امير بكلمتي
مشرف قسم
قصة ريم محمد عمر نهاري شهيدة حريق جدة، تتماهى تماماً مع قصة الباكستاني فرمان شهيد السيول. فقدر "عروس البحر" أن يكون لها في كل كارثة ومأساة، بطل يضحي بنفسه لينقذ الآخرين. فقبل 3 سنوات وفي شهر ذي الحجة، قضى فرمان غرقاً بعدما أنقذ 14 شخصاً، وبالأمس قضت ريم معلمة التربية الإسلامية ذات الـ 25 ربيعاً، حرقاً بعدما أنقذت "براعم الوطن" من النار التي التهمتها.
وما كادت ريم تطمئن إلى إتمامها المهمة التي انتدبت نفسها لها وإيصال تلميذات الروضة إلى الأمان، حتى أعياها التعب وتسقط فلا تخرج من ذاك الحريق، مخلفة في قلوب محبيها من أفراد أسرتها وزميلاتها وتلامذتها ألف حرقة وحرقة.
مدينة البطولات عبارة أطلقها أحدهم على جدة بعد أن سطرت مآسيها أروع الأمثلة في سجلات الشرف والبطولة، من كارثة إلى أخرى يثبت رحم العروس أنه لا يحبل إلا بالعظماء، معدن أهلها لم يخرج عن المثل الحجازي القديم الذي يردده سكانها على الدوام في سيمفونية لا تخلو من الشجاعة والإقدام "جدة أم الرخاء والشدة" مثل نادر يحكي قصة معدن أن لم يجلى بالماء زادته النار لمعاناً وبريقا.
وما بين فرمان خان الباكستاني وبين ريم النهاري معلمة الدين في مدرسة براعم الوطن، وهي الشابة التي لم يتجاوز عمرها الخامسة والعشرين ربيعاً؛ تشابهت ملامح البطولة، وقصة التضحية، وعنصرا المدينة والشهر.
ففي جدة وفي شهر ذي الحجة، قبل ثلاثة أعوام، كان البطل "فرمان" ذلك الرجل الذي فضل البقاء في قلب الخطر لإنقاذ كثير من الناس الذين كادوا يذهبون ضحايا لكارثة جدة الأولى، مفضلاً الإنقاذ على الهرب بنفسه، لتكون نهايته الغرق شهيدا بعد أن أنقذ أرواحاً عديدة من ذلك الغرق.
وفي جدة أيضاً، وفي الشهر ذاته، أتت ريم فأحبت أن تمضي على خطى سبقها عليها الشهيد "فرمان"، رافضة هي الأخرى التخلي عن واجبها ومبدئها مقابل السلامة بنفسها، ومغلبة التضحية على النجاة، لتصارع الحريق الذي اشتعل في مدرستها "براعم الوطن" في محاولة منها لإنقاذ طالبات مرحلة الروضة، حتى تمكنت من نقلهن واحدة تلو الأخرى بعيدا عن مكمن الخطر. وبعد أن أنهت مهمتها البطولية، سقطت ريم، حيث أعياها التعب، دون أن تخرج من ذلك الحريق.
ابنة النهاري، سردت للعالم حكاية بطولة امرأة سعودية تجيد فن التضحية والإيثار، ريم التي لم تطاردها يوماً عدسات مصوري الإعلام الخاص بالمشاهير "الباباراتزي" لم تجد اللعب على وتر البحث عن الشهرة، إلا أن منزل ذويها، الذي أصبح مزاراً، وحكايات صديقاتها اللاتي تتسابق عليها وسائل الإعلام، وشهود عيان الحادث الذين شهدوا ببطولتها، كل ذلك كان كافياً لجعلها نجمة تتصاغر أمامها حتى جائزة نوبل للسلام.
لم يكن الاحتفاء بقصة الشهيدة ريم محلياً وحسب؛ بل تعدى ذلك ليصل إلى وسائل الإعلام العربية وتجاوزها إلى شبكات التلفزة العالمية التي أظهرت قصة ريم واصفة إياها بـ"امرأة من حديد".
غيب الموت "ريم" إلا أنها ستبقى قصة راسخة في بيوت جدة، وفي أذهان من سمعوا بها، وفي قلوب تلك الصغيرات اللاتي أنقذتهن من حرارة الموت.
مواقع التواصل الاجتماعي، هي الأخرى، احتفت بقصة النهاري، عبر مزيج من التعزية والفخر والإشادة، حتى أصبحت أسطورة يتحدث عنها الجميع رغم صمتها.
يتساءل المشاركون في تلك المواقع عن كيفية التكريم الذي يليق بتضحية ريم، يتداولون الأسئلة بإحساس المدين لتلك الشهيدة: هل ستكرم ريم بعد مرور عام من الكارثة؟ وما طبيعة التكريم الذي تستحقه هذه البطلة؟.
أنهت قصة ريم قول كل فصيح، كما يقول المشاركون بالمواقع الاجتماعية، وأبطلت تلك الدراسات المغرضة مجهولة المصدر التي تظهر بين الفينة والأخرى التي تتحدث عن المرأة السعودية وتصفها "بالميل إلى الدعة" وعدم تحمل المسؤولية والهرولة وراء الأزياء وعمليات التجميل.
وما كادت ريم تطمئن إلى إتمامها المهمة التي انتدبت نفسها لها وإيصال تلميذات الروضة إلى الأمان، حتى أعياها التعب وتسقط فلا تخرج من ذاك الحريق، مخلفة في قلوب محبيها من أفراد أسرتها وزميلاتها وتلامذتها ألف حرقة وحرقة.
مدينة البطولات عبارة أطلقها أحدهم على جدة بعد أن سطرت مآسيها أروع الأمثلة في سجلات الشرف والبطولة، من كارثة إلى أخرى يثبت رحم العروس أنه لا يحبل إلا بالعظماء، معدن أهلها لم يخرج عن المثل الحجازي القديم الذي يردده سكانها على الدوام في سيمفونية لا تخلو من الشجاعة والإقدام "جدة أم الرخاء والشدة" مثل نادر يحكي قصة معدن أن لم يجلى بالماء زادته النار لمعاناً وبريقا.
وما بين فرمان خان الباكستاني وبين ريم النهاري معلمة الدين في مدرسة براعم الوطن، وهي الشابة التي لم يتجاوز عمرها الخامسة والعشرين ربيعاً؛ تشابهت ملامح البطولة، وقصة التضحية، وعنصرا المدينة والشهر.
ففي جدة وفي شهر ذي الحجة، قبل ثلاثة أعوام، كان البطل "فرمان" ذلك الرجل الذي فضل البقاء في قلب الخطر لإنقاذ كثير من الناس الذين كادوا يذهبون ضحايا لكارثة جدة الأولى، مفضلاً الإنقاذ على الهرب بنفسه، لتكون نهايته الغرق شهيدا بعد أن أنقذ أرواحاً عديدة من ذلك الغرق.
وفي جدة أيضاً، وفي الشهر ذاته، أتت ريم فأحبت أن تمضي على خطى سبقها عليها الشهيد "فرمان"، رافضة هي الأخرى التخلي عن واجبها ومبدئها مقابل السلامة بنفسها، ومغلبة التضحية على النجاة، لتصارع الحريق الذي اشتعل في مدرستها "براعم الوطن" في محاولة منها لإنقاذ طالبات مرحلة الروضة، حتى تمكنت من نقلهن واحدة تلو الأخرى بعيدا عن مكمن الخطر. وبعد أن أنهت مهمتها البطولية، سقطت ريم، حيث أعياها التعب، دون أن تخرج من ذلك الحريق.
ابنة النهاري، سردت للعالم حكاية بطولة امرأة سعودية تجيد فن التضحية والإيثار، ريم التي لم تطاردها يوماً عدسات مصوري الإعلام الخاص بالمشاهير "الباباراتزي" لم تجد اللعب على وتر البحث عن الشهرة، إلا أن منزل ذويها، الذي أصبح مزاراً، وحكايات صديقاتها اللاتي تتسابق عليها وسائل الإعلام، وشهود عيان الحادث الذين شهدوا ببطولتها، كل ذلك كان كافياً لجعلها نجمة تتصاغر أمامها حتى جائزة نوبل للسلام.
لم يكن الاحتفاء بقصة الشهيدة ريم محلياً وحسب؛ بل تعدى ذلك ليصل إلى وسائل الإعلام العربية وتجاوزها إلى شبكات التلفزة العالمية التي أظهرت قصة ريم واصفة إياها بـ"امرأة من حديد".
غيب الموت "ريم" إلا أنها ستبقى قصة راسخة في بيوت جدة، وفي أذهان من سمعوا بها، وفي قلوب تلك الصغيرات اللاتي أنقذتهن من حرارة الموت.
مواقع التواصل الاجتماعي، هي الأخرى، احتفت بقصة النهاري، عبر مزيج من التعزية والفخر والإشادة، حتى أصبحت أسطورة يتحدث عنها الجميع رغم صمتها.
يتساءل المشاركون في تلك المواقع عن كيفية التكريم الذي يليق بتضحية ريم، يتداولون الأسئلة بإحساس المدين لتلك الشهيدة: هل ستكرم ريم بعد مرور عام من الكارثة؟ وما طبيعة التكريم الذي تستحقه هذه البطلة؟.
أنهت قصة ريم قول كل فصيح، كما يقول المشاركون بالمواقع الاجتماعية، وأبطلت تلك الدراسات المغرضة مجهولة المصدر التي تظهر بين الفينة والأخرى التي تتحدث عن المرأة السعودية وتصفها "بالميل إلى الدعة" وعدم تحمل المسؤولية والهرولة وراء الأزياء وعمليات التجميل.