[align=center]
"::][ مشـــاعر منكســـرة ][::"
[align=right]بـــداية //
الحب ملهم لكل ما هو شفاف
به تُختصر المسافات ... ويُحال المحال الى جائزٍ وممكن
والإخلاص رديف صدقٌ وطُهر
والمشاعر بتلات أمل بمستقبل حب محفوفٌ بالولاء[/align]
عندما رفعت "::][ هند ][::" سماعة الهاتف كانت تتوقع أن تسمع ذلك الصوت التي تعودت على سماعه كل ليلة وتنام على ترانيم غرامه
وهمسات أشواقه الدافئة التي كانت تملأ حياتها بألوان الفرح والتفاؤل بغدٍ أفضل
ولكنها تفاجأت بصوتٌ آخر ,,،
أوووه ... إنه صوت صديقتها في الجامعة "::][ سوزان ][::" ولكن الغريب في الأمر ... لماذا تتصل سوزان في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟؟
ما هذا الموضوع الضروري الذي لم تستطيع تأجيله ؟؟
رحبت هند بسوزان مبديه بعض التساؤلات عن سبب هذا الأتصال المفاجئ فبادرتها سوزان بدعوتها لحضور خطبتها
إبتسمت هند فلم يكن أحد يتوقع أن تتزوج سوزان أو تفكر في الإرتباط
فهي فتاة تعشق الحرية بكل معانيها ... فتاة منطلقة تحب السفر الكثير
وتكره الإلتزامات وهذا ما يجعلها متأخرة في سنوات الدراسة
فهاهي هند تخرجت وتوظفت وحصلت على أول ترقية وظيفية ... بينما سوزان لا تزال
تصارع تلك المواد والساعات الدراسية .
وبينما هند شاردة بين هذه الخيالات والذكريات ... فاجأتها سوزان بذكرها إسم الخاطب "::][ عبدالله ][::" زميلنا في الجامعة لتكون أكبر صدمة تلقتها
هند في حياتها ,,، معقولة ؟؟ عبدالله ,,، ؟؟ نعم ... عبدالله ... ألم يخبرك بهذا ؟؟
كنت أعتقد أنكِ مقربةٌ منه وسيخبرك بما بيننا
كانت هذه كلمات سوزان التي بكل حرف منها سم أقوى من الذي قبله ... وأنهت المكالمة وسط وجوم هند التي لم تتفوه بكلمة واحدة
كادت هند أن تُشل من فرط الصدمة وهولها ,،,
عبدالله ؟؟
بالتأكيد إنها تمزح ... بالتأكيد إنها كاذبة ... بالتأكيد هذا مقلب إتفقت هي وعبدالله على أن يفعلونه بي ليتأكد من مقدار محبتي له ... سأتصل به ألآن وسأوبخه على هذه المزحة السخيفة لكي لا يكررها معي مرةً أخرى
كانت هند على علاقة مع عبدالله لفترة إمتدت إلى سبع سنوات ... فمنذ دخولهما للجامعة كانت بينهما نظرات إعجاب متبادلة ... إلى أن صارحها عبدالله بما يحمله من مشاعر حب لها ... وطبعاً رحبت هند بهذا الحب ... كونها تبادله نفس المشاعر وتكن له ذات الإعجاب ,,،
سبع سنوات جمعتهما مليئة بالحب وصخبه وعناده ومغامراته البريئة ... سبع سنوات قضياها عاشقين متيمين ببعض حد الجنون ... لدرجة أن كل من يعرفهما عن قرب يضرب المثل بحبهم الصادق لبعضهما
لم تنسى هند أيام مرضها ودخولها للمستشفى لإجراء عملية جراحية لإستئصال المرارة ... وكيف كانت ترى دموع عبدالله تنسكب خوفاً عليها ... كيف كان يقضي الليالي بجوارها لكي لا تحس بنغزات الألم ... كيف به أن يفعل ذلك ... ؟؟
لا يمكن أن تكون كل تلك المشاعر مجرد كذبة ... سأتصل عليه ألآن لأفهم ما معنى كلام سوزان ؟؟ لابد أن هنالك لبسٌ في الموضوع
إتصلت هند ... ليرن جرس الهاتف مرة وإثنتان وثلاث ... كررت هند المحاولات ... لا أحد يجيب
لم يعتد عبدالله النوم بدون أن يهمس لها "::][ تصبحي على خير ملاكي ][::"
ومع تكرير هند للإتصالات ... أجابها عبدالله ... ولكن لم يكن هو عبدالله ... كان عبدالله آخر ... كان واجمُ جاف اللهجة ... بادرته هند بسؤالها
عبدالله ... أجابها : نعم ؟؟
ما الذي تقوله سوزان ... ؟؟ أصحيح أنك .............. ؟؟
أجابها عبدالله : نعم صحيح ... وكل شيء صحيح ... أرجوكِ هند إنسيني فمصلحتنا تقتضي ذلك ...!!!!
مصلحتنا ... ؟؟ أي مصلحة تتحدث عنها ؟؟!!! مصلحتك أنت وحدك ...!!!
ليخبرها عبدالله أن سوزان أخبرته أنه متى ما تزوجها سيحضى بفرصة إدارة جميع
شركات والدها ... كونها هي الإبنة الوحيدة ... ووالدها لن يرفض لها أي طلب أبداً
كانت تعلم هند أن عبدالله يمر بظروف مادية صعبة ... وأنه المسؤول عن إعالة عائلته ... بما فيها أمه المريضة المحتاجة لعملية مكلفة جداً ... وإخوته الصغار ومصاريف تعليمهم الباهضة ,,،
ولكن لا يعقل أن يبيع قلبه وحبه من أجل منصب في شركة ... هل أصبحت العواطف تشترى بالمال ؟؟ هل كنت رخيصة عند عبدالله لهذه الدرجة ؟؟
أسئلة كثيرة تبادرت لذهن هند التي أغلقت سماعة الهاتف لتفتح صفحة ألم وعذابات لا تنتهي
فحبيبها ومن كانت تحلم بأنه سيصبح زوجها وشريك حياتها وفارس أحلامها ... خدعها وباع حبها بحفنة دراهم ... وصديقتها التي كانت تعلم بكل مابين هند وعبدالله من حب
آثرت خطفه من أجل إرضاء رغبتها في تملك كل ما يعجبها ... كونها إبنة المليونير التي لا تستطيع رؤية شيء بيد غيرها لا تملك هي مثله
آآآآآآه ... كم هو عالم مادي بذيء ... لا يحمل أي قيَّم أو مبادئ ,،,
تذكرت كلام والدها عن المال ... وأنه يستطيع أن يغيّر البشر ونفوسهم ,،,
تذكرت كلام أخيها حينما هم بالسفر تاركاً أرضه وعائلته ... وعندما عاتبته قال لها يا هند هذا الزمن زمن سيطرة المادة "::][ معك قرش تسوى قرش ][::"
هل يعقل أنهم على حق ؟؟ هل يعقل كل ما يحدث لي ألآن ؟؟
مرت الأيام تتلوها أيام ... تغير شكل هند ... لم تعد تلك الزهرة المفعمة بالإحساس وحب الحياة ... أصبحت شاحبة ذابلة ... فاقدة للرغبة في الحياة
على الجانب الآخر كان عبدالله قد تزوج سوزان المستهترة ... التي تزوجته فقط لإرضاء شيءٌ ما بداخلها أو لقهر هند ... تلك الفتاة الناجحة الجميلة
كانت تقول في ذات نفسها يكفي هند ما أخذته مني ... يكفيها نجاحها الدراسي وتخرجها من الجامعة ... حب أصدقئها وصديقاتها لها ... إمتداح الكل لعقليتها وإعجابهم بها ... يكفيها كل ذلك ... أما عبدالله ... فلن أجعلها تحصل عليه ومن له حيله فليحتال
مرت الأيام تتلوها أيام ... والشهور تتلوها شهور ... ليتقدم "::][ محمد ][::" لخطبة هند رئيسها في العمل ،،،
شاب ثلاثيني طموح ... أسس شركته الصغيرة بنفسه ... وكافح لبناءها وتأسيسها ،,,
لم تكن هند ترغب في خوض تجربة الزواج من جديد ... فقد تساوى في نظرها كل الرجال ... ولم تعد ترى سوى خيانة عبدالله لها ... وما أحدثه من تغييرات في حياتها ونفسيتها ,،,
لم ييأس محمد ... كرر المحاولة وتكرر رفضه من قبل هند ... تفهم موقفها ووعدها أنه سينتظرها لتغيّر رأيها فيما بعد
وفي إحدى الليالي الشتويه القارسة البرد ... وبينما كانت هند تقلب أوراق ذكرياتها تحت أضواء الشموع ... والموسيقى الكلاسيكية الهادئة ... ومع إنهمار دموعها البريئة الساخنة ... التي كانت تلهب وجنتيها حتى مع اشتداد الصقيع
أفاقت هند من مسلسل ذكرياتها الموجعة على صوت رنين الهاتف ,،,
رفعت هند السماعة لتفاجأ بصدمة لم تكن في الحسبان ... فقد كان عبدالله هو المتحدث على الخط الثاني
كان عبدالله يبكي بحرقة ... ويطلب من هند مسامحته على كل ما فعله بها ... فلم يكن يدري أن سوزان إتخذته مجرد تسلية عابرة ... لم يكن يدري أنها إستغلت حاجته للمال ... ولم تكن تريده هو لذاته
وقتها أخبرها كيف إنها كانت تتركه وتخرج للسهر وقضاء الليل بأكمله مع أصدقائها
وصديقاتها الماجنات ... أخبرها أنه لم يذق طعم للسعادة مع سوزان
فمنذ أول يوم زواج بينهم ... تفاجئ بتكبرها وتعجرفها وذلها له ... وإنها لم تتزوجه
حباً فيه ... وإنما تزوجته لغرض ما في نفسها ... كان بكاء عبدالله يشتد وكانت هند تستمع له دون أن تنطق شفتاها بكلمة واحدة ،،،
أخبرها كيف أنه في آخر ليلة مع سوزان ... أخبرها أنه لابد أن تراعي أن لها زوج وبيت ولا تخرج ليلياً للسهر ... وأمسكها من ذراعها عند محاولتها الخروج ... وكيف إنها صفعته على وجهه وأخبرته بأنها حرة في كل ما تفعل ... وإنها ستعيده من حيث أتى فقيرٌ معدم ،،،
وأخبرها كيف أن والدها بنفوذه الواسع طلقها منه ... وأجبره على دفع مؤخر الصداق الضخم ... وأنه باع بيتهم في القرية وهو كل ما كانوا يملكونه لدفع هذا المؤخر ،،،
أخبرها بندمه الكبير على أنه تركها ... ترك هند العفيفة ... الرقيقة ... ذات المشاعر المرهفة ... التي أحب فيها براءتها وحياءها ... التي أحب فيها خوفها عليه وعلى مصلحته قبل أي شيء أكثر من نفسها ،،،
أخبرها أنه محتاج جداً لها ... وأنه نادم عن كا ما حدث ... وسيعوضها عن كل ما سببه لها من أسى وحسرة ... وأخبرها عن علمه بمقدار حزنها وتأثرها بكل ما حصل ... وأنه سيغرقها حباً وسيغدق عليها كل مشاعره ... أخبرها أنه مستعد لخطبتها ويريد منها فقط أن تحدد له موعد ليأتي لزيارة والدها ويخطبها منه
أغلقت هند السماعة بعد أن أعطته وعوداً بالتفكير في كل ماحصل وفي كل ما طلبه منها
وبعد يومين إتصلت هند بعبدالله لتخبره أن يأتي يوم الخميس لزيارة والدها لخطبتها منه
كاد عبدالله أن يطير من السعادة والفرح ... فهاهي حبيبة العمر ... رفيقة الليالي الرومانسية والسهر تعود إليه ... ها هو الطير يعود إلى عشه والقلب إلى مستقره
وعلى الموعد حضر عبدالله للقاء والد هند في الموعد المحدد ... ليتفاجأ بحركة غريبة ... ووجود الكثير من السيارات عند بيت هند
صعد عبدالله يجر أقدامه بتثاقل كبير ... فقد كان خائفاً من لقاء هند بعد كل هذه الشهور وبعد التعب والعناء اللذان تسبب بهما لها ... وكل ما فعله بها ،،،
وصل عبدالله إلى شقة هند وطرق الباب ... لتفتح له إحدى الفتيات داعيةً إياه للدخول إلى غرفة الرجال
حيث يتم هناك عقد قرآن الآنسه هند على الأستاذ محمد رئيسها في العمل ،،،
ليتأكد بذلك أن خيانته كان كفيلة بأن حطمت كل إحساس بالحب ... بل وموته في قلب هند ... وتبقى المشاعر المنكسرة رهينة لذكرى أليمة بطلاها لم يجدا سبيلاً للألتقاء ... كونهما على طرفي نقيض ،،،
[align=left]نـــــــهاية //
في بحر الخطايا يغرق الحب وتذبل زهوره
وفي سماء الجحود تنطفئ نجمات الوفاء
وعلى رصيف المشاعر المخنوقة تموت الأمنيات
فمن يزرع نار الخيانة يحصد هشيم الأحاسيس[/align]
[media]http://almobile.maktoob.com/org/uploads/21c06afb18.wma[/media][/align]
"::][ مشـــاعر منكســـرة ][::"
[align=right]بـــداية //
الحب ملهم لكل ما هو شفاف
به تُختصر المسافات ... ويُحال المحال الى جائزٍ وممكن
والإخلاص رديف صدقٌ وطُهر
والمشاعر بتلات أمل بمستقبل حب محفوفٌ بالولاء[/align]
عندما رفعت "::][ هند ][::" سماعة الهاتف كانت تتوقع أن تسمع ذلك الصوت التي تعودت على سماعه كل ليلة وتنام على ترانيم غرامه
وهمسات أشواقه الدافئة التي كانت تملأ حياتها بألوان الفرح والتفاؤل بغدٍ أفضل
ولكنها تفاجأت بصوتٌ آخر ,,،
أوووه ... إنه صوت صديقتها في الجامعة "::][ سوزان ][::" ولكن الغريب في الأمر ... لماذا تتصل سوزان في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟؟
ما هذا الموضوع الضروري الذي لم تستطيع تأجيله ؟؟
رحبت هند بسوزان مبديه بعض التساؤلات عن سبب هذا الأتصال المفاجئ فبادرتها سوزان بدعوتها لحضور خطبتها
إبتسمت هند فلم يكن أحد يتوقع أن تتزوج سوزان أو تفكر في الإرتباط
فهي فتاة تعشق الحرية بكل معانيها ... فتاة منطلقة تحب السفر الكثير
وتكره الإلتزامات وهذا ما يجعلها متأخرة في سنوات الدراسة
فهاهي هند تخرجت وتوظفت وحصلت على أول ترقية وظيفية ... بينما سوزان لا تزال
تصارع تلك المواد والساعات الدراسية .
وبينما هند شاردة بين هذه الخيالات والذكريات ... فاجأتها سوزان بذكرها إسم الخاطب "::][ عبدالله ][::" زميلنا في الجامعة لتكون أكبر صدمة تلقتها
هند في حياتها ,,، معقولة ؟؟ عبدالله ,,، ؟؟ نعم ... عبدالله ... ألم يخبرك بهذا ؟؟
كنت أعتقد أنكِ مقربةٌ منه وسيخبرك بما بيننا
كانت هذه كلمات سوزان التي بكل حرف منها سم أقوى من الذي قبله ... وأنهت المكالمة وسط وجوم هند التي لم تتفوه بكلمة واحدة
كادت هند أن تُشل من فرط الصدمة وهولها ,،,
عبدالله ؟؟
بالتأكيد إنها تمزح ... بالتأكيد إنها كاذبة ... بالتأكيد هذا مقلب إتفقت هي وعبدالله على أن يفعلونه بي ليتأكد من مقدار محبتي له ... سأتصل به ألآن وسأوبخه على هذه المزحة السخيفة لكي لا يكررها معي مرةً أخرى
كانت هند على علاقة مع عبدالله لفترة إمتدت إلى سبع سنوات ... فمنذ دخولهما للجامعة كانت بينهما نظرات إعجاب متبادلة ... إلى أن صارحها عبدالله بما يحمله من مشاعر حب لها ... وطبعاً رحبت هند بهذا الحب ... كونها تبادله نفس المشاعر وتكن له ذات الإعجاب ,,،
سبع سنوات جمعتهما مليئة بالحب وصخبه وعناده ومغامراته البريئة ... سبع سنوات قضياها عاشقين متيمين ببعض حد الجنون ... لدرجة أن كل من يعرفهما عن قرب يضرب المثل بحبهم الصادق لبعضهما
لم تنسى هند أيام مرضها ودخولها للمستشفى لإجراء عملية جراحية لإستئصال المرارة ... وكيف كانت ترى دموع عبدالله تنسكب خوفاً عليها ... كيف كان يقضي الليالي بجوارها لكي لا تحس بنغزات الألم ... كيف به أن يفعل ذلك ... ؟؟
لا يمكن أن تكون كل تلك المشاعر مجرد كذبة ... سأتصل عليه ألآن لأفهم ما معنى كلام سوزان ؟؟ لابد أن هنالك لبسٌ في الموضوع
إتصلت هند ... ليرن جرس الهاتف مرة وإثنتان وثلاث ... كررت هند المحاولات ... لا أحد يجيب
لم يعتد عبدالله النوم بدون أن يهمس لها "::][ تصبحي على خير ملاكي ][::"
ومع تكرير هند للإتصالات ... أجابها عبدالله ... ولكن لم يكن هو عبدالله ... كان عبدالله آخر ... كان واجمُ جاف اللهجة ... بادرته هند بسؤالها
عبدالله ... أجابها : نعم ؟؟
ما الذي تقوله سوزان ... ؟؟ أصحيح أنك .............. ؟؟
أجابها عبدالله : نعم صحيح ... وكل شيء صحيح ... أرجوكِ هند إنسيني فمصلحتنا تقتضي ذلك ...!!!!
مصلحتنا ... ؟؟ أي مصلحة تتحدث عنها ؟؟!!! مصلحتك أنت وحدك ...!!!
ليخبرها عبدالله أن سوزان أخبرته أنه متى ما تزوجها سيحضى بفرصة إدارة جميع
شركات والدها ... كونها هي الإبنة الوحيدة ... ووالدها لن يرفض لها أي طلب أبداً
كانت تعلم هند أن عبدالله يمر بظروف مادية صعبة ... وأنه المسؤول عن إعالة عائلته ... بما فيها أمه المريضة المحتاجة لعملية مكلفة جداً ... وإخوته الصغار ومصاريف تعليمهم الباهضة ,,،
ولكن لا يعقل أن يبيع قلبه وحبه من أجل منصب في شركة ... هل أصبحت العواطف تشترى بالمال ؟؟ هل كنت رخيصة عند عبدالله لهذه الدرجة ؟؟
أسئلة كثيرة تبادرت لذهن هند التي أغلقت سماعة الهاتف لتفتح صفحة ألم وعذابات لا تنتهي
فحبيبها ومن كانت تحلم بأنه سيصبح زوجها وشريك حياتها وفارس أحلامها ... خدعها وباع حبها بحفنة دراهم ... وصديقتها التي كانت تعلم بكل مابين هند وعبدالله من حب
آثرت خطفه من أجل إرضاء رغبتها في تملك كل ما يعجبها ... كونها إبنة المليونير التي لا تستطيع رؤية شيء بيد غيرها لا تملك هي مثله
آآآآآآه ... كم هو عالم مادي بذيء ... لا يحمل أي قيَّم أو مبادئ ,،,
تذكرت كلام والدها عن المال ... وأنه يستطيع أن يغيّر البشر ونفوسهم ,،,
تذكرت كلام أخيها حينما هم بالسفر تاركاً أرضه وعائلته ... وعندما عاتبته قال لها يا هند هذا الزمن زمن سيطرة المادة "::][ معك قرش تسوى قرش ][::"
هل يعقل أنهم على حق ؟؟ هل يعقل كل ما يحدث لي ألآن ؟؟
مرت الأيام تتلوها أيام ... تغير شكل هند ... لم تعد تلك الزهرة المفعمة بالإحساس وحب الحياة ... أصبحت شاحبة ذابلة ... فاقدة للرغبة في الحياة
على الجانب الآخر كان عبدالله قد تزوج سوزان المستهترة ... التي تزوجته فقط لإرضاء شيءٌ ما بداخلها أو لقهر هند ... تلك الفتاة الناجحة الجميلة
كانت تقول في ذات نفسها يكفي هند ما أخذته مني ... يكفيها نجاحها الدراسي وتخرجها من الجامعة ... حب أصدقئها وصديقاتها لها ... إمتداح الكل لعقليتها وإعجابهم بها ... يكفيها كل ذلك ... أما عبدالله ... فلن أجعلها تحصل عليه ومن له حيله فليحتال
مرت الأيام تتلوها أيام ... والشهور تتلوها شهور ... ليتقدم "::][ محمد ][::" لخطبة هند رئيسها في العمل ،،،
شاب ثلاثيني طموح ... أسس شركته الصغيرة بنفسه ... وكافح لبناءها وتأسيسها ،,,
لم تكن هند ترغب في خوض تجربة الزواج من جديد ... فقد تساوى في نظرها كل الرجال ... ولم تعد ترى سوى خيانة عبدالله لها ... وما أحدثه من تغييرات في حياتها ونفسيتها ,،,
لم ييأس محمد ... كرر المحاولة وتكرر رفضه من قبل هند ... تفهم موقفها ووعدها أنه سينتظرها لتغيّر رأيها فيما بعد
وفي إحدى الليالي الشتويه القارسة البرد ... وبينما كانت هند تقلب أوراق ذكرياتها تحت أضواء الشموع ... والموسيقى الكلاسيكية الهادئة ... ومع إنهمار دموعها البريئة الساخنة ... التي كانت تلهب وجنتيها حتى مع اشتداد الصقيع
أفاقت هند من مسلسل ذكرياتها الموجعة على صوت رنين الهاتف ,،,
رفعت هند السماعة لتفاجأ بصدمة لم تكن في الحسبان ... فقد كان عبدالله هو المتحدث على الخط الثاني
كان عبدالله يبكي بحرقة ... ويطلب من هند مسامحته على كل ما فعله بها ... فلم يكن يدري أن سوزان إتخذته مجرد تسلية عابرة ... لم يكن يدري أنها إستغلت حاجته للمال ... ولم تكن تريده هو لذاته
وقتها أخبرها كيف إنها كانت تتركه وتخرج للسهر وقضاء الليل بأكمله مع أصدقائها
وصديقاتها الماجنات ... أخبرها أنه لم يذق طعم للسعادة مع سوزان
فمنذ أول يوم زواج بينهم ... تفاجئ بتكبرها وتعجرفها وذلها له ... وإنها لم تتزوجه
حباً فيه ... وإنما تزوجته لغرض ما في نفسها ... كان بكاء عبدالله يشتد وكانت هند تستمع له دون أن تنطق شفتاها بكلمة واحدة ،،،
أخبرها كيف أنه في آخر ليلة مع سوزان ... أخبرها أنه لابد أن تراعي أن لها زوج وبيت ولا تخرج ليلياً للسهر ... وأمسكها من ذراعها عند محاولتها الخروج ... وكيف إنها صفعته على وجهه وأخبرته بأنها حرة في كل ما تفعل ... وإنها ستعيده من حيث أتى فقيرٌ معدم ،،،
وأخبرها كيف أن والدها بنفوذه الواسع طلقها منه ... وأجبره على دفع مؤخر الصداق الضخم ... وأنه باع بيتهم في القرية وهو كل ما كانوا يملكونه لدفع هذا المؤخر ،،،
أخبرها بندمه الكبير على أنه تركها ... ترك هند العفيفة ... الرقيقة ... ذات المشاعر المرهفة ... التي أحب فيها براءتها وحياءها ... التي أحب فيها خوفها عليه وعلى مصلحته قبل أي شيء أكثر من نفسها ،،،
أخبرها أنه محتاج جداً لها ... وأنه نادم عن كا ما حدث ... وسيعوضها عن كل ما سببه لها من أسى وحسرة ... وأخبرها عن علمه بمقدار حزنها وتأثرها بكل ما حصل ... وأنه سيغرقها حباً وسيغدق عليها كل مشاعره ... أخبرها أنه مستعد لخطبتها ويريد منها فقط أن تحدد له موعد ليأتي لزيارة والدها ويخطبها منه
أغلقت هند السماعة بعد أن أعطته وعوداً بالتفكير في كل ماحصل وفي كل ما طلبه منها
وبعد يومين إتصلت هند بعبدالله لتخبره أن يأتي يوم الخميس لزيارة والدها لخطبتها منه
كاد عبدالله أن يطير من السعادة والفرح ... فهاهي حبيبة العمر ... رفيقة الليالي الرومانسية والسهر تعود إليه ... ها هو الطير يعود إلى عشه والقلب إلى مستقره
وعلى الموعد حضر عبدالله للقاء والد هند في الموعد المحدد ... ليتفاجأ بحركة غريبة ... ووجود الكثير من السيارات عند بيت هند
صعد عبدالله يجر أقدامه بتثاقل كبير ... فقد كان خائفاً من لقاء هند بعد كل هذه الشهور وبعد التعب والعناء اللذان تسبب بهما لها ... وكل ما فعله بها ،،،
وصل عبدالله إلى شقة هند وطرق الباب ... لتفتح له إحدى الفتيات داعيةً إياه للدخول إلى غرفة الرجال
حيث يتم هناك عقد قرآن الآنسه هند على الأستاذ محمد رئيسها في العمل ،،،
ليتأكد بذلك أن خيانته كان كفيلة بأن حطمت كل إحساس بالحب ... بل وموته في قلب هند ... وتبقى المشاعر المنكسرة رهينة لذكرى أليمة بطلاها لم يجدا سبيلاً للألتقاء ... كونهما على طرفي نقيض ،،،
[align=left]نـــــــهاية //
في بحر الخطايا يغرق الحب وتذبل زهوره
وفي سماء الجحود تنطفئ نجمات الوفاء
وعلى رصيف المشاعر المخنوقة تموت الأمنيات
فمن يزرع نار الخيانة يحصد هشيم الأحاسيس[/align]
[media]http://almobile.maktoob.com/org/uploads/21c06afb18.wma[/media][/align]