جـــودي
مشرفة قسم

لو علم احدنا بوجود كنز في مكان ما فلا شك في انه يسرع في الذهاب
الى مكانه حاملا معه ما ينفع لجمع اكبر كمية ممكنة من ذلك الكنز
كذلك الحال مع رمضان
علينا ان نفرغ افئدتنا ونحزم طاقتنا استعدادا لاستقباله
كي نظفر بالاجر الكبير وناخذ الحظ الوفير من المغفرة والبركة
والعتق من النار
رمضان يشبه حالة العزلة التي كان صل الله عليه وسلم يعيشها في غار حراء
تلك العزلة الضرورية التي تجعل المسلم يدرك القيمة الحقيقية للاشياء في حياته
ليعرف ان الطعام ما هو الا مصدر للطاقة
وان الوقت اثمن من ان نضيعه في امور لا ناقة لنا فيها ولا جمل
ليعود المسلم بعد تلك العزلة اكثر قدرة على تنظيم امور حياته
وبذلك فانه يستمد القيمة والاثر من شهر رمضان
يلحظ المسلم نفسه يخرج من رمضان صافي الذهن خالي البال وقد جمع من الطاقة
ومن الهمة الوفير ويكون بعد رمضان اكثر همة في اداء العبادات
والالتحاق بركب الطاعات
فنراه اكثر ما يكون حرصا على السنن الرواتب وعلى صيام النوافل
وعلى التحلي بالاخلاق الحسنة
فقد تزود في رمضان من كل تلك المعاني واخذ منها رصيدا حقيقيا يدخره
لباقي شهور السنة
لا يكاد رمضان يقترب حتى يكون المسلم احوج ما يكون الى ما يتزود به
وإلى محطة يلقي فيها عن كاهله عناء التعب في السنة كلها
لذلك فاننا نكون احوج ما نكون الى رمضان في الوقت الذي يجيء فيه من كل سنة
ونجد انفسنا في الشهور التي تسبقه اكثر توقا اليه
واكبر حاجة للتزود منه واقل طاقة لمواجهة الحياة دونه.
يجب على كل مسلم ان يعرف العبادة التي تزيده خشوعا
فعلى الرغم من اتفاق المسلم على الكثير من العبادات كصلاة التراويح وقراءة القران
الا ان كل مسلم يستمد طاقته من عبادة قد تكون مختلفة عن الاخر
فالبعض يمتلئ طاقة بسماع القران والتدبر في اياته
والبعض يفضل ترتيله وتلاوته والبعض يجد راحته في الصلاة
والبعض تكون الصدقة بالنسبة له لب العبادة وهذا ما يجب ان ندركه كي
لا نضع قالبا واحدا للعبادة في رمضان
وليحقق كل منا اكبر فائدة ويجمع الزاد الذي يحتاجه