همس الحنين
بنت الجنوب
ان الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
تمر الأمة الإسلامية هذه الأيام بحدث عظيم يرجع إلى الأمم الماضية ، وهو يوم عاشوراء، فأحببت في هذه العجالة أن أذكر أهم الوقفات :
1 ـ يوم عاشوراء تذكير لأهل الأرض عامة بنصرة الله لأوليائه، وهذا يجدد في النفس كل سنة البحث عن هذه النصرة وأسبابها.
2 ـ يوم عاشوراء تذكير لأهل الأرض عامة بهزيمة الله لأعدائه، وهذا يجدد في النفس الأمل ويبعث التفاؤل.
3 ـ يوم عاشوراء دليل على تنوع النصر بالنسبة للمسلمين، فقد لا يكون النصر على الأعداء بهزيمتهم والغنيمة منهم، بل أحياناً يكون النصر عليهم بهلاكهم وكفاية المسلمين شرهم كما حدث مع موسى عليه السلام، وكما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم في الخندق.
4 ـ يوم عاشوراء يدل على أن الأنبياء بعضهم أولى ببعض كما في رواية "أنا أولى بموسى منكم".
وهذه الولاية لاتحادهم في الدين والرسالة.
5 ـ صيام يوم عاشوراء يدل أن هذه الأمة أولى بأنبياء الأمم السابقة من قومهم الذين كذبوهم، ويدل لذلك رواية الصحيحين "أنتم أحق بموسى منهم".
وهذا من مميزات الأمة المحمدية عند الله، ولذلك يكونون شهداء على تبليغ الأنبياء دينهم يوم القيامة.
6 ـ من تأمل الأحاديث في يوم عاشوراء تبين له أن أصل مخالفة المسلمين للمشركين أمر متقرر عند الصحابة، ويدل لذلك أنهم لما علموا صيام أهل الكتاب مع صيامهم مباشرة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: "إن اليهود والنصارى يصومون هذا اليوم" فكأنهم قالوا: أنت يا رسول الله علمتنا مخالفة اليهود والنصارى، وهم الآن يصومون، فكيف نخالفهم؟.
7 ـ أمر النبي صلى الله عليه وسلم "أن يصام يوم قبله أو يوم بعده" رواه أحمد في المسند .
8 ـ يوم عاشوراء يربي المسلم على أخوة الدين فقط، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "أنتم أحق بموسى منهم" وما ذلك إلا لرابطة الدين التي بيننا، و إلا فإن أهل الكتاب أقرب لموسى عليه السلام من حيث النسب.
9 ـ يوم عاشوراء تأكيد على وجوب مخالفة هدي المشركين حتى في العبادة .
10 ـ يوم عاشوراء حدث تأريخي في حياة البشرية، ونقطة تحول في حرب الإيمان مع الكفر، ولذلك كانت حتى الأمة الجاهلية تصومه، كما قالت عائشة "رضي الله عنها": "أن قريشاً كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية" متفق عليه بل حتى الأمة الكتابية كانت تصوم هذا اليوم، وتتخذه عيداً كما ثبت في الصحيحين.
فضل صيام عاشوراء :
أولاً: صيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله )رواه مسلم .
ثانياً: تكفير الذنوب الحاصل بصيام يوم عاشوراء المراد به الصغائر أما الكبائر تحتاج إلى توبه خاصه .
قال النووي رحمه الله :
صوم يوم عرفه كفارة سنتين ويوم عاشوراء كفارة سنة وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ماتقدم من ذنبه . كل واحد من هذه المذكورات صالح لتكفير فإن وجد مايكفره من الصغائر كفره وإن لم يصادف صغيره ولا كبيرة كتبت به حسنات ورفعت له به درجات وإن صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغائر رجونا أن تخفف من الكبائر المجموع الشرح المهذب .
فائدة :
الفتاوى الكبرة
قال شيخ الإسلام: صيام يوم عاشوراء كفارة سنة ولا يكره إفراده بالصوم
وفي تحفة المحتاج
قال ابن حجر الهيتمي:عاشوراء لابأس بإفراده
"يجوز صيام يوم عاشوراء يوماً واحداً فقط لكن الأفضل صيام يوم قبله أو يوم بعده،
وهي السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :"لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" رواه مسلم.
هذه بعض الفوائد والوقفات أسأل الله أن ينفعنا بها، وأن يتولانا بحفظه، وأن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.