شمعة الاحزان
مجروحه
بعض هذه القصص قد تكون مكذوبة على الاشخاص الحقيقيين لذا وجب التنويه
كان عند أحـد رجال البادية خادمه ولها طفل صغير وفي أحد الأيام عادت الخادمة من المرعى لغرض ما! طبعا في غير موعدها ؛ فوجـدت في البيت رجـلاً عند زوجـة مخـدومـهـا في حالة غير شرعية فعـادت أدراجـهـا مـسـرعـة ، إلا أن الزوجة اعــتقدت أن الخادمة سـوف تخــبر زوجـها بالأمر.
فلمّا عاد زوجـها ألحـت عليه أن يبيع الخادمة وتحـجّـجـت بحيلتها بأنها لم تعد تنفع للعمـل، فقال جهزي الناقة للرحيل فسـرى الرجـل لـيلاً بالخادمة ليبيعـهـا صـباح اليوم التالي وأبقى على ولـدها عـند زوجـته، والخادمة في صـدمه لا تعرف ما هو ذنبها؟!
وفي أحد الأودية جلس ليأخذ قليل من الراحة وهي جالسه رأت البرق اهتاضت وقالت:
كـريـم يـا بـرقٍ عــقـبـنـا عـلى اهــلــنــا جــــعــلـه عـــلـــى دار الــغريـر يـلـوح
لا عـوّد الـلــه نـكســـتـي مــن رعــيْـتـي يـومٍ نــكــسـت ابــغـي غــــدا وصـبـوح
ما يـســتوي طــفــلـيـن طـفـلٍ عـلى امّــه وطفــلٍ يـعــــــاجـي مـــا بــقـالــــه روح
وما يـستــوي غــرســيـن غرس مهـمّــل وغــــرسٍ عــلــى عـــيـــدٍ ومــاه يـفـوح
ولا يـسـتــوي رجـلـيـن رجـل على الشـقـا ورجــلٍ عـلـى جــال الــفــراش ســدوح
يـا ويـلـنـا مــن طـــبّــة الـسـوق بــاكـــر هـــــذا يـــــســاومـــنــي وذاك يــــروح
ففهـم الرجـل ما كانت تقصده الخادمة, فرجـع بهـا وتركها عند راحـلـته وتسلل الى بيته فشـاهـد رجــلاً في الفراش مع زوجــته كما أشارت الخادمة
في قصـيدتها , فـقتل الرجـل ووضـعـه فـي صندوق من ضـمـن عـفش زوجــتـه وقد طـلـّقها وأرجـعـهـا إلى بيت أهـلـهـا , فسـألـهـا أهـلـها عن هـذا الصندوق فقالت من هـول المصيبة : هـذا حـشية عـريعر , فصـارت الكلمة مـثلاً عند الناس , فلـمّـا تبيّن لأهـلـهـا خــيـانتهـا ربـطـــوهــا بين جــمـلـين حتى تقطع جسمها إلى نصفين...... لحفظ الشرف والكرامة.
يقال أن رجل تزوج بامرأة وكان يحبها حباً عظيماً وهي تبادله نفس الشعور، وكان يعيش مع الرجل في نفس البيت أمه وأبيه، وبعد مرور عدة شهور على الزواج طلبت الزوجة أن تزور أهلها ، فلم يمانع الزوج بل أيدها على صلة أرحامها و أذن لها بالزيارة، وحين تأخرت في العودة من أهلها أرسل الرجل أخاه الصغير لزوجته وابلغه أن يقول لها لما كل هذا التأخير ، إلا أنها لم تعطه الجواب الكافي.
وبعد فتره وجيزة أرسلت الزوجة مرسول إلى زوجها لتخبره بمانع تأخيرها عند أهلها، وجاء المرسول إلى الرجل وهو يحمل رسالة شفهية يقول إن (فلانه) تقول أخبر (فلان) إذا أراد أن أرجع إلى البيت أن يخرج والداه عن البيت أو أن يخرجني أنا في بيت آخر بعيدا(ن) عن والديه.
فقال الرجل هذه الأبيات :
علمت ملهوف الحشا مرسـل لـــي رسالـة(ن) مابشرتنـــــــــي بلامـاه
يبي يبعد منزلي عــــن هل(ن)لـي ما أقبلك يالمرسول لانته ولاايــــاه
أمي وأبويه مالهــــــــم غيـر ظلـي وإلا أنت ياداف الحشى الظل تلقـاه
أمي ليـا شافـت خيالـي تــهلــــــــي والا الغضي لاشاف غيري تحـالاه
أربع اسنين وصـدرها عيشة(ن) لي وألعـــب علــى المتنين و قول يايـاه
وأبوي ماله عن سنا القيـــــض ظلي وإلا الغضي لا دور الظــــــل يلقـاه
يقال أن شاباً عشق فتاه وهي أحد جيرانه يعرفها منذ الصغر وهي طفله وعندما كبرت وكبر هو تملكهم العشق جميعاً ذهب هذا الشاب فتره من مدينته إلى مدينه أخرى ليكمل دراسته وحين عاد في أحد الإجازات وهو متلهف للقائها تفاجأ بقول أهله أن جيرانهم قد رحلوا منذ أيام ولا يعرفون أين رحلوا بحث وسأل بدون جدوى مرت السنين وتخرج هذا الشاب وأصبح مدرساً وقام بالتدريس لعدة سنوات وفي أحد الأيام أبتسم أحد الأطفال في المدرسة وشاهد ابتسامتها على وجه هذا الطفل وبعد التأكد عرف أنه أبن عشيقته .
تفضلوا القصيدة :
غابـــت ثمان اسنين حل وتــــرحال غابــــــت ثمانــــــــــن كلها مدلهمه
قضيتها بالحب والشــــــــوق رحال وحــــب تحدى كل يأسها وهمــــــه
سألت عنها اسنيـــــن وشهور وليال ولا فيـــه فــــج ألا وجــــهة يمـــــه
وعقب الثمان الي تعبها برى الحـال جــــاب الزمان الكـــــارثة والمطمه
جاني ولـــــــدها مبـتسم بين الأطفال ومن بسمته ذكرت أنا بسمة أمـــــه
شفته وصاحت في داخلي كل الآمال بصوتــن عجزت بكتم الأنفاس المه
وركظت له ودمعي على الخد همال ومن كثر شوقي قمت بالحيل أظمــه
ولحظة حظنته والطفل في يدي مال شمية ريحتـها على أطراف كمــــه
وأستسلمت نفسي لمقاديــــر الأهوال وتم الضياع وأكدت لي متـــــــــمه
واليوم بنت الناس في بيت رجــــال وحبــــاً على غير الشرف لي مذمه
ليت الغياب اللي شغل غربتي طــال ولا دور العاشق على حرق دمــــه
مجبــــور أعود وأشتكي كل الأميال وبنفس حزينــــه كائبـــــــه مستهمه
ويرجع غريب مسكنه بر وأرمـــال يموت يحيـــــــــــى يندفن مايـــهمه
له ابن بار به، ولكن الابن صاحب إسفار وأعمال، كان الابن إذا سافر أوصى اخواته ببر أبيه، فهذا مطلب وواجب علينا تجاه الآباء، ولكن الزمن يعكس لنا في بعض الأحيان غير ما نريد، وكان الواقع عكس ما يريده الشخص، النساء لم يقمن بالواجب تجاه الأب، والابن غائب والوصية التي أوصى بها الابن لم تنفذ، والأب تكدر حاله و صبر و صبر حتى نفذ صبره من تصرفات بناته ...
فأرسل هذه القصيدة الى أبنه :
الا يا ولدي وإن غبت عني جفنني خبيثات ناقصات عهـد الوثــــــائـق
يا بوك زودت المواطــــــي بثالـث وغديت كني في قليـــــــب موايـق
أبيك توصي بي الحي يـروف بي حفي إلما يلحـق العمـــــــــر عايـق
هذا ما بعثه الأب إلى ابنه، فتكدر حال الابن وضاق صدره، وتعجب من تصرفات أخواته، فعاهد الله ألا يفارق أبيه، ما دام على قيد الحياة، وترك الأسفار لقضاء حق الأبوة ووجهة هذه الأبيات لأبيه :
علامك كفيت النار ضيقت صدري بقولتك كني فـي قليـــــــب موايـق
ما دمت حي لك على رأس مرقب طويل الذرا عسر على كل وايـق
دينتنـي ديـن وأنـا مـــــــــيسـر بـه وكل فتى ما يوفـي الديـــن بايــــــق
جوزاء وأختها سمراء, وهنّ كأمثالهن من نساء البادية، يتنقلن مع أهلهن في ربوع الصحراء, حسب ما يطيب لإبلهم وأغنامهم من مراعى مابين الجبال والأودية.
تقدم بطلب الزواج منهن رجلان يسكنان ( جدّة ) , وتزوجن وانتقلن مع أزواجهن إلى حياة المدن , لكن جوزاء ما رغبت ولم تأنس بحياة الحضارة والمدن , وتفضل البداوة والبر ورؤية الأعشاب, وحنّت إلى حياة البادية وصفاتها , وتمنّت الخروج من المدينه بأسرع وقت, وقالت:
يابوي ياوجدي مع الصبح مطلاع وجد الظمايا اللي على الماء حيامى
داجن وراجن ثم راحن مع القـاع ما قدمهن غير الدّرك والمظامــى
وعندما سمعتها أختها سمراء قالت أبياتاً ترد عليها, وتذكر أن البداوة راحت, وأن ما فيها إلاّ الشقاء والتعب, وتطلب منها أن تستمتع بالراحة بعد أن تخلصت من حياة البادية، فقالت:
يابنت حطّي فوق شاهيك نعنــــاع وخلّي البداوة والبــلش والجهامــى
ترى البداوة ماتجي لك بالأســنـاع عسرة ولا تبني لأهلهـا سنــــــامـي
رحتى تجيبين الحطب والبهم ضاع والــيا الغنـم امـلاوذة بالظـــــلامـى
وإلى رجعتى للعــرب عقب مفزاع وليا ضيـــــوفك مشتهيـن الطعامـى
تذكر الرواية أن شاعر الغزل الشهير محسن الهزاني،وهو صغير ابعده ابوه عن االشعروالغزل خوفا عليه، فكان يغلق عليه البيت، وفي يوم من الأيام جاءت فتاه جميله، لزيارة والدته من فتيات الجيران فسأل أمه: من هذه الفتاه؟ فقالت الأم كي تبعده عن الإعجاب با الفتاه : هذي رأس الذيب ! فقال الطفل ساخرا :
الذيب مالــــــــــه قذله هلهليــــــــــــــه ولا له ثمـــــــــــان مفلجــــات معاذيب
والذيب ماتمشطه با العنبريـــــــــــــــه لا واهني من مرقده في حشـــا الذيـــب
فذعرت الام مما قال الطفل الذي لم يختلط بالنساء ولم يصل بعد مرحلة البلوغ حتى يتغزل با الفتيات وينضج ويقول الشعر! وشكت الامر الى والده الذي حرص بعد ذلك ان يذهب بطفله الى ((المطوع)) عله يتعلم شيئا ينفعه من القران ومبادي الدين والكتابه والقراءه وعندما راجع المطوع حروف الهجاء مع الطفل فوجئ با جاباته!!!! فعندما قال ((قل الف)) رد الطفل::
الف وليــــــــــــف قبل امس شفنـــــــــــــاه غرو يسلي عن جميــــــــع المعانـــــــــــي
فقال (قل باء) فا جاب الطفل::
الباء بقلبي شيــــــــــــد القصر مبنــــــــاه وادعى مباني غيرهــــــــــــم مرهمانــــي
فغضب المطوع وقال : قل طاء يا ولد فأجاب:
الطاء طوى قلبــــــــــي من البعد فرقـــــاه ويا جعل يطوي قلبــــك اللي طوانـــــــــــي
غضب المطوع، ولما جاء أبوه كي يا خذه من عند المطوع، اخبره بما جرى وقال له: (ولدك هذا ما فيه طب وليس له دواء)، وانه مولع بالغزل، مفتون من صغره بالحسناوات، ولا بد أن تبحث له عن حل، أخذه والده وانتبه له، وحافظ عليه خوفا من أن يجره الغزل والعشق، إلى ما لا تحمد عقباه، وبعد ما كبر زوجه من معشوقته التي أحبها.
الشاعر جحيش بن مهاوش، قال قصيدته المرثية في عياله، حيث دعا عليهم واستجاب الله دعوته، ولم ينجبوا أولادا، وقيل أنهم تزوجوا مرة ومرتين وثلاث، من أجل أن يرزقهم الله، ولكن أمر الله قد نفذ، وانقطعت من ذلك الزمان ديارهم، (ولم ينجبوا أولادا). والقصة وما فيها أنهم تنكروا لوالدهم، حيث توفيت أمهم وهم صغار، وقام بتربيتهم حتى كبروا، وكان لهم بمثابة الأم والأب، يسهر الليالي على رعايتهم وراحتهم، وفي النهار يذهب لجلب طعامهم، الخ... وعندما كبروا تنكروا له، وأصبح لا يريده أحد منهم مراعاته، لخاطر زوجاتهم، اللاتي تأففن من خدمته، وصار كل واحد منهم يطرده، من بيته فما كان من الوالد، إلا أن سكن إحدى (الخرابات)، حتى صار لا يقوى على النهوض، أو السير وضعف بصره، فذهب زاحفا يتوسل ويرتجي أبناءه، بأن يمكث عندهم حتى يقضي الله أمره، فلم يستجب له أحد منهم، فقال فيهم الأبيات التالية :
قال الذي يقـــــــــرا بليـــا مكاتيــــب ياللي تقــــرون العمـــى من عمـــاكم
ياعيالي اللي تشرفـــــــــون المراقيب تريضوا لي واقصــــــروا في خطاكم
خذوا كلام الصــــــــدق ما به تكاذيب مثل الســـند مضـــــــمون للي وراكم
ياعيال لا صرتوا ضيوف ومعازيـب تـــرى الكلام الزيــــن ملحة قراكــــم
وتــروا السبـــابة من كبــــار العذاريب وهرج البلايــــس ما يــــطول لحـــاكم
المذهب الطيـــب فـــهــو مذهب الطيب والمــذهب الخايــــــب يــــبور نساكم
ياعيــــــال ما سرحتـــكم باللواهيـــــب ياعيـــــــال ما عمر المعزب ولاكـــــم
ياعيال ماضربتكم بالمشاعيــــــــــــب ولا سمــعوا الجيـــــران لجــــــة بكاكم
ياما توليــــــت القبايــــل تقل ذيـــــــب من خـــوف لايــــنقص عليـكم عشاكم
وياما شربت السمن من عرض ماجيب يفز قلبـــــي يــــــوم يبـــكي حـــــداكم
أحفيــــت رجليــــني بحامـي اللواهيب وخليــت لحم الريــــــــم يخالط عشاكم
ياعيـــــــــــال دوكم لحتــــي كلها شيب هذا زمـــــــان قعودنــــا في ذراكــــــم
قمت اتوكا فــوق عــــوج المصــــاليب قصـــرت خطانـــــا يوم طالت خطاكم
عطوني القرضـــة عليــــــــكم مطاليب عطونــــي القرضــــة جزى من جزاكم
لابـــد يوم عـــــــــــــاوي دوني الذيب بالقبـــــر ما افـــــرق طيبكم من رداكم
ماني بفاضحـــــــــــكم بوسط الاجانيب باعمالكم يـــــدرون كــل اقربـــــــــاكم
لو كــــان تـــــدرون الردى والمعاييب صرتــــوا مع المخلــــوق مثل خوياكم
خوالـــكم بالطيــــــب تروي المغاليب ولو تتبــــعون الجد محـــــــدن شناكم
وش علمكــم يا تاركيـــــــن المواجيب حسبـــي عليـــــكم هالردى وين جاكم
قصيتكم واسنـــدت وادي سلاحيـــــب ولقيــــت بالصبـــخا مدافيـــــــق ماكم
ياعيــــال بعتـــــــوني بصفر العراقيب ما هي حقيــــقة ســــــــــــود الله قراكم
يالله عسى اعمــــــــاركم شمسها تغيب يعتم قمـــــركم ثم تظلم سمــــــــــــاكم
يا علـــكــــم في حاميـــــــات اللواهيب ياللي على الوالد خبيــــث لغاكــــــــــم
شفت الجفا والحيــف والغــلب والريب بضــلوعـــكم لابيـــــــــــض الله قراكم
عسى نســــاكم ما تـــــــحمل ولا تجيب ولا حدن من البــــــزران يمشي وراكم
اخسوا خسيـــــتوا يا كبـــــــار اللغابيب اهبوا هبيتـــــــــوا يقطع الله نماكـــــــم
كان عند أحـد رجال البادية خادمه ولها طفل صغير وفي أحد الأيام عادت الخادمة من المرعى لغرض ما! طبعا في غير موعدها ؛ فوجـدت في البيت رجـلاً عند زوجـة مخـدومـهـا في حالة غير شرعية فعـادت أدراجـهـا مـسـرعـة ، إلا أن الزوجة اعــتقدت أن الخادمة سـوف تخــبر زوجـها بالأمر.
فلمّا عاد زوجـها ألحـت عليه أن يبيع الخادمة وتحـجّـجـت بحيلتها بأنها لم تعد تنفع للعمـل، فقال جهزي الناقة للرحيل فسـرى الرجـل لـيلاً بالخادمة ليبيعـهـا صـباح اليوم التالي وأبقى على ولـدها عـند زوجـته، والخادمة في صـدمه لا تعرف ما هو ذنبها؟!
وفي أحد الأودية جلس ليأخذ قليل من الراحة وهي جالسه رأت البرق اهتاضت وقالت:
كـريـم يـا بـرقٍ عــقـبـنـا عـلى اهــلــنــا جــــعــلـه عـــلـــى دار الــغريـر يـلـوح
لا عـوّد الـلــه نـكســـتـي مــن رعــيْـتـي يـومٍ نــكــسـت ابــغـي غــــدا وصـبـوح
ما يـســتوي طــفــلـيـن طـفـلٍ عـلى امّــه وطفــلٍ يـعــــــاجـي مـــا بــقـالــــه روح
وما يـستــوي غــرســيـن غرس مهـمّــل وغــــرسٍ عــلــى عـــيـــدٍ ومــاه يـفـوح
ولا يـسـتــوي رجـلـيـن رجـل على الشـقـا ورجــلٍ عـلـى جــال الــفــراش ســدوح
يـا ويـلـنـا مــن طـــبّــة الـسـوق بــاكـــر هـــــذا يـــــســاومـــنــي وذاك يــــروح
ففهـم الرجـل ما كانت تقصده الخادمة, فرجـع بهـا وتركها عند راحـلـته وتسلل الى بيته فشـاهـد رجــلاً في الفراش مع زوجــته كما أشارت الخادمة
في قصـيدتها , فـقتل الرجـل ووضـعـه فـي صندوق من ضـمـن عـفش زوجــتـه وقد طـلـّقها وأرجـعـهـا إلى بيت أهـلـهـا , فسـألـهـا أهـلـها عن هـذا الصندوق فقالت من هـول المصيبة : هـذا حـشية عـريعر , فصـارت الكلمة مـثلاً عند الناس , فلـمّـا تبيّن لأهـلـهـا خــيـانتهـا ربـطـــوهــا بين جــمـلـين حتى تقطع جسمها إلى نصفين...... لحفظ الشرف والكرامة.
يقال أن رجل تزوج بامرأة وكان يحبها حباً عظيماً وهي تبادله نفس الشعور، وكان يعيش مع الرجل في نفس البيت أمه وأبيه، وبعد مرور عدة شهور على الزواج طلبت الزوجة أن تزور أهلها ، فلم يمانع الزوج بل أيدها على صلة أرحامها و أذن لها بالزيارة، وحين تأخرت في العودة من أهلها أرسل الرجل أخاه الصغير لزوجته وابلغه أن يقول لها لما كل هذا التأخير ، إلا أنها لم تعطه الجواب الكافي.
وبعد فتره وجيزة أرسلت الزوجة مرسول إلى زوجها لتخبره بمانع تأخيرها عند أهلها، وجاء المرسول إلى الرجل وهو يحمل رسالة شفهية يقول إن (فلانه) تقول أخبر (فلان) إذا أراد أن أرجع إلى البيت أن يخرج والداه عن البيت أو أن يخرجني أنا في بيت آخر بعيدا(ن) عن والديه.
فقال الرجل هذه الأبيات :
علمت ملهوف الحشا مرسـل لـــي رسالـة(ن) مابشرتنـــــــــي بلامـاه
يبي يبعد منزلي عــــن هل(ن)لـي ما أقبلك يالمرسول لانته ولاايــــاه
أمي وأبويه مالهــــــــم غيـر ظلـي وإلا أنت ياداف الحشى الظل تلقـاه
أمي ليـا شافـت خيالـي تــهلــــــــي والا الغضي لاشاف غيري تحـالاه
أربع اسنين وصـدرها عيشة(ن) لي وألعـــب علــى المتنين و قول يايـاه
وأبوي ماله عن سنا القيـــــض ظلي وإلا الغضي لا دور الظــــــل يلقـاه
يقال أن شاباً عشق فتاه وهي أحد جيرانه يعرفها منذ الصغر وهي طفله وعندما كبرت وكبر هو تملكهم العشق جميعاً ذهب هذا الشاب فتره من مدينته إلى مدينه أخرى ليكمل دراسته وحين عاد في أحد الإجازات وهو متلهف للقائها تفاجأ بقول أهله أن جيرانهم قد رحلوا منذ أيام ولا يعرفون أين رحلوا بحث وسأل بدون جدوى مرت السنين وتخرج هذا الشاب وأصبح مدرساً وقام بالتدريس لعدة سنوات وفي أحد الأيام أبتسم أحد الأطفال في المدرسة وشاهد ابتسامتها على وجه هذا الطفل وبعد التأكد عرف أنه أبن عشيقته .
تفضلوا القصيدة :
غابـــت ثمان اسنين حل وتــــرحال غابــــــت ثمانــــــــــن كلها مدلهمه
قضيتها بالحب والشــــــــوق رحال وحــــب تحدى كل يأسها وهمــــــه
سألت عنها اسنيـــــن وشهور وليال ولا فيـــه فــــج ألا وجــــهة يمـــــه
وعقب الثمان الي تعبها برى الحـال جــــاب الزمان الكـــــارثة والمطمه
جاني ولـــــــدها مبـتسم بين الأطفال ومن بسمته ذكرت أنا بسمة أمـــــه
شفته وصاحت في داخلي كل الآمال بصوتــن عجزت بكتم الأنفاس المه
وركظت له ودمعي على الخد همال ومن كثر شوقي قمت بالحيل أظمــه
ولحظة حظنته والطفل في يدي مال شمية ريحتـها على أطراف كمــــه
وأستسلمت نفسي لمقاديــــر الأهوال وتم الضياع وأكدت لي متـــــــــمه
واليوم بنت الناس في بيت رجــــال وحبــــاً على غير الشرف لي مذمه
ليت الغياب اللي شغل غربتي طــال ولا دور العاشق على حرق دمــــه
مجبــــور أعود وأشتكي كل الأميال وبنفس حزينــــه كائبـــــــه مستهمه
ويرجع غريب مسكنه بر وأرمـــال يموت يحيـــــــــــى يندفن مايـــهمه
له ابن بار به، ولكن الابن صاحب إسفار وأعمال، كان الابن إذا سافر أوصى اخواته ببر أبيه، فهذا مطلب وواجب علينا تجاه الآباء، ولكن الزمن يعكس لنا في بعض الأحيان غير ما نريد، وكان الواقع عكس ما يريده الشخص، النساء لم يقمن بالواجب تجاه الأب، والابن غائب والوصية التي أوصى بها الابن لم تنفذ، والأب تكدر حاله و صبر و صبر حتى نفذ صبره من تصرفات بناته ...
فأرسل هذه القصيدة الى أبنه :
الا يا ولدي وإن غبت عني جفنني خبيثات ناقصات عهـد الوثــــــائـق
يا بوك زودت المواطــــــي بثالـث وغديت كني في قليـــــــب موايـق
أبيك توصي بي الحي يـروف بي حفي إلما يلحـق العمـــــــــر عايـق
هذا ما بعثه الأب إلى ابنه، فتكدر حال الابن وضاق صدره، وتعجب من تصرفات أخواته، فعاهد الله ألا يفارق أبيه، ما دام على قيد الحياة، وترك الأسفار لقضاء حق الأبوة ووجهة هذه الأبيات لأبيه :
علامك كفيت النار ضيقت صدري بقولتك كني فـي قليـــــــب موايـق
ما دمت حي لك على رأس مرقب طويل الذرا عسر على كل وايـق
دينتنـي ديـن وأنـا مـــــــــيسـر بـه وكل فتى ما يوفـي الديـــن بايــــــق
جوزاء وأختها سمراء, وهنّ كأمثالهن من نساء البادية، يتنقلن مع أهلهن في ربوع الصحراء, حسب ما يطيب لإبلهم وأغنامهم من مراعى مابين الجبال والأودية.
تقدم بطلب الزواج منهن رجلان يسكنان ( جدّة ) , وتزوجن وانتقلن مع أزواجهن إلى حياة المدن , لكن جوزاء ما رغبت ولم تأنس بحياة الحضارة والمدن , وتفضل البداوة والبر ورؤية الأعشاب, وحنّت إلى حياة البادية وصفاتها , وتمنّت الخروج من المدينه بأسرع وقت, وقالت:
يابوي ياوجدي مع الصبح مطلاع وجد الظمايا اللي على الماء حيامى
داجن وراجن ثم راحن مع القـاع ما قدمهن غير الدّرك والمظامــى
وعندما سمعتها أختها سمراء قالت أبياتاً ترد عليها, وتذكر أن البداوة راحت, وأن ما فيها إلاّ الشقاء والتعب, وتطلب منها أن تستمتع بالراحة بعد أن تخلصت من حياة البادية، فقالت:
يابنت حطّي فوق شاهيك نعنــــاع وخلّي البداوة والبــلش والجهامــى
ترى البداوة ماتجي لك بالأســنـاع عسرة ولا تبني لأهلهـا سنــــــامـي
رحتى تجيبين الحطب والبهم ضاع والــيا الغنـم امـلاوذة بالظـــــلامـى
وإلى رجعتى للعــرب عقب مفزاع وليا ضيـــــوفك مشتهيـن الطعامـى
تذكر الرواية أن شاعر الغزل الشهير محسن الهزاني،وهو صغير ابعده ابوه عن االشعروالغزل خوفا عليه، فكان يغلق عليه البيت، وفي يوم من الأيام جاءت فتاه جميله، لزيارة والدته من فتيات الجيران فسأل أمه: من هذه الفتاه؟ فقالت الأم كي تبعده عن الإعجاب با الفتاه : هذي رأس الذيب ! فقال الطفل ساخرا :
الذيب مالــــــــــه قذله هلهليــــــــــــــه ولا له ثمـــــــــــان مفلجــــات معاذيب
والذيب ماتمشطه با العنبريـــــــــــــــه لا واهني من مرقده في حشـــا الذيـــب
فذعرت الام مما قال الطفل الذي لم يختلط بالنساء ولم يصل بعد مرحلة البلوغ حتى يتغزل با الفتيات وينضج ويقول الشعر! وشكت الامر الى والده الذي حرص بعد ذلك ان يذهب بطفله الى ((المطوع)) عله يتعلم شيئا ينفعه من القران ومبادي الدين والكتابه والقراءه وعندما راجع المطوع حروف الهجاء مع الطفل فوجئ با جاباته!!!! فعندما قال ((قل الف)) رد الطفل::
الف وليــــــــــــف قبل امس شفنـــــــــــــاه غرو يسلي عن جميــــــــع المعانـــــــــــي
فقال (قل باء) فا جاب الطفل::
الباء بقلبي شيــــــــــــد القصر مبنــــــــاه وادعى مباني غيرهــــــــــــم مرهمانــــي
فغضب المطوع وقال : قل طاء يا ولد فأجاب:
الطاء طوى قلبــــــــــي من البعد فرقـــــاه ويا جعل يطوي قلبــــك اللي طوانـــــــــــي
غضب المطوع، ولما جاء أبوه كي يا خذه من عند المطوع، اخبره بما جرى وقال له: (ولدك هذا ما فيه طب وليس له دواء)، وانه مولع بالغزل، مفتون من صغره بالحسناوات، ولا بد أن تبحث له عن حل، أخذه والده وانتبه له، وحافظ عليه خوفا من أن يجره الغزل والعشق، إلى ما لا تحمد عقباه، وبعد ما كبر زوجه من معشوقته التي أحبها.
الشاعر جحيش بن مهاوش، قال قصيدته المرثية في عياله، حيث دعا عليهم واستجاب الله دعوته، ولم ينجبوا أولادا، وقيل أنهم تزوجوا مرة ومرتين وثلاث، من أجل أن يرزقهم الله، ولكن أمر الله قد نفذ، وانقطعت من ذلك الزمان ديارهم، (ولم ينجبوا أولادا). والقصة وما فيها أنهم تنكروا لوالدهم، حيث توفيت أمهم وهم صغار، وقام بتربيتهم حتى كبروا، وكان لهم بمثابة الأم والأب، يسهر الليالي على رعايتهم وراحتهم، وفي النهار يذهب لجلب طعامهم، الخ... وعندما كبروا تنكروا له، وأصبح لا يريده أحد منهم مراعاته، لخاطر زوجاتهم، اللاتي تأففن من خدمته، وصار كل واحد منهم يطرده، من بيته فما كان من الوالد، إلا أن سكن إحدى (الخرابات)، حتى صار لا يقوى على النهوض، أو السير وضعف بصره، فذهب زاحفا يتوسل ويرتجي أبناءه، بأن يمكث عندهم حتى يقضي الله أمره، فلم يستجب له أحد منهم، فقال فيهم الأبيات التالية :
قال الذي يقـــــــــرا بليـــا مكاتيــــب ياللي تقــــرون العمـــى من عمـــاكم
ياعيالي اللي تشرفـــــــــون المراقيب تريضوا لي واقصــــــروا في خطاكم
خذوا كلام الصــــــــدق ما به تكاذيب مثل الســـند مضـــــــمون للي وراكم
ياعيال لا صرتوا ضيوف ومعازيـب تـــرى الكلام الزيــــن ملحة قراكــــم
وتــروا السبـــابة من كبــــار العذاريب وهرج البلايــــس ما يــــطول لحـــاكم
المذهب الطيـــب فـــهــو مذهب الطيب والمــذهب الخايــــــب يــــبور نساكم
ياعيــــــال ما سرحتـــكم باللواهيـــــب ياعيـــــــال ما عمر المعزب ولاكـــــم
ياعيال ماضربتكم بالمشاعيــــــــــــب ولا سمــعوا الجيـــــران لجــــــة بكاكم
ياما توليــــــت القبايــــل تقل ذيـــــــب من خـــوف لايــــنقص عليـكم عشاكم
وياما شربت السمن من عرض ماجيب يفز قلبـــــي يــــــوم يبـــكي حـــــداكم
أحفيــــت رجليــــني بحامـي اللواهيب وخليــت لحم الريــــــــم يخالط عشاكم
ياعيـــــــــــال دوكم لحتــــي كلها شيب هذا زمـــــــان قعودنــــا في ذراكــــــم
قمت اتوكا فــوق عــــوج المصــــاليب قصـــرت خطانـــــا يوم طالت خطاكم
عطوني القرضـــة عليــــــــكم مطاليب عطونــــي القرضــــة جزى من جزاكم
لابـــد يوم عـــــــــــــاوي دوني الذيب بالقبـــــر ما افـــــرق طيبكم من رداكم
ماني بفاضحـــــــــــكم بوسط الاجانيب باعمالكم يـــــدرون كــل اقربـــــــــاكم
لو كــــان تـــــدرون الردى والمعاييب صرتــــوا مع المخلــــوق مثل خوياكم
خوالـــكم بالطيــــــب تروي المغاليب ولو تتبــــعون الجد محـــــــدن شناكم
وش علمكــم يا تاركيـــــــن المواجيب حسبـــي عليـــــكم هالردى وين جاكم
قصيتكم واسنـــدت وادي سلاحيـــــب ولقيــــت بالصبـــخا مدافيـــــــق ماكم
ياعيــــال بعتـــــــوني بصفر العراقيب ما هي حقيــــقة ســــــــــــود الله قراكم
يالله عسى اعمــــــــاركم شمسها تغيب يعتم قمـــــركم ثم تظلم سمــــــــــــاكم
يا علـــكــــم في حاميـــــــات اللواهيب ياللي على الوالد خبيــــث لغاكــــــــــم
شفت الجفا والحيــف والغــلب والريب بضــلوعـــكم لابيـــــــــــض الله قراكم
عسى نســــاكم ما تـــــــحمل ولا تجيب ولا حدن من البــــــزران يمشي وراكم
اخسوا خسيـــــتوا يا كبـــــــار اللغابيب اهبوا هبيتـــــــــوا يقطع الله نماكـــــــم