همس الحنين
بنت الجنوب
حذر خبير فلكي من العواصف الرعدية المصاحبة للأمطار معتبراً ان دخول المملكة في موسم الأمطار يتيح الفرصة لمثل هذه العواصف وما قد ينجم عنها ان لم يتم تداركها واتخاذ التدابير اللازمة. وقال الدكتور فهد بن محمد الكليبي أستاذ علم المناخ بقسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة الملك سعود وعميد الكلية ان الناس مازالت تتساءل عما شهدته مدينة جدة العام الماضي وتحديدا في يوم 25/11/2009 من هطول أمطار غزيرة نتج عنها حدوث فيضانات عارمة أدت إلى وفاة أكثر من 123من سكان جدة، بالإضافة إلى حدوث أضرار مادية كبيرة. وتبادر إلى أذهان كثير من الناس تساؤلات عديدة منها عن الديناميكية التي أدت إلى تكون تلك الحالة الجوية وما هي درجة حده هذه الحالة وهل كان بالإمكان توقعها والتحذير منها وهل هذا تغير مناخي أم أنه قد سبق حدوث مثل هذا في السابق وفنّد الدكتور الكليبي هذه التساؤلات قائلاً: هناك عوامل جوية رئيسه تكونت وأدت إلى حدوث تلك العاصفة وهي تكون جبهة هوائية ممتدة للمنطقة من منخفض يقع مركزه شمال شرق المنطقة (Trailing front) بالإضافة الى هبوب رياح سطحية جنوبية غربية رطبة جدا وتكون انقلاب حراري (Thermal Inversion) فوق المنطقة وتكون طبقة باردة فوق طبقة الانقلاب السابقة فضلاً عن وجود تيار نفاث علوي (Upper Jet) قوي نسبيا وكذلك حدوث كسر لطبقة الانقلاب في مساحة محدودة من المنطقة. ويرجع الدكتور الكليبي تكون هذه السيول الى تعرض الساحل الغربي للمملكة لجبهة باردة تقابلت مع رياح جنوبية رطبة تزامنت مع وجود انقلاب حراري علوي يمتد تحت طبقة جوية باردة، وقد تم كسر هذا الانقلاب الحراري في منطقة غرب جدة في ذلك اليوم فصعدت كميات كبيرة من الهواء المحمل بكميات كبيرة من بخار الماء، من خلال ذلك الكسر نحو الطبقة الباردة فتكونت سحب ركاميّة ضخمة ذات امتداد رأسي كبير، نتج عنه تركز التساقط في مساحة محدودة نسبيا من الساحل الغربي، مما أدى إلى تكون سيول جارفة.
صورة الرادار لمنطقة جدة قبل أن تضرب العاصفة مدينة جدة
فقد تم كسر الانقلاب Breaking of the Inversion في مساحة محدودة نسبيا وتزامن ذلك مع هبوب رياح جنوبية غربية رطبة دافئة، وذلك يعني أنه يتكون على المنطقة انقلاب حراري Thermal Inversion، في الوقت الذي يصاحبه تصاعد قوي، وتيارات حامله قوية في المنطقة Convection currents، مما يعني أن كميات كبيرة من بخار الماء تصعد بقوة من خلال فتحة الانكسار، الأمر الذي ينتج عنه تكون سحب رعدية ذات بناء رأسي كبير تنتشر أفقيا في مساحة محدودة.
وهذه العملية تحدث في كثير من مناطق المملكة، ولكنها أكثر حدوثاً في الجزء الأوسط من الساحل الغربي، و مثل هذه الحالة تتكرر في جدة في شهر نوفمبر من كل عام، نظرا لكون هذا الشهر يجمع بين طبقة دفيئة عند السطح و تكون طبقات علوية باردة، بجانب هبوب رياح جنوبية غربية رطبة في بعض الأحيان. و في دراسة قمت بها 25/11/2009 عن العواصف الرعدية لمدينة جدة خلال 35 سنة الماضي أن مثل تلك الحالة الجوية سبق أن تكررت و تم رصدها علمياً، من خلال سجل مناخي يوضح أن أغلب كميات الأمطار الكبيرة التي سقطت في الماضي خلال يوم واحد فقط على مدينة جدة كان معظمها خلال أشهر نوفمبر. فقد تبين أن 50% من العواصف الرعدية الحادة التي تزيد فيها كمية الأمطار على 30 ملم /يوم حدثت في هذا الشهر. وطالب الدكتور الكليبي من الجهات المعنية التأهب أكثر لمثل هذه العواصف في شهر نوفمبر.
وحول إمكانية توقع تلك العاصفة و التحذير منها كشف الدكتور الكليبي ان معالم العاصفة كانت واضحة للعيان قبل وصولها إلى جدة بثماني ساعات على الأقل.
مرجعاً هذا الى نتائج النموذج الثيرمو دينمكي والذي يوضح حالة قوية من عدم الاستقرار الجوي تكونت في المنطقة قبل تكون العاصفة ليلة يوم 25/11/2009. ونتائج هذا النموذج تعتبر من أهم وسائل توقع العواصف الرعدية الحادة بالإضافة الى صور الأقمار الصناعية التي توضح تكون العاصفة فوق البحر الأحمر قبل الكارثة بثماني ساعات وكذلك صور الرادار التي توضح قوة وحدة العاصفة عندما كانت شمال غرب مدينة جدة بمسافة كافية للتحذير.
صور الأقمار الصناعية توضح تكون العاصفة فوق البحر الأحمر
تواريخ وكميات الأمطار التي سقطت على جدة خلال 35 سنة الماضية
النموذج الثيريوم يوضح حالة قوية من عدم الاستقرار الجوي قبل تكون العاصفة
صورة الرادار لمنطقة جدة قبل أن تضرب العاصفة مدينة جدة
فقد تم كسر الانقلاب Breaking of the Inversion في مساحة محدودة نسبيا وتزامن ذلك مع هبوب رياح جنوبية غربية رطبة دافئة، وذلك يعني أنه يتكون على المنطقة انقلاب حراري Thermal Inversion، في الوقت الذي يصاحبه تصاعد قوي، وتيارات حامله قوية في المنطقة Convection currents، مما يعني أن كميات كبيرة من بخار الماء تصعد بقوة من خلال فتحة الانكسار، الأمر الذي ينتج عنه تكون سحب رعدية ذات بناء رأسي كبير تنتشر أفقيا في مساحة محدودة.
وهذه العملية تحدث في كثير من مناطق المملكة، ولكنها أكثر حدوثاً في الجزء الأوسط من الساحل الغربي، و مثل هذه الحالة تتكرر في جدة في شهر نوفمبر من كل عام، نظرا لكون هذا الشهر يجمع بين طبقة دفيئة عند السطح و تكون طبقات علوية باردة، بجانب هبوب رياح جنوبية غربية رطبة في بعض الأحيان. و في دراسة قمت بها 25/11/2009 عن العواصف الرعدية لمدينة جدة خلال 35 سنة الماضي أن مثل تلك الحالة الجوية سبق أن تكررت و تم رصدها علمياً، من خلال سجل مناخي يوضح أن أغلب كميات الأمطار الكبيرة التي سقطت في الماضي خلال يوم واحد فقط على مدينة جدة كان معظمها خلال أشهر نوفمبر. فقد تبين أن 50% من العواصف الرعدية الحادة التي تزيد فيها كمية الأمطار على 30 ملم /يوم حدثت في هذا الشهر. وطالب الدكتور الكليبي من الجهات المعنية التأهب أكثر لمثل هذه العواصف في شهر نوفمبر.
وحول إمكانية توقع تلك العاصفة و التحذير منها كشف الدكتور الكليبي ان معالم العاصفة كانت واضحة للعيان قبل وصولها إلى جدة بثماني ساعات على الأقل.
مرجعاً هذا الى نتائج النموذج الثيرمو دينمكي والذي يوضح حالة قوية من عدم الاستقرار الجوي تكونت في المنطقة قبل تكون العاصفة ليلة يوم 25/11/2009. ونتائج هذا النموذج تعتبر من أهم وسائل توقع العواصف الرعدية الحادة بالإضافة الى صور الأقمار الصناعية التي توضح تكون العاصفة فوق البحر الأحمر قبل الكارثة بثماني ساعات وكذلك صور الرادار التي توضح قوة وحدة العاصفة عندما كانت شمال غرب مدينة جدة بمسافة كافية للتحذير.
صور الأقمار الصناعية توضح تكون العاصفة فوق البحر الأحمر
تواريخ وكميات الأمطار التي سقطت على جدة خلال 35 سنة الماضية
النموذج الثيريوم يوضح حالة قوية من عدم الاستقرار الجوي قبل تكون العاصفة