون ولينتحب المنتحبون لأجلي..
فإنا لله وإنا إليه راجعون ..لقد انتهى عمري..
*~*~*~*~*
ما قبل الاحتضار الأخير...
الأندلس..
زهرة اللوتس..
حبٌ قديم تدنس..
نزل الحشى وتكدس..
لم تغيره السنون ولم يندس..
خضراء زاهية ٌ كالسندس..
وحقولها الذهبية الشماء أكياس ذهب مكدس..
*~*~*~*~*
الاحتضار الأخير والسقوط في الهاوية عام ثمانمائةٍ وسبع وتسعين للهجرة..
في ليلة ظلماء لونها كدر..
قد عانقت سماؤها لون عكر..
وتوار عنها ضوء القمر..
وملوك بني الأحمر فوق التراب تحتضر..
كان ذلك يومًا منتظر..
حينما بعد الناس عن قرآن ٍ وذكر..
تلك إذا مشيئة القدر..
*~*~*~*~*
وأخيرا الوداع الأبدي...
وترحل الأندلس على متن سفينة البؤس الغارقة بالدماء..
قد وَصَم على جبينها العار الأعداء..
تجرر وراءها أذيال الخيبة والفناء..
محطمة الأوصال والأشلاء..
قد تركت منبوذة بالعراء..
وانتشص منها كل ما يدل على حضارة المسلمين الغراء..
ونعتت باسم جديد من قبل عُباد الصليب أسبانيا
يا للعزاء
يا للعزاء
يا للعزاء
][~][ همسات غالية ][~][
دخلنا الأندلس عندما كان نشيد طارق في العبور..
الله أكبر.. الله أكبر..الله أكبر..
وأخرجنا منها لما صار النشيد:
دوزن العود وهات القدحا **** راقت الخمرة والورد صحا!!
\
/
\
/
أمتلك هذا الموضوع من تأريخ Feb-2007
أتمنى أن يكون قد راق لكم ..
على لسان [.. الأندلس ..]
التي تقلدت لباس الحزن والضياع..
تحكي قصة إغتصابها وموتها ...
في يوم ما مضى..وتحت زخات المطر..
والليل قارب أن ينشطر...
صبحا دنا لينفطر..
داء بجسمي قد سطر..من أعالي مروجي المكللة بالعطر...
دق ناقوس الخطر..
فاشهدي يا سماء لما سأرويه..واستمع يا قمر...
يمنة ً ويسرة ً..هنا وهناك..
العيون الزرقاء تراقبني..
تنتظر ساعة الصفر..
أحسستهم حولي..كأنهم جراد منتشر..
وقلوبهم مملوءة بالكره والوحر...
حتى قضوا عليّ كما ينقض على الفريسة النسر...
وغدوا أبنائي تحت أقدامهم جثث دفر..
وما بقي منهم أصبحوا تحت إمرتهم غرر..
كل ذلك لأنهم آمنوا برب القضاء والقدر..
أليس هذا يبكي القلب والحجر..
فهل من مدكر؟؟؟
*~*~*~*~*
أطل العدو متخفيا يجوس خلال الديار..
وكل يوم يقطع طرفا من البلاد..إلى أن
اختلط الحابل بالنابل..في حمي وطيس المعركة القاتل..
واهتزت الأرض من قصف القنابل..
فكأنما أصابتها رجفة ٌ من الزلازل..
وتصرخ في أبنائها وهي تثعب بالدماء..
هل من منازل؟؟
أين أبطالي البواسل؟؟
أين عقبة.. ومعاوية..وطارق الفاتح الباسل..
*~*~*~*~*
تجزع الأندلس وتسخط في غضب
لم حلّ بي هذا أنا لم أفعل شيئا، ???
فأذكرها بما يفعله أبنائها من الترف والمجون
ورميهم العروبة عرض الحائط..
أما تعلمين يا أندلس أن النفوس تغيرت..
والقلوب تبدلت.. وتحجرت..
أولم تعلمي أن أبنائك تمهصوا في الشهوات..
وزادوا في المعاصي والملذات..والتهوا عن العبادات..
وتركوا الجهاد والشهادة ونيل الجنات..
حتى لئن الخمور تدار عليهم بالطرقات..
ولم يأخذوا من الأقوام السابقة العظة والعبرات..
فهذا جزاء من يعص ِ الإله..أن تحل عليه آلاف اللعنات..
*~*~*~*~*
الاحتضار الأول ..طليطلة عام أربعمائةٍ وثمان ٍ وسبعين للهجرة..
طليطلة...
ذات المروج المريعة..
والحصون المنيعة..
للفنون والآثار الإسلامية البديعة..
إحدى جنان الأندلس الفسيحة..
اغتصبها الصليبيون اغتصابا تخر له الجبابرة العظيمة..
ولم يبقى منها سوى أطلال تحلق فوقها الطيور الحزينة..
*~*~*~*~*
الاحتضار الثاني.. قرطبة..
كانت طليطلة أول الضحايا...
وتبعتها أختها قرطبة إحدى السبايا...
قد دمرت فيها القصور وباتت شظايا...
وأصبحت هشيما في الأرض تذروه الرياح بقايا...
وبيارق لا إله إلا الله تصرخ دنستني يد البغايا...
أما من مجيب يمد يد البدار للقلوب الرانيا...
*~*~*~*~*~
تبكي المساجد وتذرف دموعها من المنابر قد حولت إلى كنائس
وجعل فيها الصور والصلبان بعد ذكر الله وتلاوة القرآن فهل من مجيب؟؟؟
تصرخ المآذن والمحاريب من أبنائها..
ماذا حل بكم لهجرانيا؟؟..
وتذرف سيلا من الدموع الدامية..
أما من مجيب يرفع ذكر الله في كل ناحية..
لقد أخرس صوت الحق يا معاوية..
ووضع الصليب في كل زاوية..
ووطأت أرضك أرجلٌ طاغية..
لا تجزعي يا أندلس ما من آذان ٍ صاغية..
*~*~*~*~*
وهاهي دور العلم تبكي بكاءً أسودا ،
وقد سالت أحبار كتبها عزاءً على الأندلس وعلى نفسها..
ودور العلم تبكي ..
وتقول لم يبقى من ذكري..
سوى الرثاء على أوراق البردي..
وهذا لا يجدي..
لقد سرق مني مشعل العلم و الإيمان واختل عقلي..
وعلى هذا فليبكِ الباكون ولينتحب المنتحبون لأجلي..
فإنا لله وإنا إليه راجعون ..لقد انتهى عمري..
*~*~*~*~*
ما قبل الاحتضار الأخير...
الأندلس..
زهرة اللوتس..
حبٌ قديم تدنس..
نزل الحشى وتكدس..
لم تغيره السنون ولم يندس..
خضراء زاهية ٌ كالسندس..
وحقولها الذهبية الشماء أكياس ذهب مكدس..
*~*~*~*~*
الاحتضار الأخير والسقوط في الهاوية عام ثمانمائةٍ وسبع وتسعين للهجرة..
في ليلة ظلماء لونها كدر..
قد عانقت سماؤها لون عكر..
وتوار عنها ضوء القمر..
وملوك بني الأحمر فوق التراب تحتضر..
كان ذلك يومًا منتظر..
حينما بعد الناس عن قرآن ٍ وذكر..
تلك إذا مشيئة القدر..
*~*~*~*~*
وأخيرا الوداع الأبدي...
وترحل الأندلس على متن سفينة البؤس الغارقة بالدماء..
قد وَصَم على جبينها العار الأعداء..
تجرر وراءها أذيال الخيبة والفناء..
محطمة الأوصال والأشلاء..
قد تركت منبوذة بالعراء..
وانتشص منها كل ما يدل على حضارة المسلمين الغراء..
ونعتت باسم جديد من قبل عُباد الصليب أسبانيا
يا للعزاء
يا للعزاء
يا للعزاء
][~][ همسات غالية ][~][
دخلنا الأندلس عندما كان نشيد طارق في العبور..
الله أكبر.. الله أكبر..الله أكبر..
وأخرجنا منها لما صار النشيد:
دوزن العود وهات القدحا **** راقت الخمرة والورد صحا!!
\
/
\
/
أمتلك هذا الموضوع من تأريخ Feb-2007
أتمنى أن يكون قد راق لكم ..