راما
عضو
[align=center][tabletext="width:80%;background-color:black;border:5px inset gray;"][cell="filter:;"][align=center]
بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
الْحَمْدُلِلَّه خَالِق الْنَّعْمَاء وَوَاهِب الْجَزَاء وَبَاعِث الْرُّسُل وَالْأَنْبِيَاء
وَالْصَّلاة وَالْسَّلام عَلَى أَشْرَف الْخَلْق مُحَمَّد عَلَيْه أَفَضَل الْصَّلاة وَأَتَم الْتَّسْلِيْم
أَحِبَتِيْ
الدُّعَاء طَرِيْق الْنَّجَاة، وَسَلَّم الْوُصُول، وَمُطَّلِب الْعَارِفِيْن، وَمَطِيَّة الْصَّالِحِيْن، وَمَفْزَع الْمَظْلُوْمِيْن
وَمَلْجَأ الْمُسْتَضْعَفِيْن، بِه تُسْتَجْلَب الْنِعَم، وَبِمِثْلِه تُسْتَدْفَع الْنَّقَم. مَا أَشَد حَاجَة الْعِبَاد إِلَيْه،
وَمَا أَعْظَم ضَرُوْرَتِهم إِلَيْه، لَا يَسْتَغْنِي عَنْه الْمُسْلِم بِحَال مِن الْأَحْوَال.
وَالْدُّعَاء مِن أَنْفَع الْأَدْوِيَة، وَهُو عَدُو الْبَلَاء يُدَافِعُه وَيُعَالِجُه، وَيَمْنَع نُزُوْلُه وَيَرْفَعُه أَو يُخَفِّفُه
فَالدعَاءْ سِلاحْ اَلْعَبدْ
فَضْل الْدُّعَاء
لِلْدُّعَاء فَضَائِل لَا تُحْصَى، وَثَمَرَات لَا تَعُد، وَيَكْفِي أَنَّه نَوْع مِن أَنْوَاع الْعِبَادَة، بَل هُو الْعِبَادَة كُلَّهَا كَمَا أَخْبَر الْنَّبِي بِقَوْلِه: { الْدُّعَاء هُو الْعِبَادَة } [رَوَاه الْتِّرْمِذِي وَصَحَّحَه الْأَلْبَانِي]
وَتَرْك الْدُّعَاء اسْتِكْبَار عَن عِبَادَة الْلَّه كَمَا قَال تَعَالَى: وَقَال رَبُّكُم ادْعُوْنِي أَسْتَجِب لَكُم إِن الَّذِيْن يَسْتَكْبِرُوْن عَن عِبَادَتِي سَيَدْخُلُوْن جَهَنَّم دَاخِرِيْن [غَافِر:60]، وَهُو دَلِيْل عَلَى التَّوَكُّل عَلَى الْلَّه، وَذَلِك لِأَن الْدَّاعِي حَال دُعَائِه مُسْتَعِيْن بِالْلَّه، مُفَوَّض أَمْرِه إِلَيْه وَحْدَه دُوْن سِوَاه. كَمَا أَنَّه طَاعَة لِلَّه عَز وَجَل وَاسْتِجَابَة لِأَمْرِه، قَال تَعَالَى: وَقَال رَبُّكُم ادْعُوْنِي أَسْتَجِب لَكُم [غَافِر:60].
وَهُو سِلَاح قَوِي يَسْتَخْدِمُه الْمُسْلِم فِي جَلْب الْخَيْر وَدَفْع الْضُّر، قَال : { مَن فُتِح لَه مِنْكُم بَاب الْدُّعَاء فُتِحَت لَه أَبْوَاب الْرَّحْمَة، وَمَا سُئِل الْلَّه شَيْئا يُعْطَى أُحِب إِلَيْه مِن أَن يُسْأَل الْعَافِيَة، إِن الْدُّعَاء يَنْفَع مِمَّا نَزَل وَمَا لَم يُنَزِّل، فَعَلَيْكُم عِبَاد الْلَّه بِالْدُّعَاء } [رَوَاه الْتِّرْمِذِي وَحَسَّنَه الْأَلْبَانِي].
وَهُو سِلَاح اسْتَخْدَمَه الْأَنْبِيَاء فِي أَصْعَب الْمَوَاقِف، فَهَا هُو الْنَبِي فِي غَزْوَة بَدْر عِنْدَمَا نَظَر إِلَى الْمُشْرِكِيْن وَهُم أَلْف وَأَصْحَابُه ثَلَاثُمِائَة وَتِسْعَة عَشَر اسْتَقْبَل الْقِبْلَة ثُم رَفَع يَدَيْه قَائِلا: { الْلَّهُم أَنْجِز لِي مَا وَعَدْتَنِي، الْلَّهُم آَت مَا وَعَدْتَنِي، الْلَّهُم إِن تُهْلِك هَذِه الْعِصَابَة مِن أَهْل الْإِسْلَام لَا تُعْبَد فِي الْأَرْض } فَمَا زَال يَهْتِف بِالْدُّعَاء مَادَا يَدَيْه، مُسْتَقْبِل الْقِبْلَة حَتَّى سَقَط رِدَاؤُه، فَأَتَاه أَبُوْبَكْر فَأَخَذ رِدَاءَه وَأَلْقَاه عَلَى مَنْكِبِه ثُم الْتَزَمَه مِن وَرَائِه وَقَال: ( يَا نَبِي الْلَّه، كَفَاك مُنَشَدَتك رَبِّك، فَإِنَّه سَيُنْجِز لَك مَا وَعَدَك ) [رَوَاه مُسْلِم].
وَهَا هُو نَبِي الْلَّه أَيُّوب عَلَيْه الْسَّلَام يَسْتَخْدِم سِلَاح الْدُّعَاء بَعْدَمَا نَزَل بِه أَنْوَاع الْبَلَاء، وَانْقَطَع عَنْه الْنَّاس، وَلَن يُبْق أَحَد يَحْنُو عَلَيْه سِوَى زَوْجَتِه، وَهُو فِي ذَلِك كُلِّه صَابِر مُحْتَسِب، فَلَمَّا طَال بِه الْبَلَاء دَعَا رَبَّه قَائِلَا: وَأَيُّوْب إِذ نَادَى رَبَّه أَنِّي مَسَّنِى الْضُّر وَأَنْت أَرْحَم الْرَّاحِمِيْن (83) فَاسْتَجَبْنَا لَه فَكَشَفْنَا مَا بِه مِن ضُر [الْأَنْبِيَاء:84،83].
وَالْدُّعَاء سَبَب لِتَفْرِيج الْهُمُوْم وَزَّوَال الْغُمُوم، وْإِنْشُرَاح الْصُّدُوْر، وَتَيْسِيْر الْأُمُور، وَفِيْه يُنَاجِي الْعَبْد رَبَّه، وَيَعْتَرِف بِعَجْزِه وَضَعْفِه، وَحَاجَتُه إِلَى خَالِقِه وَمَوْلَاه، وَهُو سَبَب لِدَفْع غَضِب الْلَّه تَعَالَى لِقَوْل الْنَّبِي : { مَن لَم يَسْأَل الْلَّه يَغْضِب عَلَيْه } [رَوَاه أَحْمَد وَالْتِّرْمِذِي وَحَسَّنَه الْأَلْبَانِي]
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]