• عزيزي العضو

    إذا كنت تواجه مشكلة في تسجيل الدخول الى عضويتك فضلا قم بطلب تغيير كلمة المرور عبر (نسيت كلمة المرور) أو التواصل معنا عبر أيقونة التواصل في الأسفل او البريد [email protected] او من خلال المحادثات على الواتساب عبر الرابط التالي https://wa.link/bluuun او مسح الباركود في الصوره

    إدارة الموقع

حديثاً وشرح ..

إنضم
14 يوليو 2008
المشاركات
3,187
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
36
الإقامة
خَلفَّ إبتِسَامَة وَالدِيّ..!
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صبأحكم ورد وفل ويآسمين ..

احبآئي بصرآحة أحبتت أنّ نخصص هذه الصفحة لمآ تيسر

لنآ من أحآديث احاديث خير البشر عليه الصلاة والسلام
مع شرح مبسط لها من اقوال العلماء والمحدثين..

اعزآئي..

حتى لو بحثنآ عن حديثٍ مآ ووضعنآه هٌنا ووضعنآ وبحثنآ عن شرحه ايضاً..

سنحصل على الحسنة تتلوهآ الحسنة ..

لنشعر بقيمة ما فعلنآ

اتمنى أنّ يأخذ الموضوع حقه .. من الجميع ..

ملاحظه دموعيـة :

" الي يرد بعدي يحط حديث وشرحـه "

نفعنا الله وإياكم بالعلم النافع والعمل الصالح

كل الود
دمعة وفآ
 
جزاك الله خيرا اختي الكريمة

على هذه المشاركة القيمة

جعلها الله في ميزان حسناتك..

ولاحرمتِ خير الدنيا وسعادة الآخرة..

بارك الله فيك

والدال على الخير كفاعله

دمت في حفظ الرحمن
 
يعطيك العافيه اختي دمعه وفا
وجعله بموازيين حسناتك
وان يستفاد به من قبل الجميع

هذا حديثي لليوم
واول حديث هنا
اتمنى الفائده للجميع *_^



عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) رواه البخاري ومسلم


الشرح ....
في هذا الحديث يبين الرسول الكريم المراحل التي يمر بها الجنين في بطن امه وانه يكتب له عمله في الدنيا اما شقي او سعيد حتي قبل ان ترى عيناه نور الدنيا ولا بدا ان يحصل المرء ما كتبه الله عليه لان علم الله سابق وما قدره لابد واقع
لكن هذا لا يعني ان نتواكل ولا نعمل مثلا اعتمادا ان الله لو قدر لنا العمل فهذا خطا فادح لان الانسان يجب ان يبذل كل ما في وسعه حتي ييسر له الله عمله و دراسته ويوفقه في جميع نواحي الحياة
 
,,

,


الشريف

:dunno:

اين الحديث ايها الكريم واين الشرح .. !!

على كلِ حال..

شكراً لك وجزاك الله خير الجزاء


,,

,

وفآي اكبر خطآي


:13:
عزيزتي إنّ دعم هذا الخير مساهمة في الأجر والخير إن شاء الله
والله لا يضيع أجر المحسنين جعلنا الله واياكم منهم ..

شكراً لكِ يا غاليـه


,,

,
 
[align=center]دمعة وفا

تسلم يدك ويعطيك الف عافيه على موضوعك الطيب

الله يجزاك خير يارب ويجعله بميزان حسانتك

اتمنى الكل يشارك .. والكل يستفيد من هذا الاجر العضيم .

وهذي مشاركتي ..

وياليت الكل يستفيد من كل حديث وشرح




أربعُُ من كُنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، من كان فيه خصْلَةُُ منهن كان فيه خصلة من النفاق .

حديث عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أربعُُ من كُنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، من كان فيه خصْلَةُُ منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر".متفق عليه اللؤلؤ والمرجان .

من نفحات الحديث :

الواحدة من هذه الخصال الذميمة كفيلة بإهلاك العبد ما لم يتب فما بالك لو اجتمعن كلهن في إنسان .. إنها ستكون ظلمات من فوقها ظلمات والعياذ بالله.

وكل خصلة منهن تدل علي الباطل والميل عن الحق لذا كان ذكرها في حديث واحد ووصفها بالنفاق من بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم وحسن تنسيقه وتوجيهه فالخيانة للأمانة والكذب وخلف العهد وغدره والفجر في المخاصمة كلها باطل وظلم ومنافاة للحقائق وتزييف وخداع.

* أما الخصومة : فقد مر بنا التقاطع والتدابر والتباغض والسب والتشاحن والهجر أما وصفها بالفجر فلأنه يميل عن الحق في الخصومة ويقول الباطل والعياذ بالله ، وأما الكذب : فقد مر بنا الكلام عنه وأنه أساس كل شر حيث أنه يهدى إلي الفجور ، والعلاقة هنا بين (إذا حدث كذب وإذا خاصم فجر) واضحة. لتبقي لنا مسألتان في أمر الكذب :

الأولي : أنه لا يجوز الكذب ولو كنت مازحاً فإذا مزحت فامزح بصدق : يعني لا تقل مثلا حدث كذا أو رأيت كذا وكنت لم تكن رأيت ولا حدث ما حدث فيصدقك من سمعك وأنت تريد المزاح فهذا كذب وأنه ليس هناك كذبة بيضاء وأخري سوداء فالكذب كذب وهذا بخلاف النكتة فإن الذي يسمعها يعلم أنها نكتة فلا غرر فيها ، والله أعلم .

الثانية : أن الكذب لا يجوز إلا في ثلاثة أمور يقول صلى الله عليه وسلم : ( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً) متفق عليه

وفي مسلم قالت أم كلثوم : ولم أسمعه يرخص في شئ مما يقول الناس إلا في ثلاث تعني الحرب،والإصلاح بين الناس ، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجهاً .

قال صاحب اللؤلؤ: ( فينمي خيراً : يقال : نميت الحديث أنميه إذا بَلَّغْتهَ علي وجه الإصلاح وطلب الخير ، فإذا بلغته علي وجه الإفساد والنميمة قلت : نميت ، كذا قال: أبو عبيد وابن قتيبة والجمهور . وليس المراد نفي ذات الكذب بل نفي إثمه فالكذب كذب سواء كان للإصلاح أو لغيره . وقد يرخص في بعض الأوقات في الفساد الذي يؤمل فيه الصلاح الكثير ) أ. هـ

ـ أما الغدر : فهو سبب الحديث الذي سقناه (أربع من كن .. ) حيث ذكي النووي باب تحريم الغدر ، قال ابن عثيمين : ( الغدر خيانة الإنسان في موضوع الاستئمان ، بمعني أن يأتمنك أحد في شئ ثم تغدر به سواء أعطيته عهداً أم لم تعطه وذلك لأن الذي ائتمنك : اعتمد عليك ووثق بك فإذا خنته فقد غدرت به."

وذكر النووي حديثين آخرين في نفس الباب لتغليظ أمر الغدر .

الأول : قوله صلى الله عليه وسلم : " لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان " متفق عليه

وذكر في معناه أيضا " لكل غادر لواء عند إسْتِه يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ألا ولا غادر أعظم غدراً من أمير عامة ". رواه مسلم عند استه أي تحت مقعدته ويا لها من فضيحة يوم يقوم الأشهاد ويرفع اللواء بقدر غدرته إن كانت كبيرة صار كبيراً وإن كانت صغيرة صار صغيراً ، ويقال هذه غدرة فلان ابن فلان ، .

الثاني : قوله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالي ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطي بي ثم غدر ـ يعني عاهد بي ثم غدر ـ ورجل باع حراً فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيراً فاستوفي منه ولم يعطه أجره . رواه البخاري.

وإنما ذكر النووي هذه الأحاديث للتحذير من الغدر والخيانة وقد أُمِرْنا أن نؤدي الأمانات إلي أهلها وأن توفي بالعهد [أن العهد كان مسئولاً]. وسنسأل عن ذلك يوم القيامة فماذا نقول .
[/align]
 
,,

,

بقايآ جروح

وفقنا الله وإياكم للخير والصلاح

شكرا لك جزيل الشكر ..

لاعدمناك

,,

,


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هُدَى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً. ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً" رواه مسلم.



والهدى: هو العلم النافع، والعمل الصالح.
فكل من علم علماً لو وَجَّه المتعلمين إلى سلوك طريقة يحصل لهم فيها علم: فهو داع إلى الهدى.
وكل من دعاء إلى عمل صالح يتعلق بحق الله، أو بحقوق الخلق العامة والخاصة: فهو داع إلى الهدى.
وكل من أبدى نصيحة دينية أو دنيوية يتوسل بها إلى الدين: فهو داع إلى الهدى.
وكل من اهتدى في علمه أو عمله، فاقتدى به غيره: فهو داع إلى الهدى.
وكل من تقدم غيره بعمل خيري، أو مشروع عام النفع: فهو داخل في هذا النص.




وعكس ذلك كله: الداعي إلى الضلالة.
فالداعون إلى الهدى: هم أئمة المتقين، وخيار المؤمنين.
والداعون إلى الضلالة: هم الأئمة الذين يدعون إلى النار.
وكل من عاون غيره على البر والتقوى: فهو من الداعين إلى الهدى.
وكل من أعان غيره على الإثم والعدوان: فهو من الداعين إلى الضلالة.
 
عن أبى هريرة رض الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله – عز وجل - : يؤذيني أبن آدم ، يسب الدهر ، وأنا الدهر ، بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار)


وشرح الحديث :

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم يبين لنا الحديث أن من يسب الدهر كأنه سب الله تعالي والعياذ بالله ، لأن من الناس مثلا" من يسب الدهر ( الزمن ) ، فيبين الله عز وجل انه هو خالق الدهر وهو خالق كل شئ به وخالق الحوادث التي تمر بالدهر وبيدي آلام في كل الشيء وتغيير الليل والنهار ، فلابد أن نأخذ حذرنا من هذا الكلام حتى لا يغضب علينا رب العباد عز وجل .

لابد أن نصحح عقيدتنا ونحسن أدبنا في اللفظ فبعض الناس مثلا يقولوا ( زمن سيئ ، أو يا خيبه الدهر أو زمن العجائب ) فهذا كله والعياذ بالله يعتبر جحود وكفر لأن كل شئ بيد الله لأن كل أمور الله عز وجل خيرا" لنا
.
 
[align=center] (( ارجو تثبيت الموضوع ))


‏عن ‏ ‏أنس ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال:
(( ‏ ‏لا يؤمن ‏ ‏أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))

الشرح:

والمراد بالنفي كمال الإيمان , ونفي اسم الشيء - على معنى نفي الكمال عنه - مستفيض في كلامهم كقولهم : فلان ليس بإنسان . فإن قيل : فيلزم أن يكون من حصلت له هذه الخصلة مؤمنا كاملا وإن لم يأت ببقية الأركان , أجيب بأن هذا ورد مورد المبالغة , أو يستفاد من قوله " لأخيه المسلم "


" الخير " كلمة جامعة تعم الطاعات والمباحات الدنيوية والأخروية , وتخرج المنهيات لأن اسم الخير لا يتناولها . والمحبة إرادة ما يعتقده خيرا , قال النووي : المحبة الميل إلى ما يوافق المحب , وقد تكون بحواسه كحسن الصورة , أو بفعله إما لذاته كالفضل والكمال , وإما لإحسانه كجلب نفع أو دفع ضرر

والمراد أيضا أن يحب أن يحصل لأخيه نظير ما يحصل له , لا عينه , سواء كان في الأمور المحسوسة أو المعنوية , وليس المراد أن يحصل لأخيه ما حصل له لا مع سلبه عنه ولا مع بقائه بعينه له

كل أحد يحب أن يكون أفضل من غيره , فإذا أحب لأخيه مثله فقد دخل في جملة المفضولين .

والمقصود الحث على التواضع . فلا يحب أن يكون أفضل من غيره , فهو مستلزم للمساواة . ويستفاد ذلك من قوله تعالى ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ) , ولا يتم ذلك إلا بترك الحسد والغل والحقد والغش , وكلها خصال مذمومة . ‏



فتح الباري بشرح صحيح البخاري
[/align]
 
دمعة وفا...

جزاكـ الله خيراً وجعلهـ في موازين حسناتكـ .


الحديث(كن في الدنيا كأنكـ غريب)


عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل ) .


وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك " . رواه البخاري .

الشرح

عندما نتأمل في حقيقة هذه الدنيا ، نعلم أنهالم تكن يوما دار إقامة ، أو موطن استقرار ، ولئن كان ظاهرها يوحي بنضارتها وجمالها ، إلا أن حقيقتها فانية ، ونعيمها زائل ، كالزهرة النضرة التي لا تلبث أن تذبل ويذهب بريقها .


تلك هي الدنيا التي غرّت الناس ، وألهتهم عن آخرتهم ، فاتخذوها وطنا لهم ، ومحلا لإقامتهم ، لا تصفو فيها سعادة ، ولا تدوم فيها راحة ، ولا يزال الناس في غمرة الدنيا يركضون ، وخلف حطامها يلهثون ، حتى إذا جاء أمر الله انكشف لهم حقيقة زيفها ، وتبين لهم أنهم كانوا يركضون وراء وهم لا حقيقة له ، وصدق الله العظيم إذ يقول : { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } ( آل عمران : 185 ) .


وما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليترك أصحابه دون أن يبيّن لهم ما ينبغي أن يكون عليه حال المسلم في الدنيا ، ودون أن يحذّرهم من الركون إليها ؛ فهو الرحمة المهداة ، والناصح الأمين ، فكان يتخوّلهم بالموعظة ، ويضرب لهم الأمثال ، ولذلك جاء هذا الحديث العظيم بيانا وحجة ووصية خالدة .


لقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ؛ ليسترعي بذلك انتباهه ، ويجمع إليه فكره ، ويشعره بأهمية ما سيقوله له ، فانسابت تلك الكلمات إلى روحه مباشرة : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) .


وانظر كيف شبّه النبي صلى الله عليه وسلم مُقام المؤمنين في الدنيا بحال الغريب ؛ فإنك لا تجد في الغريب ركونا إلى الأرض التي حل فيها ، أو أنسا بأهلها ، ولكنه مستوحش من مقامه ، دائم القلق ، لم يشغل نفسه بدنيا الناس ، بل اكتفى منها بالشيء اليسير .


لقد بيّن الحديث غربة المؤمن في هذه الدنيا ، والتي تقتضي منه التمسّك بالدين ، ولزوم الاستقامة على منهج الله ، حتى وإن فسد الناس ، أو حادوا عن الطريق ؛ فصاحب الاستقامة له هدف يصبو إليه ، وسالك الطريق لا يوهنه عن مواصلة المسير تخاذل الناس ، أو إيثارهم للدعة والراحة ، وهذه هي حقيقة الغربة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ) رواه مسلم .


وإذا كان المسلم سالكاً لطريق الاستقامة ، حرص على قلّة مخالطة من كان قليل الورع ، ضعيف الديانة ، فيسلم بذلك من مساويء الأخلاق الناشئة عن مجالسة بعض الناس كالحسد والغيبة ، وسوء الظن بالآخرين ، وغير ذلك مما جاء النهي عنه ، والتحذير منه .


ولا يُفهم مما سبق أن مخالطة الناس مذمومة بالجملة ، أو أن الأصل هو اعتزال الناس ومجانبتهم ؛ فإن هذا مخالف لأصول الشريعة التي دعت إلى مخالطة الناس وتوثيق العلاقات بينهم ، يقول الله تعالى : { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا } ( الحجرات : 13 ) ، وقد جاء في الحديث الصحيح : ( المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) رواه الترمذي ، ولنا في رسول الله أسوة حسنة حين كان يخالط الناس ولا يحتجب عنهم .


وإنما الضابط في هذه المسألة : أن يعتزل المرء مجالسة من يضرّه في دينه ، ويشغله عن آخرته ، بخلاف من كانت مجالسته ذكرا لله ، وتذكيرا بالآخرة ، وتوجيها إلى ما ينفع في الدنيا والآخرة .


ولنا عودة مع قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كأنك غريب ، أو عابر سبيل ) ، ففي هذه العبارة ترقٍّ بحال المؤمن من حال الغريب ، إلى حال عابر السبيل .


فعابر السبيل : لا يأخذ من الزاد سوى ما يكفيه مؤونة الرحلة ، ويعينه على مواصلة السفر ، لا يقر له قرار ، ولا يشغله شيء عن مواصلة السفر ، حتى يصل إلى أرضه ووطنه .


يقول الإمام داود الطائي رحمه الله : " إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة ، حتى ينتهي ذلك بهم إلى آخر سفرهم ، فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زادا لما بين يديها فافعل ؛ فإن انقطاع السفر عما قريب ، والأمر أعجل من ذلك ، فتزود لسفرك ، واقض ما أنت قاض من أمرك " .


وهكذا يكون المؤمن ، مقبلا على ربه بالطاعات ، صارفا جهده ووقته وفكره في رضا الله سبحانه وتعالى ، لا تشغله دنياه عن آخرته ، قد وطّن نفسه على الرحيل ، فاتخذ الدنيا مطيّة إلى الآخرة ، وأعد العدّة للقاء ربه ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ) رواه الترمذي .


ذلك هو المعنى الذي أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصله إلى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ، فكان لهذا التوجيه النبوي أعظم الأثر في نفسه ، ويظهر ذلك جليا في سيرته رضي الله عنه ، فإنه ما كان ليطمئنّ إلى الدنيا أو يركن إليها ، بل إنه كان حريصا على اغتنام الأوقات ، كما نلمس ذلك في وصيّته الخالدة عندما قال رضي الله عنه : " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك " .
 
أعلى