همس الحنين
بنت الجنوب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة أم علقمة
مرض أحد شباب الصحابة واسمه علقمة..واشتد مرضه ،وأرسلت زوجته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ،إن زوجي علقمة يعاني سكرات الموت.فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عماراً وبلالاً وصهيباً..وقال لهم لقّنوه الشهادة..فجاءوا إليه فوجدوه في النزع الأخير..فجعلوا يلقنونه الشهادة فلا يستطيع النطق بها..فعادوا إلى النبي صلى الله عليه وسلّم يخبرونه بذلك..فقال الرسول عليه الصلاة والسلام :هل من أبويه أحد حيّ؟ قيل يا رسول الله له أم كبيرة السن..فأرسل إليها الرسول صلى الله عليه وسلّم من يقول لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فاذهبي إليه..وإلا فانتظريه في المنزل حتى يأتيك..فقالت المرأة نفسي لنفسه فداء..أنا أحق بإتيانه..
ثم قامت فتوكأت على عصا وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلّم..وسلّمت فرد عليها السلام..وقال لها الرسول صلى الله عليه وسلّم :يا أم علقمة أصدقيني القول..وإن كذبتي جاء الوحي من الله بالحقيقة..كيف كان حال ولدك علقمو؟..قالت :يا رسول الله كان كثير الصلاة..كثير الصيام..كثير الصدقة..قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :فما حالك معه؟..قالت :يا رسول الله أنا عليه ساخطة..قال :ولم؟..قالت :يا رسول الله كان يؤثر زوجته عليّ..فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :إن سخط أم علقمة على ولدها حجب لسان علقمة عن الشهادة..
ثم قال رسول الله عليه وسلّم :يا بلال..إنطلق واجمع لي حطباً كثيراً..فقالت أم علقمة :وما تصنع به يا رسول الله ؟..قال :سنحرق إبنك في النار..فقالت :يا رسول الله ..إنه ولدي..ولا يحتمل قلبي أن يُحرق بالنار..فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى..ونار الدنيا أهون من نار الآخرة..إن أردت أن يغفر الله له فارضي عنه..فو الذي نفسي بيده..لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته ما دُمت عليه ساخطة..قالت :يا رسول الله فإني أُشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين إني قد رضيت عن ولدي علقمة..فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :إنطلق إليه يا بلال..فهل يستطيع أن ينطق بشهادة لا إله إلا الله أم لا..فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياءّ مني.
وانطلق بلال فسمع علقمة وهو ينطق بالشهادة ومات علقمة في يومه فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلّم وحضر دفنه وصلى عليه..ثم قام على قبره فقال :يا معشر المهاجرين والأنصار..من فضّل زوجته على أمه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين..لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً إلى أن يتوب إلى الله عزّ وجلّ ويحسن إليها ويطلب رضاها..وسخط الله عزّ وجلّ في سخطها..
وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم المنبر..فلما رقى عتبة قال :آمين..ثم رقى أخرى فقال :آمين..ثم رقى عتبة ثالثة فقال :آمين..ثم قال :
(أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد تعس من أدرك رمضان ولم يُغفر له..قل آمين فقلت آمين..قال جبريل تعس من أدرك والديه عند الكبر ولم يدخل بهما الجنة قل آمين فقلت آمين..قال جبريل تعس من ذُكرت عنده فلم يصل عليك قل آمين فقلت آمين.
من كتاب المرأة في القرآن الكريم للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله
قصة أم علقمة
مرض أحد شباب الصحابة واسمه علقمة..واشتد مرضه ،وأرسلت زوجته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ،إن زوجي علقمة يعاني سكرات الموت.فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عماراً وبلالاً وصهيباً..وقال لهم لقّنوه الشهادة..فجاءوا إليه فوجدوه في النزع الأخير..فجعلوا يلقنونه الشهادة فلا يستطيع النطق بها..فعادوا إلى النبي صلى الله عليه وسلّم يخبرونه بذلك..فقال الرسول عليه الصلاة والسلام :هل من أبويه أحد حيّ؟ قيل يا رسول الله له أم كبيرة السن..فأرسل إليها الرسول صلى الله عليه وسلّم من يقول لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فاذهبي إليه..وإلا فانتظريه في المنزل حتى يأتيك..فقالت المرأة نفسي لنفسه فداء..أنا أحق بإتيانه..
ثم قامت فتوكأت على عصا وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلّم..وسلّمت فرد عليها السلام..وقال لها الرسول صلى الله عليه وسلّم :يا أم علقمة أصدقيني القول..وإن كذبتي جاء الوحي من الله بالحقيقة..كيف كان حال ولدك علقمو؟..قالت :يا رسول الله كان كثير الصلاة..كثير الصيام..كثير الصدقة..قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :فما حالك معه؟..قالت :يا رسول الله أنا عليه ساخطة..قال :ولم؟..قالت :يا رسول الله كان يؤثر زوجته عليّ..فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :إن سخط أم علقمة على ولدها حجب لسان علقمة عن الشهادة..
ثم قال رسول الله عليه وسلّم :يا بلال..إنطلق واجمع لي حطباً كثيراً..فقالت أم علقمة :وما تصنع به يا رسول الله ؟..قال :سنحرق إبنك في النار..فقالت :يا رسول الله ..إنه ولدي..ولا يحتمل قلبي أن يُحرق بالنار..فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى..ونار الدنيا أهون من نار الآخرة..إن أردت أن يغفر الله له فارضي عنه..فو الذي نفسي بيده..لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته ما دُمت عليه ساخطة..قالت :يا رسول الله فإني أُشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين إني قد رضيت عن ولدي علقمة..فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :إنطلق إليه يا بلال..فهل يستطيع أن ينطق بشهادة لا إله إلا الله أم لا..فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياءّ مني.
وانطلق بلال فسمع علقمة وهو ينطق بالشهادة ومات علقمة في يومه فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلّم وحضر دفنه وصلى عليه..ثم قام على قبره فقال :يا معشر المهاجرين والأنصار..من فضّل زوجته على أمه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين..لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً إلى أن يتوب إلى الله عزّ وجلّ ويحسن إليها ويطلب رضاها..وسخط الله عزّ وجلّ في سخطها..
وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم المنبر..فلما رقى عتبة قال :آمين..ثم رقى أخرى فقال :آمين..ثم رقى عتبة ثالثة فقال :آمين..ثم قال :
(أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد تعس من أدرك رمضان ولم يُغفر له..قل آمين فقلت آمين..قال جبريل تعس من أدرك والديه عند الكبر ولم يدخل بهما الجنة قل آمين فقلت آمين..قال جبريل تعس من ذُكرت عنده فلم يصل عليك قل آمين فقلت آمين.
من كتاب المرأة في القرآن الكريم للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله