همس الحنين
بنت الجنوب
مدح المرأة لزوجها أمام الآخرين.. حسن نية أم «عقدة نقص»!
جلسات النساء لا تخلو من مدح إحداهن لزوجها
تبوك، تحقيق- نورة العطوي
يستمتع عدد من الزوجات بالحديث عن الكثير من جوانب حياتهن الزوجية، لاسيما تلك الجوانب التي يجب أن تكون مغلفة بطابع الصمت والكتمان لخصوصيتها، وعدم جدوى الحديث بتفاصيلها.
ولعل كثيرا من الزوجات ممن لا يتوقفن عن الحديث عن مدح أزواجهن في الكثير من المجالس النسائية، لنجد الواحدة منهن تتكلم عن أدق تفاصيل علاقتهما العاطفية والرومانسية، وعن حنانه وطيبته وكرمه وشكله وثروته المالية، وكيف أنه لا يرفض لها طلبا، بل لا يستطيع العيش بدونها، وغير ذلك من أمور خاصة بالزوج، بحيث يمكن للمستمعات لها أن يعرفن "تاريخ" هذا الزوج المثالي، وربما أطربها أيضاً ثناؤهن ومدحهن لها بقولهن: "يا حظك بزوجك!"، فهل مثل هذا التصرف نابع من شدة الحب الحقيقي للزوج؟، بحيث يكون الحديث عنه هو المحور الأول للزوجة أينما تواجدت، أم أنه بسبب "غباء فطري" أو حسن نية أو وسيلة للتباهي والتفاخر، بلاشك الأسباب والدوافع مختلفة باختلاف المواقف والآراء المشاركة في هذا التحقيق.
يطيب لهن الحديث
في البداية تحدثت السيدة "خديجة المسعودي" عن تلك الإشكالية قائلةً: هناك العديد من الزوجات اللواتي يطيب لهن الحديث عن أزواجهن، فتذكر محاسنه وطيب أخلاقه في تعامله معها، وكيف أنه يدللها ولا يرفض لها طلبا، بل وتسرد القصص والحكايات عما يفعله معها ومع أبنائه من البر والإحسان، وربما تناديه باسم الدلع، إذا حدثته في الجوال أمامهن، وبالطبع لن تنسى ترقيق صوتها وتحريك شعرها وإشعال كلماتها، مضيفةً أنه في حال أرسل الزوج رسالة جوال بحضورهن فإن تلك الزوجة تستعرضها بكل غرور أمامهن، وإذا كانت هدية رأتها جميع الحاضرات وعرفن قصتها.
ويلات العين
وتقول "ثريا مشرف": أنا ضد من تتحدث عن زوجها كثيراً، بل وتذكر طريقة معاملته وصفاته بمناسبة وبدون مناسبة، ودون النظر عن حال من تحدثها، فربما تكون من تحدثها زوجة متعبة مع زوجها وصبورة وكتومة، أو أنها مطلقة أو أرملة أو تعاني من طلاق عاطفي وجفاف مشاعر مع زوجها، والنتيجة هنا فهي إما أنها سوف تكسر نفوس تلك النساء وتدخل الحزن عليهن بطريقة مقصودة أو غير مقصودة، أو أنها تفسد حياة امرأة أخرى بتفاخرها بما يصنع زوجها، والذي نعلم أنه في كثير من الأحيان لن يخلو من المبالغة، فلا تعود تلك المرأة المستمعة ترضى بزوجها وبما يقدمه لها، وإن لم يكن هذا ولا ذاك فمن الممكن أن تجر على نفسها ويلات العين والحسد فتخسر سعادتها مع زوجها ومع نفسها.
خطر الخيانة
وأضافت أنا هنا لا أشجع أن نجعل العين والحسد مشجباً لتعليق كل ما يحدث لنا، لكن أيضاًَ لا ننكر أنهما حق أثبته الشرع، ولا أنسى خطر الخيانة، فربما هي بكثير تفاخرها بزوجها ومبالغتها في ذلك، تدفع صديقة غير متزوجة إلى خيانتها لأجل أن تحصل على هذا الزوج المحب، وتشاركها فيه، وكم سمعنا من القصص الواقعية ما يدل على ذلك.
فداحة الهذرة
وتشير "نهلة سليم" إلى أن الزوجة التي تمدح لصديقتها تفاصيل معاملة زوجها الطيب والحنون والكريم معها، فإنها تسمح لها من دون أن تشعر بأن تجنح بخيالها، وتتمنى لو كانت مكان هذه الزوجة، خصوصاً إذا كانت لم تتزوج بعد، أو تعاني مشاكل في علاقتها بزوجها، مضيفةً أنه لن تشعر الزوجة بفداحة تلك "الهذرة"، حتى تستيقظ على صدمة نفسية عندما تكتشف وجود علاقة خفية بين تلك الصديقة والزوج، وقد يصل الأمر إلى أن تجد الزوجة نفسها مطلقة وصديقتها حلت مكانها.
عقدة نقص
وأضافت أنه من خلال تجمعاتنا النسائية أستطيع أن أصف موقف الزوجات في مسألة مدح الزوجة لزوجها، حيث تفضل البعض منهن اظهار عكس ما تعيشه، وهؤلاء يخفن من العين والحسد، لذلك نجدهن دائمات الشكوى والتظاهر بعدم الرضا، على الرغم من كونهن سعيدات مع أزواجهن ذاكرةً أن هذا التصرف حتى لا تحسدنهن الأُخريات، في حين أن البعض الآخر من يتحدثن عن كل صغيرة وكبيرة يفعلها أزواجهن، إما عن حسن نية أو قد يكون محاولة منهن للتباهي أمام الأخريات بمدى حب أزواجهن لهن، أو ربما نتيجة وجود "عقدة نقص"، يحاولن تعويضها من خلال لفت انتباه الأخريات إليهن.
اختلاف الآراء
وتذكر "نجلاء الحمد" أن الآراء مختلفة ومتباينة في أمر مدح أو انتقاص الزوجة لزوجها أمام الآخرين، لافتةً إلى أن بعض الزوجات من فرط غيرتها على زوجها، فإنها لا تألو جهداً في سبه ومنقصته، بدعوى أنها تريد صرف نظر البنات عن زوجها، فتجدها تقول عنه: عنيد وبخيل وغير متفهم، ويبقى دائماً الحل المثالي هو التزام الصمت وعدم ذكر طاريه سواء بالزين أو الشين.
ثرثرة فارغة
أما "سماح" فتقول: إن الزوجة قد تذكر بعض مزايا زوجها من باب شكر النعم أو الثناء عليه، ومدحه أمام أهلها وأهله، وهذا لا ضير فيه، مؤكدةً أنها حريصة على ذكر مزايا زوجها لوالدتها فقط، وذلك حتى يطمئن قلبها بأنها تعيش حياة سعيدة، كما تتمنى كل أم لابنتها، في حين ترى في حديث الزوجات عن أزواجهن أمام الصديقات والجارات "ثرثرة" فارغة، لا تخرج غالباً عن حب التفاخر والتباهي بالزوج المحب والحنون والكريم، وهذه الثرثرة تطال حتى أن الفتيات المقبلات على الزواج، حيث نجد أنه بمجرد أن يتم عقد قرانها تبدأ بالحديث لصديقاتها عن صفاته، وتنقل لهن تفاصيل لقائها به، بما في ذلك الحوارات الجانبية بينها وبين عريسها من محبة وغزل.
ليش أنا محرومة؟
وتشير "عائشة عيد" الى أن حديث المرأة عن مزايا زوجها واهتمامه وتدليله لها، قد يجعل من تستمع إليها تشعر بالنقص، لأنها تشعر بفقدانها لذلك، مما يثير بداخلها الغيرة والحسد والصراع النفسي، كأن تقول: "ليش أنا محرومة؟"، فتنفس عن حرمانها باختلاق خلافات مستمرة مع زوجها، متذرعة بأتفه الأسباب؛ لأنها تشعر أنه لا يلبي احتياجاتها العاطفية والجسدية، في الوقت الذي ترى فيه أن صديقتها في غاية السعادة مع زوجها، مؤكدةً على أن الحياة مليئة بالأمثلة والقصص التي دمرت الكثير من البيوت، بل وأوصلت الزوجين إلى الطلاق؛ نتيجة مدح الزوج أمام الأخريات، ومن هنا بدأت المشكلة.
طلقها زوجها
وهذا ما تؤكد عليه "منيرة السعيد"، حيث ذكرت أن شقيقتها انفصلت عن زوجها بسبب مدح صديقاتها لأزواجهن، وافتقادها للكثير من الصفات الجميلة التي يتحدثن عنها في زوجها، فكانت تشكو من عدم قدرة زوجها على الذهاب بها للسياحة كما يفعل أزواج صديقاتها، وكثيراً ما تصرخ في وجهه إذا رأت لباس صديقاتها ومجوهراتهن، أو هدايا أزواجهن، مما جعلها تشعر أنه زوج بخيل وغير رومانسي، بل لا يحرص على التعبير عن حبه لها، فتأزمت الأمور بينهما حتى وصلت الى الطلاق.
لاعت كبودنا
وتقول "سعاد": إنها تتذمر هي والحاضرات من كثرة مدح صديقتهم لزوجها، لدرجة أننا نشم رائحة المبالغة والكذب فيها، بل ونستغرب كثيراً من حرصها على ذكر ذلك في كل لقاء يجمعنا بها، وحين وصلنا إلى درجة الملل من هذا الحديث الفاضي قالت لها إحدى الحاضرات وبصراحة تامة: "خلاص درينا أنه أفضل زوج في العالم"، و"لاعت كبودنا من طاريه"، ومن بعدها أصبحت تتجنب الحديث عنه، معتبرةً أن التفاخر ومدح الزوج، فيه إفشاء لخصوصية الحياة الزوجية، مما يقلل من قدر المرأة واحترامها أمام الناس.
عصابة تختطف سعوديا في لبنان وتطالب بفدية 120 ألف دولار
حفرالباطن – فهد جارالله المريخي
تعرض مواطن سعودي للاختطاف أثناء تواجده في الجمهورية اللبنانية في نهاية الأسبوع الماضي على يد عصابة لبنانية ومطالبة ذويه بدفع فدية مقدارها 120 ألف دولار أمريكي للإفراج عنه، من جانبه أكد السفير السعودي في بيروت الأستاذ علي عسيري صحة الواقعة مشيرا بأن السفارة قد تلقت بلاغا من شقيقه المختطف عن تعرضه للاختطاف، وعلى الفور تم إبلاغ السلطات الأمنية في لبنان عن الحادثة، تم تشكيل فريق تحقيق من قبل السفارة والسلطات الأمنية اللبنانية للبحث عن المواطن والتوصل إلى الجناة مضيفا بأن السفارة تبدي اهتمامها وحرصها بكل مواطن. فيما كشفت معلومات بأن المواطن من سكان محافظة حفرالباطن وقد سافر الأسبوع الماضي لجمهورية لبنان لقضاء إجازته السنوية.
«كوكا كولا»: نأسف للإزعاج.. سنسحب أكوابنا لأن بها مواد مسرطنة!!
د.عبدالله بن ابراهيم السدحان
تبذل شركات الأغذية الكبرى جهودا تسويقية وتنفق مبالغ كبيرة بهدف زيادة استهلاك منتجاتها، وقد كشف رئيس مجلس إدارة شركة كوكا كولا العالمية أن هناك تركيزا منصبا على منطقة الشرق الأوسط، والسعودية تحديدا، نتيجة لما تمثله من سوق قوية ونامية، موضحا أن استهلاك الفرد السعودي يصل إلى 350 عبوة من مشروب الشركة سنويا، واصفا هذا المعدل بأنه يمثل رابع أكبر استهلاك على مستوى العالم.
ولكن هذه الجهود التسويقية على مستوى العالم قد تأتي بمردود عكسي، فقد أعلنت شركة المشروبات الغازية "كوكا كولا" عن سحبها طوعا 22 ألف مجموعة من الأكواب التي تباع في المتاجر وعبر شبكة الإنترنت منذ شهر مارس الماضي، وذلك لاحتوائها على مادة "الكادميوم" التي تعتبر مادة تسبب السرطان، لكنها أكدت أن المستويات المكتشفة "لا تشكل خطرا على الصحة لأنها منخفضة جدا".
وأوضحت الشركة في بيان لها أنها قررت اللجوء إلى عملية السحب الطوعي هذه "لأسباب تتعلق بالجودة"، مشيرة إلى أن "أحد الأكواب التي صممت لتأتي شبيهة بعبوة كوكا كولا، لا يتوافق مع متطلباتنا النوعية. وختمت "نأسف للإزعاج الذي تسببنا به لعملائنا".
ويذكرنا ذلك بسلسلة المطاعم الشهيرة التي سحبت 13 مليون كوب في شهر يونيو الماضي، رسمت عليها شخصية الغول الأخضر "شريك" وشخصيات أخرى من الرسوم المتحركة التي تحمل الاسم نفسه (شريك)، وذلك لأن الطلاء المستخدم يحتوي أيضا على مادة "كادميوم".
الإرهابيون يقودون حملات لتشويه سمعة الإعلاميين تمهيداً لاستهدافهم
د. عيسى الغيث
الرياض - هيام المفلح
دعا القاضي الدكتور عيسى الغيث إلى انتهاج الرد العكسي على قضية استهداف الإعلاميين بالاغتيالات والتفجيرات ضمن مخططات الإرهابيين في الخلايا التي تم القبض عليها مؤخراً، وذلك بوضع برامج إعلامية مرئية ومسموعة ومقروءة وعبر الإنترنت ورسائل الجوال والبريد الإلكتروني لمواجهة الفكر الضال بالحجة والبرهان وتفكيك بنائهم الفكري وبشكل دائم وممنهج . مؤكداً أن هذا الاستهداف إنما هو دليل على إدراك الإرهابيين لأهمية الدورالذي يلعبه الإعلاميون في المعركة ضد الإرهاب، والذي لا يقل أهمية عن دور الأمنيين، معتبراً أن حملات التعبئة التي سعت إلى تشويه سمعة الإعلاميين شاركت في تهيئة الأجواء لاستهدافهم، بهدف إخافة الكاتب ليسكت وإخافة الصحفي ليجبن .
يهدفون إخافة الكاتب ليسكت والصحفي ليجبن.. والإعلاميون يقومون بواجبات شرعية في الاحتساب والنصيحة
ويرى د. الغيث أن الإعلاميين اليوم يقومون بواجبات شرعية في الاحتساب والنصيحة ومكافحة الفساد، وهذه هي الحسبة الحقيقية، وليست تلك الغوغائيات والمشاغبات الميدانية والقضائية التي خرجت على أصول التشريع وأوامر الإمام .
وأوضح أن الإرهابيين في البداية شرعوا في التفجير من باب إنكار المنكر بزعمهم وبدافع التغيير باليد وكل ذلك جاء بمبرر التكفير المبيح لتلك الأعمال، وحينما وقف ضدهم رجال الأمن بالمرصاد انتقلوا في مرحلتهم الثانية إلى الانتقام ممن يكافحهم بدلاً من مرحلتهم الأولى التي يزعمون أنهم يستهدفونها لله، ثم حينما دخل في المعركة ضد الإرهاب رجال الإعلام جعلوهم ضمن المستهدفين، وذلك لتحقيق هدفين أعلاهما تحقيق التفجيرات لمرافق الإعلام والاغتيالات لرجاله وحينما لا يتحقق هذا الهدف فلديهم هدف أدنى يتحقق ولو بدون عمليات ميدانية حين يهاب الإعلاميون لكونهم مستهدفون.
وفي نفس الوقت دعا د. الغيث إلى محاسبة أنفسنا، فإذا لم نصارح أنفسنا وبلا مجاملات فلن تنته هذه الموجة الإرهابية بسهولة، ومن هذا المنطلق يحلل د. الغيث استهداف الإعلاميين وسببه، فحينما يكون هذا التحليل عبر بحوث علمية ودراسات ميدانية فبكل تأكيد سنجد أن قوة الإعلام المكافح للإرهاب هو السلاح القوي ضد تطرفهم العسكري المبني على التطرف الفكري، وحتى العمليات الأمنية الاستباقية تعظم نجاحاتها وتفت في عضد الإرهابيين حينما يتم تناولها إعلامياً بهذا الشكل الممنهج، لذا نجد الإرهابيين ينشطون في الإعلام الإلكتروني لمعرفتهم بأهميته وخطورته.
الإعلام المكافح للإرهاب سلاح قوي ضد تطرفهم العسكري والفكري
ويذكر د. الغيث عدة أسباب أخرى تدفع الإرهابيين لاستهداف الإعلاميين وذلك بالنظر لكل إرهابي وكيف نما في فكره هذا الهدف، ولماذا خططت قياداتهم لهذا الاستهداف، وسنجد أن من أهم الأسباب وجود الأرضية الفكرية في بعض المجتمع والتي هيئت لهذا الاستهداف، فمثلاً نجد أن هناك علماء ومفكرين ومثقفين وقفوا ضد الإرهاب ولكنهم لم يكونوا مستهدفين بشكل واضح وإن كانوا ضمن الخيارات، لكن الإعلاميين استهدفوا بشكل صريح، وهذا يعود لكثرة تسميم سمعتهم داخلياً من بعض الأشخاص وتشويه حقيقتهم والطعن في إيمانهم، فتجد من يسميهم جنود الشيطان ويصفهم بالمنافقين والتجييش ضد أصحاب الفضائيات وكتاب الصحف وعموم الإعلاميين، فهناك فئة لا تمل من تشويه سمعة الإعلام والإعلاميين وأنهم منافقون وتغريبيون وعملاء وهكذا في أوصاف دائمة ومتسلسلة لا تنتهي، مما جعل الشباب المتحمس المهيج والمجيش يكون لقمة سائغة في يد الإرهاب الداخلي والخارجي، ولذا فكل جريمة لا تأتي فجأة وإنما لها نواة بني عليها تراكمات فكرية نظرية ثم تحولت إلى ميدانية تطبيقية.
وكمثال على هذا الأمر يذكر د. الغيث – من تجربة شخصية أنه حينما دافع عن الإعلاميين في بعض البرامج التي شارك فيها سواء مرئية أو مقروءة وجد بعض الناس يهاجمه لقاء مدحه ودفاعه عنهم، وحينما تأمل سبب هذه الأفكار وجدها نتيجة تعبئة فكرية مكثفة عبر الكثير من المتحدثين والكتبة حتى بدا للسامع لهم أن هؤلاء الإعلاميين ما هم إلا أعداء ومنافقون كما هو التعبير الدارج لديهم، وحينما تأمل دافع هذه الحملة وجدها بسبب أن بعض الإعلاميين والكتبة لا يوافقون هؤلاء المحرضين في آرائهم، ومعنى هذا أن من ليس معهم في آرائهم فهو منافق وعدو للإسلام والمسلمين، ولنأخذ مثلاً فتاوى التكفير وبيانات التضليل التي امتلأت بها مواقع الإنترنت وهي صادرة من الداخل فرادى وجماعات، وعليه فمن الطبيعي أن يخرج لنا نتيجة تلك التعبئة الفكرية شباب يسعون لاغتيال من أطلق عليهم "جنود الشيطان ومنافقون وتغريبيون وعملاء".
وهذا هو الثالوث - حسب قوله - حيث يبدأ بالتنظير ثم التكفير ثم التفجير سواء بعملية اغتيال أو بعملية انتحارية، وما جريمة محاولة اغتيال الأمير المجاهد المرابط محمد بن نايف إلا دليل على هذا، ونحن حينما نصارح بهذا الكلام فيقول المريبون بأنه استعداء وكاد المريب أن يقول خذوني.
والواقع أننا نكافح مخرجات خطوط الإنتاج الفكري بإحباط عملياته وتوقيف كوادره البشرية وموارده المالية ولكن يبقى المصنع الذي ينتج لنا التنظيرات، في حين أن صاحب المعمل الفكري المتطرف قابع في بيته وبين زوجاته وأولاده، ومثلهم ((كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر، فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين))، ولذا فمهما قلمنا من أظافرهم وخلعنا من أنيابهم فلا تزال القلوب التنظيرية تضخ الدماء لتنمية المزيد من الأنياب والمخالب.
ويذكر د. الغيث في العام الماضي حينما قامت تلك الحملة الهوجاء ضد كاوست وبعدها بأيام خرج الربيش كمتحدث عن القاعدة يهدد بتفجير الجامعة لأنه وجد الأرضية الخصبة حيث جاء وكأنه المخلص، مما جعلنا نرصد الكثير من الترحيبات لهذا التهديد، وفرق بين حق حرية التعبير عن الرأي تجاه أي أمر ومدى حقها من باطلها وبين إعلانه وتهييج الناس نحوه وتجييش المريدين ضده مع أنه لن يحقق الهدف، وهكذا الكثير من الأمثلة يرغي ويزبد هؤلاء وتنتهي المرحلة ولم يتغير شيء، بل خسروا أنفسهم، واستفزوا غيرهم، وحرضوا السفهاء بلا مبرر ولا فائدة، بل بنتائج سيئة نعيش اليوم في أتونها.
كما أن هذا الواقع – بنظر د. الغيث - يعني بأن هناك مشكلة في جهة الإرشاد الفكري للشباب، فطرف يهيج، وطرف يسكت، وندر من يرشد بحكمة، ولذلك خرجنا بهذه النتائج. مضيفاً "حسبي أنني حينما أقول هذا الكلام فلدي خبرة متراكمة تزيد عن ربع قرن، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن نسكت عن بيان الحقيقة مهما كلفنا الثمن، لذا يجب أن نجفف المنابع الحقيقية ونستأصل الأرضيات الخصبة لئلا تستزرع المزيد من الكوادر الإرهابية، ويكفي أن التنظير بالفتوى والرأي المكتوب والمنطوق هو الذي يجلب الموارد المالية والكوادر البشرية، ولا تجد أي ريال دفع أو شاب جند إلا بتأصيل فكري منحرف وراءه، رجال ضالون مضللون، وأصبحت الغربة لمن يتشجعون ويقولون الحقيقة لأنهم اختاروا سلامة المنهج لا منهج السلامة، ولذا وجدنا علماءنا الحكماء في مقدمة المكافحين لهذا الفكر المتطرف، وعلى رأسهم اليوم سماحة شيخنا الوالد عبدالعزيز آل الشيخ المفتي العام والذي رأيناه في مكة أثناء الحج يقول عن الإعلاميين بأنهم إخوتنا وأبناؤنا ولم يقل بأنهم جنود الشيطان أو منافقين، ولذا وجدنا التجاوب الإيجابي من قبل إخوتنا الإعلاميين تجاه كلام سماحته وكذلك كلام الكثير من أعضاء هيئة كبار العلماء كفضيلة الشيخ عبدالله بن منيع وغيره من مشايخنا الأجلاء" .
وأثنى د. الغيث على الواجبات الشرعية التي يقوم بها الاعلاميون اليوم والتي تمثل الحسبة الحقيقية، المناقضة لتلك المشاغبات الميدانية والقضائية التي خرجت على أصول التشريع وأوامر الإمام وحرضت الناس على الأنظمة ومنها على سبيل المثال يذكر ما يكرره الكثير من هؤلاء بالمطالبة بأن تكون محاكمة الإعلاميين لدى المحاكم وليست لدى اللجنة المختصة في وزارة الثقافة والإعلام، وكأن الإعلاميين أعداء لا إخوة في الدين والوطن، مع أن اللجنة هي مرحلة أولى وبعدها تنتقل القضية إلى القضاء الإداري لدى ديوان المظالم، ومع أن هذا الأمر مؤصل شرعياً وقانونياً إلا أن له أيضاً نظائر واقعية فهيئة الأمر بالمعروف مثلاً لا تحيل كل وقوعاتها إلى القضاء ومع ذلك لم يشكك فيها، وكذلك الكثير من التظلمات تمر على لجان وجهات تفرزها وتسعى في الصلح لها وتقرر ما تراه تجاهها ومرجع الجميع القضاء الشرعي.
ويختم د. الغيث مؤكداً أن تلك التعبئة ضد الإعلاميين في تشويه سمعتهم من جهة والسعي في الترهيب بمحاكمتهم من جهة شارك في تهيئة الأجواء لمن يسعى في استهدافهم، فهؤلاء الذين يزايدون على دين البلاد والعباد ويشككون في إيمان غيرهم وكأنهم يوزعون صكوك الجنة والنار فهم الذين يفرخون لنا الإرهاب وهم الذين يصنعون لنا نواة التطرف القولي والفعلي، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
جلسات النساء لا تخلو من مدح إحداهن لزوجها
تبوك، تحقيق- نورة العطوي
يستمتع عدد من الزوجات بالحديث عن الكثير من جوانب حياتهن الزوجية، لاسيما تلك الجوانب التي يجب أن تكون مغلفة بطابع الصمت والكتمان لخصوصيتها، وعدم جدوى الحديث بتفاصيلها.
ولعل كثيرا من الزوجات ممن لا يتوقفن عن الحديث عن مدح أزواجهن في الكثير من المجالس النسائية، لنجد الواحدة منهن تتكلم عن أدق تفاصيل علاقتهما العاطفية والرومانسية، وعن حنانه وطيبته وكرمه وشكله وثروته المالية، وكيف أنه لا يرفض لها طلبا، بل لا يستطيع العيش بدونها، وغير ذلك من أمور خاصة بالزوج، بحيث يمكن للمستمعات لها أن يعرفن "تاريخ" هذا الزوج المثالي، وربما أطربها أيضاً ثناؤهن ومدحهن لها بقولهن: "يا حظك بزوجك!"، فهل مثل هذا التصرف نابع من شدة الحب الحقيقي للزوج؟، بحيث يكون الحديث عنه هو المحور الأول للزوجة أينما تواجدت، أم أنه بسبب "غباء فطري" أو حسن نية أو وسيلة للتباهي والتفاخر، بلاشك الأسباب والدوافع مختلفة باختلاف المواقف والآراء المشاركة في هذا التحقيق.
يطيب لهن الحديث
في البداية تحدثت السيدة "خديجة المسعودي" عن تلك الإشكالية قائلةً: هناك العديد من الزوجات اللواتي يطيب لهن الحديث عن أزواجهن، فتذكر محاسنه وطيب أخلاقه في تعامله معها، وكيف أنه يدللها ولا يرفض لها طلبا، بل وتسرد القصص والحكايات عما يفعله معها ومع أبنائه من البر والإحسان، وربما تناديه باسم الدلع، إذا حدثته في الجوال أمامهن، وبالطبع لن تنسى ترقيق صوتها وتحريك شعرها وإشعال كلماتها، مضيفةً أنه في حال أرسل الزوج رسالة جوال بحضورهن فإن تلك الزوجة تستعرضها بكل غرور أمامهن، وإذا كانت هدية رأتها جميع الحاضرات وعرفن قصتها.
ويلات العين
وتقول "ثريا مشرف": أنا ضد من تتحدث عن زوجها كثيراً، بل وتذكر طريقة معاملته وصفاته بمناسبة وبدون مناسبة، ودون النظر عن حال من تحدثها، فربما تكون من تحدثها زوجة متعبة مع زوجها وصبورة وكتومة، أو أنها مطلقة أو أرملة أو تعاني من طلاق عاطفي وجفاف مشاعر مع زوجها، والنتيجة هنا فهي إما أنها سوف تكسر نفوس تلك النساء وتدخل الحزن عليهن بطريقة مقصودة أو غير مقصودة، أو أنها تفسد حياة امرأة أخرى بتفاخرها بما يصنع زوجها، والذي نعلم أنه في كثير من الأحيان لن يخلو من المبالغة، فلا تعود تلك المرأة المستمعة ترضى بزوجها وبما يقدمه لها، وإن لم يكن هذا ولا ذاك فمن الممكن أن تجر على نفسها ويلات العين والحسد فتخسر سعادتها مع زوجها ومع نفسها.
خطر الخيانة
وأضافت أنا هنا لا أشجع أن نجعل العين والحسد مشجباً لتعليق كل ما يحدث لنا، لكن أيضاًَ لا ننكر أنهما حق أثبته الشرع، ولا أنسى خطر الخيانة، فربما هي بكثير تفاخرها بزوجها ومبالغتها في ذلك، تدفع صديقة غير متزوجة إلى خيانتها لأجل أن تحصل على هذا الزوج المحب، وتشاركها فيه، وكم سمعنا من القصص الواقعية ما يدل على ذلك.
فداحة الهذرة
وتشير "نهلة سليم" إلى أن الزوجة التي تمدح لصديقتها تفاصيل معاملة زوجها الطيب والحنون والكريم معها، فإنها تسمح لها من دون أن تشعر بأن تجنح بخيالها، وتتمنى لو كانت مكان هذه الزوجة، خصوصاً إذا كانت لم تتزوج بعد، أو تعاني مشاكل في علاقتها بزوجها، مضيفةً أنه لن تشعر الزوجة بفداحة تلك "الهذرة"، حتى تستيقظ على صدمة نفسية عندما تكتشف وجود علاقة خفية بين تلك الصديقة والزوج، وقد يصل الأمر إلى أن تجد الزوجة نفسها مطلقة وصديقتها حلت مكانها.
عقدة نقص
وأضافت أنه من خلال تجمعاتنا النسائية أستطيع أن أصف موقف الزوجات في مسألة مدح الزوجة لزوجها، حيث تفضل البعض منهن اظهار عكس ما تعيشه، وهؤلاء يخفن من العين والحسد، لذلك نجدهن دائمات الشكوى والتظاهر بعدم الرضا، على الرغم من كونهن سعيدات مع أزواجهن ذاكرةً أن هذا التصرف حتى لا تحسدنهن الأُخريات، في حين أن البعض الآخر من يتحدثن عن كل صغيرة وكبيرة يفعلها أزواجهن، إما عن حسن نية أو قد يكون محاولة منهن للتباهي أمام الأخريات بمدى حب أزواجهن لهن، أو ربما نتيجة وجود "عقدة نقص"، يحاولن تعويضها من خلال لفت انتباه الأخريات إليهن.
اختلاف الآراء
وتذكر "نجلاء الحمد" أن الآراء مختلفة ومتباينة في أمر مدح أو انتقاص الزوجة لزوجها أمام الآخرين، لافتةً إلى أن بعض الزوجات من فرط غيرتها على زوجها، فإنها لا تألو جهداً في سبه ومنقصته، بدعوى أنها تريد صرف نظر البنات عن زوجها، فتجدها تقول عنه: عنيد وبخيل وغير متفهم، ويبقى دائماً الحل المثالي هو التزام الصمت وعدم ذكر طاريه سواء بالزين أو الشين.
ثرثرة فارغة
أما "سماح" فتقول: إن الزوجة قد تذكر بعض مزايا زوجها من باب شكر النعم أو الثناء عليه، ومدحه أمام أهلها وأهله، وهذا لا ضير فيه، مؤكدةً أنها حريصة على ذكر مزايا زوجها لوالدتها فقط، وذلك حتى يطمئن قلبها بأنها تعيش حياة سعيدة، كما تتمنى كل أم لابنتها، في حين ترى في حديث الزوجات عن أزواجهن أمام الصديقات والجارات "ثرثرة" فارغة، لا تخرج غالباً عن حب التفاخر والتباهي بالزوج المحب والحنون والكريم، وهذه الثرثرة تطال حتى أن الفتيات المقبلات على الزواج، حيث نجد أنه بمجرد أن يتم عقد قرانها تبدأ بالحديث لصديقاتها عن صفاته، وتنقل لهن تفاصيل لقائها به، بما في ذلك الحوارات الجانبية بينها وبين عريسها من محبة وغزل.
ليش أنا محرومة؟
وتشير "عائشة عيد" الى أن حديث المرأة عن مزايا زوجها واهتمامه وتدليله لها، قد يجعل من تستمع إليها تشعر بالنقص، لأنها تشعر بفقدانها لذلك، مما يثير بداخلها الغيرة والحسد والصراع النفسي، كأن تقول: "ليش أنا محرومة؟"، فتنفس عن حرمانها باختلاق خلافات مستمرة مع زوجها، متذرعة بأتفه الأسباب؛ لأنها تشعر أنه لا يلبي احتياجاتها العاطفية والجسدية، في الوقت الذي ترى فيه أن صديقتها في غاية السعادة مع زوجها، مؤكدةً على أن الحياة مليئة بالأمثلة والقصص التي دمرت الكثير من البيوت، بل وأوصلت الزوجين إلى الطلاق؛ نتيجة مدح الزوج أمام الأخريات، ومن هنا بدأت المشكلة.
طلقها زوجها
وهذا ما تؤكد عليه "منيرة السعيد"، حيث ذكرت أن شقيقتها انفصلت عن زوجها بسبب مدح صديقاتها لأزواجهن، وافتقادها للكثير من الصفات الجميلة التي يتحدثن عنها في زوجها، فكانت تشكو من عدم قدرة زوجها على الذهاب بها للسياحة كما يفعل أزواج صديقاتها، وكثيراً ما تصرخ في وجهه إذا رأت لباس صديقاتها ومجوهراتهن، أو هدايا أزواجهن، مما جعلها تشعر أنه زوج بخيل وغير رومانسي، بل لا يحرص على التعبير عن حبه لها، فتأزمت الأمور بينهما حتى وصلت الى الطلاق.
لاعت كبودنا
وتقول "سعاد": إنها تتذمر هي والحاضرات من كثرة مدح صديقتهم لزوجها، لدرجة أننا نشم رائحة المبالغة والكذب فيها، بل ونستغرب كثيراً من حرصها على ذكر ذلك في كل لقاء يجمعنا بها، وحين وصلنا إلى درجة الملل من هذا الحديث الفاضي قالت لها إحدى الحاضرات وبصراحة تامة: "خلاص درينا أنه أفضل زوج في العالم"، و"لاعت كبودنا من طاريه"، ومن بعدها أصبحت تتجنب الحديث عنه، معتبرةً أن التفاخر ومدح الزوج، فيه إفشاء لخصوصية الحياة الزوجية، مما يقلل من قدر المرأة واحترامها أمام الناس.
عصابة تختطف سعوديا في لبنان وتطالب بفدية 120 ألف دولار
حفرالباطن – فهد جارالله المريخي
تعرض مواطن سعودي للاختطاف أثناء تواجده في الجمهورية اللبنانية في نهاية الأسبوع الماضي على يد عصابة لبنانية ومطالبة ذويه بدفع فدية مقدارها 120 ألف دولار أمريكي للإفراج عنه، من جانبه أكد السفير السعودي في بيروت الأستاذ علي عسيري صحة الواقعة مشيرا بأن السفارة قد تلقت بلاغا من شقيقه المختطف عن تعرضه للاختطاف، وعلى الفور تم إبلاغ السلطات الأمنية في لبنان عن الحادثة، تم تشكيل فريق تحقيق من قبل السفارة والسلطات الأمنية اللبنانية للبحث عن المواطن والتوصل إلى الجناة مضيفا بأن السفارة تبدي اهتمامها وحرصها بكل مواطن. فيما كشفت معلومات بأن المواطن من سكان محافظة حفرالباطن وقد سافر الأسبوع الماضي لجمهورية لبنان لقضاء إجازته السنوية.
«كوكا كولا»: نأسف للإزعاج.. سنسحب أكوابنا لأن بها مواد مسرطنة!!
د.عبدالله بن ابراهيم السدحان
تبذل شركات الأغذية الكبرى جهودا تسويقية وتنفق مبالغ كبيرة بهدف زيادة استهلاك منتجاتها، وقد كشف رئيس مجلس إدارة شركة كوكا كولا العالمية أن هناك تركيزا منصبا على منطقة الشرق الأوسط، والسعودية تحديدا، نتيجة لما تمثله من سوق قوية ونامية، موضحا أن استهلاك الفرد السعودي يصل إلى 350 عبوة من مشروب الشركة سنويا، واصفا هذا المعدل بأنه يمثل رابع أكبر استهلاك على مستوى العالم.
ولكن هذه الجهود التسويقية على مستوى العالم قد تأتي بمردود عكسي، فقد أعلنت شركة المشروبات الغازية "كوكا كولا" عن سحبها طوعا 22 ألف مجموعة من الأكواب التي تباع في المتاجر وعبر شبكة الإنترنت منذ شهر مارس الماضي، وذلك لاحتوائها على مادة "الكادميوم" التي تعتبر مادة تسبب السرطان، لكنها أكدت أن المستويات المكتشفة "لا تشكل خطرا على الصحة لأنها منخفضة جدا".
وأوضحت الشركة في بيان لها أنها قررت اللجوء إلى عملية السحب الطوعي هذه "لأسباب تتعلق بالجودة"، مشيرة إلى أن "أحد الأكواب التي صممت لتأتي شبيهة بعبوة كوكا كولا، لا يتوافق مع متطلباتنا النوعية. وختمت "نأسف للإزعاج الذي تسببنا به لعملائنا".
ويذكرنا ذلك بسلسلة المطاعم الشهيرة التي سحبت 13 مليون كوب في شهر يونيو الماضي، رسمت عليها شخصية الغول الأخضر "شريك" وشخصيات أخرى من الرسوم المتحركة التي تحمل الاسم نفسه (شريك)، وذلك لأن الطلاء المستخدم يحتوي أيضا على مادة "كادميوم".
الإرهابيون يقودون حملات لتشويه سمعة الإعلاميين تمهيداً لاستهدافهم
د. عيسى الغيث
الرياض - هيام المفلح
دعا القاضي الدكتور عيسى الغيث إلى انتهاج الرد العكسي على قضية استهداف الإعلاميين بالاغتيالات والتفجيرات ضمن مخططات الإرهابيين في الخلايا التي تم القبض عليها مؤخراً، وذلك بوضع برامج إعلامية مرئية ومسموعة ومقروءة وعبر الإنترنت ورسائل الجوال والبريد الإلكتروني لمواجهة الفكر الضال بالحجة والبرهان وتفكيك بنائهم الفكري وبشكل دائم وممنهج . مؤكداً أن هذا الاستهداف إنما هو دليل على إدراك الإرهابيين لأهمية الدورالذي يلعبه الإعلاميون في المعركة ضد الإرهاب، والذي لا يقل أهمية عن دور الأمنيين، معتبراً أن حملات التعبئة التي سعت إلى تشويه سمعة الإعلاميين شاركت في تهيئة الأجواء لاستهدافهم، بهدف إخافة الكاتب ليسكت وإخافة الصحفي ليجبن .
يهدفون إخافة الكاتب ليسكت والصحفي ليجبن.. والإعلاميون يقومون بواجبات شرعية في الاحتساب والنصيحة
ويرى د. الغيث أن الإعلاميين اليوم يقومون بواجبات شرعية في الاحتساب والنصيحة ومكافحة الفساد، وهذه هي الحسبة الحقيقية، وليست تلك الغوغائيات والمشاغبات الميدانية والقضائية التي خرجت على أصول التشريع وأوامر الإمام .
وأوضح أن الإرهابيين في البداية شرعوا في التفجير من باب إنكار المنكر بزعمهم وبدافع التغيير باليد وكل ذلك جاء بمبرر التكفير المبيح لتلك الأعمال، وحينما وقف ضدهم رجال الأمن بالمرصاد انتقلوا في مرحلتهم الثانية إلى الانتقام ممن يكافحهم بدلاً من مرحلتهم الأولى التي يزعمون أنهم يستهدفونها لله، ثم حينما دخل في المعركة ضد الإرهاب رجال الإعلام جعلوهم ضمن المستهدفين، وذلك لتحقيق هدفين أعلاهما تحقيق التفجيرات لمرافق الإعلام والاغتيالات لرجاله وحينما لا يتحقق هذا الهدف فلديهم هدف أدنى يتحقق ولو بدون عمليات ميدانية حين يهاب الإعلاميون لكونهم مستهدفون.
وفي نفس الوقت دعا د. الغيث إلى محاسبة أنفسنا، فإذا لم نصارح أنفسنا وبلا مجاملات فلن تنته هذه الموجة الإرهابية بسهولة، ومن هذا المنطلق يحلل د. الغيث استهداف الإعلاميين وسببه، فحينما يكون هذا التحليل عبر بحوث علمية ودراسات ميدانية فبكل تأكيد سنجد أن قوة الإعلام المكافح للإرهاب هو السلاح القوي ضد تطرفهم العسكري المبني على التطرف الفكري، وحتى العمليات الأمنية الاستباقية تعظم نجاحاتها وتفت في عضد الإرهابيين حينما يتم تناولها إعلامياً بهذا الشكل الممنهج، لذا نجد الإرهابيين ينشطون في الإعلام الإلكتروني لمعرفتهم بأهميته وخطورته.
الإعلام المكافح للإرهاب سلاح قوي ضد تطرفهم العسكري والفكري
ويذكر د. الغيث عدة أسباب أخرى تدفع الإرهابيين لاستهداف الإعلاميين وذلك بالنظر لكل إرهابي وكيف نما في فكره هذا الهدف، ولماذا خططت قياداتهم لهذا الاستهداف، وسنجد أن من أهم الأسباب وجود الأرضية الفكرية في بعض المجتمع والتي هيئت لهذا الاستهداف، فمثلاً نجد أن هناك علماء ومفكرين ومثقفين وقفوا ضد الإرهاب ولكنهم لم يكونوا مستهدفين بشكل واضح وإن كانوا ضمن الخيارات، لكن الإعلاميين استهدفوا بشكل صريح، وهذا يعود لكثرة تسميم سمعتهم داخلياً من بعض الأشخاص وتشويه حقيقتهم والطعن في إيمانهم، فتجد من يسميهم جنود الشيطان ويصفهم بالمنافقين والتجييش ضد أصحاب الفضائيات وكتاب الصحف وعموم الإعلاميين، فهناك فئة لا تمل من تشويه سمعة الإعلام والإعلاميين وأنهم منافقون وتغريبيون وعملاء وهكذا في أوصاف دائمة ومتسلسلة لا تنتهي، مما جعل الشباب المتحمس المهيج والمجيش يكون لقمة سائغة في يد الإرهاب الداخلي والخارجي، ولذا فكل جريمة لا تأتي فجأة وإنما لها نواة بني عليها تراكمات فكرية نظرية ثم تحولت إلى ميدانية تطبيقية.
وكمثال على هذا الأمر يذكر د. الغيث – من تجربة شخصية أنه حينما دافع عن الإعلاميين في بعض البرامج التي شارك فيها سواء مرئية أو مقروءة وجد بعض الناس يهاجمه لقاء مدحه ودفاعه عنهم، وحينما تأمل سبب هذه الأفكار وجدها نتيجة تعبئة فكرية مكثفة عبر الكثير من المتحدثين والكتبة حتى بدا للسامع لهم أن هؤلاء الإعلاميين ما هم إلا أعداء ومنافقون كما هو التعبير الدارج لديهم، وحينما تأمل دافع هذه الحملة وجدها بسبب أن بعض الإعلاميين والكتبة لا يوافقون هؤلاء المحرضين في آرائهم، ومعنى هذا أن من ليس معهم في آرائهم فهو منافق وعدو للإسلام والمسلمين، ولنأخذ مثلاً فتاوى التكفير وبيانات التضليل التي امتلأت بها مواقع الإنترنت وهي صادرة من الداخل فرادى وجماعات، وعليه فمن الطبيعي أن يخرج لنا نتيجة تلك التعبئة الفكرية شباب يسعون لاغتيال من أطلق عليهم "جنود الشيطان ومنافقون وتغريبيون وعملاء".
وهذا هو الثالوث - حسب قوله - حيث يبدأ بالتنظير ثم التكفير ثم التفجير سواء بعملية اغتيال أو بعملية انتحارية، وما جريمة محاولة اغتيال الأمير المجاهد المرابط محمد بن نايف إلا دليل على هذا، ونحن حينما نصارح بهذا الكلام فيقول المريبون بأنه استعداء وكاد المريب أن يقول خذوني.
والواقع أننا نكافح مخرجات خطوط الإنتاج الفكري بإحباط عملياته وتوقيف كوادره البشرية وموارده المالية ولكن يبقى المصنع الذي ينتج لنا التنظيرات، في حين أن صاحب المعمل الفكري المتطرف قابع في بيته وبين زوجاته وأولاده، ومثلهم ((كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر، فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين))، ولذا فمهما قلمنا من أظافرهم وخلعنا من أنيابهم فلا تزال القلوب التنظيرية تضخ الدماء لتنمية المزيد من الأنياب والمخالب.
ويذكر د. الغيث في العام الماضي حينما قامت تلك الحملة الهوجاء ضد كاوست وبعدها بأيام خرج الربيش كمتحدث عن القاعدة يهدد بتفجير الجامعة لأنه وجد الأرضية الخصبة حيث جاء وكأنه المخلص، مما جعلنا نرصد الكثير من الترحيبات لهذا التهديد، وفرق بين حق حرية التعبير عن الرأي تجاه أي أمر ومدى حقها من باطلها وبين إعلانه وتهييج الناس نحوه وتجييش المريدين ضده مع أنه لن يحقق الهدف، وهكذا الكثير من الأمثلة يرغي ويزبد هؤلاء وتنتهي المرحلة ولم يتغير شيء، بل خسروا أنفسهم، واستفزوا غيرهم، وحرضوا السفهاء بلا مبرر ولا فائدة، بل بنتائج سيئة نعيش اليوم في أتونها.
كما أن هذا الواقع – بنظر د. الغيث - يعني بأن هناك مشكلة في جهة الإرشاد الفكري للشباب، فطرف يهيج، وطرف يسكت، وندر من يرشد بحكمة، ولذلك خرجنا بهذه النتائج. مضيفاً "حسبي أنني حينما أقول هذا الكلام فلدي خبرة متراكمة تزيد عن ربع قرن، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن نسكت عن بيان الحقيقة مهما كلفنا الثمن، لذا يجب أن نجفف المنابع الحقيقية ونستأصل الأرضيات الخصبة لئلا تستزرع المزيد من الكوادر الإرهابية، ويكفي أن التنظير بالفتوى والرأي المكتوب والمنطوق هو الذي يجلب الموارد المالية والكوادر البشرية، ولا تجد أي ريال دفع أو شاب جند إلا بتأصيل فكري منحرف وراءه، رجال ضالون مضللون، وأصبحت الغربة لمن يتشجعون ويقولون الحقيقة لأنهم اختاروا سلامة المنهج لا منهج السلامة، ولذا وجدنا علماءنا الحكماء في مقدمة المكافحين لهذا الفكر المتطرف، وعلى رأسهم اليوم سماحة شيخنا الوالد عبدالعزيز آل الشيخ المفتي العام والذي رأيناه في مكة أثناء الحج يقول عن الإعلاميين بأنهم إخوتنا وأبناؤنا ولم يقل بأنهم جنود الشيطان أو منافقين، ولذا وجدنا التجاوب الإيجابي من قبل إخوتنا الإعلاميين تجاه كلام سماحته وكذلك كلام الكثير من أعضاء هيئة كبار العلماء كفضيلة الشيخ عبدالله بن منيع وغيره من مشايخنا الأجلاء" .
وأثنى د. الغيث على الواجبات الشرعية التي يقوم بها الاعلاميون اليوم والتي تمثل الحسبة الحقيقية، المناقضة لتلك المشاغبات الميدانية والقضائية التي خرجت على أصول التشريع وأوامر الإمام وحرضت الناس على الأنظمة ومنها على سبيل المثال يذكر ما يكرره الكثير من هؤلاء بالمطالبة بأن تكون محاكمة الإعلاميين لدى المحاكم وليست لدى اللجنة المختصة في وزارة الثقافة والإعلام، وكأن الإعلاميين أعداء لا إخوة في الدين والوطن، مع أن اللجنة هي مرحلة أولى وبعدها تنتقل القضية إلى القضاء الإداري لدى ديوان المظالم، ومع أن هذا الأمر مؤصل شرعياً وقانونياً إلا أن له أيضاً نظائر واقعية فهيئة الأمر بالمعروف مثلاً لا تحيل كل وقوعاتها إلى القضاء ومع ذلك لم يشكك فيها، وكذلك الكثير من التظلمات تمر على لجان وجهات تفرزها وتسعى في الصلح لها وتقرر ما تراه تجاهها ومرجع الجميع القضاء الشرعي.
ويختم د. الغيث مؤكداً أن تلك التعبئة ضد الإعلاميين في تشويه سمعتهم من جهة والسعي في الترهيب بمحاكمتهم من جهة شارك في تهيئة الأجواء لمن يسعى في استهدافهم، فهؤلاء الذين يزايدون على دين البلاد والعباد ويشككون في إيمان غيرهم وكأنهم يوزعون صكوك الجنة والنار فهم الذين يفرخون لنا الإرهاب وهم الذين يصنعون لنا نواة التطرف القولي والفعلي، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.