شموخ في زمن الانكسار
: لَـآيَهُمًنّــي
القـــــرآآن نجـــــــااة مـــن الشـــــــــك ..!!
القـــــرآآن نجـــــــااة مـــن الشـــــــــك ..!!
كيف تدخل الشكوك في النفس الإنسانية؟ وكيف يستطيع ابن آدم أن يعيش حياةً بلا شكوك؟
وهل أن عقله عاجز عن استيعاب مجريات الحياة؟ وهل هو -في الواقع- فقير الى أدوات الفهم؟
لقد زوّد الله عز وجل الإنسان بالعقل وبالخيال وبالحواس وبعشرات الوسائل لاستقبال الحقائق، فلماذا الشك إذن؟!
أقول: إنما يدخل الشك والريب إلى الإنسان عبر وساوس الشيطان، وعبر الهوى والانجذاب للمادة والطبيعة، وعبر عدم التركيز والاستعجال في اتخاذ القرارات واصدار الاحكام، وعبر التأثر بأفكار الآخرين والانبهار بها دونما تفحّصٍ أو نقد، وهناك أسباب عديدة اخرى.
أما سبيل العلاج من الشك، فهو اللجوء الى كتاب الله المجيد، فهو علاج الوساوس الشيطانية، والضعف البشري، وداء الانبهار بالفكر الآخر، كما أنه يحرر الانسان من جميع عوامل الضغط. فحينما نقرأ القرآن بعمق ونستوعب آياته الكريمة، فإننا نزكي أنفسنا ونعلمها ونصلحها، وهنالك نتجاوز حالة الشك والريب، ولذلك يقول ربنا سبحانه وتعالى في سورة البقرة: (ذَلِكَ الكِتَابُ لاَرَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلمُتَّقِين)(66) .
لأن القرآن الذي أُنزل لمواجهة الريب، قد وضعت فيه القدرة على إزالة عوامل الريب والضعف والانبهار بالآخرين، والأفكار الدخيلة التي يتعرض لها المسلم، فيدعوه إلى التحرر من تقليد الآباء والتقوقع على تقاليدهم، كما يحرره من ضغوط الشهوات، ثم يثير عقله ويضيئه ويضع أمامه المنهج الصحيح للتفكير.
فالله جل جلاله يقول: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُولُواْ الاَلْبَابِ)(67) فهو يزود الإنسان المسلم ببرنامج عظيم؛ يدعوه إلى إزالة الحجب، وضغوط الشهوة والعقد النفسية في إطار اتباع الحق.
وليُعلم إن الخلاص من الريب، يعني الوصول الى الهدى ومن ثم الوصول الى التقوى، لأن جوهر التقوى هو المعرفة بالله وبالجزاء، وهو الإيمان بالغيب وبالآخرة وبالرسل وبالحق.
وجذوة القول هي: أن اقترابنا من القرآن يعني ابتعادنا عن الشك والريب، لأن القرآن ذاته كتاب لا ريب فيه