Follow along with the video below to see how to install our site as a web app on your home screen.
ملاحظة: This feature may not be available in some browsers.
عزيزي العضو
إذا كنت تواجه مشكلة في تسجيل الدخول الى عضويتك فضلا
قم بطلب تغيير كلمة المرور عبر (نسيت كلمة المرور) أو
التواصل معنا عبر أيقونة التواصل في الأسفل او البريد
[email protected]
او من خلال المحادثات على الواتساب عبر الرابط التالي
https://wa.link/bluuun
او مسح الباركود في الصوره
اللبرالية : كلمة لاتينية ، اشتقت من كلمة liber ، التي تعني الحُر ، وغير المقيد بقيود ، وغير الملتزم بأي التزام ، ف ليبر الحر واللبرالية الحرية المطلقة ، غير المقيدة بقيود .
ويعرفها اللبراليون الناطقون بالعربية بقولهم ( حركة وعي اجتماعي سياسي داخل المجتمع، تهدف إلى تحرير الإنسان فردا وجماعة ، من قيود السلطة في السياسة والاقتصاد والثقافة ).
إذن كلمة اللبرالية : كلمة لا تينية تهدف إلى تحقيق التحرر من القيود كلها ، وكثر استعمال الكلمة في أوربا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، وهما قرنا الصراع بين الكنيسة ( السلطة الكهنوتية ) والعلوم المادية والمكتشفات العلمية .
فقد كانت الكنيسة تطارد علماء المادة ومكتشفي خصائصها ، في كل بقاع أوربا ، ولم تكن تسمح لأحد بالخروج عن منهجها ، فحين أتى غاليليو وزميلاه بنظرية كروية الأرض بالأدلة والبراهين المادية ، قامت قيامة الكنيسة ، وطاردت الثلاثة ، فمنهم من فََرَّ ، ومنهم من آثر السلامة ورجع عن نتائجه ، وكذبها ظاهراً ، ومنهم من سلخته الكنيسة ونزعت جلدَه حيا حقيقة وواقعاً .
فالحرية التي أرادها القوم هي الحرية من تسلط الكنيسةعلى الأفكار والمكتشفات ، وإني اجزم في ضوء ما درست من تاريخ الكنيسة وكتابها المقدس ، بأن العلماء وعامة الناس كانوا مضطهدين في أفكارهم ، وفي ممتلكاتهم ، وفي أزواجهم ، وفي أولادهم وبناتهم ، وفي تشريعاتهم وتقنينهم ،حتى فيما يأكلون ويشربون ……. ، اضطهاد له جذور يعود امتدادها إلى أكثر من ألف عام .
وكان هذا الاضطهاد مبنيا على انحراف عقدي ، من أن عيسى احد الأقانيم الثلاثة للإله ، وأنه صاحب الصلاحية المطلقة في الكون ، وأنه وهب تلك الصلاحيات إلى الكنيسة ، فهي وريثة المسيح ، ولها ما كان لعيسى من القداسة والسلطان .
واضطهاد الكنيسة للنصارى تاريخ بكامله ، ولك أن تقرأ تفصيل ذلك عند الكاتب الأمريكي الشهير وِيْلدِ يُوْرَانْت ، في كتابه العالمي الشهير قصة الحضارة ، ذات بضع وثلاثين مجلدا ، وقد خص المجلد الثاني لهذا الغرض .
ربما أَطَلْتُ عليك في المقدمة ، لكنها ضرورية لمعرفة الخلفية التاريخية لمصطلح اللبرالية ، فالغرب أراد التحرر من الكنيسة ، التي ظلمتهم في كل روافد الحياة ، ودخل اليهود في اللعبة ، ولاسيما في الثورة الفرنسية عام (1789م) ، فوسعوا مفهومها ، حتى شمل نقض كل ثابت في الحياة ، بما في ذلك الإله ، والإنسان ، والأفكار، والمعتقدات ، والسلوكيات .
فدارون بنظرية التطور نفى وجود اله خَلَقَ الإنسان ، بل نفى خَلْق الإنسان على هذه الهيئة الإنسانية ، وإنما بِِنْيَتُه هذه مَرتْ بالعديد من المراحل في نظره ، فلم يكن الإنسان إنسانا في تلك المراحل ، وإنه يجب التحرر من أن الله خلق الإنسان . وفُرُوْئِدْ هز ثوابت ممارسة الجنس ، واَوْهَمَ للأوربيين أن العقد النفسية تنشأ من الكبت الجنسي ، ووَضْعِ القيود الشرعية على ممارسته ، كتحريم ممارسة الجنس مع الأم ، أو مع الأخت ،أو مع البنت …….. ، وأن التحرر من هذه القيود يحرر الإنسان من العقد النفسية .
وهِنْرِىْ بَرْجِسُوْن صاحب النظرية الأخلاقية المُعَيَّنة ، جزم بأن الإله وَهْمٌ أختلقته المجتمعات البشرية ، لإيهام الفرد المتمرد على التشريعات الاجتماعية ، وانه الحارس الأمين يعاقب من ينتهكها ، يجب على البشرية التحرر من وَهْمِ الإله ومعاقبته .
وكارل ماركس أتى بالنظرية الشيوعية التي تنفى الملكية الفردية ، وتتبني الملكية الجماعية ، فليس لك حق في تملك السيارة مثلا ، بل لك حق الركوب فحسب ، فتركبها حتى تصل إلى المكان المطلوب ، ثم تتركها ليركبها غيرك ، كل ذلك تحقيقا للحرية الجماعية وإرادة الناس أجمعين ، ونفياً للقيود المفروضة على الاقتصاد وحصر السلعة في يد معينة ، أضف إلى ذلك إباحة الربا والاحتكار والغش والتدليس ، بل كل الموبقات الاقتصادية المحرمة .
فاللبرالية الغربية تعنى حق الفرد في الحياة كما يريد ، دون التقيد بأي قيد أو شرط ، ويعبرون عن ذلك بقولهم : دَعْه يفعل ما يشاء ، ويَمُر من حيث يريد ، ولا شك أن هذه المطالبة جاءت للتحرر من قيود الكنيسة ، التي حرفت الإنجيل ، وأخرجته من وحي الهي إلى كلام بشري ،وسيكون مقالي التالي في ابرز القضايا التي تمثل وتد الخيمة في الفكر اللبرالي .
سبق في المقال الماضي أن عرفتك باللبرالية وخلفيتها التاريخية ولا استطيع حصر القضايا اللبرالية لأنها تشمل كل أحداث الحياة من غير استثناء ولكن على حد المثل ما لا يدرك كله لا يترك جله وإليك الآن بعض القضايا البارزة التي تُعَدُّ من صميم الفكر اللبرالي .
.لبرالية الاقتصاد : تحريم الربا موضع اتفاق بين الأديان الإلهية كلها ، منها الديانة النصرانية ، ودخلت اللبرالية إلى الاقتصاد فأباحت الربا ، بجميع أشكاله وأنواعه ، واختَرَعَتْ له أنواعا إضافية ، عما يعرفه علماء الإسلام – ربا الفضل وربا النسيئة – وأوجدت له أسماء تُبْعِدُ عنه الشبهة ،كتسميته بالفوائد البنكية ، وكتسميته أجوراً وأتعاباً ، وكتسميته عمولة ، في استعمال البطاقات الائتمانية ، إذا تأخر صاحبها عن التسديد المستحق .
بما أن اللبرالية تعنى أن يعيش الفردُ الحياةَ كما يريد ، ويتكسب بالطرق التي يراها مناسبة ، فلا مانع من الاحتكار لرفع سعر السلعة ، ولا مانع من الغش والتدليس ، ولعل أفضل المباح لدى اللبراليين ، أن يفتح الإنسان مكتبا يبيع فيه الشهادات العلمية ، وتجد ذلك ميسور الطلب ، فكم من حالة رفعت إلى القضاء البريطاني ، مُنِحَتْ فيها الشهاداتُ مقابل المال . فمن منطلق لبرالية الاقتصاد ، تجد العديد من الدول تمنح رخصة فتح محل للدعارة ، مقابل دفع الرسوم الاقتصادية ، التي فرضتها الدولة ، لمثل هذا النشاط الاقتصادي ، فقد كانت مصر أكثر لبرالية في هذا الباب أيام الحكم الفرنسي ، فقد طالب السيد رشيد رضا في إحدى مقالاته في مجلة المنار ، بأن على الدولة أن تُجري كشفا على المومسات وبيوت الدعارة ، خوفا من أن يكن مصابات بالأمراض المعدية .
كثر النقد للنظام الرأسمالي ، وكرهه الناس ، ولا يذكرونه إلا بمقت ، لأنه يمتص دماء الفقراء وذوي الحاجة الملحة ، وأنه شبيه بِِقَرَادِ البَقَر والغنم ، فقدم الغرب البديل باسم عولمة الاقتصاد ، ومنظمة التجارة العالمية . وتقوم الدعاية لهذين العفريتين على أن السلع إذا تُبُودِلَتْ في كل دول العالم ، سيصل الرخيص الجيد إلى كل البشر ، وان البشرية ستتمتع برخاء اقتصادي لم تشهده طول تاريخها ، إلى آخر الكلام المعسول نظريا . إلا أن الواقع العملي خلاف ذلك ، فقد تسلط الغلاء على كل دولة من دول العالم الثالث ، وتجد نسبة غلاء الأسعار قد وصلت في بعض دوله إلى 300% ، في المواد الأساسية للمعيشة ، كالرز والحنطة وزيت الطبخ وحليب الأطفال والسكر ……….. .لبرالية الحكم : دَقَّ الشعبُ الأوربي آخر إسْفِيْنِه في نعش الكنيسة ، في الثورة الفرنسية ، وعزلها عن التدخل في حياته ، وأصبحت محصورة في ساعة محدودة ، يرتادها بعض العجائز يوم الأحد ، لإشباع رغباتهم العتيقة ، كما هدمت الثورة سلطات الإقطاع والإقطاعيين ، الذين كانوا يملكون قطاعات واسعة من الأراضي ، يكون العاملون فيها عبيداً للأرض وإماءً ، فكان هاتان هما سلطتا الحكم في أوربا آنذاك . طالب الشعب باللبرالية في الحكم ، فقدمت إليه حرية اختيار الحاكم ، في صورة النظام الديمقراطي ، الذي يتصور فيه الشعب بأنه أختار حاكمه بحرية تامة ، بينما الواقع العملي خلاف ذلك ، فقد شُحِنَ عقله وهُيِّئَي رأيُه عن طريق وسائل الإعلام ، من الصحيفة اليومية والأسبوعية ، والمجلة الشهرية والراديو، والتلفزيون والانترنت ، لاختيار فلان دون فلان . كل ذلك جهز هذا المسكين ليُدلي بصوته لفلان دون فلان ، فهو في الواقع لم يختر وإنما اختير له فاختاره . أضف إلى ذلك أن نسبة المشاركة في التصويت لا تتجاوز 64% ، في الأعم الأغلب في العالم كله ، بل تصل في بعض الأحيان إلى 21% ، كما حدثت في الانتخابات الأخيرة في مصر، فهل هذه لبرالية ؟ في اختيار الحاكم ؟ ويلعب المال الدور الرئيسي في الاختيار، فهل اللبرالي لبرالي مع وجود هذه العواصف العاتية ؟ .
.لبرالية الأفكار والمعتقدات :
بما أن الحرية هي الأساس في النظرية اللبرالية ، فمن حق اللبرالي أن يختار من الأفكار ما تتناسب مع ميوله ، فلا يُسَلَّط عليه فكرٌ أو عقيدة ، وله حق التعبير بالوسائل التي يراها مناسبة ، وله حق البحث عن معنى ما اعتنقه وفق قناعاته الشخصية ، لا ما يُفْرَض عليه من الوالدين أو الأسرة أو المجتمع ……….. ، لا شك أنها حرية بهيمية ، لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا ، تقود الإنسان إلى الفردية والانعزالية ، لا يعرف إلا نفسه ، لا يملك مكاناً في صدره لغيره . وإليك بعض ما يترتب على لبرالية الأفكار والمعتقدات في الحياة الإسلامية : 1/ وجود الله :
وجود الله أمر مُسَلَّمٌ لدى البشرية جمعاء , لا تعرف البشرية في تاريخها الطويل إنكار وجود الله ، وما ذكر القرآن عن الدهريين في سورة الدهر، يجزم باعتراف هؤلاء بوجوده سبحانه ، وإنما ينكرون قدرته على إعادة الجثث البالية ، إلى الحياة من جديد . ولا تعرف البشرية إنكار وجود الله إلا من النظرية الشيوعية التي ينص دستورها (( لا إله والحياة مادة )) ، وعُمْرُ هذه النظرية لا يتجاوز تسعين عاماً ، وقد انقرضت مع انقراض الاتحاد السوفيتي ، أو آخذة في الانقراض والاضمحلال . وفي ضوء الحرية اللبرالية ، لا مانع من أن ينكر المسلم وجود الله ، ويعلن بملء فيه بأنه خرافة ، اختلقه الأقوياء للتسلط على الضعفاء ، أو اختلقه رجال الدين لإخضاع البسطاء ، كما يقول هنري برجسون ، وكم من لبرالي عربي سب الله و شتمه في المواقع على شبكة انترنت . 2/ أداء العبادات :
أداء العبادات هو المفر الآمن لمشكلات الحياة ، وكان عليه الصلاة والسلام يهرع إليها متى حلت به مشكلة من المشكلات ، وأهم ذلك الصلاة ، وكان يقول لبلال (( أرحنا بها يا بلال )) ومثل ذلك الزكاة ، فإنها وسيلة اتصال الأغنياء بالفقراء ، والكشف عن الحاجة والعوز في أفراد المجتمع ، ومثل ذلك الصوم فإنه يشعر الغني بلدغات الفقر والجوع .. … ، ومثل ذلك الحج فإنه تجمع عالمي يتدارس فيه المسلمون أحوال بلدانهم ، ويقدمون الحلول المناسبة للمشكلات التي تعتريهم . وأما اللبرالي فهو بعيد كل البعد عن هذه المعاني ، فإن فَهْمَه ينحصر في حياته الخاصة ، وسعادته تنحصر في جوانحه ،لا يَهُمُّه إن عاش غيره أو مات بسبب جوع أو حاجة ، لذلك نجد اللبرالي في حِلٍ من أمره لا يهمه من العبادات شيء ، فإن صلى لا يلزم أن تكون صلاته كصلاة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهكذا بقية عباداته ، فهو حر في تشكيلها ، كما هو حر في أدائها أو الامتناع عنها ، لأن محور حياته هو الحرية ، وعدم الخضوع لأحد .
3/ المطالبة بإلغاء الأحكام الشرعية :
فحين يلبي اللبرالي رغبات نفسه ، فيصبح مسيحيا بعد أن كان مسلما ، فسيطالب السلطات المسلمة ، التشريعية والقضائية بإلغاء عقوبة الرِدَّة ، وحين يرتكب الفحشاء فسيطالب السلطتين ، بإلغاء عقوبة الرجم أو الجلد ، وحين يسرق سيطالب بإلغاء عقوبة القطع ، وهكذا بقية العقوبات ، فهي عُرْضَة للمطالبة بالإلغاء من كل لبرالي ، أو إيقاف تنفيذها على أقل تقدير .
فاللبرالية لا تتفق مع الإسلام ، لأن الإسلام يعني التقيد بقيود الشرع ، واللبرالية تعني إلغاء القيود ، فالشرع يأمر بالاستنجاء باليسار، واللبرالية لا تتقيد بهذا القيد ، فالتقيد والتحرر أمران متضادان ، لا يجتمعان في شيء واحد . أضف إلى ذلك أن اللبرالية مصطلح غربي ، ولكل مصطلح خلفيته الفكرية ، لا يمكنه الانفكاك عنها ، فمن يتصور الجمع بين اللبرالية والإسلام ، فهو بمثابة من يجمع بين الليل والنهار ، أو الماء والنار، فوجود أحدهما ينفي الآخر . وأختم حديثي بأن اللبرالية وجدت في الغرب في ظروف معينة ، وقد ذكرت بعضها في مقدمة المقال ، من أعظمها : أنها وجدت ضد ديانة لعبت الأيدي في كتابها ، ولم يعد كتابا إلهيا مقدسا على الإطلاق ، ولا وجود لمثل تلك الظروف لدى المسلمين ، فلا مكانة للبرالية عند من ينطق بشهادة التوحيد . وأما الحجر على الحريات في بعض البلدان الإسلامية ، والإساءة إلى حقوق الإنسان في بعض جوانبها ، فلا يعالج باستيراد اللبرالية ، لأن قوالب اللبرالية لا تنسجم مع الإسلام , بل تُعَالج تلك الممارسات الخاطئة في ضوء شرع الله ، الذي وصفه مُنْزِلُه بقوله (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) اللهم أهد ضال المسلمين ، واعده إلى شرعك المبين ، إنك قادر حكيم .
كتبه : المشرف على موقع صوت الحق د/ خادم حسين إلهي بخش
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .................... أما بعد،،، فإن من هزال الدعاوى والنداءات زعم طائفة من المنافقين وبعض من اغتر بهم من جهال المسلمين من أن الإسلام لا ينافي الليبرالية ، وواقع قول هؤلاء إن الإسلام لا ينافي الكفر به ، وهل يصح هذا عند أحد من العقلاء . وإليك البرهان على أن الليبرالية ضد للإسلام لا تجتمع معه ألبته . وهذا بعد معرفة لليبرالية لأن الحكم عن الشيء فرع عن تصوره وخلاصتها أنها قائمة على مبدأ الحرية المطلقة ما لم تتعد إلى حرية الآخرين ، إليك الأدلة على أنها كفر وخروج من الملة: الدليل الأول/ دعوى الليبرالية الحرية المطلقة تنافي ما أقامه دين الإسلام بدلالة القرآن والسنة من أن المخلوقين عباد لله ، والعبد ليس حراً بل مقيد بما يريده سيده ، وبما أتاح له من حرية ، فبين سبحانه أنه خلق بني آدم لحكمة بالغة وهي عبادته فقال ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ثم أمرهم بالاستمرار على عبادته حتى الممات فقال ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) وكل الرسل جاءت لتدعوا الناس إلى أن يكونوا عباداً لله فقال تعالى ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) وبين سبحانه أنه لم يظلم أحداً من خلقه لا من الملائكة ولا الجان ولا ابن آدم وسمى الجميع عباداً له فقال ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) وقال في موضعين من كتابه ( ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) فإذا تبين أننا عبيد لله فنحن لسنا أحراراً على الإطلاق بل حريتنا مقيدة بما يريده سيدنا وربنا سبحانه ، وهذا يتنافى مع مبدأ الليبرالية ، فمن دعا إلى الليبرالية وانتسب إليها فهو ما بين أن يخلع لباس الإسلام ويلبس لباس الليبرالية أو يخلع لباسها ويتزين بلباس الإسلام . الدليل الثاني/ كل دليل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو ينافي الليبرالية من كل وجه كما قال تعالى ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) وقال تعالى ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) وقال ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) وذلك أن مبدأ الليبرالية الكفري قائم على الحرية ومبدأ النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الإسلامي يخالف هذا ويقيد الحرية بما جاءت به الشريعة ، فعلى مبدأ الليبرالية الكفرية للإنسان حريته في شرب الخمر وهذا مخالف لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعارض له لأنه يمنع الإنسان المسلم من شرب الخمر باسم إنكار المنكر . فكل ليبرالي كافر بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن كفر ببعض ما جاءت به الشريعة فهو كافر بها كلها كما قال تعالى ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ) الدليل الثالث/ كل دليل دال على إقامة الحدود ينافي مبدأ الليبرالية الكفرية ، فقد أمر الله بجلد الزاني غير المحض ولو تراضيا فقال تعالى ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ) والليبرالية الكفرية تقول: إذا تراضى الطرفان فدعوهما فهما أحرار فالليبرالية والإسلام ضدان لا يجتمعان . الدليل الرابع/ كل دليل يدل على حرمة الربا يدل على بطلان الليبرالية الكفرية وقال تعالى عن المرابين ( فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) وقال ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا )
والليبرالية الكفرية تقول: إن الربا إذا كان برضا الطرفين فجائز ولاشيء فيه . وهذا مناف للإسلام لا يجتمع معه ألبته .. إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة الدالة على كفر الليبرالية.
فإذا كانت كذلك فكل من تبناها ودعا إليها فهو كافر بعد قيام الحجة عليه . وإن لليبراليين طرقاً يمررون بها باطلهم وإليك بعضها باختصار : الطريقة الأولى: رد الأحاديث النبوية التي تخالف هواهم بحجة أن هناك أحاديث ضعيفة فكلما أوردت عليهم حديثاً صحيحاً ولو اتفق عليه البخاري ومسلم ردوه بحجة أنه يوجد في البخاري ومسلم أحاديث ضعيفة . وهذا لو سلم به فليس مسوغاً لرد كل حديث يخالف أهواءهم من أوجه: الوجه الأول/ أن المميزين بين الحديث الضعيف والصحيح هم أهل التخصص والعلم بالحديث ، ومن احترام التخصص أن يوكل الأمر إلى أهله وإلا لأصبح الأمر فوضى، فكما لا يرضى بكلام معماري غير عارف بالطب في الطب فكذلك لا يقبل كلام غير المحدثين في الأحاديث قبولاً ورداً . الوجه الثاني/ إن واقع صنيع هؤلاء جعل أهوائهم هي الحكم والفيصل ، فما وافق أهواءهم قبلوه وما لا ردوه ، لذا تراه يشكك في حديث أخرجه السبعة أو الشيخان بينما قد يحتج بحديث موضوع مكذوب بما أنه يوافق هواه . وحقيقة فعلهم رد السنة وإنكارها لكن القوم لا يجسرون وعن التصريح بهذا الأمر يجبنون . الطريقة الثانية: المبالغة في مدلول ما خرج الإمام مسلم عن عائشة وأنس -رضي الله عنهما- أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :" أنتم أعلم بأمور دنياكم " ومناسبة هذا الحديث ما أخرج مسلم عن طلحة بن عبيد الله قال:مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رءوس النخل فقال (ما يصنع هؤلاء) فقالوا: يلقحونه يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أظن يغني ذلك شيئاً) قال: فأخبروا بذلك فتركوه فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال (إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه فإني إنما ظننت ظناً فلا تؤاخذوني بالظن ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به فإني لن أكذب على الله عز وجل) . فكلما أوردت على أحد اللبراليين حديثاً يخالف أهواءهم قالوا: قد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" أنتم أعلم بأمور دنياكم " فعزلوا الشريعة عن الحياة بهذا الحديث ، ولو تأملوا - لو كانوا للحق طالبين - لعلموا أن المراد بهذا الحديث ما حكم فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بالظن لأنه قال: (ما أظن يغني ذلك شيئاً)" لا مطلق حكمه صلى الله عليه وسلم ، وليس من هذا قوله فيما أخرج البخاري من حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - :" لا يفلح قوم ولوا أمرهم إلى امرأة " ولا قوله فيما أخرج الشيخان عن ابن عباس :" لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم " ولا قوله فيما خرج مسلم عن حذيفة :" اسمع وأطع للأمير وإن جلد ظهرك وأخذ مالك " وهكذا .. لأنه جزم بهذه الأحاديث ولم يذكرها على وجه الظن . وكم يضيق عليهم الخناق إذا أوردت عليهم آيات قرآنية تخالف أهواءهم وتدل على أن الشريعة تحكم الحياة كقوله تعالى ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) وقوله ( وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى ) فهم لا يستطيعون تضعيف هذه الآية والتشكيك في صحتها ولو فعلوا لبانت حقيقة أمرهم عند المسلمين أجمعين ، لذا يحاولون التشكيك في دلالتها بتأويلات سامجة يلوح منها الكذب المكشوف عند كل ذي بصيرة مما لا يدع شكاً أنهم يكذبون بها لكن لمثل هذه التأويلات يسترون سوءتهم بغير ساتر . الطريقة الثالثة: استغلال أخطاء بعض من ظاهرهم التدين للطعن في الدين وثوابته . وهذا خطأ كبير فالشريعة نفسها بينت أن هناك من يظهر بصورة التدين وهو مخالف للشريعة
كما وضح ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوارج عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مع صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مع صِيَامِهِمْ وَعَمَلَكُمْ مع عَمَلِهِمْ ويقرؤون الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ من الدِّينِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ من الرَّمِيَّةِ يَنْظُرُ في النَّصْلِ فلا يَرَى شيئا وَيَنْظُرُ في الْقِدْحِ فلا يَرَى شيئا وَيَنْظُرُ في الرِّيشِ فلا يَرَى شيئا وَيَتَمَارَى في الْفُوقِ ) متفق عليه.
فالواجب أن يبين خطأ المخطئ بالدليل الشرعي أولاً لا بالأهواء ، وثانياً أن يقبل الحق الموافق للدليل الشرعي . الطريق الرابعة : كثيراً ما يردد الليبراليون ذم الأحادية في التوجه ويطالبوننا ألا نكون في أمورنا ما بين أبيض وأسود ، وصنيعهم هذا هو من لبس الحق بالباطل ، وذلك أن من الأمور الدينية ما نقطع به لأن الله قطع به في كتابه أو رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته كمثل إنكار المنكر على من فعله ولو باليد لمن كان مخولاً وذا قدرة ، وعدم تولية المرأة ، وإعطائها النصف من ميراث الرجل وألا تخضع بقولها للرجال وهكذا .. وما لم يأت من الله ولا من رسوله صلى الله عليه وسلم بدلالة قطعية وتنازع فيه أهل العلم نزاعاً معتبراً فلسنا فيه أحادي التوجه ولا ما بين أبيض وأسود كمثل القول بنقض الوضوء من مس الذكر وهكذا ... وهذا كله لأنا عبيد لله لا يصح لنا أن نخرج عما أراد ورسمه من شرعه . وأخيراً أنبه على أمرين : الأمر الأول/ إن مما يؤلم أن بعض من يسمون بالإسلاميين-إن صحة التسمية- شابهوا الليبراليين في كثير من فعالهم فدعا إلى عدم عداء الكفار وأهل البدع، وعدم الغيرة على التوحيد والسنة، وإلى خروج المرأة ومشاركته في القضاء وتوليها المناصب، وإلى الديمقراطية وهكذا ... ومن أمثال هؤلاء محمد عمارة وفهمي هويدي ويوسف القرضاوي ومحمد حسن الددو وليس سلمان العودة وعوض القرني عنهم ببعيد . الأمر الثاني/ أن من ينكر السنة بحجة الاستغناء بالقرآن كالقرآنيين واقع حالهم تكذيب بالقرآن والشريعة ، وذلك من أوجه إليكها باختصار : 1/ أن الله أمر بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في نحو من أربعين موضعاً فكيف يتحقق هذا مع الزعم أن القرآن كافٍ دون السنة فهو ما بين أن يأتمر بأمر القرآن ويرجع عن رأيه القرآني أو أن يُصر فيكذب حتى بالقرآن . 2/ أن من ينكر السنة كيف يعرف عدد صلوات كل فرض وعدد ركعاته وواجباته إلخ .. ويقال مثل هذا في الزكاة والصيام والحج إلى آخر ما يلزم على دعواهم الباطلة الكافرة بالقرآن والسنة ، أسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.