ABEER.M
المستشار
بين إدارة شؤون الأسرة وأداء عملها الوظيفي، تبذل المرأة العاملة في شهر رمضان المبارك جهدًا مضاعفًا وتسخر طاقتها على النحو الأمثل دون تقصير، فمع متطلبات الحياة جمعت المرأة السعودية بين واجبات منزلها ومهام وظيفتها، تجود بقواها في مملكتها الصغيرة مربية ومدبرة، وتغدو في طلب رزقها فاعلة منتجة مثمرة، تبتغي من ذلك الأجر والمثوبة واغتنام فضائل هذا الشهر الكريم.
ولنا في جيلنا السابق من أمهاتنا الأسوة الحسنة إذ نجحن رغم صعوبة الحياة في الموازنة خلال الشهر الفضيل بين الواجبات التي تحتّمها طبيعة العيش، والقيام بدورها في خدمة الأسرة دون إخلال.
«واس» رصدت في هذا الاستطلاع واقع جيلين اختلفت ظروف حياتهما فمن الاعتماد على الذات إلى جيل رفدته عجلة التمدن بالوسائل المساعدة والأيدي العاملة للنهوض بواجباته اليومية، تقول المسنة نورة بنت بجاد 81 عامًا: «في الماضي كنت أعمل في شهر رمضان لساعات طويلة في فترة النهار وبشكل يومي في السوق بحي منفوحة، وحرارة الشمس والسير لمسافات طويلة لم تثن عزيمتي والقيام بواجب أسرتي، ثم أعود للمنزل لأكمل مهامي في المنزل والوقوف على احتياجات الزوج والأبناء وإعداد طعام الإفطار»، مبينة أن أوقات الراحة تكون محدودة استعدادًا لتحضير وجبة السحور. «الحمد والشكر للمولى - عز وجل - على ما أنعم به علينا»، لم يفارق لسانها وهي تصف واقع جيلها بقولها «اعتدنا على العمل في وقت الصيام ولا تكاد تختلف المهام في الشهر الفضيل عن بقية أيام العام»، مشيرة إلى أن تربيتهم منذ الصغر على مساعدة الأمهات في أعمال المنزل زرعت فيهن حب العمل ومعرفة أولوياته.
وأكدت أن للأسرة دورًا حيويًّا في الماضي في تنشئة الأبناء والبنات وإعدادهم لتولّي المهام، وفي مقدمة ذلك الواجبات الدينية فكان الصيام مدرسة يعتاد عليها الصغير بالتدرج ولربما صام الشهر مع الكبار، ومع ذلك كله لم يستثن أحد من واجباته تُجاه أسرته وعمله. وأضافت المسنة نورة أن تعاون العائلة جعل من اليسير إيجاد الوقت للحصول على نوم كاف وأداء صلاة التراويح والقيام في المسجد واستقبال الزوار وشراء مستلزمات العمل وإتمامها قبل بيعها في السوق.
الحال ليس ببعيد فيما ترويه السيدة فائقة علي وهي في عمر الـ 75 عامًا، حيث قارنت بين جيلها وجيل بناتها - المنزل أنموذجًا - بقولها: «إن الفروق بين منازل اليوم ومنازل الماضي من حيث المساحة والتصميم جعلت المهام والمتطلبات على المرأة اليوم أكبر وأكثر جهدًا، فقديمًا يخصص للبنات غرفة واحدة وكذلك للأولاد بمختلف أعمارهم، فالغرف معدودة ولدى كل منهم مهامه وأعماله المنزلية الخاصة به للتخفيف عن الأم والأب خاصة العاملون منهم، بخلاف الوقت الحالي فالمنازل كبيرة ومتعددة المرافق، فضلًا عن تعدد الأثاث والعتاد، الأمر الذي حتم على بعض الأسر الاستعانة بالعاملة المنزلية، كذلك السائق لقضاء احتياجات الأسرة». وأشارت إلى أن عملها في مجال الخياطة، كان يزداد طلبًا خاصة في موسم رمضان والمناسبات الاجتماعية الأخرى، واسترجعت في ثنايا حديثها الماضي بشوق: «كانت الأسرة متعاونة والبساطة في العيش دون تكلف.. كنت أستعين ببناتي لمساعدتي في انتقاء وشراء الأقمشة وأوكل إليهن بعض المهام العملية التي تتناسب مع أعمارهن»، وهي في ذلك تصور مشهدًا من فصول الحياة التشاركية في الأسرة الواحدة.
ووصولًا إلى الجيل الحالي أوضحت الموظفة في أحد الأسواق التجارية بالرياض ندى تركي، أنها تعمل على تنظيم وقتها بين عملها ومنزلها، وأنها تتجاوز ظروف بعد مسافة مقر العمل وما يصادفها من ازدحام مروري، لتقوم بواجبها الأسري.
وتناولت طبيعة بعض الوظائف النسائية وما تقتضيه من جهد ووقت، مبينة أن بعض الأعمال في الوقت الراهن تتطلب جهدًا مضاعفًا كالذي تمارسه الموظفات في المستشفيات والمجمعات التجارية والمشاغل والعيادات بمختلف تخصصاتها فضلًا عن العمل الخاص بالأسر المنتجة وأساليب التسويق، وهذا ما يستدعي تفهم الأسرة كافة والتعاون فيما بينها.
وأفادت أنها تستغل أيام الإجازات الأسبوعية لإنجاز التزاماتها الأسرية والمنزلية وجعلت من ذلك نهجها لاستغلال الوقت، في حين أنها تعتمد على تجهيز الأطعمة الخفيفة القابلة للتسخين خلال أيام العمل كسبًا للوقت في إعداد وجبة الإفطار، مؤكدةً أهمية التخطيط وترتيب الأولويات خلال شهر رمضان المبارك لكي لا يحدث أي تقصير.
وتتفق من جانبها ماجدة عبدو، مع سابقاتها على ضرورة تنظيم الوقت والابتعاد عن الشعور بضياع الوقت وضغط العمل ووصفته بالباعث على الكسل إذ تستطيع «حسب قولها» كل امرأة تتولى إدارة أولوياتها والاستمتاع بعملها وما تجنيه من مردود مادي واجتماعي، وأن الفيصل في ذلك هو اغتنام الوقت وبذل الجهد حسب الأهمية.
وأكدت أن المرأة السعودية حريصة على تجهيز طعام أسرتها في شهر رمضان بنفسها حتى مع وجود العاملات المنزليات فهي تعي جيدًا أهمية الغذاء السليم والبعد عن ما يجلب من خارج المنزل.
ولنا في جيلنا السابق من أمهاتنا الأسوة الحسنة إذ نجحن رغم صعوبة الحياة في الموازنة خلال الشهر الفضيل بين الواجبات التي تحتّمها طبيعة العيش، والقيام بدورها في خدمة الأسرة دون إخلال.
«واس» رصدت في هذا الاستطلاع واقع جيلين اختلفت ظروف حياتهما فمن الاعتماد على الذات إلى جيل رفدته عجلة التمدن بالوسائل المساعدة والأيدي العاملة للنهوض بواجباته اليومية، تقول المسنة نورة بنت بجاد 81 عامًا: «في الماضي كنت أعمل في شهر رمضان لساعات طويلة في فترة النهار وبشكل يومي في السوق بحي منفوحة، وحرارة الشمس والسير لمسافات طويلة لم تثن عزيمتي والقيام بواجب أسرتي، ثم أعود للمنزل لأكمل مهامي في المنزل والوقوف على احتياجات الزوج والأبناء وإعداد طعام الإفطار»، مبينة أن أوقات الراحة تكون محدودة استعدادًا لتحضير وجبة السحور. «الحمد والشكر للمولى - عز وجل - على ما أنعم به علينا»، لم يفارق لسانها وهي تصف واقع جيلها بقولها «اعتدنا على العمل في وقت الصيام ولا تكاد تختلف المهام في الشهر الفضيل عن بقية أيام العام»، مشيرة إلى أن تربيتهم منذ الصغر على مساعدة الأمهات في أعمال المنزل زرعت فيهن حب العمل ومعرفة أولوياته.
وأكدت أن للأسرة دورًا حيويًّا في الماضي في تنشئة الأبناء والبنات وإعدادهم لتولّي المهام، وفي مقدمة ذلك الواجبات الدينية فكان الصيام مدرسة يعتاد عليها الصغير بالتدرج ولربما صام الشهر مع الكبار، ومع ذلك كله لم يستثن أحد من واجباته تُجاه أسرته وعمله. وأضافت المسنة نورة أن تعاون العائلة جعل من اليسير إيجاد الوقت للحصول على نوم كاف وأداء صلاة التراويح والقيام في المسجد واستقبال الزوار وشراء مستلزمات العمل وإتمامها قبل بيعها في السوق.
الحال ليس ببعيد فيما ترويه السيدة فائقة علي وهي في عمر الـ 75 عامًا، حيث قارنت بين جيلها وجيل بناتها - المنزل أنموذجًا - بقولها: «إن الفروق بين منازل اليوم ومنازل الماضي من حيث المساحة والتصميم جعلت المهام والمتطلبات على المرأة اليوم أكبر وأكثر جهدًا، فقديمًا يخصص للبنات غرفة واحدة وكذلك للأولاد بمختلف أعمارهم، فالغرف معدودة ولدى كل منهم مهامه وأعماله المنزلية الخاصة به للتخفيف عن الأم والأب خاصة العاملون منهم، بخلاف الوقت الحالي فالمنازل كبيرة ومتعددة المرافق، فضلًا عن تعدد الأثاث والعتاد، الأمر الذي حتم على بعض الأسر الاستعانة بالعاملة المنزلية، كذلك السائق لقضاء احتياجات الأسرة». وأشارت إلى أن عملها في مجال الخياطة، كان يزداد طلبًا خاصة في موسم رمضان والمناسبات الاجتماعية الأخرى، واسترجعت في ثنايا حديثها الماضي بشوق: «كانت الأسرة متعاونة والبساطة في العيش دون تكلف.. كنت أستعين ببناتي لمساعدتي في انتقاء وشراء الأقمشة وأوكل إليهن بعض المهام العملية التي تتناسب مع أعمارهن»، وهي في ذلك تصور مشهدًا من فصول الحياة التشاركية في الأسرة الواحدة.
ووصولًا إلى الجيل الحالي أوضحت الموظفة في أحد الأسواق التجارية بالرياض ندى تركي، أنها تعمل على تنظيم وقتها بين عملها ومنزلها، وأنها تتجاوز ظروف بعد مسافة مقر العمل وما يصادفها من ازدحام مروري، لتقوم بواجبها الأسري.
وتناولت طبيعة بعض الوظائف النسائية وما تقتضيه من جهد ووقت، مبينة أن بعض الأعمال في الوقت الراهن تتطلب جهدًا مضاعفًا كالذي تمارسه الموظفات في المستشفيات والمجمعات التجارية والمشاغل والعيادات بمختلف تخصصاتها فضلًا عن العمل الخاص بالأسر المنتجة وأساليب التسويق، وهذا ما يستدعي تفهم الأسرة كافة والتعاون فيما بينها.
وأفادت أنها تستغل أيام الإجازات الأسبوعية لإنجاز التزاماتها الأسرية والمنزلية وجعلت من ذلك نهجها لاستغلال الوقت، في حين أنها تعتمد على تجهيز الأطعمة الخفيفة القابلة للتسخين خلال أيام العمل كسبًا للوقت في إعداد وجبة الإفطار، مؤكدةً أهمية التخطيط وترتيب الأولويات خلال شهر رمضان المبارك لكي لا يحدث أي تقصير.
وتتفق من جانبها ماجدة عبدو، مع سابقاتها على ضرورة تنظيم الوقت والابتعاد عن الشعور بضياع الوقت وضغط العمل ووصفته بالباعث على الكسل إذ تستطيع «حسب قولها» كل امرأة تتولى إدارة أولوياتها والاستمتاع بعملها وما تجنيه من مردود مادي واجتماعي، وأن الفيصل في ذلك هو اغتنام الوقت وبذل الجهد حسب الأهمية.
وأكدت أن المرأة السعودية حريصة على تجهيز طعام أسرتها في شهر رمضان بنفسها حتى مع وجود العاملات المنزليات فهي تعي جيدًا أهمية الغذاء السليم والبعد عن ما يجلب من خارج المنزل.