• عزيزي العضو

    إذا كنت تواجه مشكلة في تسجيل الدخول الى عضويتك فضلا قم بطلب تغيير كلمة المرور عبر (نسيت كلمة المرور) أو التواصل معنا عبر أيقونة التواصل في الأسفل او البريد [email protected] او من خلال المحادثات على الواتساب عبر الرابط التالي https://wa.link/bluuun او مسح الباركود في الصوره

    إدارة الموقع

حَزينٌ أنا اليومَ

انين الصمت

مراقبة عام
إنضم
23 أبريل 2011
المشاركات
4,942
مستوى التفاعل
197
النقاط
63
العمر
29
‏أُمِّي لا تعرفُ أنِّي شاعر

‏أَبي لَم يَقرَأْ قصيدةً لي قَطُّ

‏وإذا ما رَأى أحدُ إِخْوَتي

‏حمامةً تَفِرُّ من قَفَصِ كَلِماتي

‏ظَنَّ أنَّها للجِيرانِ



‏بعدَ مَوتِي

‏ستَعودُ الحَمَامةُ إلى القَفَصِ ذاتِهِ

‏لأنَّها - أَكثرَ من مَرَّةٍ -

‏سَمِعَتْ أبي يقُولُ لأُمِّي:

‏كان جَدُّهُ شاعِرًا.



‏حَزينٌ أَنا اليَومَ

‏كُنتُ أَعمًى

‏أَركَبُ صَهوَةَ جَوَادي، وأَرمِي اللَّيلَ بسَهْمٍ

‏وأَعودُ بصَيدٍ وَفِير مِن طَرائِدِ الشِّعرِ.



‏ولكنَّني اليَومَ

‏أبصَرتُ الشِعرَ يَمشِي في وَضَحِ النَّهارِ

‏ولَم يَكُنْ معي قَوسِي ولا حِصاني

‏وأيضًا لم أَكُنْ أعمًى.

‏حَزينٌ أَنا اليَومَ



‏لم أُقابِلْ حُزني وَجهًا لوَجهٍ

‏لَكِنِّي عَرَفتُ عنهُ الشَّيءَ الكَثِيرَ:



‏ارتِفاعُ دَرَجَةِ حَرارَتِهِ إلى (الخَمسِينَ)

‏يَومَ انزَلَقَ ابنِيَ الصَّغِيرُ

‏مِن درَّاجتِهِ الهَوَائِيَّةِ..



‏عِراكُهُ الشَّديدُ الَّذي سَبَّبَ لَهُ نَزِيفًا حَادًّا

‏حِينَ اشتَرَى فَرَحًا مِن الحَيَاةِ

‏ولكِنْ مُنتَهِي الصَّلاحِيَّةِ..



‏طِيبَتُهُ التي يتَحَدَّثُ عَنها الجِيرانُ

‏لأَنَّهُمْ لَم يَجِدُوا أَحدًا غَيرَهُ

‏يُنَزِّهُ صِغارَ أَحزانِهِمْ

‏بسيَّارتِهِ الفارِهَةِ مَجَّانًا..

‏لِذلِكَ كانَ عَلَيَّ أَنْ أَرمِيَ حَجَرًا

‏عَلَى شُهرتِهِ كَي تَهرَبَ مِنهُ،

‏فيَعودَ كَما كانَ

‏يَسِيرُ إِلى جانِبي عَلَى الطَّرِيقِ.

‏أَن أُذَكِّرَ مَرَضَهُ بَينَ الحِينِ والآخَرِ

‏بمَوعدِ زِيارَتِهِ للطَّبِيبِ.

‏أَن أَربِطَ حَبلَ أَيَّامِهِ بقَدَمي ؛

‏حتَّى لا تَتَجاوَزَ خُطُواتُه خُطُواتي

‏إِلى المُستَقبَل.

‏أَن أُدَرِّبَ جَسَدَهُ

‏عَلَى رَفعِ الأَثقالِ الحَدِيدِيَّةِ؛

‏كَي يَظَلَّ مُتَفَوِّقًا عَلَى غَيرِهِ مِن الأَحزانِ في سِباقِ الأَلعابِ الرِّيَاضِيَّة.

‏حُزني الَّذي تَعَوَّدَ أَن يَنامَ خارجَ المَنزِلِ،

‏بَقِيَ أَربَعِينَ عامًا

‏يُطلقُ صَفِيرًا خَافِتًا عِندَ البَابِ

‏ولا يَدخُلُ.

‏الآنَ، وأنا أَنظُرُ إِلى عَينَيْ أُمِّي

‏على سَريرِ مَرَضِها..

‏فَجأَةً رأَيتُ حُزني

‏واقِفًا إِزائي، هامِسًا في أُذُني:

‏لَقَد كَسَرتُ القَافِيَةَ

‏وخَرَجتُ من القَصِيدةِ التي أَهدَيتَها لأُمِّكَ!
 
أعلى