همس الحنين
بنت الجنوب
طيل الدراسة اليوم .. جدة تغرق .. الملاحة تتأثر إبراهيم علوي ـ جدة
علقت إدارة الدفاع المدني في جدة الدراسة اليوم بسبب الأمطار التي شهدتها المحافظة البارحة. وأكد لـ «عكاظ» مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله جداوي أن إدارته طلبت من إدارات تعليم البنات والبنين إيقاف الدراسة.
وأبان جداوي أن الأمطار تنتقل غزارتها من الشمال نحو الشرق حيث تتوزع فرق الدفاع المدني والأمانة في أحياء أم الخير، قويزة، مخطط عبيد، الأجواد، السامر، والتوفيق. موردا أنه لم ترصد سيول منقولة مع بقاء الفرق في مواقعها تحسبا لجريان الأودية.
مشيرا إلى أنه تم إغلاق عبارات السامر الجنوبية والشمالية لامتلائها بمياه الأمطار.
وأفاد مدير الدفاع المدني بأن المديرية رفعت درجة الاستعداد والجاهزية لمواجهة أي طارئ في 32 مركزا للدفاع المدني، وتسيير عدد من الفرق على المواقع التي من المحتمل تشكل مستنقعات مائية فيها، بالتنسيق مع أمانة جدة عن طريق غرفة العمليات المشتركة.
وفي شأن ذي صلة، تلقت الشؤون الصحية في محافظة جدة البارحة بلاغا من مستشفى السعودي الألماني حول رصد تجمعات للمياه حول المستشفى وذلك كإجراء احترازي الهدف منه توجيه سيارات الإسعاف حيالها.
وأوضح لـ «عكاظ» مدير المحافظة الدكتور سامي باداوود أن المياه حاصرت المستشفى ومستشفى الأطفال في المساعدية دون علميات إخلاء للمرضى.
وكانت الجهات ذات العلاقة قد استنفرت البارحة في جدة عقب هطول الأمطار الغزيرة إلى المتوسطة على مواقع متفرقة من المحافظة بعد أن تطابقت توقعت الأرصاد مع الحالة العامة للأجواء والتي شهدت برقا ورعدا استمر لعدة ساعات تخللها سقوط الأمطار خاصة على الأحياء الشمالية.
وأكد مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله جداوي استنفار طواقم الدفاع المدني وآلياته، مشيرا إلى أن الأمطار كانت غزيرة شمالي جدة ومتوسطة إلى خفيفة على مواقع متفرقة.
وعمد الدفاع المدني إلى نشر فرق الإنقاذ وفرق مراقبة مصبات الأودية لرصد أي سيول منقولة قد تأتي من الشرق.
بدوره، أشار مدير مرور جدة العميد محمد القحطاني إلى أنه تم نشر فرق سير على المواقع الحساسة ذات الكثافة المرورية مع مباشرة النقاط بهدف تسيير الحركة المرورية والتدخل عند الحاجة.
وأكد المتحدث الرسمي للطيران المدني أن حركة الطيران لم تتوقف، وأوقفت حركة الملاحة البحرية في ميناء جدة الإسلامي كإجراء وقائي.
وكانت الأرصاد قد أكدت في تقرير لها هطول أمطار رعدية إلى متوسطة على مناطق مكة المكرمة تشمل الأجزاء الساحلية، المدينة المنورة، الباحة، حائل، والحدود الشمالية والأجزاء الشمالية لوسط وشرق المملكة، مسبوقة برياح نشطة السرعة تؤدي إلى أتربة مثارة خاصة مناطق وسط وغرب المملكة؛ يلي ذلك تحول الرياح إلى شمالية غربية نشطة السرعة تحد من مدى الرؤية الأفقية يصحبها انخفاض ملموس في درجات الحرارة.
وحذرت من تكون خلايا من السحب الرعدية الممطرة على مدينة جدة خاصة الأجزاء الشمالية منها ومكة المكرمة قد ينتج منها سيول منقولة تتجه إلى الشرق قد تصحب بنشاط في الرياح السطحية تصل سرعتها إلى 60 كلم/س تؤدي إلى تدني في مدى الرؤية الأفقية، وهو ماشهدته المنطقة البارحة.
حشد بالمئات يشيع منيرة ضحية بئر شنيف
عبد الله المقاطي، محمد سعيد الزهراني ـ الطائف، فهد الذيابي ـ أم الدوم
شيعت أعداد غفيرة جثمان فتاة بئر شنيف، إذ أديت عليها صلاة الميت في جامع عبد الله بن العباس في محافظة الطائف بعد صلاة الجمعة أمس، ودفنت في مقابر مركز أم الدوم (200 كيلومتر شمال الطائف)، بعد الانتهاء من معاينتها من لجنة من الطب الشرعي.
وجدد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة مواساته لأسرة الفتاة هاتفيا، بعد أن كان مدير الدفاع المدني في الطائف العميد محمد الشهري، ورئيس مركز أم الدوم صقر العريفي نقلا مواساة الأمير خالد الفيصل لأسرة الفتاة أخيرا. وفي السياق ذاته، قال الناطق الإعلامي في شرطة محافظة الطائف الرائد تركي الشهري «الشرطة تسلمت أوراق المتوفاة في بئر أم الدوم بعد أن أحيلت من قبل إدارة الدفاع المدني، لاستكمال ما تبقى من إجراءات»، مقدما تعازي ومواساة شرطة الطائف لذوي الفتاة.
بدورها، بدأت آليات الدفاع المدني وبلدية المويه وأمانة الطائف أمس في تأمين موقع الحادثة عن طريق طمر الآبار الثلاثة (بئر حادثة السقوط، بئر الانتشال، وبئر امتصاص المياه)، والعمل على ردم الحفريات وتسوية الموقع وتطهيره.
من جهته، قال لـ«عكـاظ» مصدر مقرب من الفتاة «أشقاؤها شاهدوا الجثة، مشيرين إلى أن ملامح الفقيدة لم تتغير ولم تتعرض لأي تحلل»، فيما أفاد مصدر في الدفاع المدني أن «الحادثة التي تعتبر نادرة على مستوى العالم نتيجة صعوبتها، استحوذت على اهتمام خبراء عالميين تواصلوا مع الدفاع المدني عبر الإنترنت وتساءلوا عن جميع المستجدات في الحادثة». بدوره، أكد أحد خبراء أرامكو المشاركون في موقع الحادثة أنه «نتيجة صعوبة الحادثة، فجميع الجهات المساندة استفادت من خبرات الدفاع المدني والعكس، إذ إن الخبراء أعدوا تقريرا متكاملا عن الإجراءات التي نفذت للاستفادة منها مستقبليا».
وأشار الخبير إلى أن ارامكو شاركت سريعا بعدما تم طلبها، كما وردها توجيه بالمشاركة في العمليات، مؤكدا تسخير جميع إمكانيات الشركة «لكون الحادثة إنسانية صعبة ووطنية، وتتطلب تكاتف جميع الجهات المشاركة».
هدى الحربي تستصرخ ابنها المطلوب القميشي: ففي فجاهد
إبراهيم علوي ــ جدة
الحرقة سكنت هدى الحربي ولم تعد تشعر بطعم الحياة، الأم التي كانت تنظر لابنها ذي العشرين عاما قبل 11 عاما نظرة الأمل، استوطنت أحداقها الدمعة. خدعها واسطة العقد وانفلت في غياهب التشدد.
حينما بدأت ملامح عادل صالح القميشي تبرز احتضنته أمه، تمني النفس بقربه طول العمر، وحين إخضر الفتى تركها واختفى. بكت كثيرا وسألت أكثر ليأتيها صوته متقطعا: أنا في باكستان. صعقت الأم، بكت وصمتت. مرت السنون والصوت المتقطع يجلجل في مسامعها، تناديه على الدوام: عد فلا شيء يعدل حضني. قسى قلب الفتى واستمرأ الهجران.
الأحد الماضي أعلنت وزارة الداخلية قائمة تضم 47 مطلوبا أمنيا، كان ابن هدى الحربي الرقم 19 في القائمة. نظرت صورته واحتضنت الصحيفة. قالت: ألم أقل لك يا بني «ففي فجاهد».
تروي هدى الحربي قصة غياب من بات مطلوبا أمنيا خطرا «غادر على نحو مفاجئ ولم أعلم إين إلا بعد أن أجرى اتصالا هاتفيا يخبرني أنه في باكستان وينوي الجهاد فحاولت ثنيه وعدم التسبب في إيذاء نفسه والآخرين وطلبت منه أن يحفظ نفسه ودينه وأن يعود لرعايتي وأشقائه بعيدا عن الأفكار المضللة».
تؤكد والدة المطلوب الأمني عادل صالح القميشي أن ابنها ذهب وهو صغير «لم يكن يعي ما حوله فهو شاب مندفع نجح الآخرون في التغرير به ولن أسامحهم على ذلك».
وعن اتصالاته المتقطعة بها تقول هدى الحربي «ذكر لي في اتصال أنه تزوج في باكستان ولديه أطفال وطلبت منه العودة إلى الوطن وتسليم نفسه لكي ترعاه دولته ونعتني نحن بأبنائه».
تقول الأم بعينين باكيتين «أنا في شوق كبير إليه وآمل عودته وأن يستفيد كما استفاد آخرون من عفو الدولة وتسامحها مع من ضلوا الطريق الذين سلموا أنفسهم لينعموا بالعيش مع ذويهم ويغتنم الفرصة وأن يسقط في أيدي المضللين الذين جعلوه طعما».
تبكي الأم وتشير إلى أن عادل أكمل مآسيها بعد وفاة زوجها وابنتها وابن لها «ادعو له في صلاتي بالهداية والعودة السريعة وأن امتع عيني به وبرويته لقد كان هادئا وبارا بي وخروجه إلى الخارج بغير رضا مني ولن أقبل حتى يعود إلى رشده ووطنه وأن يبتعد عن المهلكات».
وألمحت والده عادل إلى أنه كان يدرس في كلية المعلمين تخصص شريعة ولم يتبق له سوى سنة دراسية واحدة ويتخرج.
بدوره أشار شقيقه عبدالملك القميشي إلى أنه يأمل من عادل الاهتمام بكلمات والدته وأن تغير من موقفه وأن يعود إلينا فقد أثر رحيله في والدته كثيرا وأصبحت تحمل الكثير من الألم بعد وفاة والدي منذ أعوام ومن ثم وفاة أشقاء لي وأعقبها رحيل عادل دون رضاها لذا أمل منه البر بها والعودة وعليه التنسيق مع سفارة المملكة في باكستان للعودة وأبنائه الثلاثة وزوجته وأوكد له أنه سيجد العناية والاهتمام من الدولة فهي كفيلة به فقد عاد إليها الكثير من المبتعدين عنها وهم الآن يخضعون للبرامج والعناية وقد تزوج من تزوج منهم وعاد آخرون للان
علقت إدارة الدفاع المدني في جدة الدراسة اليوم بسبب الأمطار التي شهدتها المحافظة البارحة. وأكد لـ «عكاظ» مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله جداوي أن إدارته طلبت من إدارات تعليم البنات والبنين إيقاف الدراسة.
وأبان جداوي أن الأمطار تنتقل غزارتها من الشمال نحو الشرق حيث تتوزع فرق الدفاع المدني والأمانة في أحياء أم الخير، قويزة، مخطط عبيد، الأجواد، السامر، والتوفيق. موردا أنه لم ترصد سيول منقولة مع بقاء الفرق في مواقعها تحسبا لجريان الأودية.
مشيرا إلى أنه تم إغلاق عبارات السامر الجنوبية والشمالية لامتلائها بمياه الأمطار.
وأفاد مدير الدفاع المدني بأن المديرية رفعت درجة الاستعداد والجاهزية لمواجهة أي طارئ في 32 مركزا للدفاع المدني، وتسيير عدد من الفرق على المواقع التي من المحتمل تشكل مستنقعات مائية فيها، بالتنسيق مع أمانة جدة عن طريق غرفة العمليات المشتركة.
وفي شأن ذي صلة، تلقت الشؤون الصحية في محافظة جدة البارحة بلاغا من مستشفى السعودي الألماني حول رصد تجمعات للمياه حول المستشفى وذلك كإجراء احترازي الهدف منه توجيه سيارات الإسعاف حيالها.
وأوضح لـ «عكاظ» مدير المحافظة الدكتور سامي باداوود أن المياه حاصرت المستشفى ومستشفى الأطفال في المساعدية دون علميات إخلاء للمرضى.
وكانت الجهات ذات العلاقة قد استنفرت البارحة في جدة عقب هطول الأمطار الغزيرة إلى المتوسطة على مواقع متفرقة من المحافظة بعد أن تطابقت توقعت الأرصاد مع الحالة العامة للأجواء والتي شهدت برقا ورعدا استمر لعدة ساعات تخللها سقوط الأمطار خاصة على الأحياء الشمالية.
وأكد مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله جداوي استنفار طواقم الدفاع المدني وآلياته، مشيرا إلى أن الأمطار كانت غزيرة شمالي جدة ومتوسطة إلى خفيفة على مواقع متفرقة.
وعمد الدفاع المدني إلى نشر فرق الإنقاذ وفرق مراقبة مصبات الأودية لرصد أي سيول منقولة قد تأتي من الشرق.
بدوره، أشار مدير مرور جدة العميد محمد القحطاني إلى أنه تم نشر فرق سير على المواقع الحساسة ذات الكثافة المرورية مع مباشرة النقاط بهدف تسيير الحركة المرورية والتدخل عند الحاجة.
وأكد المتحدث الرسمي للطيران المدني أن حركة الطيران لم تتوقف، وأوقفت حركة الملاحة البحرية في ميناء جدة الإسلامي كإجراء وقائي.
وكانت الأرصاد قد أكدت في تقرير لها هطول أمطار رعدية إلى متوسطة على مناطق مكة المكرمة تشمل الأجزاء الساحلية، المدينة المنورة، الباحة، حائل، والحدود الشمالية والأجزاء الشمالية لوسط وشرق المملكة، مسبوقة برياح نشطة السرعة تؤدي إلى أتربة مثارة خاصة مناطق وسط وغرب المملكة؛ يلي ذلك تحول الرياح إلى شمالية غربية نشطة السرعة تحد من مدى الرؤية الأفقية يصحبها انخفاض ملموس في درجات الحرارة.
وحذرت من تكون خلايا من السحب الرعدية الممطرة على مدينة جدة خاصة الأجزاء الشمالية منها ومكة المكرمة قد ينتج منها سيول منقولة تتجه إلى الشرق قد تصحب بنشاط في الرياح السطحية تصل سرعتها إلى 60 كلم/س تؤدي إلى تدني في مدى الرؤية الأفقية، وهو ماشهدته المنطقة البارحة.
حشد بالمئات يشيع منيرة ضحية بئر شنيف
عبد الله المقاطي، محمد سعيد الزهراني ـ الطائف، فهد الذيابي ـ أم الدوم
شيعت أعداد غفيرة جثمان فتاة بئر شنيف، إذ أديت عليها صلاة الميت في جامع عبد الله بن العباس في محافظة الطائف بعد صلاة الجمعة أمس، ودفنت في مقابر مركز أم الدوم (200 كيلومتر شمال الطائف)، بعد الانتهاء من معاينتها من لجنة من الطب الشرعي.
وجدد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة مواساته لأسرة الفتاة هاتفيا، بعد أن كان مدير الدفاع المدني في الطائف العميد محمد الشهري، ورئيس مركز أم الدوم صقر العريفي نقلا مواساة الأمير خالد الفيصل لأسرة الفتاة أخيرا. وفي السياق ذاته، قال الناطق الإعلامي في شرطة محافظة الطائف الرائد تركي الشهري «الشرطة تسلمت أوراق المتوفاة في بئر أم الدوم بعد أن أحيلت من قبل إدارة الدفاع المدني، لاستكمال ما تبقى من إجراءات»، مقدما تعازي ومواساة شرطة الطائف لذوي الفتاة.
بدورها، بدأت آليات الدفاع المدني وبلدية المويه وأمانة الطائف أمس في تأمين موقع الحادثة عن طريق طمر الآبار الثلاثة (بئر حادثة السقوط، بئر الانتشال، وبئر امتصاص المياه)، والعمل على ردم الحفريات وتسوية الموقع وتطهيره.
من جهته، قال لـ«عكـاظ» مصدر مقرب من الفتاة «أشقاؤها شاهدوا الجثة، مشيرين إلى أن ملامح الفقيدة لم تتغير ولم تتعرض لأي تحلل»، فيما أفاد مصدر في الدفاع المدني أن «الحادثة التي تعتبر نادرة على مستوى العالم نتيجة صعوبتها، استحوذت على اهتمام خبراء عالميين تواصلوا مع الدفاع المدني عبر الإنترنت وتساءلوا عن جميع المستجدات في الحادثة». بدوره، أكد أحد خبراء أرامكو المشاركون في موقع الحادثة أنه «نتيجة صعوبة الحادثة، فجميع الجهات المساندة استفادت من خبرات الدفاع المدني والعكس، إذ إن الخبراء أعدوا تقريرا متكاملا عن الإجراءات التي نفذت للاستفادة منها مستقبليا».
وأشار الخبير إلى أن ارامكو شاركت سريعا بعدما تم طلبها، كما وردها توجيه بالمشاركة في العمليات، مؤكدا تسخير جميع إمكانيات الشركة «لكون الحادثة إنسانية صعبة ووطنية، وتتطلب تكاتف جميع الجهات المشاركة».
هدى الحربي تستصرخ ابنها المطلوب القميشي: ففي فجاهد
إبراهيم علوي ــ جدة
الحرقة سكنت هدى الحربي ولم تعد تشعر بطعم الحياة، الأم التي كانت تنظر لابنها ذي العشرين عاما قبل 11 عاما نظرة الأمل، استوطنت أحداقها الدمعة. خدعها واسطة العقد وانفلت في غياهب التشدد.
حينما بدأت ملامح عادل صالح القميشي تبرز احتضنته أمه، تمني النفس بقربه طول العمر، وحين إخضر الفتى تركها واختفى. بكت كثيرا وسألت أكثر ليأتيها صوته متقطعا: أنا في باكستان. صعقت الأم، بكت وصمتت. مرت السنون والصوت المتقطع يجلجل في مسامعها، تناديه على الدوام: عد فلا شيء يعدل حضني. قسى قلب الفتى واستمرأ الهجران.
الأحد الماضي أعلنت وزارة الداخلية قائمة تضم 47 مطلوبا أمنيا، كان ابن هدى الحربي الرقم 19 في القائمة. نظرت صورته واحتضنت الصحيفة. قالت: ألم أقل لك يا بني «ففي فجاهد».
تروي هدى الحربي قصة غياب من بات مطلوبا أمنيا خطرا «غادر على نحو مفاجئ ولم أعلم إين إلا بعد أن أجرى اتصالا هاتفيا يخبرني أنه في باكستان وينوي الجهاد فحاولت ثنيه وعدم التسبب في إيذاء نفسه والآخرين وطلبت منه أن يحفظ نفسه ودينه وأن يعود لرعايتي وأشقائه بعيدا عن الأفكار المضللة».
تؤكد والدة المطلوب الأمني عادل صالح القميشي أن ابنها ذهب وهو صغير «لم يكن يعي ما حوله فهو شاب مندفع نجح الآخرون في التغرير به ولن أسامحهم على ذلك».
وعن اتصالاته المتقطعة بها تقول هدى الحربي «ذكر لي في اتصال أنه تزوج في باكستان ولديه أطفال وطلبت منه العودة إلى الوطن وتسليم نفسه لكي ترعاه دولته ونعتني نحن بأبنائه».
تقول الأم بعينين باكيتين «أنا في شوق كبير إليه وآمل عودته وأن يستفيد كما استفاد آخرون من عفو الدولة وتسامحها مع من ضلوا الطريق الذين سلموا أنفسهم لينعموا بالعيش مع ذويهم ويغتنم الفرصة وأن يسقط في أيدي المضللين الذين جعلوه طعما».
تبكي الأم وتشير إلى أن عادل أكمل مآسيها بعد وفاة زوجها وابنتها وابن لها «ادعو له في صلاتي بالهداية والعودة السريعة وأن امتع عيني به وبرويته لقد كان هادئا وبارا بي وخروجه إلى الخارج بغير رضا مني ولن أقبل حتى يعود إلى رشده ووطنه وأن يبتعد عن المهلكات».
وألمحت والده عادل إلى أنه كان يدرس في كلية المعلمين تخصص شريعة ولم يتبق له سوى سنة دراسية واحدة ويتخرج.
بدوره أشار شقيقه عبدالملك القميشي إلى أنه يأمل من عادل الاهتمام بكلمات والدته وأن تغير من موقفه وأن يعود إلينا فقد أثر رحيله في والدته كثيرا وأصبحت تحمل الكثير من الألم بعد وفاة والدي منذ أعوام ومن ثم وفاة أشقاء لي وأعقبها رحيل عادل دون رضاها لذا أمل منه البر بها والعودة وعليه التنسيق مع سفارة المملكة في باكستان للعودة وأبنائه الثلاثة وزوجته وأوكد له أنه سيجد العناية والاهتمام من الدولة فهي كفيلة به فقد عاد إليها الكثير من المبتعدين عنها وهم الآن يخضعون للبرامج والعناية وقد تزوج من تزوج منهم وعاد آخرون للان