الألمعي من أبها
عضو جديد
المعدن النفيس والقلب الخسيس ... وكل إناء بما فيه ينضح
هل رأيتم قنفدا يحمل ورداً ؟؟
هل خبرتم النحلة تضع غير العسل ؟؟
هل سمعتم عن حمار حكيم أو نملة كسولة ؟؟
هل تنامى إلى مسامعكم نبأ غزالة اصطادت أسداً أو حتى أرنباً ؟؟
هل خبرتم النحلة تضع غير العسل ؟؟
هل سمعتم عن حمار حكيم أو نملة كسولة ؟؟
هل تنامى إلى مسامعكم نبأ غزالة اصطادت أسداً أو حتى أرنباً ؟؟
وهكذا تتجلى حكمة الله عز وجل في جميع مخلوقاته حيث جعل لكل شيء ما يناسبه.. سنة لا تتبدل وحقيقة نعيشها ونشاهدها ونعرفها جيداً في كل شيء حولنا ولكننا كثيراً ما نغفل عن هذه الحقيقة وتطبيقها في المضغة التي بين صدورنا..
نعم يا أحباب.. المضغة التي اعتنى بها السابقون فأفلحوا وأهملها الآخرون فتأخروا..
نعم يا أحباب.. هذه القلوب ألوان وأصناف ومراتب.. والله عز وجل أحكم الحاكمين وأعدل العادلين لا يضع الأشياء إلا في موضعها اللائق بها.. وهذا العدل والحكمة لا يناقض جوده عز وجل ورحمته.. ولو رأى الناس رجلاً يصب الطيب في أماكن القاذورات ويضع النجاسات في مواضع الطيب والنظافة لعدوه من السفهاء وقدحوا في عقله.. وكذلك لو وضع حاكم العقوبة موضع الاحسان والإحسان موضع العقوبة لعدوه سفيهاً ظالماً وقدحوا في حكمه.. وكما قال القائل:
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا ... مضر كوضع السيف في موضع الندى
نعم يا أحباب.. هذه القلوب ألوان وأصناف ومراتب.. والله عز وجل أحكم الحاكمين وأعدل العادلين لا يضع الأشياء إلا في موضعها اللائق بها.. وهذا العدل والحكمة لا يناقض جوده عز وجل ورحمته.. ولو رأى الناس رجلاً يصب الطيب في أماكن القاذورات ويضع النجاسات في مواضع الطيب والنظافة لعدوه من السفهاء وقدحوا في عقله.. وكذلك لو وضع حاكم العقوبة موضع الاحسان والإحسان موضع العقوبة لعدوه سفيهاً ظالماً وقدحوا في حكمه.. وكما قال القائل:
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا ... مضر كوضع السيف في موضع الندى
ومن المعلوم أن القلوب منها القلب الشريف الزكي والقلب الخسيس الخبيث.. والله عز وجل خلق الأضداد كما خلق الليل والنهار والبارد والحار وهو أعلم بالقلوب الطيبة التي تقبل الخير.. فليس من الحكمة أن يُبذر القمح في الصخور والسباخ وفاعل ذلك غير حكيم.. فما الظن ببذر الإيمان والقرآن والتقوى؟؟
و(اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ).. قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن الله نظر في قلوب العباد فرأى قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب الأرض فاختصه برسالته, ثم نظر في قلوب العباد فرأى قلوب أصحابه خير قلوب العباد فاختارهم لصحبته.
وفي أثر بني إسرائيل أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام: أتدري لم اخترتك لكلامي؟ قال: لا يا رب. قال: إني نظرت في قلوب العباد فلم أر فيها أخضع من قلبك لي.
وفي المقابل قال الله عز وجل: (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ)... (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ)...
والناس تقول: كل إناء بالذي فيه ينضح.
وفي أثر بني إسرائيل أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام: أتدري لم اخترتك لكلامي؟ قال: لا يا رب. قال: إني نظرت في قلوب العباد فلم أر فيها أخضع من قلبك لي.
وفي المقابل قال الله عز وجل: (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ)... (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ)...
والناس تقول: كل إناء بالذي فيه ينضح.
وكل امرئٍ يولي الجميل محببٌ ... وكلُّ مكانٍ ينبتُ العز طيبُ
والمقصود أن الله سبحانه أعلم بمواقع فضله ورحمته وتوفيقه, ومن يصلح لها ومن لا يصلح, وأن حكمته تأبى أن يضع ذلك عند غير أهله, كما تأبى أن يمنعه من يصلح له.
ولو أن ملكاً من ملوك الدنيا جعل خاصته وحاشيته سفلة الناس وأحقرهم لقدح الناس في ملكه.. وقالوا: لا يصلح للملك. فما الظن بمجاوري الملك الأعظم مالك الملك والملوك في دار كرامته وتمتعهم برؤية وجهه وسماع كلامه.. هل يليق بالرفيق الأعلى والمحل الأسنى قلب أخلد إلى الأرض وعكف على شهواته وأطماعه التي تشاركه فيها البهائم من مأكل ومشرب ومنكح!!
ولو أن ملكاً من ملوك الدنيا جعل خاصته وحاشيته سفلة الناس وأحقرهم لقدح الناس في ملكه.. وقالوا: لا يصلح للملك. فما الظن بمجاوري الملك الأعظم مالك الملك والملوك في دار كرامته وتمتعهم برؤية وجهه وسماع كلامه.. هل يليق بالرفيق الأعلى والمحل الأسنى قلب أخلد إلى الأرض وعكف على شهواته وأطماعه التي تشاركه فيها البهائم من مأكل ومشرب ومنكح!!
قال ابن القيم رحمه الله:
"فالفرق بينهم وبين الحمير والكلاب والبقر بانتصاب القامة ونطق اللسان والأكل باليد, وإلا فالقلب والطبع على شاكلة قلوب هذه الحيوانات وطباعها, وربما كانت طباع الحيوانات خير من طباع هؤلاء وأسلم وأقبل للخير, ولهذا جعلهم الله تعالى شر الدواب فقال تعالى: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ).. فهل يليق بحكمة العزيز الحكيم أن يجمع بين خير البرية وأزكى الخلق وبين شر البرية وشر الدواب في دار واحدة يكونون فيها على حال واحدة من النعيم أو العذاب؟.. قال تعالى: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ).. فأنكر عليهم الحكم بهذا وأخرجه مخرج الإنكار لا مخرج الإخبار لينبه العقول على أن هذا مما تحيله الفطر وتأباه العقول السليمة.. بل الواحد من الخلق لا تستوي أعاليه وأسافله, فلا يستوي عقبه وعينه, ولا رأسه ورجلاه, ولا يصلح أحدهما لما يصلح له الآخر"
"فالفرق بينهم وبين الحمير والكلاب والبقر بانتصاب القامة ونطق اللسان والأكل باليد, وإلا فالقلب والطبع على شاكلة قلوب هذه الحيوانات وطباعها, وربما كانت طباع الحيوانات خير من طباع هؤلاء وأسلم وأقبل للخير, ولهذا جعلهم الله تعالى شر الدواب فقال تعالى: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ).. فهل يليق بحكمة العزيز الحكيم أن يجمع بين خير البرية وأزكى الخلق وبين شر البرية وشر الدواب في دار واحدة يكونون فيها على حال واحدة من النعيم أو العذاب؟.. قال تعالى: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ).. فأنكر عليهم الحكم بهذا وأخرجه مخرج الإنكار لا مخرج الإخبار لينبه العقول على أن هذا مما تحيله الفطر وتأباه العقول السليمة.. بل الواحد من الخلق لا تستوي أعاليه وأسافله, فلا يستوي عقبه وعينه, ولا رأسه ورجلاه, ولا يصلح أحدهما لما يصلح له الآخر"
وفي الختام هذه دعوة للتأمل والنظر بين الأضلع نظر العارف اللبيب لهذه المضغة الصغيرة التي بين جنبيك.. هل تصلح لتطير بك إلى أعلى الجنان أم أن الذنوب أقعدتها وقصقصت أجنحتها وأوهنت همتها فأخلدت إلى الأرض؟..
اللهم اجعلنا نمشي في روضك .. وندرج على حبك .. ونحيا على ذكرك .. ونستقيم على قرآنك ..
ونموت على شهادتك .. اللهم اغفر لنا ولوالدينا في شهرك الكريم وفي آخر أيامه فالأعمال بالخواتيم
ونموت على شهادتك .. اللهم اغفر لنا ولوالدينا في شهرك الكريم وفي آخر أيامه فالأعمال بالخواتيم
وارحمنا يا أرحم الراحمين برحمتك ..
في حفظ الرحمن
وكل سنة والجميع بألف خير
اخوكم الالمعي من أبها